سورة النورين من اختلاق الكذابين المشركين بقلم:يزيد بن حسين
تاريخ النشر : 2009-10-19
نقد سورة النورين المزعومة عند الشيعة
يزيد بن حسين
المتشيعون كلهم لامنهج عندهم يتقبله العقل السليم في الدفاع عن مذهبهم الذي هو اهون من بيت العنكبوت . فهذه الافكار دخلت فكرهم منذ الصغر تدعوهم الايمان بها وحال لسانهم يدعوهم للقول " هذا ما وجدنا عليه آباءنا ونحن عليه سائرون " فهذا الحب والغلو والتقديس لعلي رضي الله افسد عليهم امرهم كله ، فهو منهج يدعوهم إلى تكريس حياتهم كلها في محبة أل البيت وينسون ربهم أو حتى لايخطر على بالهم بالمرة . وهذا ما نقرأه من خلال ردودهم المفعمة بالحب والعشق والهيام والتغزل بعلي والحسين والمهدي كأن الله لم يخلق السموات والارض والبشر الأ من اجلهم ، فنسب إليه مالايقبل من الحوادث والاخبار ، ومن خلاله حاولوا التقليل من شأن غيره من الصحابة الذين حملوا على عاتقهم نشر رسالة الإسلام ، فهم صفوة الله بعد الانبياء عليهم السلام . وهذا النفر الذين اتبعوا علياً اعتبروا إن الصحابة معتدين على حقه ظالمين له ولانفسهم ، بل زادوا به ذلك الحب حتى عبر احفاده الذين أصبحوا أيضا معصومين ومنصوص عليهم في القران في سورة الولاية والنورين ، وهذا إنما وجد بعد منتصف القرن الثالث الهجري ، ففي القرن الثالث ظهر كتاب شيعة التي شوهت التاريخ الإسلامي ،الذي اصبح التشكيك في صدقية كتاب الله اهون عندهم من التشكيك بصدقيتة سورة النورين التي جعلتهم يسبحون بحمد علي ويقدسونه ، وهم بذلك خالفوا الحق ، فزعموا إن أصحاب رسول الله محمد (ص) لم يكونوا اخواناً في الله ولم يكونوا رحماء بينهم وإنما كانوا أعداء يلعن بعضهم بعضا ، ويمكر بعضهم ببعض ، وينافق بعضهم بعضاً . لقد اسقط الشيعة القران واتخذوه مهجورا, لانهم في انتظار الفرقان الذي سيظهر مع مهديهم الاعور ويقولون عنه انه مصحف فاطمة . فهم رغم انهم "اتخذوا القران الذي بين ايدينا الان "اي اعترفوا به لكنهم"هجروه"فلم يعد القران كتابا شاهدا ولا مبشرا ولا نذيرا ولا حكما ,وانما هو مجرد كلمات وطلاسم يفسرها المراجع"العظام"كما يحلوا لهم,فتارة يقولون ان "مرج البحرين يلتقيان" يقصد بالبحرين هنا علي وفاطمة,و"يخرج منها اللؤلؤ والمرجان" هما الحسن والحسين! لقد اصبح مصحف فاطمة الكتاب المقدس عندهم ، لايأته الباطل لامن الامام ولا من الخلف . فكل كلمة بالقران الكريم لابد وان يرتبط تفسيرها بها أهل البيت .
فهؤلاء الكذبة الوضاعون أرادوا تشويه القران الكريم الذي بين أيدينا والطعن بالصحابة الذين جمعوا القران ، وحفظه الله من التحريف ، ونسبوا إن عثمان أمر بحذف سورة الوصاية والنورين ، وحبهم وتقديسهم لعلي واولاده والغلو فيهم جعلهم في اعلى درجات المقام المحمود ويقولون إن عليا هو الذي جمع القرأن الكريم وبعدما فرغ من جمع القرآن عرضه على الصحابة رضي الله عنهم جميعاً فرفضوا هذا الجمع، لأن فيه (على حد زعم الشيعة) فضائح المهاجرين والأنصار، وإنهم بعد ذلك طلبوا من علي رضي الله عنه أن يأتيهم بالقرآن فأبى خشية أن تمتد أيديهم إليه بالتحريف وأخبرهم أن القرآن سوف يخرجه كاملاً خرافة السرداب ليقرأه الشيعة كما أنزل، وفي ذلك يقول الطبرسي في كتاب "الاحتجاج" 1/225-228: لما توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار، وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه عليه السلام وانصرف، ثم أحضروا زيد بن ثابت – وكان قارياً للقرآن – فقال له عمر: إن علياً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونُسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار، فأجابه زيد إلى ذك. ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم؟ قال عمر: فما الحيلة؟ قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة. فقال عمر: ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه، فدبّر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك، وقد مضى شرح ذلك.
فلما استخلف عمر سأل علياً عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه، فقال عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، إن القرآن الذي عندي لا يمسّه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. قال عمر: فهل لإظهاره وقت معلوم؟. فقال عليه السلام: نعم، إذا قام القائم من ولدي، يُظهره ويحمل الناس عليه، فتجري ألسنة به صلوات الله عليهوقد ذكر هذه الرواية: الفيض الكاشاني في المقدمة السادسة من تفسيره الصافي 1/43-44، المجلسي في بحار الأنوار 8/463 و92/42، محمد باقر الأبطحي في جامع الأخبار والآثار 1/44-45، الأصفهاني في مكيال المكارم 1/59-60، الحويزي في تفسيره نور الثقلين 5/226، العاملي في مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار 38، البحراني في الدرر النجفية 298، حبيب الله الخوئي في منهاج البراعة 2/208، عدنان البحراني في مشارق الشموس الدرية 138 وغيرهم من علماء الشيعة.
واليكم هنا سورة النورين التي كتبتها ايادي افاقين يدعون انفسهم من محبي أهل البيت
بسم الله الرحمن الرحيم . يايها الذين امنوا امنوا بالنورين انزلناهما يتلوان عليكم اياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم . نوران بعضهما في بعض وإنا لسميع عليم . إن الذين يوفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات النعيم. والذين كفروا من بعد ماامنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم . ظلموا انفسهم وعصوا لوصي الرسول اولئك يسقون من حميم . إن الله الذي نور السموات والارض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين . اولئك من خلقه يفصل الله مايشاء لا اله إلا هو الرحمن الرحيم . قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم إن اخذي شديد اليم . إن الله قد اهلك عادا وثمودا بماكسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون . وفرعون بما طغى على موسى واخيه هارون اغرقته ومن تبعه اجمعين . ليكون لكم أية وان اكثركم فاسقون . إن الله يجمعهم في يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون . إن الجحيم مأواهم وان الله عليم حكيم . ياايها الرسول بلغ انذاري فسوف يعلمون . وقد خسر الذين كانوا عن اياتي وحلمي معرضون . مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم . وان الله لذو مغفرة واجر عظيم . وان عليا من المتقين . وإنا لنوفيه حقه يوم الدين . وما نحن عن ظلمه بغافلين . وكرمناه على اهلك اجمعين . فأنه وذريته لصابرون . وان عدوهم إمام المجرمين . قل للذين كفروا بعدما امنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ماوعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الامثال لعلكم تهتدون . ياايها الرسول قد انزلنا اليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمناً ومن يتولاه من بعدك يظهرون . فأعرض عنهم إنهم معرضون . أنا لهم محضرون . في يوم لايغني عنهم شيء ولاهم يرحمون . إن لهم في جهنم مقاماً عنه لايعدلون . فسبح باسم ربك وكن من الساجدين . ولقد ارسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون . فأصبر فسوف يبصرون . ولقد اتينا بك الحكم كالذين من قبلك المرسلين . وجعلنا لك منهم وصياً لعلهم يرجعون . ومن يتولى عن امري فأني مرجعه فليتمتعوا بكفرهم قليلا فلا تسأل عن الناكثين . ياايها الرسول قد جعلنا لك في اعناق الذين امنوا عهدا فخذه وكن من الشاكرين . وان علياً قانتاً باليل ساجدا يحذر الاخرة ويرجو ثواب ربه . قل هل يستوى الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون . سيجعل الاغلال في اعناقهم وهم على اعمالهم يندمون . أنا بشرناك بذرية الصالحين . وإنهم لامرنا لايخلفون . فعليهم مني صلوات ورحمة احياء وامواتاً يوم يبعثون . وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي إنهم قوم سوء خاسرين . وعلى الذين يلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات امنون . والحمد لله رب العالمين ..
سنبدأ ألان بمناقشة هذه السورة من الناحية اللغوية والبلاغية . بالنسبة لكلمة النورين فأنه لم يرد في القران الكريم كلمة نور جمعياً ولا تثنية ، فكانت هذه العبارة يقصد بها النبي محمد (ص) وعلي بن أبي طالب . وكذلك إن رب العالمين لم يصف البشر بكلمة نور ، بل وصف الله تعالى نفسه بالنور (الله نور السموات والارض ) النور 35 ( وقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) المائدة 15 (فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل مهخ اولئك هم المفلحون ) الاعراف 157 . فالنور الذي انزل مع الرسول هو الهوى والرحمة مع الكتاب المبين الذي هو القرأن الكريم . وفي نفس السياق ( ماكنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا) الشورى 52 . فالنولا فيها هو الكتاب وليس الرسول أو أي شخص اخر ، وثم إن قولهم إن الله قد انزل هذين النورين ( محمدا وعليا) فلم نجد في القران قط إن الله تعالى قد انزل أي شخص من السماء وإنما انزل القرأن الكريم أو الملائكة أو جبرائيل عليه السلام . والشيعة يفسرون قول الله تعالى في القران (يهدي الله نوره من يشاء) النور 35 (ياايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم ، وانزلنا اليكم نورا ميبنأ ) 9 النساء 147 بأنه نور علي بن أبي طالب ، أما كلمة يحذر فأنه لم يأت في القران إلا مرتين والتحذير لله يحذركم الله نفسه وليس النورين يحذرون العباد . أما عبارة (جنات نعيم) وهذا مالايعرفه القرأن الكريم إذ لم تضف فيه كلمة جنات إلى نعيم بلا الف لام ، بل جاء بصفة المفرد (جنة نعيم) المعارج 38 . أما إذا جاءت جنات بصيغة الجمع فتأتي على الشكل التالي (جنات النعيم) المائدة 65 . كذلك بالنسبة (يقذفون في الجحيم) مع انه لم يرد في القرأن بتة القذف في الجحيم .( ظلموا انفسهم وعصوا لوصي الرسول) فهذه السورة لم ترد البتة باللام وأيضا لم ترد المعصية في القرأن إلا لله أو لرسوله . أما معصية انسان لانسان اخر فلم ترد . (إن الله الذي نور السموات والارض) لم يذكر القرأن إن تأتي قبل الذين بل جاء على الشكل التالي (الله الذي خلق السموات والارض) إبراهيم 32 . إذن فأن عبارة (إن الله الذي) هو شذوذ عن الاستعمال القرأني البلاغي ، فمن خلال دراسة هذه العبارات نجد إن نص هذه العبارة التي جاءت في سورة النورين المزعومة فيها من الركاكة في التعبيرات واضطراب في التركيب . (قد مكر الذين من قبلهم لرسلهم فأخذنهم بمكرهم، إن اخذي شديد اليم) وتفسير هذه الآية وفق اعتقاد الشيعة إن الله حذر أعداء علي وهددهم ثم لم ينفذ تهديده ، فقد تمت الغلبة لهؤلاء الأعداء ، الذين هم من وجهة نظر الشيعة هم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة . ويدعون إن هؤلاء الأعداء قد حذفوا هذه السورة من القرأن ولم يحدث لهم شيء ,ثم يقول مرلف هذه السورة (إن اكثركم فاسقون) ويقصد الصحابة الكرام وباقي المؤمنين الذين كفروا . فالمقصود اكثرهم وليس كلهم لأنه هناك نفرا قليلا من ثلاث رجال بقوا على الإسلام بعد إن ارتد الباقون . (يوم الحشر) فلم يرد في القران قط هذا التعبير بل قال رب العالمين (ليوم الجمع) وقال مؤلف السورة (ياايها الرسول بلغ انذاري فسوف يعلمون) لم تأت قط كلمة بلغ انذاري في القران الكريم ، بل قال اللع تعالى ياايها الرسول بلغ ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته) المائدة 67 . ( إن عليا من المتقين) لم يذكر اللع اسم شخص بعينه في كتابه المجيد غير زيد . لقد قال الله هذه هذه العبارة ثلاث مرات ( وان الياس لمن المرسلين ) ( وان يونس لمن المرسلين) وان لوطا لمن المرسلين) فلم يقل إن عليا من المرسلين أو المتقين (وإنا انوفيه حقه يوم الدين) وهذه العبارة أيضا لم تأت في القران (نوفيه الحق) وبعدها يقول الكاتب (وكرمناه على اهلك اجمعين) لم تستخدم كلمة كرمناه في القران إلا لادم عليه السلام (ولقد كرمنا بني ادم) الاسراء 70 . وهل يعقل إن يكرم علي تكريما عظيما على أهل البيت اجمعين حتى أكثر تكريما من فاطمة الزهراء ؟ . (فأنه وذريته لصابرون) بالله عيكم أيها الشيعة هل يعقل إن عليا افضل من إبراهيم الم يطلب إبراهيم عليه السلام من ربه إن يجعل من ذريته إماما للناس مثلما كان هو إماما ، فكان رد رب العالمين هو (رينال عهدي الظالمين ) البقرة 24 . كل هذا العهد من الله تعالى يدخل في ضمنه ذرية إسماعيل عليه السلام ومنهم أهل البيت ففيهم الصالح المؤمن التقي وفيهم الطالح الفاجر الشقي والظالم نفسه . فهل أهل البيت جميعهم صابرون بلا استثناء ، وليس فيهم التذمر والصجر وقلة العزم .. ويستمر مؤلف السورة قائلا (قل للذين كفروا بعدما امنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا ونسيتم ماوعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود بعد توكيدها) فالاية هنا تأمر النبي إن يقول للكفار أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ممن اغتصبوا حق علي ولكن لم يقل النبي لهم ذلك بل قال العكس عنهم قال لاتسبوا اصحابي فمن سبهم كفر وظل يحميهم ويقربهم حتى توفى وهو يعلم من هم المنافقين بعد إن اخبره الله عنهم . فهل يعقل إن نبينا الكريم يترك هذه الآية جنبا ويخالف أمر الله ولم يبلغ ماانزل إليه من ربه ، وهو بهذه الحالة قد خالف في تبليغ الرسالة .
اخي القاريء الكريم سأكتفي بهذا المقدار في نقد هذه السورة المزعومة التي الفتها ايادي مشركة لاتخاف الله وقد حق قول الله بحقهم ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )