إسرائيل في ضيافة جهنم !
بقلم الصحفي / رأفت عسليه
بررت بعض التقارير الأمنية الإسرائيلية الأولية أسباب الحريق الهائل الذى شب في جبل الكرمل وأودى يحياة حوالي ثلاثة واربعين سجانا إسرائيليا , وإصابة العشرات , وتشريد المئات , هو الإهمال من قبل القائمين على هذه المناطق , إضافة لتقارير تطالب بإقالة وزير الداخلية الاسرائيلي , لإثباته عدم قدرة اسرائيل على تحمل مثل هذه الكوارث والسيطرة عليها في فترة وجيزة , ناهيك عن المناشدات الإسرائيلية المستمرة لطلب يد العون امن المسلمين قبل الغربيين, ولكن باعتقادي أن هذه الحرائق , تندرج في ملفات الحرب الخفية , بين اسرائيل من جهة والعالم الخارجي من جهة (حزب الله – سوريا – ايران ) فجمعيهما ما زال يريد ثأرا من اسرائيل , ثارا غالي الثمن , فعماد مغنية القائد العسكري لحزب يساوي الكثير عند حزب الله اللبناني , والذي مازال الاخير يبحث عن ثغرة للدخول إلى العمق الإسرائيلي , ولانتقام لدمائه ,أيضا الخروقات الإسرائيلية المتكررة , والمزدادة في الآونة الأخيرة لتصل إلى قطاع الاتصالات , حيث أثبتت المصادر الأمنية اللبنانية بأن اسرائيل تخترق أجهزة الاتصال , وتتنصت على المواطنين , وعلى شخصيات رفيعة , في لبنان , ما دفعها للاحتجاج أمام الأمم المتحدة , وطلبها معاقبة اسرائيل على هذه الجريمة ’ والتي بدورها لم تحرك ساكن حتى ألان سوى قليل من الإدانة.
على الشق الأخر من معادلة الرد والانتقام , تأتي سوريا الدولة العربية , التي مازال يُحتل جزءا من أرضها , وهو الجولان , التي ترفض سوريا التفاوض أو تبادل العلاقات مع اسرائيل , قبل إعادة الجولان إليها .
سوريا أيضا لها ثأر من اسرائيل , وتريد الانتقام ولكن بصمت , والسبب قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف مواقع , تعتقد اسرائيل أنها تستخدم لتصنيع أسلحة لها علاقة بالشأن النووي.
أما الخصم اللدود لإسرائيل , وهي الورقة الأكبر في معادلة الانتقام , هي ايران الدولة الوحيدة برأيي مازلت تزعج العالم , خاصة أمريكا وإسرائيل, فإيران على عداء كبير مع اسرائيل , ففي قاموسها الفكري القضاء على اسرائيل تقرب إلى الله ,وان اسرائيل دولة غير شرعية وتستحق المسح من الخريطة ,أما إسرائيل فلم توفر ايران يوما, فدوما تدعو لتدمير النظام الإيراني , وإلصاق التهم به , سواء كان سعي ايران لامتلاك سلاح ننوي , أو غياب الحرية والديمقراطية في ايران , ولكن من أعماق هذه الأمور , أثمرت الحرب الخفية بينهما , لتبدأ اسرائيل بملاحقة العلماء الإيرانيين خارج أوطانهم , بالإضافة لاختراق عشرات الآلاف من أجهزة الحاسوب الإيرانية وتدميرها , والاعتداء الاخير والأقوى , هو اغتيال عالميين نووين بقلب العاصمة الإيرانية ,الأمر الذي دفع الاستخبارات الإيرانية التأكيد بأن تل أبيب وواشنطن ولندن لهم اليد الطويلة في عملية الاغتيال.
من هنا بدأت العيون الإيرانية تتجه نحو الانتقام , فربما نحن على موعد مع انتقام يوجع اسرائيل أكثر من الحرائق, وأيضا من الممكن أن تكون لإيران أو حزب الله صلة قوية بعملية إحراق آلاف الدونمات في جبال الكرمل , كخطوة لإضعاف إسرائيل أو إرسال رسالة لها,بأننا نستطيع ضرب العمق الاسرائيلي بخفية , وقادرين على خوض جميع أنواع العاب الموت في المنطقة.
أيام قليلة وسوف تكشف اسرائيل عن الأسباب الحقيقة وراء هذه الحرائق , التي تمنى الجميع أن تلتهب إسرائيل بأكملها ,وأيضا لربما عثرت إسرائيل على خيط الإبرة حين قامت شرطتها باعتقال اثنين يحاولا إشعال النيران مجددا بتلك الأحراش, الأرجح ان تبقى أصابع الاتهام موجهة لحزب الله ,وذلك في إطار سياسة سحب الأرجل التي تعمل بها اسرائيل , لجر لبنان إلى حرب قد تكون نهايتها القضاء على حزب الله كما تعتقد اسرائيل .
اسرائيل في ضيافة جهنم بقلم الصحفي رأفت عسليه
تاريخ النشر : 2010-12-05