الشيخ عبد الحميد السايح (1907-2001)... أول فلسطيني يبعد عن وطنه بعد احتلال 1967 بقلم : أوس داوود يعقوب
تاريخ النشر : 2009-09-10
بقلم : أوس داوود يعقوب*

*كاتب وباحث فلسطيني مقيم باليمن

[email protected]



ولد الشيخ عبد الحميد السائح، عام 1907، في مدينة نابلس، وبعد أن انهى دراسته فيها اتجه الى الأزهر الشريف وحصل على شهادة العالمية ثم شهادة التخصص من مدرسة القضاء الشرعي. عاد إلى فلسطين ليؤدي رسالة الإصلاح الاجتماعي ويسهم في النشاط العام ،.. وعمل استاذاً للعربية والدين في القسم الثانوي بكلية النجاح الوطنية بنابلس عام 1928 -1929، ثم كاتبا في محكمة نابلس الشرعية، ورئيسا لكتاب محكمة نابلس الشرعية في عام 1935.. فسكرتيرا عاما للمجلس الشرعي الإسلامي عام 1939، ثم قاضيا شرعيا للقدس عام 1941.. فعضوا لمحكمة الاستئناف الشرعية عام 1946، ثم عين رئيسا لمحكمة الاستئناف الشرعية عام 1948. ونشر معالجات قيمة في الصحف والمجالات الفلسطينية، وخطب في المساجد والنوادي والجمعيات، واسهم في الحركة الوطنية وتوجيهها توجيها سليما.

وبعد وحدة ضفتي الأردن (1950) عين رئيسا لمحكمة الاستئناف الشرعية، وعضوا في مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية الأعلى، وعضوا في مجلس كلية الشريعة بعمان، وعضوا في مجلس إعمار المسجد الأقصى.

وبعد عدوان الخامس من حزيران / يونيو 1967 أتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمخالفة القوانين الدولية المتعلقة بالأراضي الواقعة تحت وطاة الاحتلال، كما اتهمها بخرق حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية معا وتعمد الإساءة إلى شعور المسلمين والمسيحيين عن طريق تدنيس مقدساتهم، فأقدمت السلطات الإسرائيلية على إبعاده في 01/09/1967 ، ليكون أول فلسطيني يبعد عن وطنه بعد احتلال 1967.

و عمل بعد الابعاد باسبوعين على عقد مؤتمر كبير في عمان بتاريخ 21 شباط/ فبراير 1968 ، والذي نتج عنه إنشاء لجنة دائمة في عمان لإنقاذ القدس.

وفي هذه الاثناء تم اختياره عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، ومن أجل القضية وفي سبيلها حضر عدة مؤتمرات منها ما عقد في أوروبا، ومنها ما عقد في القاهرة، وفي الرباط، وفي بغداد، ومن أهمها المؤتمر الإسلامي المسيحي الذي عقد في القاهرة برعاية الجامعة العربية. ومن جملة مقرراته: طلب تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، لعنصريتها وتحديها للأمم المتحدة، وفضح مواقفها واعتداءاتها على القدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وقد عني الشيخ المجاهد في كتاباته، بإثارة اهتمام العرب والمسلمين بقضية وطنه . فنشر العديد من الكتب والمقالات، وشارك في الكثير من الندوات والفعاليات.

وعمل على إبراز أهمية القدس بكتابين هما "مكانة القدس في الإسلام" و"ماذا بعد إحراق المسجد الأقصى" وكلاهما قد طبع. وكتابه الثالث " العدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية" ولما يطبع.

و بعد الإبعاد بأسبوعين، تسلم أول منصب وزاري في الأردن للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ، حتى عام 1970 . ثم عين قاضيا للقضاة ، فوزيرا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية مرة ثانية. وهوعضو في لجنة صياغة القانون المدني الأردني، في نطاق مجلس الأمة.

وفي تشرين ثاني من عام 1984 انتخب رئيسا للمجلس الوطني الفلسطيني خلفا لخالد الفاهوم، مع استمراره في النشاطات الوطنية والإسلامية، مع صفوة من رجالات الامة ، في نطاق لجنة إنقاذ القدس ، ومكتب المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس، في عمان وغيرها،.

وبقي السائح رئيسا للمجلس الوطني الفلسطيني حتى العام 1996 تاريخ اعتزاله العمل السياسي واستقالته من رئاسة المجلس بسبب كبر سنه ومرضه، وبقي في عمان بعيدا عن الاضواء والحياة السياسية.

وهو حامل لوسام النهضة، من الدرجة الأولى، من الأردن، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب.

توفى في عمان بتاريخ 11/1/2001 ودفن، بناء على وصيته في القدس.

مؤلفاته

ماذا بعد احراق المسجد الأقصى، 1970

الارهاب أنواعه وأخطاره، 1986

اثر الاسلام في الحضارة الغربية

الإسلام بين القديم والجديد

عقيدة المسلم وما يتصل بها

أهمية القدس في الإسلام

واجب المسلمين نحو الاحتلال الصهيوني

عدوان اليهود على المقدسات الدينية

الحدود في الإسلام

الحقوق الدولية في القانون الدولي والشريعة الإسلامية

في السيرة النبوية

الشيخ الطوسي

الفتاوى جزآن

فلسطين، لا صلاة تحت الحراب:(سيرة ذاتية)، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 2001