ماسوخية المرأة
الماسوخيه أو المازوكية لفظة مأخوذة من الشاعر الألماني مازوخ وتعني التلذذ بتعذيب الذات أو ( التعذلب ) يقابلها مصطلح السادية أو السادي الذي مشتق من أسم المركيز الفرنسي دي ساد وتعني التلذذ بتعذيب الآخرين والمصطلحان لهما عند البعض مدلولات جنسية بحته ولكنني ارتأيت أن أبتعد عن الوصف الجنسي في مقالتي هذه ! لو تأملنا المرأة وما تتعرض له من إنتهاكات متنوعة لرأينا أن هذا الكائن ماسوخي بالفطرة فهي تعلم جيداً إن مكانتها عند الله تأتي بالمرتبة الثانية بعد مكانة الرجل ! والكتب الدينية ومنها القرآن الكريم وضعها بأسبقية ثانية كما نعلم ورغم كل هذا نراها تشعر بالفرح لكونها امرأة وتحمد الله صباحاً مساءاً على نعمة الله التي منحها إياه عز وجل وجعلها ماسوخية تتلذذ بالإهانة سواء كانت متدينة أم غير متدينة مثقفة أو غير متعلمة ! لقد منحها الله صفات جُلها سلبية ولكن هل هذه الصفات تتوافق مع ما حصل عليه الرجل ولماذا لا تعترض ولو فكرياً على هذا التمييز الذي هو بالأساس في صالح الرجل شاءت أم آبت ! مهما بلغت المرأة من معرفة وعلم وشهادة علمية مرموقة فهي تنظر لنفسها منظار ناقص ونقول ناقص لشعورها بالمظلومية وهذه المظلومية لا تزيدها إلا تراكمات ماسوخية أكثر فأكثر لذا نراها في موقف الدفاع طيلة حياتها والأتعس من ذلك تشعر بالراحة لأنها ماسوخية وحتى لو أراد أحد الرجال أن يرفع من شأنها لتتجاوز هذه المحنة الأزلية نراها تعترض بطريقة معينة غير محسوسة تجبر هذا الرجل إلى الرجوع نادماً لساديته في معاقبة هذا المخلوق الماسوخي ! ربما يظن البعض إن الرجال بطبيعتهم ساديين وهنا لا بد أن نثير سؤال وجب علينا أن نثيره بهذه المقالة !
إن كان فعلاً الرجل سادي فمن الذي جعله سادي ؟
هل الله أم الدين أم الكتاب أم الطبيعة أم المجتمع أم ماسوخية المرأة جعلته سادي بالفطرة!
لنستعرض الإحتمالات ونبدأ اولاً بالله فان كان الله هو السبب في جعل الرجل سادي فهذا الرأي مرفوض لأن الله حسب أقوال الفلاسفة والعلماء والمفكرين عادل وما دام الله عادل لا يجوز أن نتهمه جزافاً بالتحيز للرجل دون المرأة وهنا وجب علينا أن نتجاوز هذا الرأي ! وإن كان الدين أو الكتاب هو السبب فهنا نعود مرة أخرى إلى الله فهو من أوجد الأديان وبطريقة يريدها هو وليس كما نريدها نحن البشر وكما قال الله عز وجل في كتابه الحكيم .
( ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَـٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُ ۥ عِوَجَاۜ ) (١) الكهف .
وأن قلنا إن المجتمع فهنا سنتهم رجال الدين والمصلحين والمفكرين بأنهم منحرفون عن إرادة الله وهذا ايضاً غير صحيح لأن هنالك من رجال الدين وغيرهم من هم فعلاً يستحقون الإحترام وخصوصاً من كان بعيد عن السياسة ! وإن أتهمنا الطبيعة فنعود بهذا الإتهام إلى الله مرة أخرى فهو من خلق كل شيء بحساب وليس هنالك ظلم في هذه الحسابات إن كنا فعلاً مومنين بالله ! لم يبقى لنا إلا أن نعود للمرأة وهي الوحيدة التي سنصل من خلالها إلى جواب هذا السؤال ! نعم فهي من أوصلت الرجل إلى السادية وأوصلت بنات جنسها إلى الماسوخية معتقدة إن المظلوم يستحق العطف ومستغلة بنفس الوقت طيبة الرجل حتى وإن كان سادي فهو أي الرجل معروف عنه طيبة القلب أكثر من المرأة ومن هذه الطيبة نستطيع أن نصل لمحصلة وهي استغلال المرأة لهذه الطيبة مع اعترافي بأن هنالك حالات شاذة بين الرجال وهذا ليس موضوعنا ! المرأة المؤمنة بالله وبكتبه ترى إنها تأتي بالدرجة الثانية ومن هذا الاعتقاد الصحيح في نظر البعض والخطأ بنفس الوقت في نظر الطرف الآخر نرى إنها تحب جلد الذات ومن حبها لجلد الذات تبتكر أساليب عجيبة وغريبة في إجبار الرجل بالوصول إلى السادية لتشعر بعدها براحة والراحة هنا أقصدها أن تشعر إنها مظلومة ومن هذا المعادلة
(الظالم والمظلوم ) والذي فرضته فرضاً على نفسها وعلى الرجل تبحث من جديد عن طريقة لتنتقم من هذا السادي وبطريقة ماسو سادية ! فهي أصبحت الآن ماسوخية بالفطرة سادية بالإكتساب وضاع عليها كما ضاع على الغراب تقليد سير الحمامة ! على المرأة التي تتهم الرجل بالسادية مراجعة الأسباب التي جعلت هذا الكائن سادي وكيف لا يكون سادي ولذتها تكمن في أن تكون مظلومة على طول الخط وهنا لا بد أن نوضح للرجل ونقول له إياك وإياك أن تتهاون مع من كان ماسوخي بالفطرة خوفاً من أن تنقلب الأمور وتصبح في موقف يجعلك ترضى أن تتعامل مع ماسوخيه وتترك ساديتك التي فرضتها عليك هذه الماسوخية .
أخيرا أقول لابد هنالك من يفكر بالرد على هذه المقالة كما فعلوا سابقاً ونقول لمن كان رجل عليك أن تقنع كاتب هذه السطور بتفسير منطقي عقلي عن حب جلد الذات عند المرأة ! أما إن كان الرد من امرأة فأنا بالتأكيد سأكون في موقف يجعلني أقبل بالأرنب مع علمي أنه ليس غزال وفق المقولة التي تقول ( تريد أرنب أخذ أرنب تريد غزال أخذ أرنب ) لأنني لا أستطيع أن أقهر مخلوق تجاوز بدهائه وخبثه إبليس لعنه الله .
د. فواز الفواز
عمان
ماسوخية المرأة بقلم:د. فواز الفواز
تاريخ النشر : 2009-11-05