ودارت الايام بقلم سليم شراب
تاريخ النشر : 2009-11-14
__._,_.___ قصة قصيرة (ودارت الايام)
بقلم /سليم شراب

اسمي زكى ابن ابو زكى.. ولكن أولاد الحلال وأولهم معلمى ابو حمدان , بينادوني دايما (يا غبى..) أين رحت ياغبى؟, تعال ياغبى, على الرغم من أننى بفهم الامور على الطاير, خمسه فى عين الحسود. انولدت أيام موسم الحصيدة في السنة اللى انهزم فيها هتلر. ساكن فى غرفه مبنية بالطين وطارشها بالميه والشيد وفى الغرفة موجود فيها كل ما املك من ثياب قمبازمخطط ابيض واسود و جلبيتين اقدام بلبس وحده وبخلع وحده ويوم مابروح على مناسبه اشخص بلبس القمباز وطربوش سيدى اللى تركوا من زمان وزير ميه وتنكت شاى وشوية سكر وشوية شاى وجنبهم وابور كازوخبزة مشروحه وكم بيضه وشوية جبنه مدقوقه ومعهم شوية زعتر وزيتون اللى بخدها مقابل اجرى فى الدكان اللى بشتغل فيه عند معلمى ابو حمدان ريان. وساكن جنبى ابو خليل عامل الفران وهو قادم من لبنان لا يأتي كثيرا إلى غرفته,لانه بنام كتير فى الفران اللى بيملكوا ابو سعفان الهفتان وعلشان يرتاح من ازعاج جارى التانى اللى اسمه خليل الفهمان اللى بفكر نفسه فنان هاوى التمثيل والغناء,دايما صوته طالع وهو بيقلد الممثلين وخصوصا اسماعيل ياسين و ادواره المميزه اسماعيل ياسين فى الاسطول اسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين...
كل يوم اصحى على صوته المزعج اللى مابخلى ديك نايم ولا الثعبان اللى عايش معى فى غرفتى كمان,وعلى طول اذهب الى بير الميه الى حفره الحج وهدان علشان يسقى ارضه اللى زرعها زيتون ورمان, اتوضاْ واصلى الفجر فى جامع الشهداء اللى بناه راجل مصلح اسمه الشيخ احمد الفرحان
بعد الصلاة اذهب الى بسطة الفلافل اللى صاحبها ابراهيم العريان , اساعده مقابل لقمه اكلها قبل ما اذهب الى الدكان.
اللى بيفتحه المعلم ابو حمدان , علشان يلحق يبيع الحلوى لاطفال القرية قبل ذهابهم للدراسة فى الكتاب عند شيخهم مؤذن وامام مسجد الشهداء الشيخ عبد العزيز لقمان اللى حضر من من مصر قبل العدوان .
معلمى الله يحفظه , يطلب منى تنظيف وترتيب رفوف الدكان ومسح الارضية , لانه بيحب النظافة , علشان يكون دكانه مليان بالزبون اللى جيبته على طول عمران , لانه بيكره البيع بالدين , ودايما بيقولى ياولد ياغبى دايما خلى الورقه اللى كتبها لنا الشيخ عبد العزيز بارك الله فيه ( الدين ممنوع والعتب مرفوع وخصوصا الاقارب والاصدقاء) فى واجهة الدكان, والان ولع وابور الكاز واعمل لنا كاستين شاى على القد , ولاتنسى ماتكتر السكر والشاى انتا عارف الدنيا على كف عفريت والبضاعه غاليه ومش متوفره .
ولاتنسىياغبى.. تروح تنادى سيدك الشيخ عبد العزيز لقمان , علشان يكتبلى مكتوب جديد لابنى حمدان الموجود فى ارض الكنانه ( مصر) بيشتغل وبيدرس الطب كمان , وفى طريقك خود معك كيلو ونص ملوخيه من عند ابو على الخضرجى ووصلها لخالتك ام حمدان علشان تطبخها على الديك اللى ذبحته الصبح اليوم قبل مااجى على الدكان وقلها بدو يجى علينا خطيب بنتى حميده وامه ام عثمان.. يامعلمى انا اسمى زكى زكى زكى وابن ابوزكى ولسا متل الناس بتنادى ياغبى , بكره لما اتزوج بنت عمتى العرجه ام نعمان بنتها اللى اسمها ايمان والى نقبتها ام شعر كله قمل وسبان رد معلمه شفت انا معى حق اقولك غبى واطلعت مش غبى وبس اطلعت غبى وزيد عليه كمان غلبان.. مفهوم ياغبى ..قصدى يازكى. الله واخيرا يامعلمى نطقتها وقلت اسمى صح يازكى ..
طب انتا يامعلمى ليش بتخلى الشيخ يكتبلك المكاتيب لابنك حمدان وانتا بتعرف انو انا بعرف اقراء واكتب ودايما كنت بتسالنى ليس بتخبى الكتب اللى بيجيبها معه ابنك حمدان فى العطله الصيفية ومابخليك تمزقها وتلف فيها الحلوى للاطفال.. علشان كنت بقراها وبتعلم منها حاجات كتيره فى الطب.علشان هيك بعرف شويه فى تخفيف الاْلام العيان.. ياخبيث بتعرف كل هذا وعامل نفسك غبى .. لا يامعلمى انا مش غبى انتا وغيرك الو بيفكروا انى غبى انا رجل زكى واسمى زكى وابن ابو زكى الحج فهمان ابن ابو نبهان وعيلتى كلها عقلان مافيها واحد غبى او كسلان .
ودارت الايام وفجاْه والناس نيام اجتاحت الدبابات الاسرائلية , قرية بطن السمان اللى عايش فيها المعلم والصبى زكى اللى بيناديه الكل ياغبى ,وبقذيفة دبابه تم تدمير الفران على من فى من زبائن وعمال واستشهد العامل ابوخليل اللى اجى يترزق من لبنان والصبى سرحان اللى اجى على راس سبع بنات وابوه من فرحته بالسكتة القلبية مات .
ولما سمع زكى بالخبر طلع بارودته اللى خباها من زمان علشان ياخذ بثار عمه اللى قتلوه اليهود الجبناء.
وبصوت عال كبر وقال الله اكبر واطلق رصاصاته على الاعداء وقتل منهم العشرات ,ولما خلصت ذخيرته من الرصاص , استل سكينته وعلى قائد المجموعة غار وبطعنة كبيرة قتله وقال انا زكى مش غبى يامعلمى ابو حمدان , وبقذيفة دبابه قتل ومات واستشهد زكى النبهان, وعلى الاكتاف حمل وهتف له كل اهل البلد والجيران وفى مقدمتهم معلمه ابوحمدان, اللى صرخ وقال والله يازكى متلك ماجابت نسوان, يللى بدمك فديت عرضك ووطنك وعمك اللى استشهد من زمان . بقلم/سليم شراب
ايميل/[email protected]
جوال/00970599418191