أنا خَطَبِت!!بقلم:حمزة مازن تفاحة
تاريخ النشر : 2011-03-24
أنا خَطَبِت!!بقلم:حمزة مازن تفاحة


عقبال عند كل عزابي ، وكل مُشتهٍ يا رب!
وهذا بالضرورة يتطلب مني أن أغدو رجلاً سعيداً .. وهأنذا سعيداً بالفعل.
كما يحق لي الاحتفال مع رجولتي المؤقتة والمهددة بالانقراض بعد قليل!
وكوني مدركاً لحساسية هذه الفترة – الخطوبة – وأعي تماماً أهمية التقرب والتعرف أكثر ليتسنى لكلا الطرفين أن يتعرفا على بعضهما البعض ؛ فبمجرد أن اختليت بخطيبتي الخلوة الشرعية طبعاً .. كي لا تتحرك الشكوك (إلي مش ولا بد)! همست لها بعد مقدمة لا مبرر لها:
اسمعيني يا مستورة : أنا رجل أحب التفكير بصوت عالٍ لذا أجدني أعشق الكتابة ، وبما أني أنا (بالذات) أكتب فأنا بالضرورة كاتب فاشل ، وأقولها بصراحة لأمرين: الأول: توخياً للدقة والصدق ، فهما من أهم متطلبات فترة الخطوبة ، والثاني: حتى لا تتخيلي خطيبتي بأني أنافس هنري ميللر أو تشيخوف أو دوستويفسكي أو غوغول لا سمح الله !
خرجت عن الموضوع ..؟ بعرف!
باختصار : همست لها بأني كاتب ، ولنقل كاتب مغمور ، بما أن وقعها ألطف على السمع من فاشل!
أني دائما كنت أكتب وأقول بأن الرجل عبارة عن طفل صغير ذي شارب ، ولحية ، وجسد كبير ممتلئ ، وبما أنَّ العزوبية مثل حياة أولئك المهاجرين الذين لا يستقرون في محطة معينة أبداً ، فأنا يا مستورة أبحث عن امرأة تنّظم لي أمور حياتي (المكركبة) من جميع النواحي : الأكل والشرب واللِبس والهِندام وجزء من التفكير ، وكذلك المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية ، أصلاً كل قرار في العلاقة الزوجية يعتبر قراراً مصيرياً!
صمتُ قليلا لأريح فكي ولساني ، ثم أضفت لها بصوت خافت وكأني أخبرها بإحدى أسراري الكبيرة: أهم شيء في علاقتنا (التفاهم)لا غير!
ضحكتها التي كانت تشف عن أسنانها البيضاء الجميلة غدت تتقلص وتنكمش ، إلى أن انسحبت تماماً ، ثم بدأت تتململ في جلستها ، وأضحت أبعد قليلاً عني ، حتى أنني أحسست أنه قد بدرت مني حركة خطأ بدرت مني بشكل غير متعمد ، وتنحنحت ، وأكفهر وجهها الطفولي ، وقتها تأكدت أن في الموضوع (إنَّ) دون أخواتها!
توترتُ قليلاً ، وانتظرت برهة ساد خلالها صمت ثقيل ..
بدورها لم تقل شيئاً!
ركد تدفق العبارات في رأسي ، وتعثرت عباراتي ، وانطفأت على حدود شفاهي ، وتكسرت أشياء كثيرة بداخلي كانت لها أصواتٌ مدوية!
لم تقل شيئا بعد! وبدت ذاهلة
وبدأت أتساءل إن كان في حديثي ما يوجب كل هذا الخشوع في الذهول ؟
نهضتُ واستأذنت منها متعللاً بضرورة مغادرتي لأمرٍ هام! ورداءة تمثيلي وضعف حجتي كانا باديان بوضوح على ملامح وجهي الباهتة المحمّرة!
قامت ترتدي صمتها لإتاحة المجال أمامي كي لا أتأخر عن موعدي الطارئ، وبعد ثوانٍ قليلة عندما استقرت أمام المدخل الذي يفضي إلى الخارج ، أومأت لي برأسها إشارةً إلى أنّ الطريق (سالك)!
تقدمت بهدوء صوب الباب ، تجاوزتها ودلفت من الباب وأغلقته خلفي!
هرعتُ إلى الدرج فرحاً ، وكأني قد تحررت من ذل دام طويلاً ، منتشياً برجولتي وماء وجهي اللذين لم يدلقا أمامي.
عندها فقط عرفت لماذا ذهب صديقي "في إجازة شهر العسل بمفرده"!
حمزة مازن تفاحة
[email protected]