عذراً دكتور وضاح .. العلاج ليس حسب المزاج !!بقلم الصحفي : تميم معمر
تاريخ النشر : 2010-10-28
عذراً دكتور وضاح .. العلاج ليس حسب المزاج !!بقلم الصحفي : تميم معمر


عذراً دكتور وضاح .. العلاج ليس حسب المزاج !!
بقلم الصحفي : تميم معمر

كما نعلم ويعلم الجميع , فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس , وضمن الديمقراطية التي أسسها لنا السيد الرئيس محمود عباس بحرية الرأي والتعبير وفق حدودها دون تجاوز , وكذلك الأمانة التي أولاها سيادته لكل في موقعه , في وقت يدرك فيه الجميع حجم الأمانة والحمل الثقيل الملقى على كاهل السيد الرئيس إزاء هموم الشعب والقضية . وحتى لا يكون خلطاً في فهم الأمر الذي أبغي فيه قول الحق إحقاقا للحق وإنصافاً لكل صاحب حق دون مبالغةً أو تجنياً على أحد , فإنني أقصد سلوك الدكتور وضاح بعباع القائم على قسم دائرة العلاج بالخارج والتي لا تمت للإنسانية بصلة إزاء حقوق المرضى , في حين أنني أشهد بحق – دون مجاملة لأحد - على المهنية العالية التي تعمل بها دائرة العلاج بالخارج بغزة , رغم معرفة الجميع بقسوة الحال في القطاع في ظل سياسة حكومة الأمر الواقع التي لا يخفى على الجميع أفعالها في كل جوانب حقوق الإنسان وإنسانيته ..! ولأن الاعتراف بالحق واجب أيضاً فلا ينكر أحدنا الجهود المتواصلة والحريصة التي تبذلها وزارة الصحة برام الله وتحديداً الأخ الوزير دكتور فتحي أبو مغلي إزاء تطوير الوضع الصحّي بما يخدم كافة المواطنين بمختلف أنواع الأمراض التي يعانون منها. وبالعودة إلى ذي بدء حيث المشكلة في قسم التحويلات التي يقودها الدكتور وضاح ، والذي يبدو أن مزاجه الشخصي .. ينعكس على أمانة العمل ومهنيته , ولا أعرف كيف يمكن تلاقي المزاج والعلاج و أيهما أهم حياة المريض الذي ينتظر العلاج أم حالة المزاج ؟! كلنا يعلم أن الوزارة خففت على ميزانية السلطة ووفرت ملايين الدولارات ولكن ليس كل الناس سواسية في هذه القضية فيبدو أن هناك أمراً غير واضح في هذه التحويلات ولا أريد الخوض في مسائل ليست من شؤوننا . لكن يجب أن لا يكون ذلك التفافاً على حقوق المرضى ..!! فالتصريحات التي أدلى بها الدكتور وضاح بخصوص حجم التحويلات للمرضى لمختلف الجهات – بحسب الاتفاقيات الصحيّة – ولا احد ينكر هذه الايجابيات - وكذلك حجم المبالغ التي وفرتها وزارة الصحة للصالح العام , ولإنشاء مؤسسات صحية في وطننا الحبيب , فإن كل ذلك لا نختلف عليه ما دام في خدمة المصلحة العامة – لكن كما أسلفنا بأن لا يكون ذلك التفافاً على حقوق المرضى – أو بمعنى أصح " أن لا يكون حق يراد به باطل " وفي سياق تصريحات الدكتور وضاح , أضاف الدكتور عمر النصر مدير عام العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة بالقول " إن توفير كافة الإمكانيات للأهل في المحافظات الجنوبية على الرغم من الانقلاب الدموي الذي لا زال هناك وسيطرة مليشيات حماس على القطاع الصحي وطرد خيره العاملين فيه، وبالتالي تجد السلطة الوطنية ووزارة الصحة بشكل خاص من واجبها بذل كل جهد ممكن من اجل التخفيف عن أهلنا هناك " . وكما يقال فإن هنا " مربط الفرس " وهذا ما نريد أن يتم ترجمته عملياً على الواقع وليس عبر التصريحات .. فالذي ينتظر التحويلة الطبية أملاً بالعلاج ومن يسبق يكون له الغلبة ..! أو حسب المزاجية في حينها .. بينما بالتأكيد كلكم تعلمون ما معنى أن يشاهد الأب أو الأم ابنه أو ابنته تموت أو يموت أمامه والبقية عندكم . لكن يجب الحرص الدائم دون كلل وملل , لأن الجانب الصحّي من أخطر الجوانب في حياتنا , التي هي حق للجميع أن ينعم بصحة جيدة . ومن يرى في نفسه عدم القدرة على التحمّل في هذا السياق – وهذا أمر لا يعيب صاحبه - فإن الأجدر به التنحّي وسينال كل الاحترام باعتبار الإنسان قدرات . وإلّا لماذا يوصل الكثير ويحاول الأكثر إيصال صوته وهمومه لمكتب الرئيس ولرئاسة الوزراء التي حلّت كثيراً من القضايا في هذا الشأن , فهل استحلى قسم التحويلات ذلك ؟ أم أنكم رأيتم في ذلك فرصة تبعدكم عن مسؤولياتكم ؟! ربما البعض لن يعجبه حديثي ويتنطع للدفاع المستميت كالبوق الأصم للتمجيد بالتحويلات وبأنها تحيي عظام المرضى وهي رميم لاعتقاده أنني أهاجم هذا القسم أو الوزارة ولكنني أدعو كل من له صلة في حديثي , أن يتروّى ويبتعد عن الانفعال .. لأنني لا أهاجم الوزارة أو القسم بل ألفت النظر لسلوك احد القائمين عليها والذي له النفوذ - بطبيعة الحال - في هذا القسم . أم أن الدرجات الوظيفية الجديدة التي حصلتم عليها لها مردود عكسي على أمانتكم ومهنية عملكم ؟!! وحتى لا يقفز البعض قائلاً " إن الأعمار بيد الله .. " , فنحن والجميع يدرك ذلك , لكنني أيضاً أقوله له بأن ديننا الإسلامي يدعو أولاً للأخذ بالأسباب " إعقلها وتوكّل " , وليس " توكّل واعقلها .. " ولذا يجب على كل مسئول كل في مكانه أن يراعي مصالح وضرورات شعبه في مختلف جوانبها . فهناك صفات يجب أن يتحلى بها كل مسئول ليكون أهلاً للمسؤولية وقيادة الآخرين أهمها قدرته على قيادة نفسه قبل قيادة الآخرين وكذلك حفاظه على توازنه النفسي ومحاولة الخروج من دائرة مشاكله الشخصية حتى لا تنعكس على حاجة الناس واحتياجاتهم خاصة في الخدمات الصحية والتي تمثل أولوية من الأولويات وحق بالنسبة لحقوق الإنسان , فوزارة الصحة والمستشفيات والأطباء والفريق المساعد والتجهيزات , كل ذلك وجد من أجل المريض... وعليه فإن أي خلل أو إخلال بأيٍّ من حقوق المريض فإنه يعني ـ وبكل وضوح ـ أن لا قيمة لكل تلك الأشياء ..! قبل الغضب .. يجب فهم ما يقال بكل أمانة وحرص . ودام قائد مسيرتنا ومشروعنا الوطني بخير .