من ايران كونترا الى صفقة السلاح الاسرائيلية للعراق بقلم فتحي احمد
تاريخ النشر : 2009-12-13
من ايران كونترا الى صفقة السلاح الاسرائيلية للعراق

بقلم فتحي احمد
كونترا هي اسم حركة قامت بمقارعة الشيوعية في نيكاراغوا. الشيوعية العدو اللدود للرأسمالية هذا يعني ثمة تربص امريكي للاطاحة به كما في كوبا وفيتنام وروسيا الام وصولا الى نيكاراغوا حيث حركة كونترا . كونترا تجاوز الاسم كاسم حركة لا بل تعداها الى التسول والتسلق على اكتافها في حرب الخليج الاولى .
في عهد الرئيس الامريكي الراحل ريغان عقد اتفاق امريكي ايراني من اجل بيع صفقة سلاح من امريكا لايران هذا ليس حبا في ايران فهي تشكل لامريكا وبعد سقوط نظام الشاه قلق وحرمان من المتعة التي كانت غارقة فيها امريكا ببحر النفط الايراني كانت هنالك اسباب لهذا التمويل منها اطلاق سراح خمسة امريكيين كانوا محجوزين في لبنان ورصد ريع بيع السلاح لدعم حركة كونترا المناوئة للشيوعية في نيكاراغوا . قصدت امريكا من هذا هو كما اسلفت تحرير رهائن امريكيين ودعم لحركة كونترا اغراء ايران بعدم الاستسلام والمضي قدما نحو قتال العراقيين . تعاطت امريكا مع العراق بنفس الطريقة والاسلوب اوعزت لدول العربية بدعم العراق لوجستيا ومعنويا في حربه مع ايران ,.عجيب تفكير الامريكان تدعم هذا الطرف وذلك ان المقصود من هذا الدعم ولا قبل ادنى شك هو القضاء على الطرفيين وانهاك قوامهما لتخلى الساحة تماما لامريكا لا يكون هنالك منغصات على وضعها في منطقة الشرق الاوسط .وبعد انتهاء الحرب بعد مبادرة ايران بوقفها سيقت العراق الى الحرب مجددا ليقضى عليها نهائيا هذا ما حدث اصبحت العراق بعد حرب الخليج الثانية واحتلال العراق في خبر كان وعيث في بلاد الرافدين الفساد وهلك الحرث والنسل قسمت العراق بعد احتلالها الى منطقة خضراء وزقاء تحت مسميات امريكية يمارس حكام العراق الجدد فن السياسة والحكم من المنطقة الخضراء الامريكية وقتل العراقيين بلألاف وجرح الملايين ودمرت بلد الرشيد للمرة الثانية على التوالي بعد المغول .لقد كتبت اكثر من مرة في عدة مقالات بأن التاريخ يعيد نفسه بطرقة تختلف او بنفس الاسلوب ما حدث من فضيحة بيع السلاح في حرب الخليج الاولى التي اصطلح على تسميتها ايران غيت او كونترا هي صورة عن كربونة لما جرى مؤخرا من بيع سلاح امريكي اسرائيلي للعراق وهي عبارة عن معدات متطورة لمراقبة حدود العراق مع سوريا وايران .لقد جاءت هذه الصفقة نتيجة للانفجاريين الذان وقعا في العراق قبل عدة اشهر وذهب المالكي فورا لاتهام سوريا هي التي دبرت الانفجاريين وتأزمت العلاقات بين البلديين نتيجة ذلك .
لا اعتقد بأن الامريكان حريصين كثيرا على الامن في العراق لان هنالك من يحارب عنهم بالوكالة مثل مجموعة بلاك ووتر والحكومة العراقية .بلإضافة الى ترويج السلاح الامريكي وسلاح ابنتها المدللة اسرائيل ثمة اسباب سياسية اخرى تسخين الجبهة العراقية السورية وصب الزيت على النار .
التكرار يعلم البشر فأين البشرمن هذه الدروس والعبر الم يقل رسولنا الكريم لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .