بقلم الكاتب : رامي زيدان عليان
في كل مرة كنت اسمع فيها احدهم يتكلم في إحدى البرامج السياسية كان لساني يفلت من فمي إعجابا وجسدي يقشعر حماسا للكلام , ولكن للأمانة منذ فترة وجيزة أصبحت أثق أن كل ما سمعناه حتى الآن لهو أنموذج كلامي كلاسيكي أصبح يستخدم كثيرا في الآونة الأخير من قبل بعض المتشدقين بالسياسة وكلاسيكيتها, ربما ليرونا أنهم أفضل منا , أو أنهم يملكون حاسة إضافية غير حواسنا الخمس والتي تتوقع ما لا نستطيع إن نتوقعه وتعرف مالا تعرفه حواسنا نحن ..... هذا كلام جميل ومعقول جدا وأنا تماما مقتنع به حتى النخاع , لأني احد ساذجي السياسة والعهر السياسي , ولا أحب وطني كما يحبونه هم ولا أجد تلك الكمية من الريق في لساني كي تساندني في الحديث عبر مكبرات الصوت أو حتى الإذاعة أو التلفاز , فلو كنت مثلهم لسئمت صراحة تلك الحياة المليئة بالصخب والمفاجئات لسئمت كل تلك الترهات التقليدية التي تخرج من أفواه البعض بين تارة وأخرى ...... إلى هنا كلام منطقي وجميل بالنسبة لي على الأقل , لربما كنا نحتاج إلى فترات من الراحة والاستجمام كعرب مهتمين بتفاصيل السياسة ........ نعم هذا ما اقصده بالضبط فترات تخرج لنا فيها أخبار غير اعتيادية أخبار هوليودية عن بعض وكالات الأنباء بخصوص العهر السياسي وتخبرنا عن اهتراء جسد تلك المومس السياسية من كثرة التخبط في نفس السياق المشئوم .... فقولوا معي تبا للسياسة الكلاسيكية وأهلا بسياسة الفضائح والانحلال أو مصطلح أحب تسميته " العهر السياسي" , هذا أفضل حالا لنا كعرب ووطنيين لأننا سئمنا كل ما يقال عن حركات التحرر وعن ساسة مسح الاجواخ , نريد ساسة جدد يخترقون غرائزنا البشرية ويتحفوننا بين الفينة والأخرى ببعض اللقطات المثيرة والكلمات الصاروخية والتي يستطيع أن يفهم مغزاها ويحللها أتفه شخص فينا , نريد هؤلاء الساسة بقوة , لأننا سئمنا جلسات الاستماع خلف قضبان الراديو والتلفاز لهرطقات بعض الرجعيين والمتخلفين, ونريد الارتقاء إلى ما هو عصري أكثر من أخبار عن طريق بعض المواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية , تلك المواقع المتحررة من أي ضغوط لنشر أي خبر بكل تفصيل وكل حيثية مهما كان هذا الخبر .
أجل هذا ما نريده كعرب ,كوطنيين, كمتلقين للأخبار هنا وهناك مع اختلاف ألوان طيفنا , نعم نريد الخبر المفصل نريد الخبر المبطن نريد أن تسترق أسماعنا وأبصارنا حيثيات تلك المومس السياسية التي كادت أن تقتلنا واحدا تلو الآخر من كثرة فضائحها المخبئة والغير معلنة لنا طيلة تلك السنين , فوداعا لك يا سياسة التقليد
واهلا بك يا سياسة التجديد .
تحياتي
[email protected]
لا نريد السياسة الكلاسيكية بقلم:رامي زيدان عليان
تاريخ النشر : 2010-03-03