طوفان الباكستان ..وسفينة النجاة بقلم:علاء المقدسي
تاريخ النشر : 2010-08-13
طوفان الباكستان ... وسفينة النجاة



لا شك ان ما جرى ويجري في الباكستان من فيضانات ازهقت ارواح المئات ودمرت الاف الدونمات من الاراضي الزراعية , وشردت الملايين من البشر , لا شك ان كل ذلك يدمي العين ويحزن القلب , ويبعث على الشعور بالاستياء من تعامل الحكومة الباكستانية مع هذه البلايا والكوارث مقارنة بغيرها من الحكومات , فعلى سبيل المثال لا الحصر , بثت وكالات الانباء تقريرا مصورا لبوتين يقود طائرة بنفسه لاخماد الحرائق المتقدة في غابات روسيا , وبغض النظر عن الهدف من وراء بث التقرير المذكور وما يرمي اليه بوتين من وراء ذلك , الا انه يظهر لشعبه اهتمامه بامورهم ومآسيهم , وهو الامر ذاته في دول اخرى كالصين واستراليا وغيرها ممن تعرض لنكبات اظهر فيها حكامها اهتمامهم بشعوبهم ولو من امام الكاميرات فقط .

ولكن يبدو ان عرق الحياء قد انقطع بتاتا لدى حاكم باكستان ( الديموقراطي ) والذي تلقى خبر طوفان بلاده وكأنه لم يحدث شئ , بل وكأنه ليس من تلك البلاد , واستمر بزياراته المتواطئة مع الغرب باحثا عن اموال يسرقها , فهو المشهور بالسيد 10% , وهي نسبته ( رشوته ) من الصفقات ابان حكم زوجته بناظير بوتو , ولا ادري كم ارتفعت هذه النسبة حال تسلمه الحكم , هذا ان بقيت نسبة ولم تتحول المبالغ كلها لجيبه الخاص كما هو حال معظم حكام المسلمين .

ان النظام الباكستاني سواء كان دكتاتوريا كحال مشرف , ام كان ديموقراطيا كحال زرداري , لم يخرج عن كونه حليفا استراتيجيا للغرب , يقود بلاده خدمة لامريكا ومخططاتها الاستعمارية في شبه القارة الهندية , وهو في حقيقته الطوفان الاخطر والاعظم على اهل الباكستان , فهو يعمل ليل نهار على اغراق باكستان بالتبعية السياسية والاقتصادية للغرب , ولامريكا تحديدا , وهو يفتح مجاله الجوي والبري ايضا للقوات الغربية الاستعمارية لتقتل وتشرد ابناء شعبه , وقد سخر جيشه للقيام بحروب بالوكالة ضد ابناء جلدته للتخفيف عن مأزق امريكا في الباكستان , وسخر اجهزته الامنية لملاحقة المسلمين العاملين لاقامة حكم الله في الارض , لمنعهم من ايصال دعوتهم وحملها لاستئناف الحياة الاسلامية باقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة .

فهذا النظام البائد هو الطوفان الحقيقي الذي يهدد الباكستان بالفناء سياسيا وعسكريا واقتصاديا اذا ما استمرت هذه الطغمة الخائنة من حكم الباكستان , ولا بد لجنرالات الجيش الباكستاني واهل القوة في الباكستان ان يدركوا هذا الخطر العظيم الذي يمثله طوفان التبعية والاغراق التدريجي للباكستان , وان يرنو بنظرهم الى سفينة النجاة , سفينة الاسلام , سفينة الخلافة , فهو الحل الوحيد الذي سينقذ الباكستان من هذا الغرق , وهو العلاج الامثل لقلع وكنس الوجود الامريكي والغربي من الباكستان , واستعادة الثروات وتوزيعها بالعدل بما يخدم الاسلام وظهوره ومنعته .

اما فيما يخص الفيضانات , فان سياسة الدولة تفرض عليها الاستعداد لهذه الكوارث ومنع اسباب حدوثها ما استطاعت , وتجهيز الخطط والاساليب لحالات الطوارئ لتكفل بذلك توفير الامن والامان لاهل البلاد , وهذا لا يتحقق الا بظل نظام عادل كنظام الاسلام , نظام الخلافة .

فطوفان الباكستان لن ينتهي الا بسفينة نجاة الخلافة ....



علاء المقدسي - فلسطين