عذرا حَبيبتي00الأن عَرفتُك بقلم:سوزان الطيب
تاريخ النشر : 2009-09-22
قصة قصيرة / عذرا حَبيبتي00الأن عَرفتُك00

الساعةُ تقترب من منتصف الليل00صخب آت من حنجرتين غاضبتين00 كلمات صعبة تَخرج من شفتين متوترتين00
نظرات شقاء في أعين مظلمة00 أيدي ترتفع وتهبط منتفضة أرجل تضرب الأرض فتهزها 00كان صوته الأعلى والأقوى والأكثر غضبا وجفاءً 00كانت أعينها الأكثر جودًا بالمطر الحمضي اللاذع00
كل الأسلحة تستعمل دون تفكير00 تقطع وتمزق وتدمر لا عقل هنا ولا تدبر فالعقل مغيَب والقلب مُغلق والصدر ضائق والدم ينزف وثالثهما فَرحا يتراقص00 هو كالطفل الغاضب حين يدمر لعبته وهي مثل الصنم تقف وتشاهد 00(الآن أنا ذاهب لن أبقي معك في مكان واحد أكرهك00 نعم أكرهك00أكره سجنك حتي لو كان جنة عدن لقد حَوَّلتي حياتي إلى موات دائم )كانت هذه هي القذيفة الأعنف منه منذ بدأ المعركة 00لملم أغراضه أسرع من هارب 00 الشرطة تقف عند بابه 00خرج بعد أن جعل باب البيت يئن ويألم وكذلك باب السيارة

التي كان مقدراً لها أن تسمع باقي سبابه ولعناته00امسك بالهاتف00حدث اقرب أصدقائه إليه والغضب مازال رفيقا ومصاحب قائلا (لقد تركت لها البيت بل الجحيم 00ولن أعود 00انتهى كل شئ 00أنتهت معاناتي 00اخيرا سأنعم بالحرية 00سأعود لاتنفس00تعبت نعم لم أعد استطيع التحمل أكثر)00وصديقه مصدوم غير مصدق متسائل وأين الحب الكبير؟ وأين ما كان؟00 ثم أين ستذهب الآن ؟ فأجابه لا أدري00 من المحتمل إلي فندق 00وبعدها سأتصل بك لأخبرك أين أنا00 فلحقه صديقه لا00 لا انتظر لقد سافرت زوجتي
لأهلها00 فلم لا تأتي عندي إلي أن نتدبر الأمر 00فاجابة وهو كذالك00وعلى طول الطريق كان يشاهد كل ما حدث أمام عينيه00 لا يستطيع أن يمنع ذهنه من التفكير فيه حتي أنهك 00وصل لصديقه ولم يصل00 فكأنه ليس هو 00وتَمُر ساعات من ليل طويل لا يريد أن ينقضي يتقلب في فراشه كسمكةُ أُّخرجت من بحرها00ويهب فزعا علي صوت الهاتف عند طرف فراشه 00صوت آت من بعيد كأنه آت من عالم الأموات قائلا معذرة لقد وقع حادث لزوجتك 00وقبل ان يكمل 00انتفض راكضا حافي القدمين00 بملابس نومه التي بللها الدمع وفي السيارة التي سمعت بالأمس سباب ولعان كان يحدث نفسه (أنا من فعل بها هذا00 أنا السبب آه يا َحبيبتي آه لا لا تصدقي00 لا تصدقي إني لا أُحبك فأنت تعيشين في شراييني 00ويصرخ يصرخ ثم يتوقف ضاحكا00لا لا ما هذا00 أنا تحدثت من هاتف صديقي وليس هاتفي اذا ليست هي نعم هي ليست زوجتي نعم ليست روحي00 وعمري00 أحبك00 نعم أحبك هكذا قال حين أخذها بين ذراعيه 00ثم نظر في عينيها اللاتي ذَبُلا قائلا كدت أن أفقدك00 كدت أفقدَ حياتي سَامحيني00 وهي تتعجب أين ما كان بالأمس وما هذا التغير ولم00 ؟ ماذا حدث؟قال أعرف ما يدور في ذهنك لكن سأجيبك بشئ واحد 00حبيبتي الآن عَرفتُك00


بقلم/ سوزان الطيب