الملف الأسود بقلم:عادل محمد بدر
تاريخ النشر : 2010-07-31
الملف الأسود بقلم:عادل محمد بدر


بسم الله الرحمن الرحيم

الملف الأسود

قصة بقلم الكاتب:

عادل محمد بدر

***إن أحداث هذه القصة تدور حول كيفية تغلغل شبكات
الموساد الإسرائيلي داخل مجتمعنا الفلسطيني.

**نرجو أن تنال القصة إعجابكم ولكم جزيل الشكر والتقدير.

تاريخ التأليف:12/8/2009م





*تنويه:
هذه القصة لا تمثل بالضبط شخصية معينة أو واقعية
وإنما هي من محض الخيال وإذا تطابقت الأحداث مع
واقع ملموس في القصة فإنه لا يعني بالضرورة أننا
قد اقتبسنا منها أو تطرقنا إليها .

كلمة للكاتب:
إنني كمؤلف أهدف إلى إظهار حالة ربما قد يتعرض
لها شخصُ منا وإثارة التشويق من خلال هذه القصة
التي أتمنى أن تنال إعجابكم .

وأرجو ممن يقرأ هذه القصة من أصدقائي أن يعطي
رأيه الشفاف والصريح وأن يعطينا النقد الهادف والبناء
للاستمرار بالمحاولات القصصية من جهتي من جديد
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير .

المؤلف:عادل محمد بدر.


الملف الأسود


فاتن امرأة متزوجة وأم لطفل مريض بالسرطان تعيش في أحد المخيمات الفلسطينية في غزة أما عن الزوج فهو مشلول بسبب حادث تعرض له أثناء عمله سائق أجرة وهذا ما زاد الطين بله حيث تتعرض العائلة للجوع والمرض فكانت فاتن دائماً تهتم بالسؤال عن العمل لتوفير العلاج والطعام للأسرة المنكوبة التي كانت هي المعيل الوحيد لها ولكن دون أن يلبي الدهر لها ما تشاء من احتياجات العائلة وكانت في بعض الأوقات تمد يدها للبعض ممن هم حولها للاستدانة منهم وأيضاً كانت تحصل على القليل







الذي لا يمكن أن يوفر نوع واحد من العلاج للأبن الذي يعاني من المرض والزوج أيضاً حتى وصل الحد إلى تدهور صحة الابن أكثر فأكثر وكان في ذلك الوقت يرقد في أحد المشافي الفلسطينية تحت نظر الأطباء ومن ثم أشار أحد الأطباء الفلسطينيين على فاتن بتحويل الأبن إلى أحد المستشفيات داخل إسرائيل بعد تدهور الحالة جداً بدأ المشفى الفلسطيني الاتصال و التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لتحويل الابن برفقة الأم وبعد أن درست الدولة الإسرائيلية الحالة الأمنية لهذا الموضوع وافقت









وبالفعل تم نقل الابن لإسرائيل ومن ثم قام الأطباء بعمل الفحوصات لهذا المريض أدخل الابن إلى غرفة العناية المركزة لبدء علاج جديد معه وكانت فاتن في ذلك الوقت ترقد في أحد الغرف المجاورة لغرفة العناية التي يرقد بها الأبن فكانت دائمة السؤال عن حالة الأبن إلى أحد الأطباء المشرفين عن حالته فكان الطبيب الإسرائيلي دائماً ما يصف الأطباء الفلسطينيين بالغباء ويقول لفاتن هؤلاء قتلة وليسوا أطباء ويفتعل الأكاذيب حتى يعدم الثقة عند فاتن بهؤلاء الأطباء


وهي لا تعلم أن الطبيب يعمل ضابط في جهاز الموساد أيضاً فكان الطبيب يقدم لفاتن المساعدة حتى يتمكن من تجنيدها وهى لا تعلم ما يدور بخاطره من أفكار قذرة
وكل هذا كان في أول زيارة للمشفى فكان الأبن في تلك الأيام يتعافى من العلاج بالتدريج داخل المشفى الإسرائيلي وبعد مرور عشرة أيام على العلاج في المشفى الإسرائيلي والتحسن التدريجي للابن بدأ يركز على الحالة المادية لفاتن والصحية للأبن وأستفسر من مصادره الخاصة عن حالتهم ومن ثم بدأ يخطط
فتوصل إلى خطة محكمة وهى الضغط على الأم من خلال الطفل المريض مجردا نفسه من كل القيم الإنسانية



ليجعل فاتن أداة في يده ويد دولته من خلال المال
وبعد فترة من العلاج ومع إظهار الوجه الحسن في التعامل مع فاتن والاهتمام بطفلها بدأ
هذا الطبيب المساومة على حياة الأبن فقال
:لابد أن تتعاملي معنا يا فاتن
وهذا فيه مصلحة لكي وللأبن في نفس الوقت في البداية لم تفهم فاتن معنى كلام الطبيب وفي أي مجال تتعاون معهم!
حتى إتضحت الأمور لها
وعلمت أن هذا الطبيب يعمل في جهاز الموساد وأراد تجنيدها
ومن هنا بدأت الحكاية استمر الطبيب بالمساومة
والتهديد بشكل مبطن على حياة الأبن حتى يوقع بفاتن ولكنه لم ينجح في البداية حتى يأس من التعامل الإستخباراتي معها فقرر الطبيب استخدام أخر أوراقه للضغط على فاتن فكانت كالتالي:-
بدأ بالتنسيق مع إدارة المشفى
للتلاعب في علاج الابن حتى يظهر من جديد تدهور حالة الابن ومن ثم يضع فاتن في صورة الموقف ليوصل لها رسالة تجعل فاتن ترضخ لمطالبه
نجح في إستدراج فاتن من خلال الضغط عليها وتم الاتفاق مع فاتن على عدم الاعتراض والسؤال عن أي شيء بدأ إعادة العلاج إلى الابن وهكذا كان يبرهن لفاتن أن العمل معه لصالح الابن أيضاً وكان الطبيب يعلم علم اليقين أن حالة الابن والعلاج الذي يعطيه إياه لا يشفي ويمد بعمر الابن أطول فترة ممكنة حتى يتمكن من سلب المعلومات والتعامل والاستفادة منها
وبعد أن ظهرت عوامل إعادة العلاج على الابن بدأ هذا الأخير الطلبات من فاتن فكان طلبه الأول
هو كالتالي
الاتصال على والد الابن وإعلامه أن الحالة بدأت تتحسن ولكن يجب أن يأخذ العلاج لفترة طويلة"
شهر ونصف أو شهرين"وبالفعل تم الاتصال بالزوج وإعلامه أن الحالة تستدعي البقاء في إسرائيل طول تلك الفترة من العلاج نجحت فاتن في ذلك الاتصال مع الزوج وبناءً على طلب الطبيب المعالج للأبن وكان هذا الأخير وبعضا أفراد الموساد على اتصال ليكونوا في صورة الموقف والتنسيق معهم وإعلامهم بكل الخطوات التي تمر بها فاتن ومن هنا
تم تعيين أحد ضباط الموساد للتواصل مع الطبيب الذي جند فاتن من خلال القيادة التي تدير وتشرف على أحد شبكات الموساد المتواجدين في المنطقة التي تحيط بسكن فاتن وكان يدعي هذا الضابط شمعون يعمل في جهاز الموساد الإسرائيلي وكان العمل المكلف به فقط هو التركيز على العملاء للحصول منهم على معلومات تفيد جهاز الموساد في ذلك الوقت أما عن كيفية العلاقة بين فاتن وشمعون
وكيف بدأت
فكانت كالتالي:
بدأ الطبيب يعرفها على شمعون في أول لقاء بين فاتن وشمعون كان في أحد غرف المشفى كان الحديث يدور بين شمعون وفاتن بشكل سري في جلسة مغلقة

دار الحديث في ذلك الوقت على أن التعامل مع الموساد يجب أن يكون سري جداً وأن الذي يعمل مع الموساد لابد إن يكون حذر جداً في التعامل والحديث .....الخ وأستمر الحديث مدة نصف ساعة ومن ثم خرج شمعون من المكان وطلب من فاتن زيارة لبيته برفقة الطبيب
وبعد فترة وجيزة اتصل شمعون
وأبلغ الطبيب على الهاتف النقال بضرورة جلب فاتن لزيارة بيته لتعميق العلاقة أكثر فأكثر وليكمل الحديث معها لتحديد موعد اللقاء بينهما في بيته بعد يومين من زيارة شمعون للمشفى وبالفعل قام الطبيب باصطحاب فاتن إلى بيت الضابط شمعون تحركوا إلى البيت في تمام الساعة العاشرة ليلاً من خلال سيارة كان قد أرسل بها شمعون لنقل فاتن والطبيب إلى بيته وفي أثناء سير هذه السيارة قام الطبيب برفع سماعة الهاتف الموجود داخل السيارة وأتصل على شمعون ليبلغه بوصول فاتن عن قريب وكان هذا بمثابة رمز بين الطبيب والضابط لتجهيز المكان لما سيحدث فيما بعد وبالفعل نجح في ذلك وصلوا إلى باب البيت
وتفاجئت فاتن بأن الطبيب يقول لها يا فاتن أنا مشغول جداً ويجب علي أن أغادر قلقت فاتن من غياب الطبيب والعودة للمشفى إلى هنا وأنصرف الطبيب وبقيت فاتن على باب المنزل ووقفت على الباب مترددة بين الدخول أو الالتحاق بالدكتور ولكن كان التدبير أقوى من حيرتها حيث كان شمعون يراقب فاتن من خلال الكاميرات الموجودة في حديقة المنزل فقام يفتح الباب الذي هو أصلاً يفتح بالكهرباء من مكان جلوسه ففتح الباب أمام فاتن فنظرت حولها ولم تجد أحد كان في المكان دخلت واقتربت من صالة الجلوس في صالون البيت وجلست كانت الأضواء خافتة والجو داخل البيت هادئ جداً حيث أنه لا يوجد حركة أبداً جلست فاتن والهدوء يعم المكان وبعد دقائق جاء شمعون من الطابق العلوي ونزل تجاه فاتن بخفة شديدة جداً ووصل إلى فاتن ومد يده يسلم عليها وجلس وبدأ الحديث بينهما فكانت فاتن طول فترة الحديث قلقه من وجودها مع شمعون في داخل هذا البيت وأحس شمعون بهذا القلق في عيون فاتن فأراد أن يجعلها تعرف أنه يوجد غيره في المنزل حتى تطمئن وان تهدئ من روعها وقال لها ماذا تريدين أن أطلب لك تهدأ أعصابك فقالت لا لا شيء
أصر شمعون على أن تشرب شيء معه وقال لها :سآتي بعصير الليمون فلم تتكلم أبداً رفع شمعون سماعة الهاتف وطلب من الخادمة جلب فنجان قهوة وكوب عصير ليمون ومن ثم عاد ليكمل الحديث الذي بدأه مع فاتن وبعد دقيقة جاءت الخادمة تحمل كأس الليمون وفنجان القهوة ووضعتهم على الطاولة ومن ثم انصرفت مثلما جاءت بصمت دون كلام أو نظرة منها لفاتن تناول شمعون كأس العصير ووجهه إلى فاتن أخذت فاتن كأس الليمون وبدأت تشرب منه لكن ببطء وهي لا تعلم أن هذا الليمون هو ما سيجعلها في عالم الغيبوبة فكان الليمون فيه مخدر يفقد الوعي عند الإنسان وهنا أكملت فاتن شرب الليمون وبعد عدة دقائق أصبحت في عالم أخر وهنا بدأت الخطة التي رسمها شمعون لفاتن دخلت فاتن في غيبوبة وبدأ شمعون يعد لتنفيذ الخطة الذي وضعها ليتمكن من تصوير فاتن في شريط فيديو جنسي مصور لها إذا فكرت يوم بالرجوع عن العمل معه
وبالفعل قام شمعون بحمل فاتن إلى غرفة النوم ووضعها على السرير وقام بخلع ملابسه وأيضاً ملابس فاتن حتى يتمكن من إتمام ما خطط له وبالفعل أحضر شمعون كاميرات الفيديو وثبتها في أماكن مختلفة من الغرفة وتمدد هو إلى جانب فاتن ليظهر في الشريط أن فاتن كانت تقضي معه ليلة حمراء في بيته دون أي ضغوط من أحد وكان ينقل فاتن على السرير في عدة مواقع ليظهر مدى الاندماج بينهما ودام الحال على هذا النحو مدة نصف ساعة وبعد ذلك نهض شمعون عن السرير وأعاد كل شيء إلى حاله وألبس فاتن ملابسها وارتدى هو ملابسه
وقام بحملها مرة أخرى وعاد بها إلى حيث كانت تجلس في صالة الاستقبال وكانت ما تزال فاقدة الوعي بدأ شمعون التحرك داخل البيت وذهب إلى الغرفة المجاورة وجلب زجاجة صغيرة وبدأ يضع هذه الزجاجة أمام أنفها وبعد ثلاث دقائق استعادت فاتن القليل من وعيها وبعد ذلك بدأ تعود إلى الوضع السابق وبالفعل عادت إلى وعيها الطبيعي مع القليل من الصداع والتراخي في أنحاء الجسم بدأت فاتن تفكر وازدادت الشكوك أنه حصل شيء لها في أثناء نومها ولكن لا تعلم هذا الشيء سألت شمعون ما الذي حصل
أجاب شمعون بأحترافه الذكاء يا فاتن يبدو أن القلق أثر عليك وجعلك تغطين في النوم وأنا لم أرد أن أزعجك وخاصة أنك طول النهار في المشفى إلى جانب أبنك على سرير المرض لم تدخل أي جملة من الجمل والتبريرات إلى عقل فاتن وقال لها شمعون هل تريدين أن تكملي ليلتك هنا في أحد غرف المنزل وتذهبين في الصباح إلى المشفى؟
اعترضت فاتن على هذا وقالت:لا أنا أريد أن أذهب إلى المشفى لأبقى إلى جانب ابني وبالفعل نهضت فاتن من مكانها وتوجهت إلى باب المنزل حيث كانت تنتظرها السيارة التي أقلتها إلى بيت شمعون موجودة على الباب مع السائق ركبت السيارة وعادت إلى المشفى وكان الوقت متأخراً بعد منتصف الليل وصلت إلى المشفى ودخلت غرفة الابن للاطمئنان عليه ومن ثم ذهبت إلى السرير ونامت حتى الصباح وفي صباح اليوم التالي قابلت الطبيب المشرف على حالة الابن وسألته عن حالته فطمأنها وقال لها أن الحالة جيدة جداً ومن ثم أكمل طريقه وكان كل يوم يمر مرة أو مرتين أو ثلاث على الابن ويظهر لها أنه مهتم جداً بهذه الحالة
وبعد خمسة أيام من زيارة فاتن إلى بيت شمعون اتصل شمعون من جديد بالطبيب وأبلغه أن يحضر فاتن في تاريخ معين ومحدد إلى موقع عسكري يقع عند أطراف صحراء النقب وبالفعل بدأ الطبيب يمهد لفاتن أنه لابد أن تذهب إلى ذلك المعسكر رفضت فاتن طلب الطبيب وشمعون في بداية الأمر ولكن مورست عليها ضغوط جعلتها ترضخ إلى هذا الطلب مع تأكيد الطبيب لفاتن أنه في غيابها سوف يكون ابنها على أحسن حال وعلى أحسن ما يرام وخصص له ممرضة تحل مكان فاتن وافقت على السفر إلى المعسكر وأصطحبها الطبيب إلى السيارة ومن ثم سافروا إلى المعسكر بسيارة تابعة للجيش الإسرائيلي حتى وصلوا إلى باب الموقع واتصل بشمعون من خلال الهاتف ليعلمه بوصوله هو وفاتن فقال له شمعون أركب السيارة وغادر المكان وفي أثناء مغادرة الطبيب المكان جاءت سيارة عسكرية ونقلت فاتن إلى المعسكر وأنزلتها بجانب غرفة يجتمع بها شمعون مع القيادة وحده داخل الغرفة انتظرت ما سيحدث معها
جلست فاتن على الأريكة لمدة ساعة دون أي حركة من أحد كان الباب مقفل والشبابيك مقفلة أيضاً والإنارة خافتة داخل الغرفة جلست والقلق يحيط بها من كل مكان وهي لا تعلم ماذا يحدث في الجوار كان في الجوار يدور اجتماع لشمعون مع القيادة ليناقشوا أخر المستجدات التي سوف يتم تجنيد فاتن لها وكانوا في وقت سابق قد اتفقوا على نوعية التدريب وخواض العمل الذي يمكن أن تقوم به فاتن وافقت القيادة على هذا الموضوع وأعطت الضوء الأخضر لشمعون ليتولى أمر فاتن دون الرجوع إلى القيادة.
وبالفعل كانت أول التدريبات إليها عبارة عن محاضرات ذهنية استمرت لمدة عشرة أيام من تاريخ دخول فاتن لمعسكر التدريب وتم إعطائها معلومات عن كيفية استدراج الكلمات عن أخبار المقاومة
والإيقاع ببعض الناس الذين لهم حاجة مادية صعبة جداً وكيف تساعد على إنشاء علاقة بينها وبين بعض النساء الذي هم أخوات وزوجات المقاومين واستدراجهم في الكلام كانت فاتن أثناء التدريب دائمة السؤال والطلب لزيارة أبنها والعودة للمشفى وبعد اليوم الحادي وعشر أعطى شمعون إذن لفاتن بالتوجه لزيارة أبنها ومن ثم العودة للمعسكر وبالفعل ذهبت فاتن إلى المشفى وقامت بزيارة ومكثت إلى جانبه مدة ثلاث أيام ومن ثم عادت للمعسكر لتكمل التدريب هناك وأثناء الزيارة أعطاها شمعون مبلغ مالي على سبيل المساعدة منه وعادت إلى التدريب وكان التدريب هذه المرة على النحو التالي:
كيفية التخلص من تحقيقات السلطة والمقاومة إذا وقعت في أيديهم والاتصال في شبكة العملاء المتواجدين في مكان السكن الذي تسكن فيه بالإضافة على التدريب على السلاح الخفيف أيضاً واستمرت هذه المرحلة من التدريب سبعة أيام ومن ثم عادت إلى المشفى بعقل أخر وشخصية أخرى ومكثت مع قرابة الشهر حتى أمرت إدارة المشفى فاتن بالعودة لبيتها وقبل العودة بيوم واحد جلس شمعون مع فاتن من جديد وأعطاها مبلغ 300$أمريكي وقال لها إن سأل أحد عن هذا المبلغ الذي بحوزتك تجيبين بأنه من أحد الأغنياء العرب في إسرائيل وخاصة إن سأل زوجك عنه بالذات وأبلغيه أن فاعل خير قد أعطاك رقم هاتفه وإذا استلزم الأمر سوف يتم تحويل المبلغ من بنك إسرائيل إلى البنك الذي بجوار مشفى المدينة وقال لها إشتري جهاز استقبال خلوي لنتمكن من الاتصال بك عند الحاجة واتصلي بصاحب هذا الرقم وهو سوف يعلمنا بذلك أول بأول وتم حفظ الرقم الذي أخذته من شمعون الخاص بالعميل في مكان سكنها وبالفعل عادت بعد رحلة علاج استمرت فترة عادت فاتن إلى بيتها وبعد أيام كانت تستقبل الزوار من الأقارب والجيران جاءوا للاطمئنان على ابنها بعد رحلة علاجه المليئة بالأشواك وبعد شهر من عودتها بدأت
اشترت الجهاز الخلوي المتنقل وبدأت
فاتن تبحث عن معلومات للموساد وكانت أغلب هذه المعلومات موجودة لدى الموساد ولكن هي لا تعلم ذلك ومن الجانب الأخر كان الموساد يقارن المعلومات المتوفرة بالمعلومات القادمة من فاتن ليتأكدوا من صحتها وكانت تصل مبالغ مادية لفاتن كأجر شهري ودعم معنوي إلى هنا بدأت فاتن بالتراخي في إعطاء المعلومات للموساد بسبب تدهور حالة ابنها من جديد والذي تم نقله إلى مشفى المدينة وكانت فاتن في ذلك الوقت مشغولة جداً وفجأة اتصل أحد العملاء الذين يعملون في المكان المحيط من منزلها وقال لفاتن أردنا أن نعرف ما السبب الذي جعلك توقفي تذويدنا بالمعلومات قالت فاتن: موضحة لذالك العميل ان ابنها عادت حالته الصحية للتدهور من جديد ومن ثم أقفل الاتصال على هذا.
أبلغ العميل الذي أتصل بها شمعون بما حدث للابن ولكن لا أحد يقدر على فعل شيء منهم للابن حتى شمعون لا يحب أن يأتي للابن إلى العلاج في إسرائيل من جديد لكن هذا يؤثر على عمل فاتن ويعني أنه قد يتوقف طول فترة العلاج مع أن شمعون يعرف حتى تلك المرحلة أن عمل فاتن لا يثمر للموساد بشي بعد عدة أيام زادت حالة الابن تدهوراً حينها اتصلت فاتن في صاحب الرقم الذي أعطاها إياه شمعون وأبلغته أنها تريد أن ينقل الابن إلى أفضل مستشفى في إسرائيل للأطفال رفض شمعون في ذلك الوقت طلبها ولكن المرحلة التي ما بعدها استعدت من شمعون وجود فاتن في المخيم وأبلغت فاتن بقرار شمعون الرافض لنقل ولدها فصدمت فاتن من القرار وعاودت الاتصال بالعميل الذي يتعامل معها من داخل المحيط الذي تسكن فيه وقالت له إذا لم يقوم شمعون بنقل أبني لأفضل مستشفى سأتوقف عن العمل مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي(الموساد)أبلغوا شمعون بقرار فاتن وبعد يومين رضخ شمعون لطلب فاتن وتم نقل الابن للمستشفى المتفق عليه وافقت فاتن على هذا الحل الوسط أرادت أن تفهم أسباب عدم عودتها لإسرائيل فطلبت من العميل الذي أعطاها رقمه شمعون فقال لها لا أعرف عليك الاتصال بشمعون عن طريق هذا الرقم وهو يعلمك بكل صغيرة كبيرة أحصاها اتصلت فاتن بشمعون للاستفسار منه عن ما يدور بفكرها فقال لها أنه سيتم بالقريب العاجل تكليفك بمهام لمساعدة جهاز المخابرات الإسرائيلي(الموساد) وافقت فاتن على هذا مع القلق المستمر على ابنها ولم يُِعلم شمعون فاتن بسوء حالة ابنها حتى لا تتوقف عملية التجسس وفي أحد الأتصالات ذكر شمعون لفاتن انه من المحتمل أن يتم في القريب العاجل تدخل عسكري فى المخيم حتى تستعد وبعد يومين أكد شمعون لفاتن ان تكون مستعدة فقال لها الآن سوف أطلب منك عدة مطالب ولتنفيذيها كلها بالحرف الواحد تقومين به أثناء الاجتياح بينما نقوم بالتعامل مع الذين يعترضون طريقنا ولكن حتى تؤمني لنا الطريق ونسير بأمان عليك تقديم المساعدة للمقاومين أثناء الاجتياح وتراقبيهم والإبلاغ عن أماكنهم ليتم قصف مواقعهم والسرعة في الإبلاغ عن الأماكن التي تتواجد فيها العبوات الناسفة والموجهة علينا وارتداء الحذاء الخاص المثبت في أسفله شفرات لقطع الأسلاك الموصلة في العبوات حتى لا تنفجر وعلى هذا ستكونين قد قمتي بمهمتك وقالت إنها ستعمل على إنجازها واستعد للقيام باجتياح المخيم وشاء الله قبل الاجتياح بساعات أن يلفظ ابنها أنفاسه الأخيرة دون علم فاتن علم شمعون بوفاة إبن فاتن ونسق مع إدارة المستشفى على عدم إبلاغ الجانب الأخر من الأسرة أو السلطة الفلسطينية عن نبأ الوفاة وفاتن بالأخص وبالفعل أخفى شمعون نبأ وفاة الابن عن والدته حتى يكمل الاجتياح وافقت إدارة المشفى على ذلك بناء على طلب من جهاز الموساد وبالفعل في أحد الليالي المظلمة قام شمعون بتنفيذ الاجتياح وبقصف من الطائرات الأف16 وال أباتشي حتى يتسنى للقوات البرية الدخول والتحرك دون أن يشكل هذا خطر على الجنود والمركبات مع العلم أن الجيش الإسرائيلي يملك أحدث الأجهزة التكنولوجية التي تتيح له المضي في الظلام الدامس بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وأشعةXوأشعة.جاما وبيتا ألفا ....الخ التي تكشف الأجسام التي تنبعث منها الحرارة أستمر الاجتياح كر وفر بين المقاومة وجيش الاحتلال حتى احتدم الأمر بينهم ووصل إلى حد لا يصدق وكانت الإصابات تتوالى من الطرفان حتى أنقلب السحر على الساحر على القوات الإسرائيلية مما جعل هذه القوات تطلق النار بشكل كثيف وعشوائي على البيوت وتصيب الأطفال والنساء الذين ليس لهم لا حول ولا قوة وكل هذا كان بسبب ضربات المقاومة التي جعلت العدو في مأزق لا يحسد عليه مما أدى إلى بقاء القوات متمركزةً في مكانها حتى الصباح الباكر وفي الصباح قرر قائد الاجتياح إرسال تعزيزات لأحد المواقع القريبة من المخيم وأتخذ قرار في البقاء بالمخيم حتى القضاء على هؤلاء الذين يعيقون طريقه كثف شمعون الاتصال بشبكة العملاء ومن بينهم فاتن لأن الاجتياح مازال بعيداً عن المكان الذي تسكن فيه فاتن وبعد مرور الوقت أعاد شمعون هيكلة الخطة من جديد بناءً على المتغيرات التي حصلت على أرض الواقع والذي لم يحسب لها حساب وأستعد لدخول بعض المناطق في المخيم وكان من أحد المناطق التي حددها شمعون دخولها المنطقة التي تقطن فاتن وتم الاتصال بفاتن وأبلغها شمعون بقرب التقدم للحي الذي تسكن فيه حتى تبلغ شمعون بما يحدث وبالفعل قامت فاتن بجولة في زقاق الحي الذي تسكن فيه لمدة عشر دقائق ومن ثم أبلغت شمعون بما يحدث ووضعته في صورة الموقف قامت المدرعات بالدخول إلى الحي وبدء الاشتباك مع المقاومين في زقاق الحي وعلى ذلك قامت طائرات الإحتلال بغارات وهمية (تفريغ الصوت)على ذلك الزقاق حتى تربك المقاومين وبعد نصف ساعة من تحليق الطائرات فوق الزقاق تم القصف الفعلي من الطائرات ومن ثما دخلت المركبات المدرعة هذا الزقاق وبدأت بالاشتباك مع المقاومين وكان لهذه القوات نجاح في أول مرور وبعد ذلك بقليل طلب شمعون من فاتن تحديد المكان الذي يتواجد به المقاومين والذي تخرج منه التعليمات ومكان الذخائر إذا أمكن وبالفعل كانت فاتن أقرب إلى هذا المكان من غيرها وجاءت بالصيد الثمين لشمعون اتصلت بشمعون وأعطته المعلومات التي كان ينتظرها وحدد ت له مكان البيت الذي يُخرج منه المقاومين السلاح وهو نفسه المكان الذي تصدر من التعليمات ومن ثم قامت الطائرات بقصف المنزل بالصورايخ وأستشهد كل من كان في هذا البيت وبعد ذلك عادت القوات الإسرائيلية إلى موقعها بعد عدت أيام من الاجتياح الدموي مخلفةً ورائها العديد

من الشهداء والجرحى والبيوت المدمرة والقهر والخراب والخوف في عيون وقلوب الأطفال والعجز في أعين الرجال واستمر الظلام يعم المخيم في وقت الشمس في وسط النهار كانت الأرض والسماء تبكي عليهم ومازالت النساء تبكي أيضاً على من مات ممن أحبوا وكل هذا وفاتن تقف خلف ستار الخيانة وفي اليوم التالي ومازال المخيم حزين جداً اتصل شمعون بفاتن ليبلغها بوفاة أبنها في المشفى الإسرائيلي انهارت فاتن مع سماع هذا الخبر الذي نزل عليها كالصاعقة وبعد ذلك أبلغت فاتن الأسرة والزوج ليقوموا بالعمل اللازم للعودة بالجثمان من داخل إسرائيل للمخيم لدفنه وعندما وصل جثمان الابن بدت عليه أثار الإهمال الصحي والتقاعس في العمل اللازم لع علمت فاتن أن الابن قد فارق الحياة قبل الاجتياح ولم تبلغ كان هذا مؤلماً بالنسبة لها علمت أنها كانت في يد قذرة أما عن الجسد المهمل للابن أثار غضب بعض ممن هم حول المكان وشاءت الصدفة أن يكون أحد الجيران من العاملين بمجال الصحافة فقام بالتقاط بعض الصور للجثة ليتم نشرها في الصحف المحلية وبالفعل تم نشر الصور دون علم فاتن لأنها كانت في عالم أخر بعيد عن العالم المعتاد عليه من شدة الحزن على ولدها الميت وبالفعل نشر هذا الصحفي الصورة على وجه الصفحة الأولى وجرد الأطباء الإسرائيليين من الإنسانية مما سبب فضيحة أخلاقية للأطباء الصهاينة وبعد ذلك قامت إدارة المشفى الإسرائيلي بالرد على هذه الصور بنشر تقرير سابق كانت تخطط له في أرشيف المشفى الذي كان يعالج الحالة في غزة تدل على عدم مطابقة بين العلاج والمرض وقامت إسرائيل بحملة دعائية تتضمن صور لأقسام المشفى الإسرائيلي لتثبت الرأي العام في إسرائيل مدى الخدمات الذي كان يقدمها المشفى للمرضى من م جميع الجنسيات سواء كانوا فلسطنين أم إسرائلين ويخفف من ثورة الرأي العام حتى وصل الحد إلى أن تقوم أحد المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان أن تذهب لتحويل القضية من الرأي العام إلى المحاكم وهنا كانت بداية النهاية حيث قامت إدارة المشفى بالاتصال على شمعون عن طريق الطبيب وأبلغ شمعون طلب منه أن يوقف هذه القضية بأي شكل قبل أن تتداول في القضاء فيسبب المشاكل لإدارة المشفى فقال شمعون للدكتور أعطني فرصة لنوقف هذه القضية خلال يوم وبالفعل تم الاتصال بفاتن وإبلاغها إما أن تنتهي هذه القضية أو يتم الكشف عن الصلة التي تربطك بجهاز المخابرات الإسرائيلي"الموساد"حاولت فاتن بعد ذلك التحرك لتوقف القضية ولكن محاولتها باءت بالفشل الذر يع وكان قد فات الأوان حينها نفذ شمعون التهديد وسرب شريط الفيديو وبعض من الصور التي ألتقطها لفاتن أثناء التخدير وبعد ذلك في التدريب وبعض التسجيلات الصوتية التي جرت من خلال الهاتف الخلوي وسأل توضح مدى العلاقة التي تربط فاتن بالموساد وبالفعل وصلت هذه الأدلة التي سربها شمعون إلى يد السلطة والمقاومة وبدأ التحقيق معها وجمعوا الأدلة الأخرى التي يمكن أن يبرهنوا لفاتن بأنهم يعلمون كل شيء ولابد من أن تعترف وبالفعل اعترفت فاتن بالعمل مع الموساد وسلمت عدد من الأرقام الموجودة معها للشبكة ومن خلال هذه الأرقام اعتقلوا بقية أفراد الشبكة وقدموا إلى القضاء مع الأدلة ليتمكن القضاء من إصدار حكم وبالفعل صدر الحكم بالإعدام على فاتن لأنها تسببت في مقتل بعض من رجال المقاومة وأيضاً إعدام أحد أفراد الشبكة الذي شارك في الاجتياح وقام بقتل أحد رجال المقاومة بيده وحكم على الآخرون بخمس وعشرون عام لكل منهم وعلى هذا أغلق الملف الأسود لفاتن وشبكة الموساد التي تعمل بها وبقيا ملف الابن يداول في قاعات المحاكم حتى نهاية العام تم بموجبه عزل الدكتور المعالج للابن وعزل الإدارة التي تدير المشفى ,وعلى هذا أنهي القصة.