كَتْبُ الكتابَ اليوم، والعرس بعد العيد، والدُخْله يوم القيامة !!!
بقلم: يونس الزريعي...
قمة مأساة الخطبة والجمع بين رأسين بالحلال تكون : عندما تأتي الجاهة لبيت العروس، وتكون الأخيرة هي "بنت عم العريس"، وبينما يعم الفرح بين الحضور،،،، ويترقب كل من لم يسعهم المكان من العائلة والأقارب، صوت المنادي "زغردن يا بنااااات"!!! ولاَّ حتى "طخ يا أبو خليييييل"!!!،،، وبعد أن يأخذ الجميع واجب الضيافة، وقبل أن يختم الحضور قراءة الفاتحة، وتحديداً قبيل كلمة آآآآمين،،، إذ بالعريس ينتثر منتصباً، ويرقع بأعلى صوته ، ساباً "الدين" لعمه "وكيل العروس" وفي حضرة المعازيم والشيخ، بغية تخريب الفرح،،، لأنه قد استدرك خطأً وقع فيه إبان التفاوض والاتفاق حول الشبكة والمهر والعفش والسكن وخلافه،،، أو لأنه قد تذكر ضجيج "الفدعوس" المرافق للزفة الذي اشترطته أم العروس قبل قليل،،، لأن صاحبنا قد اكتشف مؤامرة من قد حيكت بدهاء، من حماته ضد أمه، المصابة "بفوبيا الصوت الصوت العالي" والتي سيحدثها الفدعوس لأمه!!!
الخازوق المزدوج، أو سمِّه متعدد الرؤوس،،، هو أن الجلسة الفاشلة السابقة قد سبقتها ست جولات من الحوار، ومحاولة الاتفاق، قبل قراءة الفاتحة، لأجل كتب الكتاب "النحس"!!!للعريس المسعور!!!أو للعروس الهبله، التي تبحث عن ظل حيطه!!!
هناك إجماع بأن المصلحة العائلية والشخصية والعشائرية ماعدا "الوطنية" تستوجب عدم إكمال مراسم الزواج لأنه يمثل فضيحة وعار على العريس شخصياً!!! أما مؤيدي الزواج من الوجهة الوطنية، فيتبنون وجهة النظر القائلة: بأن العريس شاب طايش ومراهق ، ومن المؤكد بأنه سيهدأ ويعقل بعد الزواج"الاتفاق" ورايح يصير رجل طيب!!!
الفضيحة هي أن كافة جلسات الحوار لأجل الاتفاق كانت في صالة أفراح الحاج "عمر سليمان" وعلى غير عادة أصحاب الصالات، فالرجل هو الشيخ والقاضي والمُضِيف والمُضيِّف، على الرغم بأن أهل العريس والعروس من عائلة أبو جلده "السمكري" بيقدموا فواتير لمهمات "غير مستضافة"!!!
صاحبنا القاضي"المضيف" عنده نَفَس، أطول من نفس لاعب التنس السويدي "بيورن بورج"،،، بل أن صبره قد فاق صبر أيوب،،، أما عهود بعض ضيوفه، فهي أوهن من بيت العنكبوت، بل هي أزلج من كلام الليل المدهون بالزيت، وأخلف من عهد اليهود لسواهم من الأغيار،على مر العهود...
كل الحضور والمعازيم والقاضي، يعرفون جيداً بأن العريس يؤجل الفاتحة، لأنه شايف إلو شوفه غير اللي شايفها الجميع!!! لكن "زواج المصلحة" التي يحبذها أهل العروسين ،،، لا يكبح رغبة العريس في "زواج المتعة" الذي يراه في مكان آخر ،،، لذا فهو ينظر إلى زواج الأهل بأنه زواج الإكراه" بغير ما اتفقوا عليه من تسميه،،، ليبرر بقاء الحال على ما هو عليه... ولما لا ؟؟؟ فالجميع متضايق ومفلوق،،، ما عدا "عريسنا الزين يتهنَّا"!!!
منذ بدء الخطبة والتفكير في جمع الرأسين وعريسنا يتدلل،،، وبيطلعلوا يتدلل ما دام عمو أبو "العروس" بايع البنت لإبن عمها "ببلاش" وفوق البلاش بوسه!!! وفوق هذا كله قرأ الحضور القرآن وختموه وحفظوه ماعدا سوره الفاتحة ، قُرأها العريس من غير الجميع بنية "وفاة مشروع الجيزه من أصلو"!!!
آخر تقاليع العريس بعد ما جاتو العروس مقشره ومجهزه من مجاميعه،،، واستظراطاً لجميع الحضور، وفوقهم القاضي والشهود،،، طلع إلنا عريس الغفلة، بصرعة "نكتب الكتاب الحين على السُّكِّيت،،، ونعلن الفرح على عيد الضحية الجاي،،، أما الدخول،،،آسف،،، "الدخلة" فهي بإذن الله!!! وإنشاء الله!!! وإذا أراد المولى عز وجل!!!ستكون يوم القيامة!!! أما مشيئتنا نحن: فهي اليوم أو غداً بالكثير،،، ساعة حصيدة السمسم الذي نجحنا في زراعته بمواصي رفح!!!!
أخيراً أقول للمعازيم وأهل العرس والعروس وللقاضي والجميع،،، أنه قد آن الأوان أن يعلن القاضي الطلاق البين قبل الزواج،،، ويحدد المسؤولية عن المتسبب في فشل الاتفاق وبشكل دقيق،،، لأننا نقول وباسم الشعب : إننا نحن الشعب المتضرر من الفرقة والانقسام،،، دوماً نرتقي فوق فصائلنا لأننا الأكبر منها جميعاً،،، فنحن من أوجدناها،،، ونحن من يعززها ويقويها ويلغيها،،، ولم نفوض أيٍ منها في وحدتنا وتنافرنا،،،ونحتفظ لأنفسنا بحقنا الدستوري في دورية الانتخاب لممثلينا وقيادتنا،،، وبحقنا غير القابل للجدال، بأن الأسلوب الديمقراطي عبر صندوق الانتخاب، هو الأسلوب الأمثل والأوحد لحل وحسم قضايا "الوحدة والتنافر" بين الخصوم السياسيين في الطن الواحد والشعب الواحد... ولن نغفر لمن يسلبنا حقاً دستورياً هو بالمطلق لنا ... ودمتم ودام الوطن...
[email protected]
كَتْبُ الكتابَ اليوم، والعرس بعد العيد، والدُخْله يوم القيامة ! بقلم: يونس الزريعي
تاريخ النشر : 2009-10-18