حكاية القرآن قرآنان و الظاهر و الباطن ( الجزء الثاني من مقال لن أصلي)بقلم: محمد محمود عمارة
تاريخ النشر : 2010-07-26
حكاية القرآن قرآنان و الظاهر و الباطن ( الجزء الثاني من مقال لن أصلي)بقلم: محمد محمود عمارة


فشل أعداء الإسلام في القضاء عليه في ساحات المعارك ، فأعملوا معاولهم يريدون هدمه ، و قد تركت تلك المعاول أثاراً لا تزال ظاهرة فيما نراه من أفكار غريبة ومذاهب منحرفة ، و طقوس تُمارس على أنها تقرب من الله وهي في حقيقتها لا تختلف عن شرك الأولين.
كان اليهود والمجوس أكثر من دبر المكائد و خطط المؤامرات عبر تاريخنا . أما اليهود فقد شعروا منذ أول يوم وطئت فيه أقدام المسلمين المدينة بالبغض و الكره نحوهم ، فقد كانوا أول تهديد حقيقي مباشر يمس مكانتهم الاجتماعية و الدينية والاقتصادية.
أما مكانتهم الدينية فمرجعها لكونهم أتباع ديانة سماوية و أصحاب كتاب مقدس مما أكسبهم إحتراماً و مكانة اجتماعية بين جيرانهم من القبائل العربية الوثنية ، أما مكانتهم الاقتصادية فلأنهم كانوا يسيطرون على مساحة مقدارها 400كم² من سبه الجزيرة العربية ، أي ما يعادل نفوذ قريش ، كما استقروا في أكثر المناطق خصوبة واشتهروا بالتجارة ، خاصة تجارة السلاح و تجارة النقود ( الربا ) ولقد مثل المسلمون تهديداً لكيانهم الاقتصادي حينما أنشئوا سوقاً تجارية تقوم على معايير و أسس إسلامية تديرها خبرات تجارية مسلمة وافدة من مكة كعبد الرحمن بن عوف و أبو بكر الصديق و عثمان بن عفان وغيرهم.
كانت مكائد اليهود على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قاصرة على الجدال و الحجاج و تشجيع المنافقين ، و تشكيك المسلمين في دينهم من خلال ما يطرحونه من أسئلة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، و التي كان يأتيه الوحي بالإجابة عنها ، فلما تجاوزوا تلك المرحلة إلى مرحلة المؤامرة و المواجهة المسلحة انتهى بهم الأمر إلى الطرد من المدينة و ما حولها ، ثم من الجزيرة العربية كلها على عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وقد لاختفائهم من على مسرح الأحداث في المدينة أثر مباشر هو اختفاء فئة المنافقين.
عاد اليهود للظهور على مسرح الأحداث مرة أخرى على عهد عثمان رضى الله عنه في صورة عبد الله بن سبأ الذي ادعى الإسلام و أظهر الزهد و التقوى كغطاء لما تضمره نفسه من الكيد لهذا الدين و العمل على بث أسباب الفتنة و الفرقة بين المسلمين . عمد الرجل إلى تأليب الأمصار على عثمان رضى الله عنه ملتمساً أصحاب القلوب والعقول الضعيفة ليؤثر عليهم ويضمهم تحت جناحه و لوائه ليكونوا البذور التي ينشر بها فتنته ، وقد ذهب إلى القول بمذهب الرجعة ، أي رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم مستنداً إلى تفسيره الذي أوهم به أتباعه لقوله تعالى: ﴿ إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد﴾القصص85
كما قال بالوصاية ، حيث يذهب إلى القول إن لكل نبي وصياً ، و أن علياً بن أبي طالب وصي محمد ، و لما كان محمد خاتم الأنبياء فعلي خاتم الأوصياء ، واتهم عثمان بانتزاع حق علي في الخلافة لأنه لم يجز وصية الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يجز حق علي في الخلافة.
أخذ عبد الله بن سبأ يتنقل بين الأمصار يبث دعاته و ينفث سمومه و يؤلب الناس على عثمان رضي الله عنه بإظهار عيوبه و عيوب ولاته على الأمصار حتى انتهى الأمر إلى فتنة أودت بحياة عثمان شخصياً و انقسام المسلمين إلى ثلاث فرق : فريق مع على و حقه في الخلافة ، وفريق مع معاوية و حقه في الثأر لعثمان من قتلته ، وفريق تمرد على الفريقين بحجة أنهم لم يحكموا بما أنزل الله ، و تحولت الفتنة من فتنة سياسية إلى فئة دينية فيما بعد ، فقد ظهرت فرق و طوائف اتخذت من الإمامة والوصاية و الرجعة مبادئ أساسية لها، بل ذهب الشطط ببعضهم فأله سيدنا على ، أما الخوارج وهم الفئة الثالثة فلا تزال أفكارهم مرجعاً ونبراساً لكل جماعات التكفير و العنف في عصرنا الحالي.
و ظهر من المجوس في عهد الدولة العباسية رجل اسمه أبو الخطاب محمد بن أبي زينب ، جذب إليه الناس بما أبداه من زهد و تقشف ، و كثرة صلاة وصيام ، وبكاء على آل البيت وما عانوه على يد البيتين : الأموي والعباسي من اضطهاد .
كان هذا مظهر الرجل ، أما حقيقة دعوته فكان يُسرُّ بها إلى من يثقْ من أتباعه ، فادعى أنّ لكل شئ من العبادات باطناً ، وأن الله ما أوجب على أوليائه صلاة و لا زكاة ، و لا صوماً ولا حجاً ، ولا حرّم عليهم شيئاً من المحرمات ، وأباح لهم نكاح البنات و الأخوات ، وإنما هذه العبادات عذاب على اهل الظاهر ، وهى ساقطة عن الخاصة ، وكان يقول في جميع الأنبياء : كذابون ومحتالون و طلاب رئاسة .
اشتدت شوكة اتباع هذا الرجل ، وانتشروا في الدولة العباسية شرقاً وغرباً يُظهرون التصوف والزهد وهم على خلافه لنشر دعوتهم حتى وصل أمرهم إلى والي الكوفة " عيسى بن موسى الهاشميِّ " وقامت عليهم البينة أنهم أسقطوا العبادات و أحلّوا المحارم ، فأمر الوالي بضرب أعناق أبا الخطاب وسبعين من أصحابه ، لكن بعض أتباعه استطاعوا الهرب والتفرق في البلاد.
كان من اتباع هذا الرجل رجلاً يُقال له " أبو شاكر ميمون بن ديصان " ، استطاع الهرب مع من هربوا ، وكان له ابن يُسمى عبد الله ، نشّأه ورباه على أسرار مذهب أبى الخطاب ، واشتغل عبد الله في طب العيون وقدح الماء النازل منها فعُرِف بـ " عبدالله بن ميمون القداح " ، وكان لا يتقاضى أجراً عن عمله ويُظهر للناس أن ما يفعله تقرباً لله وحسبة .
في بداية شبابه التقى عبد الله برجل فارسي اسمه " محمد بن حسين بن جهار " ولقبه دندان ، وأَسرَّ كل منهما للآخر بما هو عليه من بغض للإسلام و كره للعرب ، وأظهر دندان إعجابه بالقداح وأعطاه النصيحة التالية :
" إني أُشير عليك ألا تُظهر ما في نفسك من بغض للعرب ومن يتعصب لهذا الدين ، فإن هذا الدين قد تغلب على الأديان كلها فما يطيقه ملوك الروم ولا الترك ولا الفرس و الهند مع بأسهم ونجدتهم ، وقد علمت شدة بابك صاحب الخرمية وكثرة عساكره ، وأنه لما أظهر ما بنفسه من كره الإسلام وترك السير بالتشيع والبكاء على آل البيت ، قلع أصله ، فالله الله أن تظهر ما بنفسك ، والزم التشيع و البكاء على آل البيت ، فإنك تجد من يساعدك على ذلك من المسلمين ، ويقول هذا هو الإسلام ، وادّعي على أبي بكر و عمر عداوة محمد و تغيير القرآن و تبديل الأحكام ، فإنك إن سببتهما سببت صاحبيهما ، فإذا استوى لك الطعن عليهما فقد اشتفيت من محمد ، ثم تعمل الحيلة بعد ذلك لاستئصال دينه ، ومن ساعدك على هذا فقد خرج من الإسلام من حيث لا يشعر ، ويَتُمُ لك ما تريد ."
أظهر عبد الله بن ميمون القداح الزهد والتقشف فحاز ثقة الناس ، ونجح في تأسيس جمعية سرية ، ثم أخذ يعلم الناس اسرار الدعوة فكثر أتباعه و أنصاره . كان عبد الله و أنصاره يعلمون الناس كلاً على قدر عقله ودينه ومذهبه ، فكان يبدأ بإظهار بعض مشكلات القرآن ، حتى إذا طلب منه الناس حل هذه الرموز أخذ عليهم العهود و المواثيق أن يجعلوا هذه الدعوة سراً مكتوماً ، ثم يطلب منهم أن يدفعوا ضريبة مقررة تساعده على نشر مذهبه ، فإذا تمّ للداعي ما أراد دخل بالطالب في المرحلة التالية و مؤداها أنّ فرائض الإسلام لا تؤدي إلى مرضاة الله إلا إذا كانت عن طريق الأئمة السبعة من ولد إسماعيل بن جعفر الصادق من نسل علي بن أبي طالب رضى الله عنه ، ثم تأتي المرحلة الثالثة حيث يُعلًّم الطالب نظريات فلسفية لا تمت للإسلام بصلة حتى يصل به للاعتقاد بأن محمد بن إسماعيل هو عبد الله بن ميمون القداح ، وأنه بمنزلة علي من محمد صلى الله عليه و سلم .
من ذرية هذا الرجل ظهر سعيد الذي اختلفت حوله الروايات ، فبعضها يقول انه حفيده ، وبعضها يقول أنّ أحد أحفاده تزوج من أرملة حداد يهودي ، وكان لها ابناً هو سعيد الذي قاد المذهب وأرسل الدعاة إلى المغرب ، واستطاع أن يؤسس دولة هناك ، ولقّبَ نفسه أمير المؤمنين ، ونسب نفسه إلى السيدة فاطمة الزهراء وسيدنا علي رضي الله عنهما ، وسُميت دولتهم بالدولة الفاطمية .
انتشر دعاة مذهب ابن القداح في أرجاء البلاد الإسلامية ، واستخدموا منهجه في نشر دعوته الفاسدة ، ونجحوا في ضم آلاف الأتباع ، لكن اثنين منهم تركا أثراً في التاريخ الإسلامي : الأول كان " حمدان قرمط " الذي كان رجلاً عادياً إلى أن التقى أحد دعاة المذهب فتحول إلى قائد حركة اتخذت من اسمه علامة تاريخية
( القرامطة ) الذين روعوا الآمنين و قتلوا المسلمين و و استباحوا دماءهم و أموالهم و أعراضهم ، واعترضوا الحجاج و مثلوا بهم ، وانتهكوا حرمة المسجد الحرام ، وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة ، وحملوه إلى عاصمة دولتهم هجر حيث ظل عشرين عاماً إلى أن استرده المسلمون على عهد الدولة الفاطمية.
والثاني كان " الحسن بن علي الصباح " الذي كان شيعياً على المذهب الإثنى عشري إلى أن التقى بدعاة الإسماعيلية فتحول إلى مذهبهم ، ثم ارتحل إلى مصر حيث التقى الخليفة الفاطمي الذي أبدى إعجاباً به فأكرمه و أوصاه ألا يقصر في نشر المذهب الإسماعيلي – مذهب الفاطميين- في بلاده.
لبس الحسن مسوح الزهاد ، وأخذ يتنقل بين الأمصار إلى أن وصل إلى قلعة ( ألموت ) حيث اطمئن إليه أهلها فدعاهم إلى الدخول في مذهبه ، فتبعه أكثرهم و استمال صاحب القلعة ، الذي أحسن الظن به و قربه إليه وتبرك به ، فلما أحكم الحسن بن الصباح الأمر استولى على القلعة وأخرج صاحبها منها و أعطاه ماله . و قد عُرف أتباع الحسن بن الصباح في التاريخ بـ" الباطنية" و
" الحشاشين".
ابتدع ذلك الرجل نظرية الإمام المستور و الدعوة إليه بعدما كانت الدعوة الإمامية تعتمد على الإمامة الظاهرة ، وادعى أنه لا يمكن لإنسان أن يعرف شيئاً عن طريق غير طريق الإمام أو نائبه ، و ما دام هو نائب الإمام فقد أصبح مصدر العرفان ، كما لجأ إلى تأويل القرآن ، وادعى أن للقرآن تفسيران ، أحدهما ظاهر يعرفه العوام و الجهال ، والآخر باطن يعلمه الخاصة و المقربون ، لذلك أُطلق عليه وعلى جماعته الباطنية.
طور الحسن بن الصباح أسلوب عبد الله بن ميمون القداح في الدعوة فاستحدث سبع خطوات كان دعاته يستخدمونها في نشر الدعوة:
1- التفرس: و يُقصد به إدراك مكنونات النفس ليتبينوا قوة إرادة الفرد و مبلغ سهولة انقياده.
2- التأنيس: و هو من الأنس بمعنى بث الطمأنينة و الأمن في نفوس المدعويين و إشباع ميوله و إعطاؤهم كل ما يميلون إليه ، كلٌ حسب ميوله.
3- التشكيك: و هو زعزعة عقيدة المدعويين ، و تعتبر هذه الخطوة من أخطر الخطوات التي يستطيع بها الداعي الوصول إلى قلب المريد فيزعزع عقيدته و يزلزل إيمانه .
4- التعليق: و هو ترك المريد بعد تشككه متأرجحاً في عقيدته متشوقاً إلى معرفة المذهب الإسماعيلي ، حتى تستبين نفسيته و تُعرف شخصيته .
5- التدليس: و هو أن يلجأ الداعي إلى التمويه ، و يدعي ادعاءات كاذبة تزيد في إغراءات المريد و تشويقه و إلهاب رغبته في الدخول إلى الدعوة.
6- التأسيس: و هو تثبيت المعلومات و الحقائق التي أدلى بها الداعي و المستجيب حتى تستقر في ذهنه و يقبل عليها و يؤمن بها.
7- الخلع: و يقصد به إقصاء المريدين عن المذاهب السنية نهائياً بإسقاط الفرائض الشرعية في الإسلام ، و ذلك بالاستعانة بالتأويل الغير مشروع.
رأى الحسن بن الصباح أن العمل السري لا يحتاج إلى جيوش كبيرة ، لكنه يحتاج إلى كوادر على كفاءة عالية من التدريب وتتميز بالولاء التام والطاعة العمياء ، لذلك حرص ابن الصباح على اجتذاب الفتيان من عمر الثانية عشرة إلى العشرين مشترطاً فيهم ألا يكونوا ذاقوا الخمر أو عرفوا النساء أو تلطخوا بأي شئ من ملذات الحياة. لما اجتمع له عدد وفير من هؤلاء الفتيان ، الذين أرسلهم أهلهم لفرط إيمانهم بالدعوة الصباحية ، أوكل أمرهم إلى مجموعة من الدعاة يعلمونهم أصول المذهب الإسماعيلي واللغة و الشعر وبعض اللغات إلى جانب لغتهم الأصلية الفارسية ، كما تعلموا على يد قواد عسكريين جبابرة فنون القتال ، وكانت تدريباتهم في غاية القسوة لدرجة أنه يتأذى معها جسد"الفدائي"، وهذا هو الاسم الذي أُطلق على المتدربين ، وكان قادتهم يرددون عليهم أنه لابد أن يكون لعقل الإنسان وفكره وتطلعاته تحليق النسر إذا لم يعترضه عائق كبير ، هذا العائق هو الجسد بكل مواطن ضعفه ، فالجسد الميال إلى الكسل يخشى الصعاب التي بها تتحقق الأهداف السامية ، وقهر هذه الأهواء وتحرير العقل من قيودها هو الهدف من التدريب إلى أن يصبح المرء قادراً على انجاز المهام التي تقتضي التضحية بالنفس بدون تردد عندما يأمر السيد الأعلى " ابن الصباح " الذي كانوا يُلقنون أن الله قد أوكل إليه مفاتيح الجنة ليُدخل فيها من يشاء .
وإمعاناً في الحبكة فإن ابن الصباح اهتم بما خلفه ملوك الديلم من حدائق وجنان فاهتم بها و حولها إلى حدائق غناء ، لها من جمال التنسيق و الروعة و البهاء و فسحة الأرجاء ما لا عين رأت ، فيها من كل الثمرات ، بها قصور شاهقات تكسوها نقوش زاهيات ، و جعل أنهاراً من لبن وعسل وخمر تجري من تحتها ،
كما اهتم بشراء الحسناوات من الجواري اللائي يسرقن الألباب من فرط جمالهن وغنجهن و عذب أصواتهن و سحر رقصهن الذي يخطف القلوب و يطير العقول فلا يستطيع كائناً من كان أن يقاومهن ظناً أنهن الحور العين و أن هذا المكان هو جنة الفردوس كما جاء ذكرها في القرآن . وأسكن الحسن الفتيات القصور واهتم بتعليمهن العزف والغناء والشعر وضمن منهن الولاء و الطاعة . جعل ابن الصباح الوصول إلي هذا المكان صعباً إلا لأتباعه المخلصين ، فجعل له مدخلاً وحيداً من خلال حصن منيع شيده كان كفيلاً برد كل جيوش العالم ، و لقد حرص شيخ الجبل أن يجعل بلاطه يتجلى بكل مظاهر العظمة و الجلال ، كما جعل بسطاء الملتفين حوله يؤمنون بأنه نبي عظيم ، حتى إذا أراد أن يبعث أحد مريديه لاغتيال شخصية معادية ، أمر فسُقي من منقوع الحشيش ، ثم حُمل إلى الحديقة حتى إذا أفاق من سباته وجد نفسه في وسط هذا المشهد الساحر و وجد الحسان يداعبنه و يغازلنه و يرضين رغائب شبابه ، و لو أنه خُير بعدما خبر كل هذه الملذات ما اختار أن يفارقها ، ثم يُخدر مرة أخرى ليفيق في القصر و لم يكن قد استكمل نشوته ، ثم يُقتاد إلى حضرة الشيخ فيخر أمامه راكعاً في كثير من التجلي ، عندئذٍ يسأله الشيخ من أين أتى ، فيجيبه : من الفردوس التي جاء ذكرها في القرآن ، فيقول له إذهب فاقتل فلاناً فإذا عدت حملتك ملائكتي إلى الجنة و إذا قُتلت أرسلتهم إليك ليحملوك إليها.
وعلى هذا النحو سار ابن الصباح و خلفاؤه نحو قتل و إعدام كل من أراد التخلص منه ، فزرع الرعب في قلوب الأمراء و الملوك المحيطين ، فسعوا لمجاراته اتقاءاً لشره.