بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته ومن وألاه وبعد
لا يخفى على المطلع لما يكتب من يُسَمون بـ ( المتشيعين ) من تشابه كبير يكاد يكون حرفياً في جميع أجزاء الكتاب . والتشابه الاكبر فيما بينهم في طريقة تشيعهم . وفي الأكآذيب والمفتريات التي يطرحونها في مناقشاتهم . ولكن قد يختلف كاتبٌ عن أخر في بعض الأشياء التي لا تقدم ولا تؤخر. من باب التمويه والخداع ونفي الريبة والشك عمن يكتب هذه الكتب وينسبها لمثل هولاء المتشيعين .
ولكن القاسم المشترك عند جميع المتشيعين هو ( الوهابية ) .
فكل المتشيعين كانوا وهابيين أو يحملون فكراً وهابياً . وكل المتشيعين ناظروا وناقشوا الوهابية وهزموهم وفر الوهابية من أمامهم . ( رغم أن الشيخ العرعور لا زال ينتظر من يناظره من الشيعة ) وكلهم عنده قصص وحكايات عن التعصب والجهل والغباء الوهابي . ورغم أنني ( وهابي ) منذ زمنٍ طويل . إلا انني وإلى ألآن لم أتشيع ولم يخطر ذلك ببالي .ولعل السبب أنني محصنٌ من خداع وكذب الشيعة .
على كل حال : يبدأ المتشيع بوجبته المفضلة الوهابية . ثم ينتقل تدريجياً حتى يصل إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مروراً بعلماء ألأمة ويأخذ في طريقه طبعاً أئمة المذاهب الاربعة . ثم يعود في النهاية ويقول : ليس لنا مشكلة مع اتباع المذاهب ألأربعة. ولكن مشكلتنا الوحيدة والتي تمنع الإلتقاء والوحده هم الوهابية .!
في هذا الجزء وهو الثالث والأخير إن شاء ألله . سنبدأ بالجزء الثامن من كتاب هذا المتشيع والذي عنونه بـ ( ألأئمة ألأربعة تحت المجهر ) :-
طعنه في أبو حنيفة النعمان بن ثابت . قال :
لم يكن أبو حنيفة من أهل التسليم له فانفرد بنفسه يفتي برأيه ويقيس في الدين، ويخالف بذلك أحاديث رسول الله (ص) التي لم يقبل منها سوى سبعة عشر حديثاً . إنتهى
حاول أبو حينفة أن يجيب عن أسئلة الإمام حتى يحصل على تبرير لتربعه على عرش الفتيا في العراق، ولكنه فشل ثم قال بتحسر:
لا علم لي... لا علم لي . إنتهى
وحدّث إبراهيم بن بشار عن سفيان بن عينية أنه قال: ما رأيت أحداً أجرأ على الله من أبي حنيفة، وعنه أيضاً: كان أبو حنيفة يضرب لحديث رسول الله الأمثال فيبرره بعلمه . إنتهى
الـجـواب : الواقع أن هذا المسكين لم يأتي بهذا الكلام من جيبه. وليس ما قاله من إختراعه . بل هو من أسس المعتقد الشيعي السبئي الذي لا يكف عن محاولة هدم أركان الإسلام بالطعن في رجالته الذين تصدوا لهم ولأمثالهم من المتزندقة . يقول صاحب كتاب ألإنصاف في مسائل الخلاف . الشيخ الشيعي السبئي حسين معتوق : .
عـن منصـور بن أبي مزاحم قال : سمعت مالك بن أنس ذكر أبا حنيفة بكلام سوء وقال : كاد الدين ، ومن كاد الدين فليس من الدين . إنتهى . ثم علق صاحب الكتاب قائلاً :-
والكلام المتقدم واضح الدلاله بأن إمام المذهب المالكي يتهم أبا حنيفة بأنه بلا دين . إنتهى
ويروي الكليني في الكافي : عن أبي الحسن موسى عليه السلام : ( لعن ألله أبا حنيفة ) يقول قال علي وقلت أنا وقالت الصحابة وقلت . إنتهى
ويروي يوسف البحراني السبئي في كتابه الكشكول – باب كرامات قبر أبي حنيفة :
( لما فتح شاه عباس ألأول بغداد . – لاحظ كلمة ( فتح ) وكأن بغداد كانت دار كفر- قال : جعل قبر أبي حنيفة كنيفاً ( مكان قضاء الحاجة ) وقد أوقف وقفاً شرعياً بغلتين في رأس السوق. حتى كل من أراد الغائط يركبهما ويذهب إلى قبر أبي حنيفة لأجل قضاء الحاجة ) إنتهى
أقول : تُرى هل سيكون مصير قبري أبوبكر وعمر كمصير قبر أبوحنيفة إن( فتح ) الشيعة السبئية مكة والمدينة؟!
أين هذا الكلام بل هذا الوسخ من قول علماء الأمة في هذا الإمام العظيم . قال الإمام مالك بن أنس وقد سئل عن أبو حنيفة : ( رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته )
وهذا سفيان بن عيينه الذي يزعم هذا السبئي أنه ذم ابوحنيفة يقول :
( ما مقلت عيناي مثل أبي حنيفه ) كما روى ذلك الموفق بسنده إلى إسحاق بن بهلول . راجع : كتاب أبوحنيفة النعمان إمام ألأئمة الفقهاء . وهبي غاوجي .
وهذا الإمام أحمد بن حنبل يقول : إنه من العلم والورع والزهد وايثار ألأخرة بمحل لا يدركه أحد . ولقد ضرب بالسياط ليلي ( القضاء ) للمنصور ( الخليفة العباسي ) فلم يفعل. فرحمة ألله عليه ورضوانه . أنتهى : راجع : الخيرات الحسان لإبن حجر الهيتمي .
والطعن ومحاولة هدم هذا العَلَم مِن قِبل الشيعة السبئية يشبه من يريد إزاحة الجبل بأصبعه . فضرطوا ما شاء لكم أن تضرطوا يا سبئية. فلا يسمع ضراطكم سواكم . علماً بأن الإمام أبوحنيفة كان من المتشيعين لآل البيت وقد ساند كل الثورات التي قام بها آل البيت وكاد يقتل بسبب ذلك . حتى قال له تلميذه أبو يوسف أو زفر : لن تكف حتى تشيط بدمائنا. وقد مات أبوحنيفة رحمة الله عليه في السجن لأنه رفض أن يلي القضاء للعباسيين .
ولكن ذلك كله لم يشفع لأبوحنيفة عند الشيعة السبئية لأن ما يريد الشيعة أكبر من أبوحنيفة بكثير .
طعنه في إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي الحميري . قال المتشيع السوداني :
ومن هنا كانت انطلاقة مذهب الإمام مالك عندما أصبح رضاً للسلطان، وإلا فإن المسالة ليست علماً وعدمه بل ملك وسلطان ودعاية وإعلام، وحمل الناس بالرضا أوب القهر على تقليد المذهب . إنتهى
ولذلك نجد مالكاً بعُد عن الإمام الصادق (ع)، لأنه لا يتفق مع آرائه من مجانبة السلطان والابتعاد عنه . إنتهى .
وتكلم في مالك إبراهيم بن سعد، وكان يدعو عليه، وكذلك تكلم فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن أبي يحيى، ومحمد بن اسحق الواقدي، وابن أبي الزناد، وعابوا أشياء من مذهبه.
الـجـواب : أما قوله ألأول وكذبة وزعمه بأن الإمام مالك رحمه ألله لم ينتشر مذهبه إلا عندما أصبح رضاً للسلطان . فترده الروايات الكثيرة التي تثبت كذب هذا المتشيع على هذا الإمام العظيم . يقول عبد الغني الدقر في كتابه ( ألإمام مالك. إمام دار الهجرة ) وبعد أن إستقصى سبب محنة الإمام مالك وخرج بالنتيجة التالية : قال :
يقول الطبري : أخبرنا غير واحد أن مالك بن أنس إستُفتي في الخروج مع محمد بن عبدالله بن حسن النفس الزكية. وقيل له : إن في أعناقنا بيعة لإبي جعفر ( المنصور ) قال : إنما بايعتم مكرهين. وليس على المكره يمين. فأسرع الناس إلى النفس الزكية ولزم مالك بيته . إنتهى
والنتيجة لا شك معروفة بعد هذه الفتوى . فقد قضت مضاجع العباسيين وأرادوه أن يفتي بما ينقضها فلم يفعل . فضرب بالسياط حتى كاد أن يهلك . وقد مات وهو يحمل إحدى يديه بالأخرى .
أما قوله تكلم فيه فلان وفلان وعابوا أشياء من مذهبه . فليس بصحيح . فمذهبه مذهب رسول الله وصحابته وعلماء ألأمة . ولكن قد يختلف العلماء في بعض الأراء والفتاوى . وهذا لا يقدح في علم العالم ولا في دينه . ولم يتفرد عالمٌ واحد بفتوى أو رأي . إلا وجد من يعارضه من أقرانه من العلماء . ولا يؤثر كلام متكلم في ألإمام مالك وقد دانت له الدنيا وشهد له الفحول بالتقدم في هذا الشأن .
طعنه في ألإمام محمد بن إدريس الشافعي الهاشمي :-
تكلم هذا المتشيع الخبيث في ألإمام الهاشمي محمد بن إدريس الشافعي بكلام قبيح. وكذب ودلس وإفترى ( فأين التشيع المزعوم لآل البيت؟ ). لذا أرى لِزاماً علي أن أتتبع كذباته للرد عليها رداً شافياً إن شاء ألله .
قال الخبيث المتشيع في صفحة ( 272 ) ما نصه :-
وأول من تلقى الشافعي منه العلم هو مسلم بن خالد المخزومي المعروف بالزنجي، وكان ممن لا يُعتمد عليه في الحديث، فقد ضعّفه وطعن فيه من الحفّاظ، كأبي داود وأبي حاتم، والنسائي. إنتهى
الجواب : مسلم بن خالد المخزومي بألولاء . فقيه مكة . ولد سنة 100 هجرية . من كبار فقهاء الإسلام ومكة على الخصوص . ضعفه بعض أهل الحديث. ولا يقدح هذا في دينه وأمانته وعلمه . فقد كان فقيهاً لا صيرفاً للحديث . وللحديث رجاله الذي يأخذونه على شروطهم فمنهم من يضعف الرجل ومنهم من يوثقه . ولكن المتشيع قليل البضاعة في العلم ويريد التشويش والتشكيك . وقد خاب وخسر وطاش سهمه . وليت غير هذه الفرقة تتكلم عن صحيح الحديث وسقيمه .وهي المفلسة من حديث واحد صحيح .
قال المتشيع في نفس الصفحة :-
لم يكن للشافعي توجه علمي وفقهي حيث لم يتوجه إليه إلا في العقد الثالث من عمره، وإذا كان بقاؤه في البادية 20 سنة فيكون طلبه للفقه في العقد الرابع، أي بعد أن تجاوز الثلاثين سنة . إنتهى
الجـواب : هذا كذب . فقد حفظ الشافعي القرآن وحفظ موطأ مالك وهو في العاشرة من العمر . وقد ثبت أن الإمام الشافعي رحل إلى المدينة لطلب العلم على يد ألإمام مالك وهو لم يتخطى الثالثة عشر . وذلك بعد أن حوى علم أهل مكة . وقد قال عنه الإمام أحمد بن حنبل رضي ألله عنه : كان الشافعي كالشمس للدنيا. وكالعافية للبدن. فهل ترى لهذين من خلف ؟ أو عنهما من عوض؟ .
وقال في صفحة (274 ) مشككاً في ألإمام وعلمه :-
فعند هجرته إلى مصر حرّم الأخذ بمذهبه القديم بعد أن انتشر وعمل به العوام.. فهل رجع عنها لأنها كانت باطلة؟! أم أن اجتهاده كان ناقصاً في بغداد واكتمل في مصر؟! إنتهى .
الـجواب : جازى ألله هذا المفتري بما يستحق . فمتى حرم الشافعي ألأخذ بمذهبه القديم وأين وجد هذا ؟! ولا زال علماء ألأمة يرجعون عن بعض أرائهم وأقوالهم إذا ثبت لهم عكس رأيهم ألأول . بل وينادون في ألأسواق معلنين رجوعهم عن رأيهم ألسابق . وليس ألإمام الشافعي بدعاً من العلماء والأئمة . وهذا أكبر دليلٍ على صدق نية علماء هذه ألأمة وإخلاصهم لدين ألله . ولكن عين المبغض الحاسد لا ترى الحق .
وقال في صفحة (276 ) ما نصه :-
وبهذه الطريقة علا اسم الشافعي بواسطة الملوك والسلاطين ولولا ذلك لكان مذهبه نسياً منسياً . إنتهى
الـجواب : هذه الفرية هي نفسها التي وجهت إلى الإمام مالك رضي ألله عنه من قِبَلِ هذا المتشيع الجاهل الكاذب . ولكنه يكذب نفسه في الصفحة ( 279 ) فيقول :
( كما كان الشافعي يسمي الذين خرجوا على علي (ع) وقاتلوه، أهل البغي. مما ثبت عليه تهمة التشيع التي كانت كابوساً في صدور السلطة ) إنتهى . وإن كنت كذوباً كن ذكوراً يا زول .
وقد دندن الشيعة السبئية وتناقلوا أخبار تشيع الإمام الشافعي وذكروا أشعاره وقصائدة في حب آل البيت والتشيع لهم ومن هذه الأشعار :
يا راكباً قـف بالمحصب من منى*** واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى*** فيضاً كملتطم الفرات الفائـض
إن كان رفضاً حـب آل مـحمد*** فـليشهد الثقلان أني رافضـي
ولكن ما كان جزاء الشافعي على هذا التشيع الذي حمل إلى بغداد من أجله وكاد يقتل بسببه ؟!
أجابنا على هذا السؤال شيخهم يوسف البحراني في كتابه ( الكشكول ) قال :-
( نقل بعض علمائهم أن أم محمد بن إدريس الشافعي لما غاب عنها زوجها . جاء إليها بعد أربع سنين فوجدها حاملاً بمحمد فوضعته . ثم قال : فأنظر رحمك ألله إلى هذا المولود المبارك وما جرى من أحواله. وإلى تلك المرأة العفيفة كيف ألصقت ذلك بزوجها ) إنتهى
قلت : هذا إتهام صريح بزنى أم ألإمام الشافعي وبحملها من سفاح بعد غياب زوجها عنها لمدة أربع سنوات . وهذا يعني أن ألإمام الشافعي إبن زنا والعياذ بالله .
ورد الشيعة السبئية على شعر ألإمام الشافعي في أهل البيت فقالوا :
كذبت في دعواك يا شافعي فلعنـة ألله عـلى الـكاذبِ
بل حب أشياخك في جانبٍ وحب آل البيت في جـانبِ
عـبدتم الـجبت وطاغوته دون ألإله الواحـد الـجانبِ
فالشرع والتوحيد في معزلٍ عن معشر النصاب يا ناصبي
وأنا أقـول : لعنة ألله على الكاذب يا سبئي.
طعنه في ألإمام أحمد بن حنبل الشيباني ناصر السنة وقامع البدعة . قال :
فلما يئس المعتصم منه أمر بضربه بالسياط، وضرب 38 سوطاً، ولم يدم بعد ذلك تعذيب ابن حنبل فقد أطلق المعتصم سراحه وهذا ما يثير العجب والغرابة، هل هذا كاف في أن يصنع من أحمد بطلاً تاريخياً وقد شهد التاريخ أناساً أكثر منه تعذيباً وصبراً؟! ثم لماذا لم يدم تعذيبه؟! هل خضع وقال بمقالة السلطان؟ إنتهى
وقال في صفحة ( 282 ) ما نصه :
ولم يقع ابن حنبل في فخ الامتحان والتعذيب إلا في عهد المعتصم، لوفاة المأمون قبل امتحانه. إنتهى
الجواب : لو أراد هذا المتشيع الكذاب الحق لوجده في كتب التأريخ والسير. ولعله وجده ولكن البغض وحب الكذب أعماه. وفي كلا الحالتين لا يعذر . فهو إما جاهل غبي . وإما كاذبٌ مفتري. وليس له من هاتين مخرجٌ ولا مفر .
والإمام أحمد رضي ألله عنه أمتحن في زمن المأمون . يقول إبن كثير :-
( ثم إن الإمام أحمد بن حنبل سُير به إلى الخليفة المأمون عن أمره بذلك . هو ومحمد بن نوح مقيدان متعادلان فوق محمل على بعير واحد ) إنتهى .
ويذكر إبن كثير أيضاً أن الإمام أحمد وهو في طريقة إلى المأمون دعا قائلاً :
( سيدي . غَرَ حلمك هذا الفاجر – يقصد المأمون – حتى تجرأ على أولئك بالضرب والقتل. أللهم إن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فأكفنا مؤونته . قال :
فجاء الصريخ بموت المأمون في الثلث ألأخير من ألليل . قال : ففرحنا) إنتهى
وقد إستجاب ألله عز وجل دعاء الإمام أحمد لأن المأمون مات ولم يكن مريضاً . بل كان قد خرج لقتال الروم . فَحُمَ فجأة وتوفي . ثم قال إبن كثير وغيره من كتاب التأريخ والسير :
( فعاد الإمام أحمد من نصف الطريق بعد أن جاء خبر موت المأمون . وسجن ألإمام أحمد في سجن الرقة حتى ينظر في امره بعد ذلك .
ثم جاء المعتصم بعد المأمون . فسجن ألإمام أحمد ما يقارب ثلاث سنوات في سجن العامه . ثم ضرب حتى أغمي عليه وخلعت كتفاه . ولما يأس منه المعتصم وضج الناس . أطلقوه وقد فرضوا عليه ألإقامة الجبرية في بيته. وما اطلقوه إلا خوفاً من أن يموت في الحبس . ومكث ألإمام أحمد مدة من الزمن لا يستطيع فيها النوم على ظهره من شدة ما ضرب . وما ترك جزء من جسمه إلا ضرب فيه .
ثم جاء من بعد المعتصم الواثق . وكان الناس قد ضجوا وهموا بالثورة لو سجن أو ضرب ألإمام أحمد فخاف الواثق من شغب الناس . فأرسل إلى ألإمام أحمد قائلاً : لا تساكني بأرض . فإختفى ألإمام أحمد وأخذ يتنقل من مكانٍ إلى أخر .ثم أوى إلى منزله فإختفى فيه حتى مات الواثق . راجع : أحمد بن حنبل إمام أهل السنة . لـ : عبدالغني الدقر .
ويقول هذا الجاهل المتشيع في صفحة ( 282 ) ما نصه :-
ثم أي عامة هذه، هل هم أتباع أحمد؟! لم يكن أحمد مشهوراً ومعروفاً قبل المحنة حتى يكون له عوام.إنتهى
الـجواب : ولد ألإمام أحمد رضي ألله عنه سنة 164 من الهجرة . وتولى المعتصم الخلافة سنة 218 من الهجرة . فيكون عمر ألإمام أحمد في عهد المعتصم 44 سنه .فهل كان ذكر الإمام أحمد خاملاً وهل كان مجهولاً حتى وصل إلى هذا العمر ؟! وإذا لم يكن مشهوراً وليس له أتباع . فلماذا أصر المأمون والمعتصم والواثق على إمتحانه ومحاولة إرغامه على القول بخلق القرآن؟ فلماذا لم يتركوه بل كيف عرفوه وهو كما يقول هذا الجاهل ليس معروفا ولا مشهوراً .
ويقول المتشيع أخزاه ألله :-
ويؤيد ذلك ما ذكره اليعقوبي في تاريخه من قول الجاحظ بإقرار أحمد بن حنبل بأن القرآن مخلوق. إنتهى .
الـجـواب : هذا الخبر الذي أورده المتشيع فيه ثلاث علل . أما ألاولى فهذا المتشيع نفسه . فهم كذاب لا تقبل روايته . وأما الثانية فاليعقوبي . فهذا شيعي وفي كتابه الكثير من الأكاذيب . وأما الثالثة بالجاحظ فهو من رؤوس المعتزلة القائلين بخلق القرآن ومن أشد خصوم السنة وأحمد بن حنبل على الخصوص . فكيف نصدق خيراً فيه مثل هذه العلل .
ثم أن الأخبار تواترت وشهد الاعلام بثبات ألإمام أحمد.وعلم القاصي والداني بذلك. ومن يريد الإستزادة فليراجع كتب التأريخ والسير. يعلم كذب هذا المتشيع وتجنيه.
يوحنا يناظر علماء المذاهب ألأربعه :
ذكر المتشيع قصةً عجيبة عن مناظرة يوحنا الذي أسلم قريباً وجاء إلى بغداد ليتعلم الدين. ولكن تبين في المناظرة أن يوحنا هذا الذي أسلم للتو.يعرف في أقوال رسول ألله والصحابة والأئمة ألأربعة وعلماء المسلمين أكثر مما يعرفه علماء المذاهب الأربعة الذي ذهب إليهم ليتعلم منهم . وطبعاً يوحنا هذا لا يعرفه أحد سوى من إخترع هذه القصة. وهولاء العلماء الذين ناظروه ثم أقروا له بصحة معتقد الشيعة وبطلان مذاهبهم لا يعرفهم أحد أيضاً . وهكذا هم الشيعة.فلا يناظرون إلا ألاموات أو من لم يخلق ألله . ولهذا تراهم يخرجون كل مرة منتصرين على خصمهم.!
قال يوحنا: افترى إذا قال أحد: إن علياً يكون خيراً من أبي بكر وأفضل منه تكفّرونه؟
قالوا: نعم لإنه خالف الإجماع. إنتهى
الجواب : أتمنى من أي شيعي أن يثبت هذه الكذبة السوداء. فمن من المسلمين كفر الناس على تفضيل الصحابه؟ سوى الشيعة السبئية طبعاً.
روى نعمة ألله الجزائري في الأنوار النعمانيه قال : وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن علامة النواصب تقديم غير علي عليه . إنتهى
ولكن ماجزاء النواصب عند الشيعة السبئية؟ يأتينا الجواب سريعا من الصدوق في علل الشرائع قال : ( قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب قال : حلال الدم ) إنتهى .
قال يوحنا: هذا كتابه المسمى بكتاب المناقب روى فيه أن رسول الله (ص) قال: (علي خير البشر، ومن أبى فقد كفر).
وعن إمامكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أن النبي (ص) قال لفاطمة: (أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً).
وروى في مسند أحمد بن حنبل أيضاً أن النبي (ص) قال: (اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك)
قال يوحنا: قال الله تعالى: (وفضل اله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً)
وقال يوحنا : وأما العلم فقال النبي (ص): (أنا مدينة العلم وعلي بابها)
وقال يوحنا : وأما الأشعريون فإنهم ينتهون إلى أبي الحسن الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وهو تلميذ واصل بن عطاء.
وقال يوحنا : أما مالك فأخذ الفقه عن ربيعة الرأي، وهو أخذه عن عكرمة، وهو أخذه عن عبد الله، وهو أخذه عن علي.
وروى عالمكم أخطب خوارزم في كتاب المناقب أن النبي (ص) قال: (يا علي لو أن عبداً عبد الله عز وجل مثلما قام نوح في قومه، وكان له مثل جبل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله، ومدّ في عمره حتى حج ألف حجة على قدميه، ثم قتل ما بين الصفا والمروة مظلوماً ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها) إنتهى .
الخلاصة أن يوحنا الذي أسلم للتو وجاء إلى بغداد لم يدع كتاباً من كتب المسلمين إلا وإستشهد به على صحة معتقد الشيعة. وللسائل أن يسأل : كيف حفظ هذا المسلم الجديد كل ما في هذه الكتب؟ وكيف إستطاع مناظرة أربعة من علماء المذاهب الأربعة والتغلب عليهم ؟ علماً بأن يوحنا جاء إلى بغداد ليسأل عن سبب الخلاف الذي وقع بين الصحابة. ومن لا يعرف ما سبب الخلاف بين الصحابة . كيف إستطاع أن يتغلب على أربعة من العلماء؟ ويقنعهم بحجته ويجعلهم يقرون بصحة معتقد الشيعة بل ودخولهم فيه . قال العلماء الاربعة في نهاية القصة :
والله عن الرافضة على الحق، وإنهم المصدقون على أقوالهم، لكن الأمر جرى على ما جرى فإنه لم يزل أصحاب الحق مقهورين، وأشهد علينا يا يوحنا إنا على موالاة آل محمد، ونتبرأ من أعدائهم،
إلأ اننا نستدعي عليك ان تكتم امرنا لأن الناس على دين ملوكهم. إنتهى
تعليق : لاحظ قوله ( إن الرافضة ) فهم لا زالوا رافضة عند العلماء الأربعة رغم أنهم أصبحوا منهم. وهذه تشبه ذلك الحديث الذي يرويه صاحب بحار ألأنوار عن رسول ألله صلى ألله عليه وسلم أنه قال : سألني جبرائيل : أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام ؟ قلت : أي الرسول ( ألله ورسوله أعلم ).! فهل سمعتم بمثل هذا السخف والكذب. ويزعمون أن رسول الله قاله.
ويأتي المتشيع السوداني معتصم أحمد في الفصل التاسع والاخير فيقول :
كان أهل السنة قبل تصدر أحمد بن حنبل منصة الإمامة في مجال العقائد، على فرق متعددة وطوائف مختلفة، بين مرجئ يرى أنه لا علاقة بين الايمان والعمل، فلا يضر مع الايمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة، وقدري ينكر القدر إلى جهمي ينفي كل صفة لله سبحانه وخارجي..إنتهى
الجواب : حتى طلاب الإبتدائية يعلمون أن المرجئة والقدرية والخوارج والجهمية ليسوا من أهل السنة والجماعة. وقد تكلم فيهم الأئمة الثلاثة أبوحنيفة ومالك والشافعي. ولم يعدهم أحد أنهم من اهل السنة .وهم أنفسهم لم ينتسبوا لأهل السنة والجماعه . فأين عقلك يا متشيع إن لم يكن لديك علم.
وقال المتشيع في صفحة ( 349 ) ما نصه :-
فكان الحنابلة يتمسكون بروايات التشبيه والتجسيم ويثبتون لله تعالى صفات لا يجوز نسبتها إليه، وكان الأشاعرة يتبرأون من هذه الأمور. إنتهى
الـجواب : متى تمسك الحنابلة بروايات التجسيم؟ وأين وجد هذا المتشيع هذا من كلامهم؟ وكيف يثبتون لله صفات لم يثبتها هو عز وجل لنفسه؟
فجميع أهل السنة والجماعة يقولون كما قال ألله عن نفسه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
فالله عز وجل يقول أنه سميع بصير. وأهل السنة يقرون بذلك بلا تشبيه ولا تجسيم.فهل تقولون يا سبئية أن ألله ليس سميعاً بصيرا؟!
قال في صفحة ( 364 ) ما نصه :
قال الشهرستاني: (أما مشبهة الحشوية فقد أجازوا على ربهم الملامسة والمصافحة، وأن المسلمين المخلصين يعانقونه سبحانه في الدنيا والآخرة إذا بلغوا في الرياضة إلى حد الإخلاص)إنتهى
الجـواب : نعم قال ذلك الحشويه . وأول من قال به هم الشيعة وليس أهل السنة. وأهل السنة لا يصح عندهم شيء من هذه الأحاديث المكذوبة . ولا يقرون إلا برؤية الله في ألأخره . وأين هذا المتشيع المسكين من قول ألإمام علي بن موسى الرضا مخاطباً الحسين بن خالد قال : ( ياإبن خالد . إنما وضع ألأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة ) راجع : تهذيب أحاديث الشيعة . للشيعي أحمد القابنجي ص195 .
وقال في صفحة ( 365 ) ما نصه :
إذا أثبت له سبحانه هذه الصفات من مكان وجهه، ويدين ورجلين وعينين.. وإلى آخر ما يصفون به ربهم ألا يمكن أن يتصوّره الإنسان ويتخيله؟ بل حتماً يتخيله لأن نفس الإنسان مجبولة على التصور والتخيل بعد الوصف. إنتهى
الـجواب : غاب عن هذا المسكين وليس ذلك بعجيب .ما جاء في كتاب ألله عز وجل من ذكر العين واليد والوجه والجنب وغيرها من الصفات التي وصف بها نفسه .
يقول ألله تعالى : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) ويقول : ( يد ألله فوق أيديهم ) ويقول سبحانه : (لتصنع على عيني ) ويقول : ( بل يداه مبسوطتان ) وقوله : ( لما خلقت بيدي) وقوله : (إني معكما أسمع وأرى ) .
فهل كلام الله الذي وصف به نفسه يجعل المسلم يتصور أن معبوده جسم وأن له أعضاء وبذلك يتخيل هذا المعبود بأنه يشبهه من حيث الخلقه؟ هل أراد ألله من ذكر هذه الصفات هذا ألأمر؟ إن من يتصور مثل هذا هو الذي في قلبه مرض. والذي زاغ وضل عن الطريق المستقيم . فمنذ أنزل ألله هذا القرآن والناس تقرأ هذه الصفات لله . ولكن لم يتصور ولم يتخيل مسلم أن ألله يشبهه وله عين او يد مثله.
وقد وقع هذا المتشيع الجاهل في المحظور عندما زعم ان إثبات العين واليد لله تجعل المسلم يتخيل ربه. وهل انت احكم من ألله وأعلم بعباده منه. أعوذ بالله من هذا الضلال وهذا الكفر . ولكن هذه نتيجة طبيعية لمن ينتحل دين الخرافات والكذب والجهل .
وقال في صفحة ( 368 ) :
ويثبتون له إمكانية الرؤية والنظر إليه، كما روى ابن خزيمة بإسناده إلى ابن عباس أن النبي (ص) قال: (رأيت ربي في أحسن صوره، فقال: يا محمد، قلت: لبيك وسعديك، قال: فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: يا رب لا أدري، قال: فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما بين المشرق والمغرب) إنتهى .
الـجواب : سبق وأن تكلمنا في هذا الحديث في مقالةٍ سابقة في الرد على أحد المتشيعين . وهاهو هذا المتشيع يستشهد به كما إستشهد الذي سبقه . ويكذب كالمتشيع الاخر .
وقد أورد الحديث ليفهم الناس ان الرؤيا كانت رؤيا يقظه . والحقيقة أن الرؤيا كانت رؤيا منام لا يقظه .قال في تهذيب التهذيب ( يضطربون فيه ) وقال في العلل الكبير ( غير صحيح ) وقال في التوحيد ( إسناده ضعيف واه ) وقال في ذخيرة الحفاظ ( إختلفوا في أسانيدها .
ولو ترك المتشيع هذا الحديث الذي لا يصح على أكثر أقوال أهل العلم . واخبرنا عن حال الحديث الذي نقله صاحب كامل الزيارات يقول :
( عن محمد بن سنان . عن أبي سعيد القماط . عن إبن أبي يعفور . عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بينما رسول الله في منزل فاطمة عليها السلام والحسين في حجره . إذ بكى وخر ساجداً ثم قال : يا فاطمة بنت محمد إن العلي ألأعلى ( تراءى لي في بيتكِ هذا في ساعتي هذه في أحسن صوره وأهيأ هيئه ) وقال لي : يا محمد أتحب الحسين؟ فقلت : نعم . قرة عيني وريحانتي وجلدة ما بين عيني . فقال لي : يا محمد ( ووضع يده على رأس الحسين ) بورك من مولود..... إلى أخر الحديث ) إنتهى
فلماذا تتعجبون من رؤية سيدنا محمد لربه في المنام . ولا تتعجبون من حضوره في بيت فاطمة ووضع يده على رأس الحسين؟! أينا أحق بها صلياً يا سبئية؟!
وقال هذا الجاهل في صفحة ( 380 ) ما نصه :-
وقد نقل لنا شاهد عيان اعتقاد اين تيمية في الله، وهو ذلك الرحالة الشهير ابن بطوطة، فصادف أن حضر يوماً درس اين تيمية في المسجد الأموي، قال: وكنت إذ ذلك بدمشق فحضرت يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع، ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من المنبر. إنتهى
الـجواب : هذه الكذبة ليست من المتشيع السوداني وهو من تأليفها بريء . ولكنه نقلها من علماء الشيعة وقد قرأتها مراتٍ عده في كتبٍ متفرقه من كتبهم . ولو راجع هذا السوداني الإمعة زمن وصول إبن بطوطة وتأريخ سجن إبن تيمية لوجد ان عند وصول إبن بطوطة إلى دمشق كان إبن تيمية في السجن ولم يخرج منه حتى مات .
كذلك لم يروي هذه القصة غير إبن بطوطة . ولو كان قال مثل هذا القول لسارت به الركبان وسطرته ألأقلام . وشيخ ألإسلام إبن تيمية أتقى من أن يقول مثل هذا القول. وهاهي كتبه في متناول الجميع. فليأتنا من يتهمه بهذه التهمة بقوله هذا من كتبه . وعلى كل حال من قرأ كتاب إبن بطوطه يعلم انه لا قيمة له وليس سوى قصص وحكايات الكذب فيها اكثر من الصدق .
يقول المتشيع السوداني في صفحة ( 387 ) :-
فقد كانت الاجواء مهيأة لمحمد بن عبد الوهاب في نشر أفكاره وسمومه في الامة، فكان الجهل والأمية في كل مكان من أقاليم نجد، بالإضافة إلى سلطة آل سعود التي آلت على نفسها نشر الدعوة بحد السيف، وبهذه العوامل حملوا الناس على الايمان بالوهابية، وإلا حكموا عليهم بالكفر والشرك وأحلوا مالهم ودمهم.. مبررين ذلك بمجموعة عقائد فاسدة تحت عنوان التوحيد الصحيح،إنتهى
الـجواب : ما ذنب الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب عندكم يا سبئية ؟ هل لأنه قال لكم كما قال الله في كتابه (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) فصلت .
هل جاء محمد بن عبدالوهاب إلا بما كان عليه رسول الله وصحابته وعلماء ألأمة ؟ أي عقائد فاسدة هي التي جاء بها محمد بن عبدالوهاب؟
لقد كان محمد بن عبدالوهاب الخطر ألأكبر على تلك الشِباك التي نصبت عند القبور لصيد الدراهم . أراد الشيخ محمد أن يمزق تلك الشباك ويقول للناس لا تدعوا أصحاب هذه الشِباك يسرقون أموالكم ويخرجوكم من دينكم بتقربكم وطلبكم الحاجات من تلك القبور التي لا تضر ولا تنفع . بل إن بعض تلك القبور خالية ليس بها أحد . وبعضها دفن فيها الحمير والبقر .
ما ذنب إبن عبدالوهاب إن كان يطبق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يرويه السنة والشيعة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبن عباس : يا غلام إني أعلمك كلمات إحفظ ألله يحفظك . إحفظ الله تجده تجاهك . إذا سألت فإسئل الله . وإذا إستعنت فإستعن بالله ... إلى أخر الحديث .
يقول في صفحة ( 394 ) ما يلي :-
فإذا كان السجود لغير الله سبحانه وإظهار قمة الخضوع والتذلل عبادة كما تدعي الوهابية فيتحتم عليها أن تسمي الملائكة ـ والعياذ بالله ـ مشركين كفاراً، وأن تسمي آدم طاغوتاً، فما لهم لا يتدبرون القرآن؟ أم على قلوبهم أقفالها؟ إنتهى
الـجواب : لا أدري ما يريد هذا المتشيع من هذا الكلام. هل يريد أن يثبت أن السجود لقبور ألأئمة جائز ؟
الله عز وجل قال للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا. هذا أمر ألله . ولكن هل قال لنا أسجدوا لبشر؟ أو لشجر أو قبر ؟
ثم أن أمر الله للملائكة خاص وليس عام. وقد جاء رسل وأنبياء ولم يأمر ألله عزوجل الناس بالسجود لهم . أو تعظيم قبورهم وزيارتها وتقبيلها. سوى ما قص الله في سورة يوسف وسجود أبويه وإخوته وكان هذا السجود بمعنى التكريم والتعظيم وليس القيام بفعل السجود كما يسجد ألمخلوق لخالقه . وهذا بإعتراف وإجماع السنة والشيعة .
قال في صفحة ( 402 ) ما نصه :-
فما بال أولئك من قساة الوهابية ينتهرون زوار رسول الله (ص) قائلين: يا مشرك، هل ينفعك رسول الله بشيء. إنتهى
الجـواب : من أين جاء هذا الكذاب بهذه الفرية ؟ لماذا لم يذكر لنا مصدرها من كتب الوهابيه؟ هاهم زوار مسجد رسول الله يسلمون عليه وعلى صاحبيه ومنهم الوهابية أنفسهم فمن نهرهم أو منعهم؟! هذا الكلام يكذبه الشيعة أنفسهم . فقد زاروا رسول الله فلم يتعرض لهم أحد بسوء .ولكن هذا المتشيع وأمثاله يريدون الإلحاد والشرك في مسجد رسول الله وفي مدينة رسول الله . يريدون السجود للقبر والتمسح به وطلب الحآجات والإستشفاء كما يفعلون عند تلك القبور التي إخترعوها ونسبوها للأئمة .
وهذا تشبه تلك القصة التي اوردها المتشيع التونسي التيجاني في كتابه ثم إهتديت قال:
( وهذا نظير ما حكاه لي أحد الفضلاء ممن أثق بهم قال : كنا نطوف بالبيت فإذا بشاب أصابه المغص من شدة الزحام فتقيأ . وضربه الجنود الذين يحرسون الحجر ألأسود وأخرجوه وهو في حالة يرثى لها. وإتهموه بأنه جاء بالنجاسة لتوسيخ الكعبه وشهدوا عليه وإعدم في نفس اليوم ) إنتهى
ونحن يا تيجاني نصدق كل ما تقول ولكن نسألك . لو خريت في ثيابك وأنت تطوف حول الكعبة . ماذا سيفعل بك الوهابيه؟! هل سيجلسونك على الخازوق الذي سيستوردونه من اجلك من أحد متاحف تركيا مما بقي من ميراث الدولة العثمانيه ؟!
يقول في صفحة ( 403 ) ما نصه :-
يقول ابن القيم ـ تلميذ ابن تيمية ـ: (ومن أنواع الشرك، طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم، فإن الميت قد انقطع عمله هو لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً) إنتهى
ثم علق قائلاً : وهذا من عجائب القول وغرائبه، لا يصدر إلا ممن ليس له نصيب في الدين علماً وفهماً، فكيف يكون طلب شيء محدد من حي عين التوحيد، وطلب ذلك الشيء نفسه من ميت شركا؟!، ومن الواضح أن مثل هذا العمل خارج عن إطار التوحيد والشرك، ويمكننا أن نضعه في إطار جدوائية هذا الطلب وعدمها، فيكون الطلب من غير فائدة ولا يكون شركاً.
وإستشهد بالقصة القرآنية التاليه قال :
قال تعالى: (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك، فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي..)
فإذا طلب سيدنا سليمان (ع) هذا الأمر الغيبي من أتباعه، وإذا تمكن رجل عنده علم من الكتاب أن يقوم بذلك، فجاز لنا أن نطلب من الذي عنده علم الكتاب كله، وهذا بالتأكيد عند رسول الله (ص) وأهل بيته (ع). إنتهى .
الـجواب : يرد هذا المتشيع المسكين على إبن القيم قوله ويستنكره ويعده من العجائب . ويتهمه بقلة العلم والفهم . والله لانت يا متشيع أحق بهذا الوصف .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :. إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له)
ولفظ ( إبن آدم تشمل كل الناس بدون إستثناء . ولو كان الميت يستطيع أن ينفع لنفع نفسه أولاً وهو أشد ألناس حاجةً للنفع . ولما حتاج لأن يدعو له أحد .
وأما طلب الحاجة من الحي فهي ليست من باب طلب الحاجة من الميت . فهل يطلب احد من الحي أن يشفي له ولده ؟ أو ينزل المطر . أو يرد غائباً؟ من إعتقد ذلك في الحي فقد أشرك بالله . ولا فرق بينه وبين من يذهب إلى قبور الاولياء والأئمة .
واما ان أطلب من الطبيب أن يعالجني ويصف لي الدواء . فليس هذا من التوسل . وقِس على هذا كل ما يطلبه الحي من الحي . فليس طلبي الدعاء من رجل صالح شرك . وليس طلبي شفاعة أخٍ في امر من امور الدنيا شرك كما يريد هذا المتشيع أن يُفهم الناس . وطلب سيدنا سليمان من هذا الباب . وليس ألأمر بغيبي كما يزعم هذا . بل جاء الهدهد واخبر سيدنا سليمان عما يوجد في تلك المملكه . لذا طلب من أحد خدمه إحضار عرشها وليس هذا من التوسل في شيء كما هو واضح .
أما قوله : وإذا تمكن رجل عنده علم من الكتاب أن يقوم بذلك، فجاز لنا أن نطلب من الذي عنده علم الكتاب كله، وهذا بالتأكيد عند رسول الله (ص) وأهل بيته (ع). إنتهى .
ذلك الرجل الذي عنده علم من الكتاب هو كاتب سيدنا سليمان وكان عنده الإسم ألأعظم ولهذا وجه سيدنا سليمان السؤال إليه وإلى العفريت . ولو كان سيدنا سليمان لا يعلم بالقدرة التي أعطاها ألله لهذا الرجل لما سأله عن ذلك .وألإسم الأعظم هو علم الكتاب الذي قصده الله في ألآية وليس القرآن كما أراد أن يفهم هذا المتشيع .
وأما أن رسول الله عنده علم الكتاب كله فإن كان يقصد القرآن فنعم . فهو الذي أُنزل عليه القرآن وهو معلم الناس . واما إن كان يقصد بالكتاب اللوح المحفوظ . فقد تجرأ على الله بغير علم . فلا يعلم رسول الله الغيب ولا يأتي بالمعجزات إلا بما أعطاه ألله من أجل إثبات النبوة . وتحذير المسلمين من بعض ما سيأتي في المستقبل .
قال تعالى قل يا محمد ( ولو كنت أعلم الغيبَ لإستكثرت من الخير وما مسني السوء )
وقال تعالى قل يا محمد (قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ وَ لاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَ لاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوْحى إِلَيَّ )
هذا الكلام الذي يأمر الله عز وجل رسوله بقوله وتبليغه للناس في حال حياته . فكيف يزعم زاعم أن الرسول يعلم الغيب ويشفي المرضى ويرد الغائب وغير ذلك من الأمور بعد موته . ولو كان الرسول عليه الصلاة والسلام يستطيع كل هذا في حياته لما توفاه ألله . بل جعله حياً لحاجة الناس إليه في جميع أحوالهم وفي كل زمان . ولكن هذه الأمور هي من إختصاص الله وحده والذي لا يشرك معه أحد . الانه الرب الواجد الخالق الرازق الفرد الصمد.
واما زعم هذا المتشيع عن الأئمة عندهم علم الكتاب . فمردود بأحاديث كثيرة يرويها الشيعة أنفسهم . فمن يستطيع أن يثبت أن عند ألأئمة علم الكتاب؟ وأقصد هنا بالكتاب القرآن. وإلا فاللوح المحفوظ لا يعلم به نبي ولا من هم دونه . فالإئمة تعلموا كما تعلم الناس. ولا يصدق عاقل بأن العلم يورث كما تورث المال ويصب في قلوبهم صباً. ولو كان ذلك لما كان لهم الفضل على غيرهم . بل غيرهم أفضل منهم . لان الأئمة لم يكسبوا العلم بالجهد وبذل النفس والوقت للتعلم. بل جاء إليهم بالوراثة منذ الصغر .فكبروا ووجدوه عندهم كما نجد التشابه بين الاب وإبنه في الكلام أو طريقة المشي أو غيرها من الموروثات الجينيه التي يكسبها الإنسان من والديه.
وكذلك العصمة المزعومه لهم . فقد خرجت من إرادتهم إلى أمر الله فلا يستطيعون المعصية او الخطأ او النسيان ولو أرادوا. لان الله يمنعهم من ذلك كما يزعم الشيعة. وأي فضل لهم في ذلك وهم لا يبذلون أدنى جهدٍ في محاربة النفس وصدها عن الهوى.
واما القول أن الأئمة يعلمون الغيب فدعوى باطلة يكذبها الله عز وجل بما اوردنا من آيات تنفي علم النبي بالغيب . وإن كان النبي لا يعلم الغيب . فلا شك أن ألأئمة لا يعلمون الغيب كذلك. ونرد هذه الدعوى بكلام الشيعة انفسهم وبكلام الله .
أما كلام الشيعة فلأنهم يزعمون أن علم الأئمة وراثة من رسول الله وبما ان رسول الله لا يعلم الغيب كما أثبتنا من خلال ألآيات السابقة. فمن أين جاء ألأئمة بهذه المزيه ؟ وكيف علم الأئمة الغيب والرسول لا يعلمه؟ إلا إن كان الشيعة يردون آيات ألله ويكفرون بها.
واما كلام الله فمن قوله تعالى :
( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلأ من إرتضى من رسول )
ولا شك أن الشيعة يوافقوننا على أن ألأئمة ليسوا رسلاً ولا انبياء. والله يحدد في الآية من الذي يطلعة على بعض غيبه وهم الرسل فقط . والأئمة كباقي الناس لا علم لهم بالغيب . ولم يخبرنا ألله ولا رسوله بأنهم يعلمون الغيب او لهم معجزات .لا في حياتهم ولا بعد مماتهم .
. إنتهى الجزء الثالث والاخير. وإن كان قد بقيت أكآذيب ومفتريات لم يُرد عليها في كتاب المتشيع كثيرة جداً . ولعل الله يسخر من هو خيرٌ مني للرد على هذا المتشيع الكذاب المتجني المعاند لله ورسوله . والحمد لله رب العالمين .
ألـحـقـيـقـة الـضـائـعـة عـند ألـمتـشـيع ألـسـوداني مـعـتـصم أحـمـد . ج 3 . بـقـلـم : أبـو سـعـيــد
تاريخ النشر : 2009-11-30