لمن مروا ولم يتركوا لنا غير نشوة السؤال
حنظلة من بلد المليار شهيد وشهيد
في العيون صمت لا يكون .. في العيون بحر من نشوة القلوب هناك , وبحراً من أشرعة لا تكون .. في العيون نشوة البوح وحنين السؤال , بقية ممن تركوا هناك يسألون : عن حمم البراكين كيف تولد أو تكون ؟؟
في حميم الموت يموت السؤال , وتموت حمماً من حبائل آمالنا .
فوق القمة رفع ظبي رأسه وهام في وهاده البعيدة , يبحث عن وطن بحجم هذه الروح , وطن بحجم فتيلة .
فيما الصياد لازال يراهن أن يقتل الظبي الثائر قبل خمود الرماد .
في القمم هناك لم يكن الظبي وحيداً , فقد كانت هناك بعض أعشاش للنسور , نسيها يوماً ذلك الصياد المقيت في حملة التطهير .. تطهير الغابة من حمم الثورة والرماد .. نسيها وهام بحثاً عن ذلك الوهم الجديد , كي يعلق عليه سراب أحلامه ويرسى فلسفة الضلال , في بحث عن رسل مزيفين وكتب تعنى بالحروب والدمار.
الصياد الذي لم يصنع إلا الدمار , كان يبحث عمن يلملم ذلك الحصاد , من أشلاء زيف لا يكون .
قال : أنه من أصل عريق ,, وزيف ما شاء من نبوءات , وهو لازال يريد الظبي على موقده البغيض , كي يحيي آثامه التي لن تموت .
لكن الظبي كان يهرب كمهر جموح كسهم خاطف نحو حمى النسور .
راح الصياد يترصد ذاك الظبي في كل ليل ونهار , ويثير بأحقاده الغبار قاصداً طهر الرسالات .
- لا أيها الحاقدون قرآني لن يكون صيداً لأفاعيكم الآثمة , ولن يكون لكم فريسة , أيها القساة , قرآني أخبرني أنكم بغيكم سيرجع عليكم كي يهدم أساطير أوهامكم , وأنني ظبي فوق موائد المجرمين لن أكون , وهذه طهر الرسالات في قلبي وروحي , تحكي عن ذلك الوحي الذي جاءنا من السماء , مبشراً أهلي بالجنان في جبال شمخت ولم تعرف يوماً الركوع , ولا الصياد أدركها بسهمه القاتل المسموم , ولا هي كانت غير عرين النسور , وظبي شريد لازال يراهن عن الرماد وحمى النسور , علها يوماً تفيق .. لازال يراهن على الروح التي لن تشيخ , وهي تنادي وحي الرسالات .
لا ولن تموت أيها الظبي الذي لن يهادن على كل شبر في البراري , ستصحو يوماً أيها الظبي على جرحك , ولن ترضى أن تكون للصياد آخر فريسة , فأنت دون البحر بحر , وأنت دون القمة .. ترقب ذلك الموكب البعيد , ولن تغيب عن عينيك هامات من يعبرون , ولن يكون لهم هذا الوطن وهو من روحي وأشلائي صار وحي وفتيلة وسيكون آخر أجنحة البراري لطهر الرسالات , فقلي أيها الظبي أمثلك .. أم مثلي حقاً يموت ؟؟؟!!!
كتائب الفتح المبين
لمن مروا بقلم:فاطمة الخليل
تاريخ النشر : 2010-06-07