القاهرة_مصر
أخيرا يقوم أحد علماء مصر بوضع مايعرف بأطلس المخاطر المناخية ، بعد دراسة استغرقت نيف من السنوات ، شارحا بالأدلة والخرائط ماتوصل إليه بحثه الخطير ، والمدعم بمعلومات استقاها من وكالة NASA الفضائية بأمريكا.
أنه د.خالد عودة ..من مصر ، فقد راعه أن تغرق بعض من سواحل وشواطىء مصر الشمالية مستقبلا وتوقعا ، وأيضا أجزاء من دلتا مصر ،علاوة على أجزاء من شواطىء المتوسطى فى فلسطين ،وأوروبا أيضا، تحت فيض ومدد المياه الناشىء عن ذوبان جليد الأقطاب بعد وعكة الاحتباس الحرارى لمناخ الأرض.
يقدم د.خالد حلا للمشكلة من خلال الدعوة إلى إحياء فكرة مشروع منخفض القطارة ، الذى يقبع فى الجزء الشمالى الغربى من الصحراء الغربية بمصر ، على أساس من كونه أكبر منخفض فى العالم ، مع الأخذ فى الاعتبار بالمخاطر المتمثلة فى وجود الألغام التى تخلفت عن الحرب العالمية الثانية .
ومما استرعى انتباهى لهذا الأمر ، وتضامنا مع د.خالد عودة ، هو أننى (بتواضع) كنت الأسبق فى الدعوة لفكرة الاستفادة من سعة هذا المنخفض ،ولى الشرف طبعا .
لقد كنت أنا أول من يدلى بالرأى الدال بأن يكون منخفض القطارة بالتحديد ( أحد الحلول ) لمشكلة تدفق المياه على البحر المتوسط خاصة ، نتيجة لسلسلة التغيرات المناخية ، والتى أذابت جليد الأقطاب ،من خلال مقال تحت عنوان ( لن تغرق دلتا مصر ) والذى نُشر بتاريخ السبت، 5 سبتمبر 2009 - 11:04 ضمن سلسلة مقالات القراء ، بأحدى الجرائد الأسبوعية بمصر، وعلى موقعها الإلكترونى،ويمكن الوصول إليه من خلال إجراء بحث على الأنترنت ، أما الذى أفاء بسر هذا الغمر القادم للأراضى والشواطىء نتيجة لتدفق المياه، فهو فيض الأفلام الوثائقية الممتعة التى تأتى لنا بصور لجبال الجليد وهى تنهار من صدمة وخضة المناخ الماثلة .
المهم الآن أن السعة القصوى للمنخفض عند إمتلاءه تماما ستتجاوز ماقدره 60 فيضانا مثيلا من فيضانات نهر النيل (تقريبا) ، أى مايقدر ب 3600 مليارمتر2 وهذا يعنى سعة تخزين مهولة ، ولن تكون هى كل شىء طبعا ، لأن هذه السعة ربما تستوعب الزيادة فقط أو جزء منها ، ولكن هناك جانبا آخر بعد إعادة الدراسة لجيولوجية المنخفض أخذا فى الاعتبار بأى تداعيات تنشأ عن الضغط الذى سوف يتحقق على أرضية المنخفض من حقيقة تفيد بالثقل الهائل والمريع لملايين الأطنان من المياه ضغطا وسحقا لقاع المنخفض!!!
ثم أن المسألة الموازية تماما هى زيادة معدلات البخر والتكثيف نتيجة لاتساع سطح المنخفض(مابين 200_300 كم2 تقريبا) ثم هطولا بالأمطار فى صحارينا الجافة ، تمهيدا لتوسعة مستقبلية لبعض من الأراضى الزراعية ، بعد أن يتم الاستصلاح لها نشاطا وسعيا دآبين، هذا وقد حدث شىء مثيل حينما أقمنا السد العالى ، حيث بدأت الأمطار تسقط هناك ، وكان آخرها السيل فى العام الماضى ، الذى أقتلع أبراج الكهرباء فى أودية أسوان الجافة .
بقى شىء هام جدا ،يعبر عنه السؤال التالى : هل ينتبه رجال الأعمال ، وأصحاب المصالح أيا كانت أهوائهم وطموحاتهم لهذه الدراسة ، أم أن كل شىء يأتى ويغادر كما لو لم تحركه الريح ، أن العلم ولاشىء غيره هومانحتاج إليه لحل مشكلاتنا !!
كان لى السبق أيضا بقلم:صفوت صالح الكاشف
تاريخ النشر : 2010-11-07