قصة من التراث: "يا قيس قوم" بقلم:بلال الملاح
تاريخ النشر : 2010-06-14
يحكى أن الحمامة جاءت وقالت للشنارة (الشنار):
كيف أصبحتِ ملونة هكذا؟
فقالت الشنارة: لقد قتلت أخي ودهنت كل جسمي به، وأستقذت في الصباح فوجدت نفسي ملونة وجميلة بها الشكل.

راحت الحمام وخططت ودبرت حتى جاء أخوها، فقامت بقتله، ودهنت كل جسمها من دمه حتى أصبحت حمراء كثيرا.

ولكنها في اليوم الثاني أخذت تنظر الى المرآة وتقول لو أني لم أقتل أخي وتلوم نفسها بعد أن أصبحت تعتاد على لونها الأحمر، وقد قتلت أخوها، وضحكت عليها الشنارة.

ومنذ ذلك التاريخ ونحن نسمع الحمامة في كل يوم صباحاً وعصراً تنادي أخاها "يا قَيس قوم صلي وصوم وارعى البقر تحت الشجر"، ولم يستطع أخاها القايم ولم يسعفها اللون الأحمر في دخول عالم الطيور الملونة الجميلة.

هذه القصة حدثتني بها أمي أكثر من 1000 مرة وانا صغير، وقد كبرت اليوم وذهب في زيارة الى بيتنا في القرية، وعندما كنت أنا وزوجتي نهم في الاستيقاذ سمعنا صوت الحمامة تنادي هذه الكلمات التي هي اصلا صيغت من أجل مواكبة وموافقة الصوت الذي خرج من الحمامة، وحينها تذكرت قول أمي، وقمت وقد سألتها عن القصة فحكت لي القصة كاملة، ولكني وجدت فيها الكثير من المعاني التي تنطبق على واقعني الفلسطيني والعربي.