كابوس الإستعمار بواسطة الفخامة بقلم صالح العجمي
تاريخ النشر : 2011-01-10
كابوس الإستعمار بواسطة الفخامة بقلم صالح العجمي


المخاض السياسي الموأدلج يلتهم النسيج الأجتماعي في البلاد العربية التي لا تزال تخضع لنظام القبيلة والشيخ كما هو في اليمن و الظروف القاسية التي يعانيها المواطن العربي من البطالة والفقر والجهل في ظل حكومات فاشلة عجزت عن تقديم أبسط الخدمات لمواطنيها كما يجري في الآونة الأخيرة في تونس نموذج للثورات التي تنفجر من رحم المعاناة والمثل القائل الأبداع يولد من رحم المعاناة ولكن تعاظم الأمر بالشعوب الى ان وصلت الثوارات والانتفاضات والعنف تنبع من رحم المعاناة .
الجمهورية السودانية تخضع للإبتزاز من الغرب والتقسيم القسري للبلد الواحد والتيار الانفصالي في جنوب اليمن ينتظر تحقيق الإنفصال في جنوب السودان بفارغ الصبر لعله يكون نموذجا مسبقا وعصا يتوكأ عليها في المحكمة الدولية للمطالبة بتحقيق الإنفصال في اليمن وصراع سياسي في مقدمة الجبهة في مواجهة اسرائيل العدو الأول للبلاد العربية في المنطقة دام اكثر من خمس سنوات بين حماس وفتح ولا أمل في الوصول إلى توحيد الصفوف في مواجهة العدو واتهامات يومية لحزب الله بالعمالة لإيران وكلنا مدفوعين لمواجهة بعضنا البعض والحرب على بعضنا البعض وشن حروب داخلية على بعضنا البعض وتسخير كل الجهود للقضاء على انفسنا بإيدينا وتغلل التطرف في المجتمع لم يسلم منه المجتمع المصري ودخل الكنسية وسفك الدماء ناهيك عن العراق الجريحة وبحيرات الدم اليومية على شواطيء دجلة والفرات تتدفقىبدافع مذهبي و آخر سياسي وربما عوامل آخرى خفية وتصفية حسابات شخصية في الساحة
أي طرق تسلك الأمة في ظل هذه الظروف والتدخلات الخارجية وإصرار الحكام على التمسك بالسلطة؟ ولو كلف ذلك التضحية بدماء الأمة والشعوب!
ما هو موقف الجامعة العربية من كل مايجري في العالم العربي؟ كل يوم تتشرذم بلد وكل يوم تتعرض طائفة وفئة للإعتداء من الإنظمة وكل يوم يتعرض المواطن العربي للأبتزاز والظلم من هذه الأنظمة الممولة عسكريا وفكريا لقمع الشعوب
العربية من الغرب .
هل تحضر الجامعة العربية تحتفل في اليوم الأول من أنفصال السودان وتجهز الكعكة لهذا الحادث التاريخي المؤسف ؟ ومتى ستذهب إلى اليمن وتحتفل بعودة الأحتلال البريطاني إلى عدن ؟
وإن حدثت هذه الكرنفاليات والأحتفالات في مثل هذا الحدث المأساوي لكن الدراسة تقول أن العلاقة بين هذه الدول المبتورة الى نصفين لن تكون علاقة اخوية ولن تكون علاقة ودية وسوف تزرع الحدود بالأشواك والعنصرية ولامجال للمكايدة
والمكابرة في التشكيك في ذلك وسنظل في حروب وصراعات داخلية حتى نعود من جديد تحت الإستعمار الأجنبي ومزقناهم كل ممزق .