الفيلد مارشال مونتجمري كان او لم يكن بقلم:سالم بن سلامة
تاريخ النشر : 2009-09-21
الفيلد مارشال مونتجمري كان أو لم يكن ..!
سالم بن سلامة
في كتابه " كلام في السياسة " أورد الأستاذ محمد حسنين هيكل مجموعة من العناوين الهامة المنفصلة والتي تستحق التأمل والنقاش , قال إنها أخذت شكل كتاب . وقد أدهشني العنوان المشار إليه أعلاه كما تبين انه أدهش كل البريطانيين , مع فارق أنهم أدبيا يغفرون لأبطالهم ولو كانوا شواذ , فيما غيرهم مطالبون أن يغفروا لشواذ يدعون البطولة ..! وبالمختصر المفيد انه في حينه وتحديدا في سنة 1981 صدر كتاب "مذكرات مونتجمري" للمؤرخ البريطاني نيجيل دنيس هاملتون , على شكل ثلاثة أجزاء تروي قصة حياة وعمل القائد العسكري البريطاني الشهير الفيلد مارشال مونتجمري . الجزء الأول صناعة جنرال , والجزء الثاني سيد ميدان القتال , والجزء الثالث مارشال الإمبراطورية . ولقي الكتاب نجاحا مدويا ما لبث أن تحول إلى ضجة كبيرة شغلت الرأي العام في بريطانيا وخارجها , وكان هذا الفيلد مارشال الذائع الصيت والغريب الأطوار هو الذي اختار نيجل ليكون مؤرخ حياته وأعطاه كل الأوراق خاصته , فهو ابن السير دنيس هاملتون اقرب المقربين من المارشال واحد رؤساء أركان حربه ورفيقه بالسلاح في عملية " اوفر لورد " على الشاطئ الفرنسي التي كسرت حصار هتلر لأوروبا وتحريرها من عاصفة الجنون النازي . وذلك بعد أن خف الوهج الذي أحاط بالمارشال عقودا وابرز القادة المنتصرين على هتلر بمرور السنين. قام نيجيل بجهد خارق كي يؤدي مهمته بكفاءة المؤرخ وأمانته , وكان ما نشره بعد ذلك عن شذوذ "الجنس في حياة الماريشال " مثيرا للجدل في لندن وما زال , فالرأي العام البريطاني ليس مستعدا لان يقبل شيئا معيبا عن أشهر قادته العسكريين ومارشال الإمبراطورية , وان حصل فعلى مضض , وخصوصا أن مونتجمري هو صاحب أول انتصار بريطاني في الحرب العالمية الثانية , وهو انتصار " العلمين "الذي جاء بعد سلسلة طويلة من الهزائم أبرزها الهزائم أمام القائد العسكري الألماني الشهير المارشال رومل . ثم إن الباقين على قيد الحياة من ضباط وجنود الجيش الثامن , جيش مونتجمري , في حالة غضب شديد . وزاد من حدة الغضب أن كاتب القصة ليس مؤرخا عاديا , وإنما هو كاتب مغمور أتيح له ما لم يتح لغيره في الموضوع الذي كتب فيه . كتب أن المارشال كان شاذ جنسيا وبالمقلوب , بمعنى انه كان "معكوسا" , وكشف سر العلاقة الحميمية بين المارشال ووالد نيجل نفسه , بقوله , كان مونتجمري يوزع عطلاته على بيتين , بيت صديقه دينس هاملتون الذي هو والد نيجيل , وبيته الخاص . حيث كان الاثنين يجلسان معا لساعات طويلة قال عنها مونتجمري : "كانت ساعات نتحدث فيها بالصمت , نشعر أن خواطرنا تتلاقى دون حاجة لكلام , وان أعمق الصداقات ما يستطيع فيه صديقان أن يتواصلا بعمق حميم دون حاجة للقول بالألفاظ " . وكشف المؤرخ نيجل دنيس هاملتون بجرأة وصراحة ووضوح أن المارشال كان شاذ جنسيا . والعياذ بالله . كما أسلفنا يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء تروي قصة حياة وعمل الفيلد مارشال مونتجمري , يتناول فيها خدمته في مصر إلى ما قبل سنة 1935 حيث كان قائدا للقوات البريطانية في الإسكندرية , ثم في فلسطين عندما كان قائد القوات البريطانية من سنة 1936 إلى نهاية 1938 , ثم الحرب العالمية الثانية وانتصاراته التاريخية فيها وأخيرا تعينه مارشال الإمبراطورية البريطانية . وتحت "عنوان الحياة الجنسية للماريشال " . كان أو لم يكن..!؟ .