عملية نابلس أسبابها ونتائجها ؟ والأهداف من ورائها بقلم المحامي علي ابوحبله
تاريخ النشر : 2009-12-26
عملية نابلس ........ أسبابها ..... ونتائجها ؟؟؟ والأهداف من ورائها
بقلم المحامي علي ابوحبله
عملية مقتل مستوطن إسرائيلي بصفته حاخام يعيش في مستوطنة شافي شمرون ويعطي دروس في علم التوراة في مستوطنات في الضفة الغربية حيث أن عملية الاغتيال التي تمت أثناء عودته من المدرسة الدينية في عناب حسب أقوال الصحف هذا الاغتيال جاء ليبدد فترة الهدوء الذي تشهدها الضفة الغربية حيث تمكنت السلطة الفلسطينية من بسط سلطتها وتطبيق القانون ومنع الفوضى الامنيه ... وتأتي عملية الاغتيال الذي نفذته كتائب شهداء الأقصى مجموعة عماد مغنيه في وقت تعيش فيه المناطق الفلسطينية انعدام للرؤى السياسية في ظل تلك المواقف الاسرائيليه المتعنتة والرافضة لعملية السلام من خلال تلك المواقف الدولية التي تتطلب تهيئة للأجواء للعودة إلى طاولة المفاوضات وتتطلب من حكومة نتنياهو وقف أعمال الاستيطان بالكامل ووقف عملية تهويد القدس والاعتراف بحدود عام 1967 كحدود للدولة الفلسطينية ، ووقف كل أعمال إسرائيل من اجتياح للضفة الغربية ، وممارسه لسياسة الاعتقالات ، وإزالة الحواجز الاسرائيليه عن مدن الضفة الغربية ، وبالرغم من تحقيق الانفراج الأمني ، من خلال إزالة العديد من الحواجز، وتسهيل عملية تنقل الفلسطينيين بين مدنهم وقراهم تأتي عملية شافي شمرون ، لتعيدنا إلى المربع الأول وهو مربع الأمن الذي تتذرع فيه الحكومات الاسرائيليه وكأننا بهذه العملية نعود إلى حيث ابتدأنا ، منذ إطلاق بوش الابن لمبادرته خارطة الطريق حيث البند الأول ينص على تحقيق الأمن للاسرائليين قبل البدء بعملية التفاوض ؟؟؟؟؟؟ والسؤال هو حول توقيت عملية اغتيال المستوطن الإسرائيلي والرد الإسرائيلي ،هذا الرد بعملية الاغتيال لثلاث شهداء من نابلس وهم رائد سركجي والذي أفرج عنه بعد أن قضى فترة محكوميه في الاعتقال الإسرائيلي بعد قضاء مدة محكومتيه والشهيد غسان ابوشرخ والذي يعمل في احد الاجهزه الامنيه الفلسطينية ، والشهيد عنان صبح حيث ادعت إسرائيل أنهم المسئولون عن عملية القيام بعملية قتل المستوطن الإسرائيلي ،ردة الفعل الإسرائيلي وبهذه السرعة تأتي في سياق إعادة توتير الأجواء في الضفة الغربية ، كمخرج للحكومة الاسرائيليه من مأزقها السياسي الذي تعاني منه على الصعيد الدولي حيث الضغوطات التي تمارس على إسرائيل لوقف البناء الاستيطاني وكذالك وقف أعمال التهويد الإسرائيلي للقدس وأعمال هدم بيوت المستوطنين . إسرائيل هدفت من تلك العملية السريعة التأثير على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير من اجل إحباط عملها الدبلوماسي باللجوء لمجلس الأمن من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود 67،وهي رد على مواقف الرئيس الفلسطيني ابومازن الذي يوجه أصابع الاتهام لإسرائيل برفضها لعملية السلام والوصول بالسلام لطريق مسدود وإعلانه عن رفضه للترشح لولاية أخرى ، وبالتحليل المنطقي لتوقيت عملية قتل المواطن الإسرائيلي بحيث السؤال الذي يطرح نفسه هو هل تأتي العملية في سياق الصراع الإقليمي والدولي بين ما يعرف بمشروع التسوية ، ومشروع المقاومة ، أم هو انعكاس للحراك السياسي الداخلي الفلسطيني ، وهو صراع بين أجنحه فلسطينيه بنتيجة غياب الرؤى السياسية أو ألاستراتجيه الفلسطينية الموحدة ، بنتيجة الانقسام الحاصل بين الفلسطينيين ، أم هو بسبب تلك التحركات السياسية الفلسطينية وصفقة التبادل حيث ما زالت مفاوضاتها قائمه وباليقين أن تلك العملية جاءت لتخرج حكومة نتنياهو من مأزقها وجاءت بتوقيت وجدت إسرائيل ضالتها بالرد على تلك العملية ، بهذا الاجتياح الموسع لمدينة نابلس والقيام بعملية الاغتيال حيث هدفت إسرائيل من ذالك إثبات قدرتها الردعية والقمعية ضد الشعب الفلسطيني حيث سرعة الرد تؤكد تلك النوايا الاسرائليه المبيتة من قبل حكومة نتنياهو وتأتي لتؤكد الاستعداد الإسرائيلي لسرعة قمع أي تحرك فلسطيني ضد احتلالها للأراضي الفلسطينية بالقوة العسكرية الغاشمة ، وهي كذالك تأتي من اجل إظهار إسرائيل وكأنها تحارب ضد ما تسميه بالإرهاب الفلسطيني . لا شك أن لعملية نابلس انعكاسات على الوضع الفلسطيني في ظل هذا الصراع الإقليمي والدولي إذا كانت عملية مقتل المستوطن الإسرائيلي تأتي في سياق هذا الصراع وضمن الحق المشروع لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وضمن هذا الصراع في الرؤيا السياسية وال استراتجيه بين أولئك الذين يرون بنهج التسوية طريقا يؤدي لانتزاع الحقوق الفلسطينية من إسرائيل وبتلك القوى التي ترى بان نهج المقاومة هو الطريق للوصول بالحقوق الوطنية الفلسطينية ، وأيا كانت تلك الاجتهادات فان الساحة الفلسطينية مشحونة بنتيجة الأعمال والممارسات الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني من هنا نجد أن هناك أهداف لقيام إسرائيل بعمليتها هدفت من ورائها لأجل تحقيق غايتها من اجل الاستمرار بعملية توتير الأجواء الفلسطينية ، وإضعاف السلطة الفلسطينية ، وبالتالي إعادة فرض احتلالها وسيطرتها الامنيه على كافة مناطق السلطة الفلسطينية ، الأمر الذي يتطلب يقظة سياسيه فلسطينيه وتتطلب توحيد الموقف الفلسطيني ما يتطلب وعلى ضوء العملية الاسرائيليه من اخذ العبر ودراسة نتائجها وتحليل الأهداف التي ترغب حكومة نتنياهو بتحقيقها على حساب الموقف الفلسطيني ، باليقين يجب تحكيم لغة العقل قبل الشروع بأية ردة فعل فلسطينيه على هذه الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تؤكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يبقي عملية الصراع قائمه وتؤدي إلى المزيد من الضحايا الفلسطينيين بنتيجة هذا العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني واستمرار دوامة الصراع الأمر الذي يتطلب تحرك المجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي وبضرورة التحرك الدولي لوقف هذا العدوان واستمرار الاحتلال كما وان الأمر يتطلب كذالك بتوحيد الموقف الفلسطيني وإنهاء الانقسام والعودة إلى طاولة الحوار الفلسطيني وتحقيق التوافق من اجل اعتماد استراتجيه فلسطينيه موحده تؤدي إلى استراتجيه فلسطينيه موحده لمواجهة العدوان الإسرائيلي . . وباليقين أن عملية نابلس بتلك الأسباب والنتائج التي هدفت إسرائيل لتحقيقها يجب علينا أن نفوت الفرصة على حكومة نتنياهو لتمرير مخططها الهادف لتكريس سياسة الاحتلال والاستيطان من خلال دراسة أفضل السبل للرد على هذا العدوان ودراسة أفضل الوسائل لمقاومة العدوان ودرء الأخطار المحدقة بشعبنا والتي تبيتها إسرائيل ضد شعبنا من خلال كيفية مواجهة الاحتلال بأفضل الوسائل والطرق التي تؤدي لإنهاء هذا الاحتلال الغاشم في ظل انعدام التكافؤ في القوى وبكيفية تجنيد القوى الاقليميه والدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي من خلال وحدة الموقف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الفلسطيني والذي يشكل الرد القوي على هذا العدوان