شهقةٌ من قلبكِ أم من الروحِ قد نُزعَتْ
عويلُ جرحٍ في صدري تطيل
تبكين يا دمعي
يا وجعَ الزنابق حين تميل
يا حَنوَ النخيل على قلبي
ماذا لدي لأبْكيكِ وماذا لديكِ أم تاه الدليل
الآنَ أمضي دونَ عَينَيكِ
الآنَ فقطْ أُبصرُ حيثُ الريحُ تُبصرُني وتُبعدُني
سأعيدُ وَميضَ القلبِ لو استطعْتُ لعَلَّ خطاي تَحملُني
ألم تَرَي ميارَ يدي أمدُّها سهلاً يُغَنّي
كيفَ جالَ بخاطرِكِ أنَّي ... أم غابَ قلبُكِ في سَهوٍّ ليقتلَني
كان القلب يبصرك
ويضيء دروبك فتختارين هروبك
أبصرْتِ دونَ بصيرةٍ
وما حجبَتْ كفاي نوراً عن ورودِك
هي العين نأتْ بي
من سيوفِ غضبِكِ تأتي
حَمَلَها يوماً جُموحك
حِينَ قادَكِ لَهوُ ظُنونُك
حينَ فارقَتْكِ لَهفةُ الحُبِّ
لحظةَ قُلْتِ أريدُ قلبي من عيونِك
حينَ هَمَمْتُ أنْ أُعيدَ زهرةً لِجذرِ الأرض
فانحنيْتِ لتجتثي وريدي وذكرياتي فِيكِ
يومَها دمى جسدي قُربَ تربتِه
وجثى عليَّ نَبْتي
فهل تجرحُ يداي قلبي
وأنا يتيمُ القلبِ دونَك
لمْ تعرفي كم أُحبُّك
كم إليكِ كانتْ نسائمي تندي
أنَّ قُربي وبُعدي لأنّي أُحبُّكِ
وأنّي أَضعْتُ فيكِ أجملَ أيام عمري
فأنا كُلّما رَافَقَتْ روحي نَسمةٌ بانَتْ نجمتاك
وانقلبَ أمري
فهلْ خانَكِ قَلبُكِ حينَ وثقْتُ بالحُبِّ فتاهَتْ رُموشُكِ عني
وقد كانَتْ تَنْبَسُ رِمشَي أمْ خانَني فِيكِ ودّي
وأنّني أبتعدُ لألّا أَجْرحَ زَهرَ جَفنَيْكِ
تُرى بعدَ هذا الحبِّ مَنْ بَكى
عيناكِ أم عيناي من عينيكِ
هي لحظةُ كبرياءٍ كذبَتْ عليكِ
فعجزَ صوتُكِ أنْ يَسْألَ
ما الذي يَجرحُ قلبي
فاخترْتُ صَمْتي
لَمْ تسألي ماذا سيجني
لَمْ تسألي الطيرَ يفرُّ من صدركِ
لَمْ تذكري أنّي لم أجرحْكِ يوماً بِهَمِّي
ومَنْ مِمَّنْ سألْتِ كانَ أطهرَ القلبِ مِنْكِ
ومَنْ مِمَنْ سألَني كانَ أرحمَ القلبِ مِني
كم كنْتِ عزيزةً وقاسيةً لمّا بَكيْتِ
كم رَميْتِ من سهامِ نارٍ بروحي
وعلى عيني مشيْتِ
على وجعِ السنينِ تُحدِّقُ في تثاقلي
أُكتِّمُ الحبَّ فيها
وعلى خاطري فِيكِ انتشيْتِ
أشكوكِ بما حَملْتُ من حُبٍّ بريءٍ
وأنّي ما أطفأتُ شمعي يدنو إليكِ
وما عرفْتُ النومَ
ولم يختلفْ قلبي يوماً عليكِ
أشكوكِ أنَّكِ تُهْتِ
وحبيبةُ العَينِ أنتِ
ادعي لروحي أنْ تنامَ
وقُولي لجَفْني أنْ يفيقَ مِنْ غَفوِه
فلا صَحواً سينفعُه
ولا نوماً سينفعُه
هذيانُ رحيلٍ طالَ به ممّا جَنيْتِ
وابْكِي عليه إنْ رَفَّ طيرُك كما يهفو إليكِ
ابْكِي لعلَّ البكاءَ يُريحُ قلبَكِ
فإنِّي عَميْتُ لَمّا رأيْتُ عَينَيكِ تُنكرني
والناسُ تَسألُ بأيِّ أَرضٍ قد نأى عنه الحبيبُ
في أيِّ مَوتٍ سَيأوي
قُولي لهم إنْ شئْتِ عَدلاً إنَّك أصبْتِ قلبي
قُولي إنِّي جارحٌ سأقولُ جَرحْتِ وردي
قُولي إنّي أضعتُكِ سأقولُ أضعْتِ دربي
قُولي جَرحْتُ وفائي سأقولُ طَعنْتِ عَهدي
سأقولُ يا امرأةً تَجرحُ كلَّ شيءٍ بفوضاها
إنَّ امرأةً عاشرتْني سِنينَ عُمري
عرفَتْ صفاءَ روحي وصمتي وعزفي، تَاهَتْ بقلبي
وستضحكُ مِنْكِ كُلُّ عينٍ وستبكي
قُولي لكلِّ الورودِ حَولَكِ إنَّ الحبَّ لا يكفي
إنَّ فَضاءَ القلبِ يَحضُنُكِ لا يكفي
قولي إنَّ الحُبَّ أكبرُ كذبةٍ في الأرض
وإنَّ الفراقَ والأحزانَ لا تكفي
وإنَّ رُّوحي الّتي تَحرسُ روحَكِ لا تكفي أنْ تغفري بُعدي
قُولي إنَّ موتي سيكفيكَ ثأراً بِصمْتي لِتبكيَ أكثرَ بَعدي
امرأة تبكي بقلم : مازن العجوري
تاريخ النشر : 2010-11-20