شـــــهر زاد عسل وسكر بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2010-01-11
شـــــهر زاد عسل وسكر بقلم:وجيه ندى


شـــــهر زاد عسل وسكر
بصدق وحرارة وحيوية وسخونة يتواصل الحوار مع مطربة الخمسينيات الشهيرة شهر زاد تحدثت عن بدايتها الفنية وفضل سيد درويش وزكي طليمات عليها‏,‏ وأهم المحطات الفنية في مشوارها وصداقاتها لسيدة الغناء العربي أم كلثوم‏,‏ تتحدث بدموع فيها كبرياء وغضب مملوء بالقوة ومعاناة لا تخلو من الأمل والثقة‏,‏ إن الكلمات الآتية مونولوج داخلي طويل تفرغ فيه مطربتنا الكبيرة شحنات الحزن‏,‏ ومشاعر الضيق‏,‏ تتساءل ـ لماذا تتجاهلني وسائل الإعلام المختلفة وأنا مطربة قدمت الكثير لبلدي‏,‏ لقد تعبت وكافحت وحرام أن تكون هذه المكافأة التي أنالها‏,‏ وتصرخ قائلة أين أعمالي وأغنياتي؟‏!‏ لماذا لا يعرضها التليفزيون وتذيعها الإذاعة حتي يعرف الجيل الجديد من نجوم الأغنية الشبابية من هي شهر زاد؟ وقد أطلق عليها لقب مطربة الثورة ولهذا اللقب قصة كتبها الرئيس محمد أنور السادات في كتابه صفحات مجهولة وكان ذلك قبيل الثورة مباشرة‏,‏ حين بدأ الضباط الأحرار مقاومة القصر ورجاله‏,‏ ودعيت للغناء في سلاح المشاة وقالوا لها أن الحفلة ستذاع علي الهواء في الإذاعة وكان معي نجما ساعة لقلبك ـ فيما بعد ـ الفار وسلطان‏,‏ وفور انتهائهما من إلقاء المنولوجات وصعودها إلي المسرح فوجئت بمن يصعد ويسحب ميكرفون الإذاعة من أمامها ‏,‏ فغادرت المسرح غاضبة وجاء إلي حجرتها محمد نجيب وقال لها‏:‏ يا ابنتي لست أنت المقصودة وفيما بعد ستفهمين ويكفيك شرفا أنك ستغنين أمام آلاف الضباط هنا فقط صعدت إلي المسرح واستقبلني الضباط بعاصفة من التصفيق‏,‏ وفيما بعد كتب أنور السادات القصة في كتابه وقال‏:‏ إن حيدر باشا هو الذي أصدر الأمر بعدم إذاعة الحفل في الإذاعة ولم تفطن شهر زاد إلي أن هناك حركة في الجيش ضد القصر وأن هذا الإجراء مقصود به مسائل سياسية‏,‏ وكان لابد من مصارحة شهرزاد بكل شيء وعندما علمت بالحقيقة لم تخف وأخذت الأمر مأخذا جديدا وقررت أن تغني حتي الصباح‏.‏وبالإضافة إلي هذا الحفل كانت المطربة الوحيدة التي تغني للجنود والضباط في أماكن وجودهم من دون أن يعلم أحد عن هذه الحفلات‏,‏ وأيضا كانت أول من غني لانتصاراتنا في عام‏1973,‏ أغنية سمينا وعدينا ورغم هذا لم يتذكر أحد من المسئولين عن حفلات أكتوبر التي تقام كل عام كل هذه الجهود‏.‏ قدمت وغنت حوالي‏200‏ أغنية ولكن تظل لأغنية عسل وسكر معزة خاصة لأن لها قصة طريفة معها‏,‏ ففي بداية الستينيات كانت تربطها هى وزوجها العازف محمود رمزي‏,‏عازف التشيلو الشهير في فرقة أم كلثوم علاقة صداقة بالشاعر الكبير مرسي جميل عزيز‏,‏ وفي أحد الأيام طلبت منه أن يكتب لها أغنية فقال لها بتواضع شديد‏:‏ يا ستي أنت بتتعاوني مع شعراء عظام مثل أحمد رامي‏,‏ مأمون الشناوي‏,‏ حسين السيد وعبدالوهاب محمد‏,‏ هأروح أنا فين بين هؤلاء فأصرت علي أن يكتب لي أغنية‏,‏ وبعد أيام من هذا الحديث وجدته يعرض عليها أغنية من تلحين بليغ حمدي تحمل اسم عسل وسكر فرفضت غنائها لعدم اقتناعي بها ولقصر مدتها الزمنية ـ‏7‏ دقائق ـ حيث تعودت علي غناء الأغاني الطويلة‏,‏ وبعد إلحاح من زوجي ومن بليغ حمدي ومرسي جميل عزيز ومحمد حسن الشجاعي‏ رئيس الإذاعة سجلت الأغنية لكنها رفضت غنائها في أي مناسبة أو حفل أو حتي الاستماع إليها عندما تذاع في الإذاعة ,‏ وفي إ حدي الحفلات علي مسرح قصر النيل كان مقررا أن تغني‏3‏ أغنيات وفوجئت بالمسئولين عن الحفل يطلبون منها أن تضيف أغنية رابعة نظرا لتأخر الزميلة التي ستغني بعدها‏,‏ فقالت لأعضاء الفرقة الموسيقية إيه رأيكم تيجوا نغني عسل وسكر ونجرب كده إما ضربنا الجمهور أو صفق لنا‏,‏ فوافقوها علي رأيها وحتي تطيل مدة الأغنية أضافت إليها بعض الليالي والمواويل وفوجئت بتصفيق شديد واستحسان كبير لدرجة أن الجمهور كان يستعيد كل كوبليه ‏ وبعد هذا الحفل أصبحت عسل وسكر مرتبطة باسمها وتطلب منها في كل الحفلات‏.‏قدمت شهر زاد للمكتبة الغنائية حوالي‏300‏ أغنية تعاونت فيها مع أشهر الشعراء منهم‏:‏ عبد الفتاح مصطفي ـ مأمون الشناوي ـ حسين السيد ـ أحمد رامي ـ عبد الوهاب محمد ـ مرسي جميل عزيزواسماعيل الحبروك وعبد المنعم كاسب وعبد السلام بدر ومحمود العتريس ومحمد على احمد وامام الصفطاوى وعلى الفقى وسيد عبد الباسط رضوان وومحمد حامد على وعليه قنديل وكمال منصور وحيرم الغمراوى وغيرهم ومن الملحنيين محمد عبد الوهاب وكمال الطويل وفريد الاطرش ومحمود الشريف ومحمد فوزي وبليغ حمدي وسيد مكاوى احمد صدقى عبد المنعم البارودى وعطيه شراره و روؤف ذهنى وجلال حرب وفؤاد حلمى ومحمود كامل ومحمد الموجى وحسين جنيد ومحمد فوزى وغيرهم ومن أشهر أغانيها‏.‏ أول ماجيت في الميعاد ـ ياناسيني ـ حكاية المنديل ـ في ضي القمر ـ كدابين ـ ليه أفكر فيه وينساني ـ مش بإيدي ـ اديني من وقتك ساعة‏.‏في ضل الورد ـ في القلب هنا‏ وافكر فيه وينسانى وكتير بازعل منك ومسيك بالخير والحليوه الاسمرانى .‏ـ في قلبي حكاية ـ بعدين حقولك‏اديني ميعاد ـ خلي بالك مني‏.‏ثلاث وصفات‏الحب الغالي‏,‏ وقدمت للسينما وشاركت بالغناء فى افلام مصنع الزوجات 1941 وابن البلد عام 1942 وادى النجوم 1943 حبابه 1944 وامير الانتقام 1950 وفيلم زينب 1952 وكان اخر مره لظهورها والغناء بالسينما الغنائيه فيلم مسمار جحا ومن اخراج ابراهيم عمارة والى حكاية فنية وللتواصل 0106802177 [email protected] المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيـــه نــــدى