أفكار القذافي والمستجدات الدولية !! ورابطة رفاق القذافي نموذجا ً..

د. فايز الشهري

الجزء الأول من العنوان هو لمحاظرة تم إلقائها عبر غرف البالتوك الالكترونية عبر شبكة الانترنت وقد نظمت المحاظرة رابطة رفاق القذافي المستقلة حول العالم وقام بإلقاء المحاظرة المهندس الشاب المحترم ( عصام العول ) الذي يعرفه الجميع بصدق كلماته وجرأة حواراته من اجل نقل كلمة الحق وبكل موضوعية ... لقد كنت احد المسجلين والحاضرين لهذه المحاظرة وبتعمد لكي أحاول بجد فهم النشاطات التي تقوم بها هذه الرابطة والتي برزت مؤخرا وأصبحت محل نظر العديد من الصحف والمواقع لأنها بالفعل حملت طابعا حواريا وما آثار استغرابي بالفعل هو جرأة المهندس عصام العول الذي تحدث في المحاظرة وبكل جرأة وطلاقة غير معهودة والقصد هنا أي أن الشاب صغير في السن ويحمل أفكار حوارية عجز الكثير من المحسوبين على النظام الليبي في إيصالها إلى الجمهور بهذه الطريقة الموضوعية والبناءة والمبنية على الحوار ومبدأ احترام الرأي المخالف .. والمهم هنا أنني تابعت مثلي ومثل الحاظرين المحاظرة التي شرح فيها المحاظر رؤية العقيد القذافي للديمقراطية التي قدمها في الكتاب الأخضر وتحدث الحاضرون عن الأفكار التي يقدمها العقيد معمر القذافي ومدى تفاعلها مع الأحداث الدولية وما يحدث في منطقة الشرق الأوسط تحديدا من مستجدات وكانت المناقشة بالفعل في جو ديمقراطي مبني على احترام الآراء مهما كان مخالفا ولعل هذا ما أكد عليه المحاظر في بداية المحاظرة وأقول ذلك لأنني وجهت سؤال أثناء المحاظرة وكان كالتالي : ما مدى تأثير أفكار القذافي وخاصة فيما يعرف بالسلطة الشعبية على الليبيين في الداخل ؟؟ ورد علي المحاضر بأسلوب تفهمت وتغيرت رؤيتي من خلاله ما كان يدور بداخلي بالفعل من شكوك اتجاه السلطة الشعبية المطبقة في ليبيا !! فكان الرد من قبل المحاظر أن السلطة الشعبية في بلادي مطبقة ولكن لم يتم فهمها كما جاءت أي هناك إشكاليات في الفهم الحقيقي لها نتيجة تصرفات فردية أساءت بالفعل لها سواء كانت هذه التصرفات ناتجة عن أفراد يتحدثون باسم الثورة خدمة لمصالحهم وهؤلاء فضحهم العقيد معمر القذافي في خطابه باللجنة الشعبية العامة للعدل والهيئات القضائية ..او تكون التصرفات ناتجة عن رجال امن لم يفهموا معنى أن قاعة المؤتمر الشعبي هي قاعة للحوار الحر وان لكل فرد الحرية فيما يقول .. وهذا يرجع لعدة أسباب منها غياب المحاظرات التثقيفية الحقيقية لتعليم رجال الأمن والأفراد المعنى الحقيقي للسلطة الشعبية وحرمة قاعات المؤتمرات الشعبية باعتبارها مكان حر لكي يعبر المواطن عن أرائه بكل حرية .. ولكن الديمقراطية الشعبية التي يكون فيها الشعب هو صاحب القرار يتم الآن إفهامها بالفعل والتعريف بها أكثر من خلال موقع الرابطة لكي يتفهم المواطن ما عليه من واجبات وإذا ما تعرض إلى سوء فهم فان الرابطة ترشده كيف يتصرف بأسلوب قانوني لمواجهة مثل هذه الإشكاليات الناتجة عن قلة تمثل نفسها .

واستمرت المحاضرة لمدة ثلاث ساعات فهمنا من خلالها أيضا أن الرابطة تتعرض إلى ضغوط كبيرة نتيجة جرأتها في فتح أبواب الحوار والمناقشة تحت شعار اختلف معي في الرأي ولكن لا تكرهني ... وهذا ما جعلني اكتب هذه السطور لأنقل من خلالها بالفعل رسالتي الصادقة إلى الكاتب المحترم عصام العول وأوجه له من خلالها ما يدور بخاطري باعتباري متتبع وكاتب وناقد وأنا اعرف جيدا بان هذا الشاب بالفعل يستطيع تقبلها لأنه بالفعل إصلاحي وديمقراطي بكل ما تعنيه الكلمة ....

نعم (يا ولدي) لقد زرتُ الموقع الالكتروني الخاص برابطة رفاق القذافي، وقرأتُ في ذهول آخر (مقالة) لك على صدر صفحات ذلك المنتدى الحواري الشهير ، وحتى أكون أميناً معك فمضمون مشاركتك (الصاعق) لم يعد همّي الرئيس في هذه اللحظة وسبب انصرافي عن تفحّص مضمون مقالتك أن تفكيري انشغل تماما بتأمل (مدلولات) العدد الكبير من مشاركاتك وتعقيباتك الأخرى التي تبيّن إحصائية المنتدى.

و أسألك .. (يا ولدي( ما الذي تفعله على الانترنت؟ بل ما الذي تفعله - أنت ومن معك - بهذا المنجز المعرفي الضخم؟... ومن أين لك - رعاك الله- كل هذا الوقت والجهد؟...ألست اليوم عضوا بارزا في هذا المنتدى الحواري الشهير ... ألست أنت من يسأل عنه البقية حين تغيب - مضطرا- ليوم أو يومين.... مشكلتك يا بني أنك دخلت ميدان معركة ؟؟ فاسأل الله أن يحميك من أصحاب التلفيق !! ... وانك هنا لتسجيل بطولات وأمجاد ... عجبي يا بني ..وهل يُبنى مجدٌ ... أو ترفع شارة نصر في نادٍ الكتروني يتحاور فيه (الناس عن الناس) من وراء الأقنعة ...

أعلم أن مشرفي المنتدى الذي منحته (كل وقتك) قد كافأوك بترصيع (اسمك (بنجوم ذهبيّة خمس.... كما لاحظت أن النظام الآلي للمكافآت بالمنتدى قد رقّاك إلى مرتبة «عضو ممتاز» .. ولكن دعني أسالك.. يا ولدي .. عن الثمن الذي دفعته لتنال هذا التكريم الالكتروني الذي لن تحتفل به وسط الأحباب، ولن يره احد غيرك، كما ولن تستطيع أن تعلّق شهادته على جدار حجرتك، أو تضيفه إلى سيرتك الذاتيّة؟ و أعود وأسالك أيضا (يا ولدي) عن حجم التضحيات التي قدّمتها لتحرز هذا الرقم المهول من المشاركات في غضون سنة؟ ترى كم أخذت هذه المنتديات من وقتك الأسري في الأمسيات العائلية الحميمة؟ وكم ليلة سهرت معتزلا الصحب والأهل خلف الباب المغلق لتخوض ساحات الوغى المتخيلة تصارع أشباحا، وتنفعل مع آخرين؟ بالله عليك (يا ولدي) كم ضحيةً جندلتها ...وكم مستوراً أو غافلة تعمّدت تتبع ستره فعلمتَ ففضحتَ ؟

يا بني كم (مكتَسبٍاً) في بلادك لم تر فيه إلا (ما يثير) قراء المنتدى، ويفتح البوابة السوداء للقيل والقال ؟ وكم (رمزاً) وطنياً أبيت إلا أن تشارك في (تقويضه) في حفلات التشنيع العبثية مناضلا في سبيل «حقٍ» أنت وحدك من صمّم مواصفاته. بابني اطلعت على أربع صفحات من عناوين مشاركاتك السابقة فلمستُ أنك فعلا قد أكسبت المنتدى المزيد من الأعضاء والزوّار. .. لا تعجبن من كلامي يا ولدي فالانترنت من دون المحتوى الذي تمتلئ به المواقع والمنتديات وقواعد المعلومات ما هي إلا (شبكة عمياء) بلا روح، وأجهزة صماء وشاشات بلهاء لا تسر الناظرين. الانترنت - يا ولدي- هي أنت وهو وهي وما تنشرون وما تفعلون هو ما يقرأه ويراه الآخرون وهو مجمل ما يدوّنه (التاريخ) عن هذه البقعة من ( الجغرافيا).. يا بني ما سطرته أناملك مع بقية الأقران سيشكل أمام سكان الأرض جزءا من تكوين صورة عقل مجتمع وروح حضارة فماذا انتم فاعلون؟ وارجوا أن تكون قد تفهمت رسالتي مع اصدق تحياتي !!