د. شفيق رضوان
غزة/فلسطين
فن مروان قصاب باشي في مدينة غزة
يعتبر مروان قصاب باشي ( سوري، مواليد دمشق 1934)، يقيم في ألمانيا من حوالي 50 عاما، يحمل جنستها، وأحد أهم فنانيها المعاصرين؛ يعتز بعروته، وهو من أبرز الفنانين العرب. أحد كبار مؤسسي الحركة التشكيلية السورية المعاصرة، فنان عبقري متميز بأسلوبه الأصيل والخاص، مثابر بتمتع بنشاط كبير وعطاء مستمر، كفنان وأكاديمي من نوع فريد، فيما حقق له حضورا فنيا دوليا، وشهرة عالمية واسعة.
درس الفنان الكبير الآداب في جامعة دمشق من عام 1955إلى عام 1957، تتلمذ في سوريا على يد رائد الانطباعية السورية نصير شورى، ثم التقى بنعيم إسماعيل الفنان المجدد، وتأثر بأفكاره (1)، في بدايته الفنية المبكرة في دمشق، كان مسحوراً باللمسات اللونية المتعاقبة والرشيقة التي تميّز بها أسلوب سيزان التلويني في معالجته للمناظر الطبيعية ولخلفيات الوجوه (2)؛ ثم درس الفن في كلية برلين العليا للفنون الجميلة من 1957 إلى 1963 حيث درس التصوير على يد الأستاذ هانز تري (3)، أفاد من التراث الفني الألماني وأساتذته في فني الرسم والغرافيك في العصر الحديث. "في تلك المرحلة، فتح مروان أولى نوافذه على إيقاعات التعبيرية الألمانية، متخذاً من عالم الوجوه فسحة للبحث والتعبير عن عالمه الذاتي" (2). يرى الناقد يورن ميركيرت بأن (.. أسلاف فن مروان .. في المقام الأول أنطوان آرتو برسومه الخالدة التي صوّر فيها نفسه، والتي أنجزها في مصح رودز.. كذلك إدوارد مونش وفان غوغ لبصيرتهما التصويرية التي عبّر كلّ منهما، بطريقته الرؤيوية الخاصة.. وألبرتو جياكوميتي للتطابق في عمله الفني بين القرب والبعد"(4). وبمعيشة مروان بمنحة لمدة سنة في مدينة الفنون في باريس، (1973) فقد توقف مليا لدراسة الفن الفرنسي في القرن التاسع عشر، وأعجب كثيرا بأعمال بول سيزان، وكلود مونِيه، وإدوارد، مانِيه وكوربيه، وسوتين وآخرين. عمل منذ عام 1980 في برلين أستاذا في أكاديمية الفنون التي تخرج منها؛ وبحكم تميزه كفنان ومفكر وبحضوره الفني البارز أختير عام 1993 عضوا في المجمع الفني البرليني (5).
عالم مروان الفكري والفني
عالم مروان قصاب الفني عالم ثري ومتنوع، رغم سيادة الجانب التعبيري فيه، فهو فن خاص مستوعب لمجمل التجربة الفنية العالمية المعاصرة، " يتشكل من البشر ومن طبيعة الأشياء الصامتة, ومن المناظر الطبيعية الخارجية والداخلية، ومن هذه الموضوعات القليلة والقريبة والبسيطة جدا يشيد مروان كونه الفني" (6). إن اهتمام الفنان المبكر بخلق الصورة التعبيرية والنفسية الحادة للإنسان من خلال ملامح الوجه وحركة الجسم، بالتحوير والتشويه المقصود، لم يعكس فقط توتره الداخلي والشخصي، ولكن محاولة تصويرية تشكيلية تعميمية لمجمل المشاعر والحركة الداخلية القلقة لديه ولدى الإنسان بشكل عام، وهذا التعبير النفسي ليس تعبيرا تجريديا، إنما يعبر عن وجهة نظره بقضية الفن, بقضية الحياة, بقضية المجتمع؛ فالفن موقف, ويتبلور موقف الفنان بالعمل الفني الذي يحمل طموحــه، وهذا ما كان
يميز أعمالة بوضوح بالغ في ذهن المشاهد عن أعمال زملائه التي كنا نلاحظها خصوصيتها وتميزها في المعارض الفنية في دمشق كفنانين شباب في أواخر الستينات، وفي أوائل السبعينات، عندما كانت تشغلنا حرفية الرسم الواقعي، والزخرفية البنائية، والأسلوبية التجريدية أو تكلف التراث القومي.
الفنان الكبير مروان قصاب يبين فلسفته الفنية وأسلوبه الإبداعي، وموقفه من الاتجاهات الفنية المعاصرة للقراء بلغة دقيقة وموجزة. كما في حواره مع قصي بدر ـ في فضاء معرضه في خان اسعد باشا في دمشق في نيسان 2005ـ المنشور في جريدة الثورة السورية في 12/4/2005).
رغم تنوع تقنيات الفنان وعمق أبحاثه التشكيلية احتفظ بأسلوبه الذي لم يرفض القيم الفنية المعاصرة في تنوعها، ولم ينكر أنماط واتجاهات الحداثة، لكنه يؤكد على رسالة الفن الاجتماعية، وأصالة الإبداع، والبعد عن التكلف، فيقول: " أرى أن هناك اتجاهين في الفن، وليس هناك ميزة بين هذا أو ذاك, فهناك بعض الفنانين ممن ربطوا مصيرهم الفني بقضية الإنسان ووجود الإنسان وهذه القضية تتعلق بالحياة والموت والحب ومن هؤلاء الفنانين غويا وفرنسيس بيكون وهذه الطريق وعرة، فالانزلاق إلى الجرائدية وإلى الوصف الأدبي قد يكون سهلاً ولكن هؤلاء وفقوا في رسم اللوحة التي تتعلق بمصير الإنسان وهناك فنانون آخرون لهم نظرية تقنوية, نظرات أيضاً بالحداثة فيما يتعلق باللون, بالسطح, بالفراغ.. ليس لأنهم فنانون سيئون, وإنما هذا موقفهم, واعتقد أنني من الزمرة الأولى ممن تناولوا مصير الإنسان ومجتمعه و العلاقات بينه وبين القضايا الأساسية"؛ ورغم أن الفنان لا يرى عيبا في الإنشاء الفني الحديث بحد ذاته، وإنما في القيمة الفنية النهائية للعملية الإبداعية، فهو يقول بأن ".. اللوحة هي الطريقة المثلى للتعبير عما أريد, إن كان على القماش، أو الورق أو بالحبر أو قلم الرصاص أو بالحفر أو الليتوغرافي" (7).
العمل الفني ليس فقط انفعالا وعاطفة داخلية!
لكنه عمل معماري أيضا وبحث يتطور حثيثا
وهو وحدة متجانسة بين الشكل والمضمون
إن الحالة الانفعالية البارزة في لوحة من لوحاته، مجرد مظهر خارجي لمنظومة متماسكة من المحتوى الفكري والنفسي والوسائل والعناصر التشكيلية المختلفة، تتضح وتتبلور في سياق العملية الإبداعية, الأمر الذي يتضح في مختلف أقوال الفنان المفكر. فنه الانفعالي فن متماسك؛ فالانفعال الضروري للعمل لا ينتج فنا لوحده. يقول: "لوحاتي انفعالية بالدرجة الأولى, لكنها ليست نزقة, على الفنان أن يكّون فنا وعليه في النهاية أن يركّب الانفعال في قنوات الفن, من حيث الشكل واللون انفعاليا ويجب أن لا يسيطر عليه الانفعال في الوقت نفسه, لأن الانفعال وحده لا ينتج فنا "،"هناك تحريف, لكن ليست ثمة تشويه فهذه تهمة خطيرة إن لم تفهم في سياقها, أنا أصنع من ذلك الوجه وجها جديدا ومن الإنسان إنسانا آخر، كما أرى وحسب قيمي الفنية, فيه شيء من الغضب وشيء من الحسية وبعض الشبق" (8 ). ويرى عبد الرحمن منيف إن « مروان وهو يطرح في لوحته هذه الإشكالات، يخلق إرباكاً مقصوداً للمشاهد، لأنه يفاجئ، يهز القناعات والمقاييس الســـائدة، ينظر إلى ما وراء القشـــرة، يطـالب بكمّ من الجرأة بين طرفي العلاقة، الفنان والمشاهد" (4).
فعند مروان الفنان في رسمه لا يقف "..عند الانفعال فقط,، فهناك تحضيرات كثيرة، ومع هذه التحضيرات يأتي نوع من العاطفة الداخلية, ولأن العمل الفني عمل معماري أيضا, فلا تستطيع أن تخلق العمارة بالحالة العاطفية اللحظية, فاللحظة العاطفية تأتي بفترات أثناء إبداع اللوحة, وخاصة في نهايتها عندما أدرك أن اللوحة ستنتهي ومصدر الإدراك هذا هو الحدس الداخلي والفورة الداخلية بعد عمل ربما يدوم لأسابيع أو أشهر على هذه اللوحة" مؤكدا هنا على ".. أن الإبداع ليس مجرد نزوة ولكنة عمل بحثي يتطور بشكل حثيث، ليصل لمظهره النهائي التشكيلي والتعبيري" (7).
يوضح ويؤكد مرة أخرى بأن " اللوحة ليست نزوة, فلها قيود وتصورات حسابية, تصورات معمارية, انظر لتلك اللوحات, تراها في مقاسات معينة, ترى فيها مقاطع, ترى خطوطا متجاوبة لتشكل هندسة معينة تأتي لك بتوتر ضروري فيما يتعلق باللوحة, فليست اللوحة في عدد من الانفعالات, بل أكثر من ذلك فهناك البناء المعماري والذي يعد من أهم الأسس لبناء اللوحة إلى جانب الحالة العاطفية والإبداعية"، بمعنى أن لدية " اللوحة وحدة متكاملة, أي إنه يجب أن تكتشف المادة اللازمة وبالتالي الحجم المناسب, كذلك الهندسة المناسبة إلى جانب المدى أو الحجم الإنساني الموجود لتخلق لوحة, ولا تكفي التقنية وحدها؛ فاللوحة وحدة معينة كالموسيقى والقصيدة, فالقصيدة وحدة متجانسة عبر الكلمة والوزن وغير ذلك لتخدم قضية أو فكرة, وإذا كان هناك خطأ في التقنية فهناك خطأ في اللوحة, ولا تعني التقنية في معناها الجمالي وإنما اكتشاف الواسطة والطريقة لما تريد أن تقوله". اللوحة لديه بكل عناصرها لا تأتي جاهزة عن تصور مسبق، لتحقق مرة واحدة، ولكن تتشكل من خلال عملية تطورية من بناء وهدم وتغيير لتصل شكلها وتعبيرها النهائيين ، فمثلا عند البداية يكون" لديك تصور مسبق للون بالطبع، ولكن بالتجربة يأتي لون جديد مقارب أو مختلف، وهذه أخلاقية العمل, لأنك لست كيميائيا تخلط كذا وكذا بالآلة, وينتج لون معين وإنما التجارب الإنسانية واللحظة الساعية والطقس المؤثر والتجارب الداخلية الخ..تدفع لاكتشاف اللون وهذه أخلاقية وهذه ضرورة.. إن اللوحة وحدة متكاملة، وقضية التعبير مثلا إذا فرضنا تعبيرا معينا في اللوحة تكون إلى جانب عملية البناء فضلا عن حجم اللوحة.. الخ(8).
وضح الشاعر يواخيم سورتوريوس قدرة صديقه الفنان على تحميل وجوهه المرسومة أو المحفورة بالمغزى الفكري والتشكيلي في قصيدته المهداة إلى مروان:
عالم كاملٌ هو هذا الوجه
فهو وحده الموجود.
يـُبنى، يُهجر، يُبنى
مرتعشا بين الموت والحياة.
وجه ٌ لا يفارقه النور. (9)
وقال الشاعر الأمريكي كلينتون اشيليمان في وصف أعماله أيضا :
في برزخ بيننا
ليس نقطة غيبية
بل عمق بين الجلد المسلوخ
و قناع الموت الخفي (10)
مروان قصاب مصور عظيم وفنان جرافيك بارع
من الشائع أن يقوم الفنانون في ألمانيا وفي دول أوروبية وأخرى غيرها، أن يقوم الرسامون والمصورون والنحاتون، بممارسة فن الحفر المطبوع، إلى جانب اهتماماتهم الرئيسة، كما هو بالنسبة لعدد من الفنانين التشكيليين العالميين الكبار أمثال الفنانين الإسباني غويا الذي له باع طويل مع هذا الفن، الهولندي رامبرانت، الألماني ألبريشت دورر، وكثير من فناني العصر المجددين في تاريخ الفن، مثل بول جوجان، وبيكاسو، وعدد من الفنانين العرب المعاصرين مثال العراقيين رافع الناصري وضياء العزاوي ـ على سبيل المثال. كذلك فإن كثير من الفنانين المعاصرين يولون اهتماما بفن الجرافيك بمختلف أوجهه، كفن تصميم الكتاب بما فيه من إنتاج الرسوم الإيضاحية والأغلفة.
يعتبر فن الحفر المطبوع أحد ضروب الفنون التشــــــكيلية الجديدة في العالم العربي،" وأول من مارس هذا اللون من الفن في سوريا، الرسامون والمصورون الذين درسوا الفن في إيطاليا كمحمود حماد، وممدوح قشلان، وسامي برهان. ثم اشتغل عليه عدد من الفنانين، منهم الفنان برهان كركوتلي) الذي تفرغ كليا لعوالمه، والفنان (مروان قصاب باشي)، والاثنان من الفنانين التشكيليين السوريين الذين اتخذوا من ألمانيا مغترباً لهم (11). لقد مارس مروان قصاب فن الجرافيك مع فن التصوير من بداية مشواره الفني، حتى الآن، وبالقدر الذي يأخذه سحر اللون تأسره علاقات الأسود والأبيض، أولى اهتمـــاما كبيرا للحفر على المعدن بتقنياته المختلفة، وطباعة الليتوغراف. يقول مروان: "أعتبر أن الغرافيك يمنحني إمكانيات أكبر من القماش واللون، فالحفر على النحاس يشبع لدي مشاعر الامتلاء أكثر مما تعمل اللوحة اللونية، كما أن المعدن يتحمل مشاعر التمرد والقسوة التي أشعر بها أثناء العمل (12)
رغم أننا قد نلاحظ أحيانا في محفوراته، وكما يكتب الناقد بورن ميركرت الذي كان قريبا ومتابعا لفن مروان من سنوات طولية " تطابقا في مواضيع التصوير، فإن فن الحفر لديه يبقى مستقلا كليا عن رسومه، إن فن الحفر الأسود على الزنك أو النحاس، بوسائله المختلفة، كالرأس الحاد، الورنيش الطري والأكواتينت، بالأسفلت والهباب، الحمض ومحلول السكرـ ليس فقط عملية تقنية في غاية التعقيد، بل إنه وسيلة تعبير بنائية يتطلب إتقانها معرفة خاصة، إذ أنها تخضع كليا للتعامل شبه المخبري مع منتجات كيماوية ومواد مختلفة التركيب، عسيرة الاستعمال. يتطلب هذا نهجا فنيا مختلفا تماما وتفكيرا صوريا معاكسا لفن الرسم البحت، كما يتطلب قدرة بالغة" (9)، الأمر الذي أجاده مروان تماما؛ تجربته العميقة والطويلة في الحفر على المعدن بكل تقنياته الغامضة، وطباعة الليتوجراف بالغة الحساسية، يتابع ويطور ورائع المفاجآت في الطبعات التجريبية بعد تعديلات وإضافات لا تحصى.
تتجلى موهبة الفنان الكبير في فن الحفر في لوحاته المعروضة في غزة في مطلع ابريل عام 2010 في جاليري التقاء للفنانين، من ضمن مجموعته المهداة لفلسطين " فن الحفر لديه ".. تجربة ومغامرة، إنه حساب تجريبي، أو تجربة محسوبة، تبقى لفترة طويلة مجرد تصورات وتكهنات لما سيكون. وكلما ازدادت خبرة الفنان ازدادت إمكانية تحكمه في النتيجة التي يسعى إليها من خلال مغامرته. كما تزداد حريته في خوض تجارب جريئة لاكتشاف وسائل تعبير جديدة"؛ " فقد يحدث أن يتوقف مروان بغتة في منتصف عملية الحفر، وأن يقوم بطبعة تجريبية أولى ليتأكد من نتيجة علمية ما، أو ليضبط بشكل أفضل التعديلات المستجدة. قلما يمكن تسمية هذه المستجدات تصحيحات أو تعديلات إنما يصح القول بأن الفنان يستأنف الحوار مع المادة، مع الصفيحة والتقنيات الأخرى المختلفة، ربما على صعيد آخر. في الرسم أيضا قام مروان دائما ومرارا بإضافات وتعديلات على اللوحات، حتى التي ظن انه انتهى من رسمها، مما يؤدي في الرسم وفي الحفر أيضا إلى تداخل الصور واندماجها على تنوعها في صورة واحدة، تنبض بالحياة، مشحونة بتضادات على درجة عالية من التوتر تجعلها في تحول دائم"، " ولا يسعنا أحيانا إلا التعجب كيف يتمكن مروان بإضافته وتعديلاته المتجددة، أن ينتزع من الصورة تلك التحولات السحرية، بين الكثافة والشفافية، بين السواد والبياض؛ كيف تختفي كليا من مرحلة طباعة إلى أخرى طبقة من الخطوط الكثيفة المرسومة بقوةـ كانت لتوها وسيلة التعبير السائدةـ وكيف يغدو بالحف والحك، أو بإعادة الأكسدة، الظلام المذرور نسيجا شفافا، مخرما من الأضواء اللا متناهية"( 9). إن المتأمل في أعمال مروان الطباعية على مدى أربعين عاما يقف على مدى التطور الكبير في التقنية الفنية، ففي الوقت الذي كان يشغل الفنان في بداية مشواره مع فن الحفر تحقيق الرسم المحور بأقل الوسائل التقنية في الحفر على السطح المعدني بالحمض، يتملك تاليا كامل التقنية وعمق الخيال، بشكل مطواع تماما للتعبير عن أدق المشاعر، بغنى واسع من معالجات تقنية متنوعة ومتواصلة لا تنتهي.
والفنان مروان القصاب يستجيب أحيانا لوسائل التلوين لتحقيق تعبير أو حركة ما في الخطوط للبنية التشكيلية في اللوحة، أو لتموج معين في سواد الطباعة، فيصبح العمل الجرافيكي بين يديه بمثابة " تخطيط أولي؛ يضيف إلى سطحه الألوان، ولا يمثل هذا لديه مجرد عملية تقنية وإنما هو أشبه بعملية رسم جديدة فوق اللوحة المنتهية؛ أي أنه " لا يمكننا اعتبار عملية إضافة الألوان مجرد عملية تلوين، إنما عملية إبداع تجتاح العمل الفني فتحوله إلى لوحة جديدة، ينصهر فيها العمل الجرافيكي اللامثيل له بحساسيته، وحسيته الملموسة بصميمية فن الرسم ، فتلتئم حينئذ قوى آسر اللون الرائعة بقوى سحر السواد العجيبة"، ".. يتناول مروان في أعماله الجرافيكية مواضيع رسومه مرارا وتكرارا بسائر التحولات التي طرأت عليها على مر السنين، ويكثفها إلى حد الرمز: موضوعات الاحتجاب والكشف، إغراء وسحر الخمار، موضوع الوجه المستتر بشكل عام.. أو الصور التي يطل فيها لأوجه من خلف غطاء نحتار في فهمه: أينحسر عن الوجه أم يخفيه؟ (9).
من المعروف بأن فن الرسم الإيضاحي وفن تصميم المطبوعات بشكل عام، من أكثر فنون الرسم والتصوير جماهيرية، لقربها من المشاهد، ولاقتران الرسم بالنص، مما يوضح أفكار الكتاب عن طريق الفن، أو يعطي صورة بصرية فنية موازية لفكرة المطبوعة من وجهة نظر الفنان، يقرب فيها القيم الجمالية البصرية للقراء، مع التلميح لمضمون النص.
كانت للصداقة الوطيدة بين الكاتب العربي عبد الرحمن منيف ( 1933ـ 2004 ) والفنان مروان قصاب باشي، أن أثمرت عن تقدير واحترام بالغ لفن وشخص كل منهما. فقد رسم مروان عددا من البورتريهات لصديقه العظيم، وعددا من أغلفة رواياته، وترك منيف كتابا يعرض فيه فن صديقه الحميم. لقد عمل قصاب في رسومه لروايات المؤلف الروائي الكبير على إيجاد المعادل التصويري لكلماتـــــه، حيث يؤكد :
" أن تصميمه لأغلفة روايات عبد الرحمن منيف لم يكن من باب الزخرفة، وإنما حرص خلال تلك السنوات على إيجاد مرادفٍ فني لهذه الروايات، وأضاف بأن اللون لا يعوض الحرف بل يـُكمـّله، ولا فرق بينهما فكلاهما من أدوات التعبير الإنساني". تقول السيدة سعاد زوجة عبد الرحمن " في تصميم أغلفة الروايات كان مروان يقدّم أكثر من دراسةٍ للغلاف، ولديه مجموعة كبيرة من المحاولات والتصميمات لروايات منيف.. كان يقرأ الرواية مراراً قبل تصميم غلافٍ لها، ليصبح أكثر درايةً بتفاصيلها" (13)، وهذه التجربة ظهرت في المعرض التكريمي للكاتب العظيم في ذكرى وفاته الخامسة في دمشق، والذي تضمن حسب قول الفنان ذاته" لوحات وأغلفة وبورتريهات تمتزج بخطوط تتماهى مع فكرة الرواية وعوالمها الرحبة والمتعددة ... يشمل تصاميم أغلفة ورسوم منذ عقد ونيف جاءت من وحي الرواية ومن الذاكرة المشتركة"(14).
فنان عالمي يعيش هموم وطنه الأم، وقضايانا القومية
وقضايا الإنسانية، فيكرم في كل مكان
لمروان قصاب على مدار حياته الفنية حضور واسع متميز ومواظب في الحركة التشكيلية والثقافية في العالم، لذلك لاقى تكريما واسعا. أقام عددا كبيرا من المعارض الخاصة لأعماله في دمشق والقاهرة وبغداد وبيروت وعمان، وفي العديد من المدن في أوربا وفي الولايات المتحدة، صاحب معارضه صدور عدد من الكتب والكتيبات من بينها كتاب "من مروان إلى أطفال فلسطين" الذي ضم توثيقا لمجموعة الأعمال التي أهداها الفنان لجامعة بير زيت الفلسطينية ومركز خليل السكاكيني الثقافي برام الله. نشر الكتاب "معهد غوته" عام 1998. وقد سبق أن صدر في دمشق مجلد كبير مصور عن أعمال مروان بنص للروائي عبد الرحمن منيف بعنوان "مروان قصاب باشي- رحلة الفن والحياة" (1996) (15).
إن أعمال الفنان دقيقة وعميقة الأفكار، لذا تم اقتناء الكثير منها في المؤسسات العامة والمجموعات الخاصة، فهي في وطنه الأم ضمن مقتنيات وزارة الثقافة السورية، المتحف الوطني بدمشق، متحف دمّر، يقتني أعماله عدد من أهم المتاحف في العالم: في بلده الثاني ضمن المتحف الوطني ببرلين، صالة برلين، قاعة المعارض بريمن، مجموعة الغرافيك كوبورغ، مجموعة اللوحات لمنطقة بافاريا، ميونيخ، متحف هانوفر، المجموعة الوطنية لأعمال الغرافيك، ميونيخ، متحف مدينة فرلفسبرغ، معهد بيتسبورغ، قاعة المعارض في مانهايم، المجموعة الفنية لجمهورية ألمانيا، بون، متحف معهد العالم العربي، وفي أماكن أخرى من العالم، في المكتبة الوطنية بباريس، متحف Seita بباريس، متحف تاريخ الفن والثقافة في منطقة الهانزا، لوبيك. بالإضافة إلى متاحف ومؤسّساتٌ عامّة في أوروبة وأميركة وفلسطين والأردنّ وسورية... (5).
كرمه الرئيس الألماني عام 2005 بمناسبة إتمامه سبعين عاما من العمر مانحا إياه وسام الاستحقاق من الفئة الأولى وسماه روح ألمانيا (16) وأقيمت العديد من الأنشطة التكريمية للفنان السوري/ الألماني مروان، منها الاحتفالية التكريمية التي نظمها المركز الثقافي الألماني (معهد غوتة) في دمشق أيام 10 و11 و12 ابريل (نيسان) 2005 . تتضمن الاحتفالية افتتاح معرض فني يوم 10 ابريل في خان أسعد باشا بدمشق عرضت فيه لوحات فنية للفنان وبحضوره، حيث قدمت اللوحات المعروضة بانوراما لتجربته الفنية المستمرة منذ عشرات السنين، والمدارس التي عمل عليها والأساليب الفنية التي استخدمها في إبداعاته التشكيلية؛ وقد أقيمت يومي 11 و12 ابريل في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، ندوة فنية شارك فيها مجموعة من النقاد المهمين من أميركا وفرنسا وألمانيا ولبنان وسورية، ومنهم الكاتب والشاعر أدونيس الذين تحدثوا في محاورها المتنوعة عن تجربة الفنان قصاب باشي ورحلته الطويلة مع الفن التشكيلي وخصوصية فنه وتميزه عربيا وأوروبيا (17).
ورغم أن الفنان يقيم في العاصمة الألمانية برلين، متفرغا للتصوير والحفر، بقي مرتبطا بعمق بوطنه العربي وببلده الأم سوريا؛ فقد شارك، سنة 1999، في تأسيس الأكاديمية الصّيفيّة لدارة خالد شومان، عمّان، وفيها قد ساهم في تدريب عدد كبير من الفنانين العرب الشباب، بمن فيهم نخبة من الفنانين الشباب الفلسطينيين الذين تأثروا إلى حد كبير بأسلوبه الفني وأعجبوا أيما إعجاب بشخصه كفنان مفكر وإنسان.
لهذا.. فإن لعرض جاليري " التقاء الفنانين " في مدينة غزة لمجموعة من أعمال الطباعة للفنان الكبير والبروفيسور المتميز، لها مغزى خاصا لدى فنانينا من كل الأجيال، لتعريفهم عن قرب بعبقريته الفنية، ولمواقفه المتعاطفة مع شعبنا سواء بدعمه الثقافة التشكيلية الفلسطينية، أو بالتعبير عن قضيتنا الوطنية والنضاليـة منذ بداية حركة المقاومة الفلسطينية المعــــاصرة برسم عدد من اللوحــات ذات المضمون المقــاوم ( منها لوحة "فدائيون" 1970، والتي عرضت أخيرا في معرض أساتذة الفن في سوريا ربيع 2008، في قاعة عشتار )؛ تمثل الأعمال المعروضة حوالي نصف مجموعته المهداة إلى جامعة بير زيت ومركز خليل السكاكيني المشار إليها أعلاه، والتي عرضت في أكثر من مكان، منها في مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة في مجدل شمس - الجولان المحتل ـ شهر مارس 2009ـ والذي كان مكرسا لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل الفنان السوري الكبير فاتح المدرس.
إن معرضه هذا، والمقــام في مدينة غزة ـ في مطلع شهر نيسان الحالي 2010 ـ في جاليري التقاء للفنون، ليس مجرد حفل تكريــــم من طلابـــــه الأوفياء والفنانين الموهوبين ( رائد عيسى، محمد الحواجري، عبدالرؤوف العجوري، محمد أبو سل، سهيل سالم )، القائمين القاعة، ولكن كذلك رغبة منهم في تعريف الجمهور في مدينة غزة، بالأعمال الرفيعة في فن الحفر عند المبدع الكبير؛ المدينة التي تشهد في السنوات الأخيرة نشاطا فنيا متواصلا ، من ورشات العمل والمعارض.
وفي رأينا بأن الصدق الفني أكثر ما نشغل الفنان الكبير مروان قصاب في التعبير البصري، فالشكل الأكمل والأمثل الأكثر أمكانية على حمل المضمون. إن تجربة مروان الفنية ـ المتفردة، على مدار عمره الفني، تؤكد عمق تفكيره الفني والفلسفي، فالمضمون كالشكل، لا ينفذان. لذا لم تشغله تفاصيل المضمون السردية ولا أبحاث التشكيل الموضة، ولا البهرجة الشكلية، والمعسولية. في الوقت الذي لم ينكر أساليب التصوير التاريخية التقليدية، مروان فنان ابن عصره بمعنى الكلمة، لم ينكر مختلف الاتجاهات المعاصرة، فقد تشرب مبكرا تقنيات وقيم الثقافة الفنية العالمية في فن التصوير والجرافيك بالدرجة الأولى، ليعبر عن رؤيته الفكرية والجمالية للعالم الخارجي، ومؤثراته المختلفة على نفسيته. إن حساسية الفنان التشكيلة البالغة على مستوى التشكيل باللون والخط والتصميم سمحت له برهافة بالغة تصوير انشغاله الذهني والعاطفي الملتهب، على مستوى إنساني رفيع، فيما جلب إليه التقدير والاحترام في كل مكان.
إن وجوهه وشخصياته، ومساحات أدائه النصبية وتحويراته التعبيرية في الشكل لحدود التشويه المقصود، لا تخلو من رقة متناهية، فقد جاءت في سياق البلاغة والمجاز الفنيين الضروريين في العمل الفني. إن الإرباك الذي يشعر به المشاهد، إرباك مقصود من الفنان لأنه يود أن " يفاجئ، ( أن ) يهز القناعات والمقاييس السائدة، ينظر إلى ما وراء القشرة، يطالب بكم من الجرأة بين طرفي العلاقة، الفنان والمشاهد" (18). إن غياب حَرْفية الملامح الواقعية المنظورة في الطبيعة، بحيث يبدو الوجه مشوها، أو منزاحا عن طبيعته، يعود لانشداده إلى لغة المجاز التعبيرية، فيقول: " في الستينات كنت أرسم وجوها ورؤوسا كبيرة، لكنني منذ السبعينات بدأت أرسم الوجه لا ليكون مجرد وجه، بل ليجسد ذكريات عن الوطن بسهوله وجباله والحياة فيه " (12)، ويضيف:" أنا أطور الوجه,أشوهه, ليس من أجل التشويه كموضة, إنما هو تحد لإعطاء شيء آخر كما تراه عيني, إعطاء صورة جديدة, داخلية وخارجيــــة كما تتبدى لي, إلا أن ارتباطهــــا مع الطبيعة ـ بمعنى الواقع ـ ارتباط أصيل (8). وبمعنى من المعاني، فمروان واقعي فنان ملتزم، ويعرف تماما لغة الفن التشكيلية التصويرية والمجازية ليعبر عن طائفة واسعة من المشاعر والأفكار والموقف الإنسانية،؛ فالفن ليس مجرد عبث لمتعة جمالية، ولكنه انعكاس جمالي ذاتي عن الواقع بمختلف أوجهه.
أن طريقة التلوين عند مروان قصاب في السنوات الأخيرة تكثيف لمجمل تجربته وثقافته الفنية في التلوين لعشرات السنينِ، فهي تجمع ما بين سحر الرقش العربي في صراحة اللون وتناغماته الوامضة المتلاحقة والانطباعية الفرنسية عند أهم رموزها، فضلا عن الملونين التعبيريين الألمان، يغنيها بتقنية متحررة من قيود التقليد، وأسلوب متفرد لا يتقيد بمنهج خاص ليحقق مدرسته الفنية ومنهجه الخاص، عمل بجدارة على وحدة الشكل والمضمون الإنساني والنفسي والاجتماعي بصورة مكتملة ومكثفة قل نظيرها. إن تجربته الفنية البحثية على القيمة التشكيلية والتعبيرية على الوجه الإنساني لعشرات من السنوات لا تنطلق من تقديسه للموضوع، بقدر ما هو بحث فني عميق، فهو من أكثر من يرفضون قداسة المضمون في ذاته أو الشكل في ذاته، ليس لديه من مضمون أو شكل عظيم أو مقدس، دون غيره؛ وأن البحث في موضوع ما ليس له حدود بالضرورة لما يتضح في تركيزه على تصوير الهيئة والوجه الإنساني لسنوات طويلة، بحكم قيمتيهم التعبيرية. يوجز الفنان فلسفته " إن الفنان الحقيقي، قابل للذوبان في تفكيره، وعندما ـ يرسم ـ أي شيء ما... يكون قد رسم أي شيء كان" (19). مروان ليس فنانا شكلانيا ولكنه فنان إنساني، يقول عبد الرحمن منيف: "ينتمي مروان لنوع نادر من الفنانين الذين يؤمنون بأن الفن ليس مجرد جمال سابح في الفراغ بل هو فعل أخلاقي يربط المتعة والفرح بالحقيقة"(16). والحقيقة في الفن لا تبتعد في واقعيتها، عما يشغل الفنان والناس، " فلم ينظر مروان للوحة نظرة تزويقية، أو تزيينية، بل هو من اشد المحاربين لتك النظرة السطحية، التي ربما تهيمن على الفن العربي .. لقد نادى مروان بلوحة إنسانية بكل المقاييس الإبداعية" (10).
يتجاوز فن البورتريه عند مروان قصاب كل ما هو مألوف في جنس هذا الفن، فهو لم يتوقف عند قشرة الألوان لمحاكاة التفاوت اللوني ودرجات الفاتح والغامق ومتابعة تضاريس الوجه، بخبرة مدرسية متوارثة، ولا بتلخيص وتحوير زخرفي، ولكنه سعى بتملكه الكبير لتقنية التصوير والتلوين، وتقنيات الطباعة في فن الجرافيك في تنوعها في كل منهما، إلى بحث تشكيلي خاص عميق وغني يحمل فيها عمله الفني برؤيا لا تنتهي من القراءات الواقعية والخيالية في صور مشبعة بالمشاعر الإنسانية بتلونها في عمق اللاشعور، انبثقت أمام عين المشاهد المتدرب في أعمال فنية متفردة مكتملة جد مبهرة، ولم يكن فيها المظهر النصبي هدفا في ذاته، ولكن لضرورات تشكيلية وتعبيرية.
إن تجربة الفنان الكبير مروان قصاب باشي الفنية الغنية جدا، على مدى يربو عن خمسين عاما ـ وما زال مستمرا بوفاء في العطاء ـ تؤكد على أنه ليس فقط فنانا معاصرا عظيما على مستوى عالمي، ولكنه كفنان ومفكر، صاحب رسالة إنسانية وتربوية رفيعة المستوى تترك أثرها عميقا في تاريخ الفن وعلى ألفنانين بمن فيهم الفلسطينيين. لقد أكد ذلك في كلمته الصوتية وقت افتتاح معرضه في غزة بعمق تعاطفه مع المحاصرين في غزة، وبتأكيده على الصمود وفهم سير ومغزى التاريخ، في أمل بالوقوف يوما معنا على أرض فلسطين، وفي دعمه للفنانين، بصوت حميم محمل بالحكمة والعاطفة الجياشة والأمل.
ملاحظة:
نعتذر عن عدم ذكر تفاصيل مواصفات الأعمال المرفقة من حيث المسميات والأبعاد وتاريخ الإنجاز لعدم توفرها كاملة لدينا.
هوامش:
1ـ دمشق 2008 ـ عاصمة الثقافة السورية
http://damascus.org.sy/index.php?d=267&id=29
2ـ فيصل سلطان، منتديات الحصن النفسي
http://bafree.net/forums/showthread.php?t=40921
3ـ محمد الأزن، دمشق
http://www.esyria.sy/edamascus/index.php?p=stories&category=activities&filename=200912062130011
4ـ الأخبار
http://www.al-akhbar.com/ar/node/128758
5ـ موقع الجولان
http://www.banias.net/nuke/html/modules.php?name=News&file=article&sid=5676
6 ـ الثورة ـ الملحق الثقافي
http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=96604345520050407214817
7 ـ قصي بدر، الملحق الأدبي، الثورة
http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=69014833320050413234858
8 ـ وفاء صبيح- معن عاقل ،الثورة
http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=74013862420050713215521
9 - مروان إلى أطفال فلسطين، كتالوج، مقال بورن ميركرت ـ ساحر السواد مروان وفن الحفر على النحاس معهد جوته ميونخ بالتعاون مع معهد جوته في رام الله، 1998
10ـ الطومار
http://tomaar.net/vb/showthread.php?p=289662
11 - د. محمود شاهين، الثورة
http://thawra.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=12500068120070926112727
12 - الزقورة
http://www.arabsart.com/inp/view_printer.asp?ID=77&AUTHOR=%D8%B9%D9%85%D8%B1%20%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%A9
13 ـ فنون ، الملتقى الأول للتشكيليين العرب
http://forums.fonon.net/showthread.php?t=14140
14ـ يوسف الجادر، موقع النور
http://www.an-nour.com/index.php?option=com_content&task=view&id=9834&Itemid=35
15 ـ المنتدى
http://swoforum.nesasy.org/index.php?topic=649.0
16 ـ قناة الفضائية
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4C9C0C6A-04DE-43D2-A1C8-4AF475818432.htm
17ـ الشرق الأوسط
http://www.aawsat.com/details.asp?section=30&article=292163&issueno=9627
18ـ عمار حسن، اكتشف سورية
http://www.discover-syria.com/news/52x98
19 ـ عبد النور الهنداوي، الأسبوع الأدبي
http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-367/_nr-153/_cmt-0ac8150ec625106d2e5bfc801ed49e97/i.html
فن مروان قصاب باشي في غزة بقلم:د. شفيق رضوان
تاريخ النشر : 2010-04-17