مســـرح الأطفــــال في الوطــــن العــــربي بقلم:د. جميل حمداوي
تاريخ النشر : 2009-09-03
مســـرح الأطفــــال في الوطــــن العــــربي

الدكتور جميل حمداوي

توطئــــة:

إن مسرح الأطفال في الوطن العربي في حاجة ماسة إلى متابعة تاريخية علمية جادة ، تعتمد على التحقيب والتوثيق والتصنيف والترتيب والاستقراء الكرونولوجي المتعاقب والبحث المتسلسل ، والتركيز على الظروف التاريخية التي انطلق منها مسرح الأطفال في العالم العربي ، مع تحديد أهم مراحله التاريخية التي يمكن حصرها في ثلاث محطات كبرى ألا وهي: محطة النشأة والتأسيس، ومحطة التطور والانتعاش والازدهار، ومحطة الركود والتراجع.
وقد اعتمدنا في منهجيتنا هذه على رصد السياقات العامة ( العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والثقافية) ، والسياقات الخاصة (العوامل الذاتية المتعلقة بكل مبدع فنان)، التي أفرزت مسرح الأطفال، مع الإشارة إلى كل أنواع مسرح الطفل وضروبه وأنماطه.
ولم ننس في هذه الدراسة المركزة ذكر المؤلفين والممثلين والمخرجين والسينوغرافيين، بل استحضرنا أيضا المسرحيات المكتوبة دراميا والمعروضة ميزانسينيا ، وتعرضنا أيضا إلى النقد المسرحي النظري والتطبيقي من خلال المؤلفات المكتوبة والمصادر المطبوعة والمنشورة.
إذا، ماهو واقع مسرح الأطفال في بلدان الوطن العربي ؟ وماهي تجلياته الفنية والجمالية؟ وماهي مميزاته الإيجابية والسلبيــــة؟

 مســـرح الأطفـــال في مصـــر:

من المعلوم أن مسرح الأطفال بدوره قد حظي بمكانة كبيرة ضمن أجناس أدب الأطفال بمصر، وقد اشتهر فيه كامل الكيلاني الذي خصص كثيرا من مسرحياته للأطفال الصغار. إلا أن حصة مسرح الطفل في مصر أقل بكثير بالمقارنة مع قصص وروايات وأشعار الأطفال وكتب الفنون والموسوعات والمعارف. وفي هذا الصدد يقول الأستاذ عبد الرزاق جعفر:" وثمة ظاهرة أخرى تسترعي الانتباه هي أن القصة مازالت تحتل المقام الأول في الإنتاج، وليس أدل على ذلك من أن إنتاج كتب الأطفال في القطر المصري في عام 1967م بلغ 132 كتابا ظفرت منها القصة الأدبية وحدها بمائة كتاب ....ويرجع السبب في ذلك إلى سهولة تأليف القصة حسب رأي بعض الناشرين وأنصاف المثقفين."

 مســرح الأطفــال في المملكــة العربيــة السعوديــة:

يبدو أن المملكة العربية السعودية لم تهتم فعليا بمسرح الكبار بصفة عامة ومسرح الصغار بصفة خاصة إلا في السنوات الأخيرة من القرن العشرين وبدايات سنوات الألفية الثالثة ، والدليل على ذلك أن الدكتور علي الراعي لم يدرج في كتابه" المسرح في الوطن العربي" الدولة السعودية ضمن البلدان العربية التي لها نشاط مسرحي مشهود ومكثف . وينطبق هذا الحكم أيضا على ما أثبته الدكتور إبراهيم عبد الله غلوم في كتابه" المسرح والتغير الاجتماعي في الخليج العربي" حيث لم يخصص أي فصل في الكتاب لفن المسرح بالمملكة العربية السعودية، بل ركز على دولتين خليجيتين فقط أوليتا أهمية كبرى للفن المسرحي، وهما: الكويت والبحرين.
وعلى الرغم من ذلك، فقد ظهر اليوم نوع من الاهتمام بمسرح الأطفال بالمملكة العربية السعودية كالاهتمام بالمسرح المدرسي، والمسرح التربوي التعليمي، والمسرح القرائي، ومسرح الدمى والعرائس.
و يتجلى هذا الاهتمام واضحا من خلال البيانات السياسية للصحف الإعلامية التي تشير إلى إقامة دورة تدريبية لمسرح الطفل. فقد تم الإشارة إلى أن جمعية الثقافة والفنون ، فرع الدمام برئاسة صالح أبو صفية، تقوم:" بتنفيذ فكرة تكوين قاعدة لمسرح الطفل بالدمام. وقد بدأ الفرع في الاتصال بأولياء أمور عدد من الأطفال الموهوبين الذين لهم ميول خاصة بالدمام للاشتراك في دورة دراسية خلال هذا الصيف (1986م). وكذلك من خلال المراكز الصيفية بالمدارس في المنطقة لحث الطلاب على المشاركة في الدورة. ويقبل في هذه الدورة الأطفال بعد سن 6 إلى 15 سنة، وسوف يقوم الأستاذ فؤاد أحمد هادي المتخصص في مجال مسرح الطفل وأحد الشباب السعوديين الذين نفذوا على عاتقهم بناء القاعدة الثانية لهذا المجال، وهو مسرح الطفل بإعطاء دورة دراسية نظرية وعملية للأطفال المشاركين بأسلوب عصري متقدم حتى يكون قادرا على جذب الأطفال وتخصيص أسلوب الترغيب والاستمرارية لدمج الموهبة بحب العمل الفني في مسرح الأطفال، وإن تحقق لهذه التجربة النجاح فسوف تكون خطوة رائدة ، وأولى خطوة في رحلة الألف ميل لمسرح الطفل عموما."
ويمكن الحديث أيضا عن مجموعة من المسرحيات المعروضة ركحيا في عدة مناطق من المملكة كمسرحية " الحيلة" لـجمعية الثقافة والفنون بالرياض ، ومسرحية " الأشقياء الثلاثة " لفرقة مواهب المرح، ومسرحية" زورو ومحبوب الحبوب " لجمعية الثقافة والفنون بالدمام، ومسرحية" ألوان" لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء ، ومن المعلوم أن مسرحية" الحيلة" من تأليف وإخراج باسل الهلالي.
وللتمثيل فحسب، فقد ألف يوسف المحيميد مسرحيته المشهورة " حلوم والكنز"، وتم عرضها من قبل فرقة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء سنة1999م، فأعيد عرضها من قبل القناة الأولى للتلفزيون السعودي، ثم تم طرحها في الأسواق
من قبل مؤسسة ميضاح للإنتاج الفني عام 2002م.
ولا ننسى المجهودات الكبرى التي قام بها النقاد في مجال التدوين والتوثيق والتأريخ للحركة المسرحية بالمملكة العربية السعودية كما فعلت وفاء السبيل حينما ألفت كتابها القيم" "مسرح العرائس" الصادر عن الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية عام 1410هـ.
وعلى أي حال، فمسرح الأطفال بالمملكة العربية السعودية مازال ضعيفا وبطيئا ومتعثرا بالمقارنة مع بعض الدول الخليجية المتميزة في هذا الفن كالبحرين والكويت بصفة خاصة، وبعض الدول العربية الرائدة كمصر والمغرب وتونس وسوريا بصفة عامة.

 مســـرح الأطفـــال في الكويـــت:

ظهر الاهتمام بمسرح الطفل بالكويت من خلال انفتاح المؤسسات التعليمية والتربوية على تنشيط الطفل دراميا من خلال تقديم مجموعة من العروض المسرحية والفرجات الركحية أثناء نهاية السنة الدراسية أو إبان الاحتفال بالمناسبات الدينية والأعياد الوطنية.
ومن تجليات الحركة المسرحية الطفلية بالكويت إسراع بعض الكتاب إلى تدوين مجموعة من النصوص المسرحية سواء أكانت نثرية أم شعرية. لذا، كان أول عرض مسرحي للجمهور من خلال مسرح العرائس قد قدم مكتوبا من قبل أحد الشعراء الغنائيين ألا وهو الشاعر الغنائي فايق عبد الجليل، الذي قدمت له فرقة المسرح الكويتي في 30 غشت 1974م أولى مسرحية طفلية بعنوان:" أبوزيد بطل الرويد"، وهي من بطولة : عبد المحسن خلفان ومحمد فتوح ، أما الإخراج الميزانسيني فقد تكلف به أحمد خلوصي .
وبعد هذه التجربة الفنية الأولى ، بدأت سيدة من الكويت ألا وهي : عواطف البدر بإنشاء مؤسستها الفنية الخاصة باسم" مؤسسة البدر للإنتاج الفني" التي أرست الدعائم الحقيقية لمسرح الطفل بالكويت، وانطلقت به نحو آفاق واسعة وناجحة بإبداع العشرات من العروض المسرحية الطفلية. فقد قدمت المؤسسة في عقد من الزمن ما بين 1978و1986م ما يقارب ثلاثين عرضا مسرحيا، وهذا إنتاج ضخم بالمقارنة مع نسبة التراكم الدرامي لدى الدول الخليجية الأخرى في مجال مسرح الطفل.
وكانت عواطف البدر تختار مواضيع مسرحياتها وعروضها الفرجوية الدرامية من :" التراث القصصي، أو تستوحي من هذا التراث ما يصلح للبيئة الكويتية. وقد أكد هذا الاتجاه المسرحي لديها مسرحيتها الأولى التي تمثل مطلع حياتها الفنية في دنيا مسرح الطفل، وهي مسرحية" السندباد البحري" التي تم عرضها عام 1978م . ثم توالت تجارب هذه المؤسسة الفنية العديدة، والخاصة بها....
ولكن من الملاحظ على طابع هذه العروض المسرحية أنه كان الطابع الغالب على أهدافها- هو- الطابع التجاري في المقام الأول. أما الأهداف التربوية والتعليمية فهي إلى جانب مباشرتها فإنها تأتي في المقام الأخير في معظم العروض المسرحية."
ومن أهم المسرحيات التي قدمتها عواطف البدر مسرحية" البساط السحري" التي عرضتها سنة 1979م ، وهي لمهدي الصائغ، وحصلت بها المؤسسة على الجائزة الأولى في مهرجان أقيم في ليبيا لهذا الغرض، وشارك فيه أكثر من 15 دولة بينها الاتحاد السوفياتي.
كما قدمت المؤسسة عام 1980م مسرحية" ألف باء تاء"، فمسرحية" العفريت" عام 1981م، ثم مسرحية" قفص الدجاج" عام 1983م، وأخيرا مسرحية" سندريللا" للكاتب السيد حافظ، ومسرحية" الطنطل يضحك" للكاتب العراقي حيدر البطاط، ومسرحية" القرد المفكر" التي كتبها رؤوف مسعد بسطة وأخرجها قحطان القحطاني من البحرين...
ومن المعلوم أن مؤسسة البدر للإنتاج الفني قد:" طرحت روح التعاون بقصد خلق جو مسرحي خليجي تمتد جذوره وتغذى بالتجربة الفنية الحية، فها هي تستقبل نصا مسرحيا للطفل باسم" العفريت" كتبه لها الكاتب البحريني خلف أحمد خلف. كما أن هذه المؤسسة قد قدمت للطفل مسرحيين عربا. فاستقبلت أكثر من كاتب عربي إضافة إلى الكاتب المصري العربي محفوظ عبد الرحمن علاوة على استقطابها لفنانين وفنيين عرب من أجل خدمة عروضها المسرحية على المستوى الفني والأدائي التمثيلي."
وعلى العموم، يمكن القول بأن السيدة عواطف البدر قد خدمت مسرح الطفل بالكويت بكل تفان وإخلاص وجدية وطنية مهما كانت الانتقادات الموجهة إلى هذه السيدة ، والتي تتمثل في اهتمامها كثيرا بالمسرح التجاري على حساب الطفل والفن، وتكرارها لنفس المواضيع المستهلكة، وعدم مراعاة عروضها المسرحية للأغراض التعليمية والتربوية والأخلاقية، وعدم مناسبتها لمتطلبات الطفل السيكولوجية ومستوياته العمرية.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، فإن السيدة عواطف بدر قد أرست دعائم مسرح الطفل بالكويت قبل الدول الخليجية الأخرى، واستطاعت أن تخلق الثقافة المسرحية الطفلية عبر عروضها الركحية وندواتها الفكرية النظرية والتطبيقية، وعبر ورشاتها الميدانية التدريبية والتأطيرية، وعبر استدعائها لكثير من الكتاب والمخرجين والفنيين العرب للرفع من مستوى مسرح الطفل بالكويت ليتبوأ مكانته اللائقة به بين دول الوطن العربي كافة.
وهناك مبدعون آخرون ينبغي الإشارة إليهم في هذه الدراسة بكل موضوعية علمية؛ لأنهم اهتموا بمسرح الأطفال اهتماما كبيرا ، ومن هؤلاء المهتمين: الفنان عبد الرحمن العقل أحد مؤسسي مسرح الطفل بالكويت منذ عام 1978 م من خلال التشخيص في مسرحية " السندباد البحري" التي قام بأداء بطولتها، ومن مسرحيات الأطفال التي قدمها إلى جانب " السندباد البحري" نذكر: مسرحية" البساط السحري"، ومسرحية "محاكمة علي بابا" ، و" الزرزور"، و" ألف باء تاء"، و" طرازان"، و" الشاطر حسن"، و" النمر الوردي"، و" جسوم ومشيري"، و" جسوم ومشيري في الجيش"، و" راهم وراهم"، و" أبطال السلاحف"، و" كينغ كونغ والسلاحف"، و" روان والحرامية"، و" روز والأراجوز"، و" رحلة ABCD"، و" بلاي ستيشن"، و" السندباد البحري (2002)"، علاوة على الجزء الثاني من مسرحية " رحلة ABCD".
ونستحضر كذلك الفنانة المسرحية بزة الباطني التي أقامت عام 1975م مسرحاً للعرائس بمناسبة المهرجان الأول للطفولة تحت إشراف جمعية النهضة الأسرية. ونشرت في هذا الصدد كتابا قيما بعنوان" الدمى في تاريخ الشعوب"، كما ألفت مجموعة من المسرحيات الطفلية تحت عنوان" كلنا اليوم كبرنا " سنة 1996م...
ولا ننسى الناقد والفنان المسرحي علاء الجابرالذي ساهم بــ15 عملا مسرحيا بين الاقتباس والإعداد والتأليف، والفنانة المبدعة هدى حسين التي قدمت مجموعة من العروض الدرامية الطفلية ذات الطابع الغنائي والأوبيراتي والاستعراضي...
زد على ذلك أن دولة الكويت أشرفت على مجموعة من المهرجانات المسرحية والندوات واللقاءات المرتبطة بمسرح الأطفال عن طريق التشجيع والتتبع والتحفيز المادي والمعنوي.
ولكن الغريب أن الكويت التي كانت السباقة في مسرح الطفل على مستوى منطقة الخليج العربي عام 1978 م ، وكانت مضاهية لمصر والعراق وسوريا على مستوى إنتاج العروض الدرامية والفرجات الركحية، لم يقم فيها على الاطلاق مهرجان واحد لمسرح الطفل كما أكد ذلك الفنان الكويتي منصور المنصور أحد مؤسسي مسرح الطفل بالكويت ومخرج أولى مسرحية طفلية ألا وهي:" مسرحية" السندباد البحري" سنة 1978م.
وهناك من الدارسين أيضا من يصرح بأن الكويت على الرغم من باعها الطويل في مجال المسرح الطفولي فإنها تفتقر إلى مبنى خاص يليق بتقديم عروض مسرح الطفل، ويليق كذلك بجمهوره المتذوق الواعي سواء أكان من الصغار أم من الكبار. بل هناك من يثبت بأن الكثير من الكتاب والممثلين والمخرجين والسينوغراف الكويتيين يلهثون وراء مسرح الطفل لدواع ربحية مادية وأسباب تكسبية تجارية بعيدا عن مساءلة قضايا هذا النوع من المسرح على المستوى الدلالي والفني والجمالي مع مناقشة جوانبه الدراماتورجية والميزانسية والرصدية.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات التي قد تكون ذاتية أو موضوعية، فإن دولة الكويت قد أنتجت ميدانيا وعمليا ما بين 1978 و2003م ما يزيد على 171 عملا مسرحيا خضع لعمليات الاقتباس والترجمة والدراماتورجيا والإعداد والتأليف والتجريب والإبداع والتأصيل. وأغلب هذه المسرحيات نابعة من التراث العربي القديم، ومن التراث العالمي الإنساني، ومن الواقع الحديث والمعاصر، بله عن توظيف الدرامي للتجارب الشخصية الذاتية والموضوعية للمبدع المسرحي. وبالتالي، فقد تم أيضا تشغيل مجموعة من النصوص المستمدة موضوعاتها وفنياتها الجمالية والتقنية من العوالم التخييلية الكرتونية والسينمائية.

 مســـرح الأطفـــال في الســـودان:

ابتدأ مسرح الأطفال بالسودان منذ سنة 1936م مع جمعية المسرح التي كانت تقدم عروضها المسرحية في المدارس والمعاهد التعليمية. ويعني هذا أن المسرح السوداني بدأ طفليا مع المسرح المدرسي والمسرح التعليمي ومسرح الدمى والعرائس ومسرح الكراكيز. وإن كان الأستاذ بدر الدين يصرح بأن:" تاريخ المسرح السوداني يبدأ في عام 1902م، حين كتب عبد القادر مختار أولى مسرحية سودانية هي:" نكتوت"، ومعناها:" المال"".
ويلاحظ الدارس أن ما بين 1905 و1915م كانت معظم العروض المسرحية طفلية يغلب عليها الجانب المدرسي، فقد" مثلت مدرسة البنات للرسالة الكاثوليكية في أم درمان مسرحية أدبية ضمن ألوان أخرى من النشاط المدرسي شمل إلقاء الخطب وعرض الأشغال اليدوية".
ولكن ما نلاحظه جليا أن مسرح الأطفال بالسودان مازال ضعيفا كما وكيفا وتوجيها وتخطيطا وعمارة بالمقارنة مع مجموعة من الدول العربية التي لها باع كبير في مسرح الأطفال كمصر وتونس والعراق والمغرب وسوريا والأردن ...

 مســـرح الأطفـــال في العـــراق:

من المعروف أن العراق قد عرف المسرح المدرسي والمسرح التعليمي ومسرح الأطفال ومسرح القاراقوز ومسرح الدمى والعرائس. ومن أهم كتاب مسرح الأطفال في العراق ، لابد أن نستدعي في هذا الصدد: حقي الشبلي، وطارق الربيعي، وضياء منصور، وأنور حيران، وعمو زكي، وعيسى عزمي، ورؤوف توفيق، وعبد الستار القره غولي، وعبد القادر رحيم، ويوسف العاني، وطارق الحمداني، وقاسم محمد، ومنتهى محمد رحيم، وسعدون العبيدي، وسليم الجزائري، وطه سالم، وعزي الوهاب، وحيدر معثر، وهيثم بهنام بردى صاحب مسرحية" الحكيمة والصياد"، وحنان عزيز، وفاضل عباس، وجبار محيبس، وحسين علي صالح، وعواطف نعيم، وخميس نوري، وجاسم محمد صالح الذي كتب مجموعة من المسرحيات الطفلية كمسرحية " فرح وفرح"، و" بيت للجميع"، و"الأصدقاء الطيبون"، و"أصدقاء الشمس"....
وتدل كل هذه المعطيات على أن مسرح الأطفال بالعراق قد عرف في العقود الأخيرة ازدهارا ملحوظا وتطورا كبيرا على صعيد الكتابة والتجربة والتشخيص والإخراج والتأثيث السينوغرافي على المستويين: التنظيري و التطبيقي.

 مســرح الأطفـــال في قطــــر:

عرفت قطر مسرح الأطفال مثل دولة البحرين عبر المسرح المدرسي، والمسرح القرائي التعليمي، والمسرح الإبداعي التخييلي، ومسرح الدمى والعرائس. إلأ أن المسرح القطري بدأ فطريا وارتجاليا منذ فترة الخمسينيات، لينتقل بعد ذلك إلى المسرح المدرسي ومسرح الأندية.
بيد أنه منذ السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، ستظهر فرق مسرحية كفرقة المسرح القطري، وفرقة مسرح السد، وفرقة مسرح الأضواء، وفرقة المسرح الشعبي، وفرقة المسرح الأكاديمي التي يمثلها الفنانون الدارسون الذين تخرجوا من جامعات قطر أو عادوا من الجامعات العربية والأجنبية على حد سواء.
ومن المعلوم أن فرقة مسرح الأضواء التي تبلورت فنيا وقانونيا سنة 1975م كانت أولى فرقة قطرية تقدم عملا مسرحيا للطفل تحت عنوان" منصور قاهر العملاقين " عام 1979م.
ومن أهم المهتمين بمسرح الأطفال بقطرعلى مستوى التأليف نستحضر: جاسم الأنصاري، وحمد الرميحي، وعبد الله الهيموني الذي ألف مسرحية" زهرة والمارد" ، وحمد عبد الرضا صاحب مسرحية" عودة الساحر شحتوت"، وعبد الرحيم الصديقي الذي أعد مسرحية" أحدب نوتردام" ومسرحية" ياسمينة والسندباد"، وتيسير عبد الله، وعواطف نعيم...
ومن أهم المخرجين الذين اشتغلوا على مسرح الأطفال على مستوى الميزانسين والتأثيث السينوغرافي نذكر: حسن إبراهيم، وصالح المناعي، وناصر عبد الرضا، وعبد الرحمن المناعي الذي أخرج 27 مسرحية منها بعض المسرحيات الطفلية... كمسرحية" الحذاء الذهبي "، ومسرحية" الاختراع" ، ومسرحية" أوبريت خيمة العزفي"، ومسرحية" مي وغيلان".
ومن أهم العروض المسرحية الطفلية التي أنتجها المبدعون القطريون في مجال مسرح الأطفال نستعرض: " مسرحية الحذاء الذهبي " ، وقد عرضت في الإمارات العربية المتحدة ( الشارقة وأبوظبي ) عام 1980م ، ومسرحية " الاختراع " التي عرضت بدورها في الإمارات ( الشارقة )عام 1985م ، وقدمت كذلك في البحرين في 14/07/1985م ، ومسرحية" قطار المرح" التي عرضت في الإمارات بمهرجان الطفولة بالشارقة عام 1986م .
ومن أهم أعمال فرقة الدوحة المسرحية نذكر: مسرحية " قرية الزهور" لعبد الرحمن المناعي تأليفا وإخراجا، ومسرحية" علي بابا" لمحمد البلم تأليفا وإخراجا، ومسرحية" الاختراع العجيب" من تأليف سالم الحتاوي وإخراج فالح فايز.
هذا، وقد قدم المبدع المسرحي خليفة السيد مسرحية للأطفال بعنوان" الكنز الغايب في بلاد العجايب" سنة 1990م، ومسرحية" ياغافل لك الله" عام 2008م.
ولكن مازال الإنتاج المسرحي بقطر في مجال دراما الطفل قليلا جدا، وفي حاجة ماسة إلى التجديد والتجريب والتأصيل الفني والجمالي، والبحث عن الطاقات الإبداعية المتميزة، وجذب الأطر المسرحية الفاعلة ، وتشجيع الأقلام الجادة على مستوى التأليف والتشخيص والإخراج والتأثيث السينوغرافي.

 مســرح الأطفـــال في الإمـــارات العربية المتحدة:

عرفت الإمارات العربية المتحدة المسرح المدرسي، والمسرح التعليمي، ومسرح الأطفال، ومسرح الدمى والعرائس ، ومسرح التنشيط الفني.
ومن أهم المسرحيين الإماراتيين الذين اهتموا بمسرح الأطفال نستحضرعلى سبيل الخصوص تجربة محسن محمد مع سعاد جواد في إطار المسرح التجريبي فوق خشبة " مسرح ليلى" للأطفال. وقد قدم المسرح التجريبي في النادي الأهلي عام 1982م ثلاثة عروض مسرحية طفلية كمسرحية" أنا والعفريت" ، ومسرحية" الطيور"، ومسرحية" الرحمة". ومن جهة أخرى، قدم المسرح الوطني مسرحية" طيور السعد"، ومسرحية" البئر المهجور". في حين عرض مسرح خورفكان مسرحية" حارسو الغابة".
وفي سنة 1982م، تأسس مسرح خاص بالطفل قدم مسرحية " بواكير" ومسرحية "بيت الحيوانات".
ويمكن الحديث عن مسرح خاص للأطفال تعرض فيه العروض المسرحية الطفلية، وتقدم فيه ركحيا وميزانسينيا الفرجات الدرامية المتنوعة ، وهذا المسرح المتخصص في عروض الأطفال يسمى بـ" مسرح ليلى" للأطفال الذي تفتخر به دولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة أيما افتخار.

 مســـرح الأطفـــال في المغـــرب:

من المعروف أن مسرح الطفل أعم من المسرح المدرسي وقد يلتبس به أحيانا. فالمسرح المدرسي مرتبط بفضاء المؤسسة التربوية التي تتمثل في الأرواض والمدارس الابتدائية والإعدادية والمدارس الحرة والخاصة. ويعني هذا أن المسرح المدرسي يمارس داخل الفصل الدراسي أو في قاعات العروض التي توجد داخل المؤسسة التعليمية، ويشرف عليه أساتذة ومدرسون ومربون ويراعون في ذلك خصوصيات التلميذ ومبادئ التربية الحديثة ومستجدات علم النفس أونظريات السيكولوجيا الحديثة.
أما مسرح الطفل فهو في دلالاته مسرح عام يتجاوز فضاء المؤسسة إلى فضاءات خارجية تربوية وغير تربوية يشارك فيه الصغار إلى جانب الكبار ، وقد يشرف عليه أشخاص ليس من الضروري أن يكون انتماؤهم محسوبا على المجال التربوي. ويمكن القول : إن المسرح المدرسي جزء لايتجزأ من مسرح الطفل.
ويعرف الأستاذ سالم أكويندي المسرح المدرسي بقوله في ندوة على هامش المهرجان الوطني الثاني للمسرح المدرسي بمراكش بين24 إلى 28 أبريل 1995م:" المسرح المدرسي مسرح تربوي تعليمي يتم في الوسط المدرسي سواء أكان مادة دراسية حيث يخضع لعملية التدريس، وهذا يتم داخل الحجرات الدراسية أم مادة تنشيطية حيث تحرر الممارسة المسرحية من طابع الدرس النظامي، وتشمل عملية التنشيط المسرحي التي تقوم بأدائها مجموعة من التلاميذ أو الفرق الزائرة للمدرسة. ويشمل مفهوم المسرح المدرسي كل الأنشطة المدرسية التي تحددها المدرسة. وبذلك، نميز في مفهوم المسرح المدرسي بين ممارستين مسرحيتين، ممارسة مسرحية تخضع للدرس الأكاديمي وممارسة تخضع للتنشيط والترفيه".
وعلى أي حال، فالمسرح المدرسي مسرح تربوي تعليمي يهدف إلى تهذيب المتعلم وترفيهه، وبالتالي، فهو موجه للتلاميذ و الأطفال الصغار، ويخاطب فيهم مداركهم الذهنية ومشاعرهم الوجدانية و يقوي فيهم جوانبهم الحسية/ الحركية. أما فضاء هذا المسرح فهو المدرسة أو المؤسسة التربوية كيفما كانت خاصة أم عامة.
ومن المعلوم أن لهذا المسرح أبعادا وغايات ووظائف أساسية تتمثل في البعد اللغوي والبعد التربوي والبعد الاجتماعي والبعد النفسي.
هذا، ولم ينطلق المسرح المدرسي فعليا إلا في سنة1987م عندما استوجب الإصلاح التربوي تدريس مادة المسرح ضمن وحدة التربية والتفتح التكنولوجي في السنوات الثلاث الأولى من السلك الأول للتعليم الابتدائي ضمن الموسم الدراسي1987-1988م. وأقيم في هذا الموسم بالذات تدريب وطني في المسرح المدرسي تحت إشراف وزارة التربية الوطنية وتحت مسؤولية جمعية التعاون المدرسي وبتنسيق مع جمعية نادي كوميديا الفن بمراكش. وقد استفاد من هذا التكوين التربوي في مجال المسرح المدرسي عضو واحد عن كل نيابة من نيابات وزارة التربية الوطنية بالمغرب.
وفي سنة1991م، ستتأسس اللجنة الوطنية للمسرح المدرسي باعتبارها إطارا وطنيا يهتم بتطوير المسرح المدرسي وتفعيله وترجمته نظريا واقعيا داخل فضاء المؤسسة التربوية المغربية.
وفي سنة 1993 م ، سينظم المهرجان الوطني الأول للمسرح المدرسي في نيابة سيدي عثمان بالدار البيضاء بمشاركة ثمان تعاونيات مدرسية تمثل كل واحدة منها جهة من الجهات السبع بالإضافة إلى تعاونية فرع النيابة المحتضنة. ولابد من الإشارة أن انعقاد هذا المهرجان سبقته تصفيات محلية وإقليمية وجهوية لمختلف نيابات وجهات المملكة. ومازالت المهرجانات الوطنية المتعلقة بالمسرح المدرسي متوالية إلى يومنا هذا.
أما إذا انتقلنا إلى مسرح الطفل، فتعود بداياته إلى فترة مبكرة من القرن العشرين وبالضبط إلى سنة 1923م، عندما قدمت فرقة قدماء تلاميذ مولاي إدريس الإسلامية مجموعة من المسرحيات الطفلية ذات الأبعاد التربوية والاجتماعية والأخلاقية والتاريخية. وبعد ذلك ظهرت عدة فرق وجمعيات مسرحية في الكثير من المدن المغربية كفاس وتطوان وسلا والرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وأصيلة. وكانت هذه المسرحيات ذات طابع رمزي تنتقد الاحتلال الاستعماري والمجتمع المغربي على السواء.
وبعد الاستقلال، سيختلط مسرح الطفل بالمسرح المدرسي وسيتخذ طابعا تأسيسيا وطنيا. ومن ثم، ستقوم وزارة الشبيبة والرياضة في سنة1962م باستقدام مجموعة من المؤطرين الأجانب لتأطيرالمغاربة في مجال التنشيط المسرحي، وستعقد الوزارة أول مهرجان لمسرح العرائس بالحديقة العمومية بالرباط، و ستعقبه ندوة سنة1964م حول مسرح العرائس أو الكراكيز. وتكونت على إثرها ثلاث فرق متخصصة في هذا المجال الفني الجديد في كل من الرباط وفاس والدار البيضاء ومراكش.
ولكن البداية الفعلية لمسرح الطفل كانت سنة1978م، وذلك بالتعايش مع أنشطة مسرح الهواة. وقد نظمت وزارة الشبيبة والرياضة في هذه السنة بالتحديد المهرجان الأول لمسرح الطفل بمدينة الرباط وقدمت فيه16 عرضا مسرحيا، واستفاد من عروضه حوالي9500 طفل دون أن ندخل في هذا الرقم الآباء الذين كانوا مرافقين لأطفالهم.
وبعد ذلك، توالت المهرجانات الخاصة بمسرح الطفل إلى أن وصلت إلى المهرجان الخامس بالجديدة سنة 1986م.
وستستكمل وزارة الشؤون الثقافية مهمة وزارة الشبيبة والرياضة لتعقد اللقاء الوطني الأول لمسرح الطفل في مدينة الجديدة وذلك في الأسبوع الثاني من شهر دجنبر من سنة 1982م، بينما اللقاء الوطني الثاني كان سنة 1984م بطنجة.
ولقد عرف مسرح الطفل مؤخرا نشاطا كبيرا مع حركة الطفولة الشعبية وخاصة فرع الناظور الذي نظم 13 مهرجانا وطنيا . كما أعدت شفشاون مهرجان الطفل المتوسطي في حين تكلفت كل من تازة أولا والجديدة ثانيا بإعداد المهرجان الدولي لمسرح الطفل.
وإذا انتقلنا للحديث عن المسرح الإذاعي، فلقد انطلق الراديو في سنة 1943م، وإذاعة التلفزة في سنة 1962م، لكن مايقدم فيهما من برامج وطنية هزيل جدا بالمقارنة مع البرامج الأجنبية المستوردة. وبطبيعة الحال ، سيؤثر هذا على مسرح الطفل بصفة خاصة وأدب الطفل بصفة عامة.
وعلى الرغم من ذلك، فقد قدمت الإذاعة السمعية المركزية وفروعها الجهوية مجموعة من البرامج الموجهة إلى الطفل المغربي ، ولاسيما مسلسل " ألف ليلة وليلة" الذي قدمته الإذاعة في الخمسينيات، ومسلسل" القايدة طامو " الذي اقتبسه خالد مشبال سنة 1958م، وهزليات أحمد البشير لعلج وأحمد القدميري وبوشعيب البيضاوي، وبرنامج" أطفالي الصغار" الذي كانت تشرف على إعداده أمينة السوسي سنة 1960م من إذاعة طنجة ، وبرنامج "باحمدون" لإدريس العلام باسم إذاعة الرباط.
وعلى المستوى التلفزي، لابد من ذكر أهم معلمة طفلية ألا وهي القناة الصغيرة التي كان يشارك فيها الصغار إعدادا وتنشيطا وترفيها. ولكنها سرعان ما توقفت عن استكمال أداء رسالتها التربوية والتثقيفية، لتنتقل إذاعة التلفزة المغربية بقناتيها الأولى والثانية لتقديم برامج أجنبية غريبة عن الطفل المغربي سواء باللغة الفرنسية أم باللغة العربية المدرجة. ولا تعبر هذه البرامج سوى عن الاستلاب الحضاري وامتساخ الهوية المغربية وانسياقها وراء مغريات الثقافة الفرنكوفونية والأنگلوسوكسونية، والاعتماد كذلك على مستوردات آسيوية بوذية تقوم على العنف وقوة الحركة وشحن الطفل المتفرج بالطاقة العدائية والرغبة في الانتقام والعدوان والمواجهة والتحدي.
ومن الذين كتبوا النصوص المسرحية للطفل نستحضر: العربي بن جلون ومحمد سعيد سوسان وأحمد أومال ومحمد بوفتاس والمحجوب البديري وعبد اللطيف ندير والمسكيني الصغير وعبد الجليل بنحيدة ومحمد أجديرة ومجدول العربي وحجبي فوزية وفرقة البدوي.
ومن الذين برزوا في مسرح العرائس الأخوان الفاضلي ، أما في المسرح البهلواني نذكر ناقوس وسنيسلة.
ومن الذين اشتغلوا ومازالوا يشتغلون بمسرح الطفل أو المسرح المدرسي على مستوى النقد والتنظير نجد: سالم أكويندي وعبد القادر أعبابو ومحمد مسكين وعبد الكريم برشيد ومصطفى رمضاني ويونس لوليدي ومصطفى عبد السلام المهماه وأحمد زكي العلوي ومحمد تيمد ومحمد الكغاط وعبد الكريم بوتكيوت ومهداد الزبير والعربي بن جلون ومؤخرا جميل حمداوي الذي يركز كثيرا على مسرح الطفل الأمازيغي.

 مســـرح الأطفــــال في الجزائــــر:

نشط مسرح الأطفال كثيرا في الجزائر منذ ثلاثينيات القرن العشرين إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر. فقد ألف محمد العيد آل خليفة مسرحية" بلال" سنة 1938م التي تعد أقدم نص مسرحي وصل إلينا من تلك الفترة. وهناك مسرحيات أخرى كتبها كل من: الأستاذ محمد الصالح رمضان كمسرحيته" الناشئة المهاجرة"، ومسرحية" الخنساء" ، ومسرحية " مغامرات كليب" . وثمة مسرحيات أخرى كتبت ما بين الأربعينيات وبداية الخمسينيات من قبل أحمد رضا حوحو وأحمد بن ذياب ...
لكن مسرح الأطفال بالجزائر سينشط بعد الاستقلال وبالضبط في سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين ليعرف بعد ذلك نوعا من التراجع والركود والكساد مع سنوات الألفية الثالثة لأسباب ذاتية وموضوعية.
ولكن لابد أن نعرف أن مسرح الأطفال بالجزائر في الحقيقة كان يتشخص ميدانيا في المسرح المدرسي، والمسرح التعليمي، والمسرح القرائي، ومسرح الدمى والعرائس، والمسرح الاستعراضي... وهذا معروف بشكل جلي وواضح في الجزائر منذ أن ظهرت مؤسسة المدرسة التعليمية إبان الفترة الاستعمارية الفرنسية، فقد كانت المسرحيات الطفلية تقدم في البداية باللغة الفرنسية، فانتقلت إلى اللغة العربية ، ثم إلى اللغة الأمازيغية.

 مســـرح الأطفـــال في تونــس:

ساهم كثير من التونسيين في تنشيط مسرح الطفل وإغنائه تأليفا وتأثيثا وإخراجا وتمثيلا وتشخيصا. ومن هؤلاء: فتحي التومي الذي أعد بعض العروض المسرحية للأطفال مثل: مسرحية" البشروان"، ومسرحية" اللجنة"، ومسرحية" المغارة العجيبة"، ومسرحية" الكنوز الخالدة"، ومسرحية " عقد الغزال".
هذا، وقد شاركت فرق مسرحية تونسية كثيرة في عدة مهرجانات ومسابقات داخل الوطن وخارجه، فقد انعقد على سبيل التمثيل مهرجان حمام سوسة سنة 2004م، وتميز فيه العرض التونسي" العرائسي" للكاتب المسرحي محمد العوني ، وتمثيل عامر المثلوثي، واخراج محي الدين بن عبد الله.
كما فاز المخرج التونسي نجيب زقام عن جميعة شعاع وذرف بالجائزة الكبرى لمسرح الأطفال بأصيلا (المغرب) في الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لمسرح الطفل سنة 2007م.
هذا، وقد قدمت فرقة المسرح الإضافي بسوسة ضمن المهرجان الربيعي الدولي الخامس عشر الذي انعقد في مدينة الناظور (المغرب) من 31 مارس إلى 04 أبريل 2009م مسرحيتها " السمكة الذهبية " من تأليف ألكسندر بوشكين، وإخراج كامل لعجيمي، وقد فازت المسرحية بالجائزة الأولى في المهرجان.
كما فاز المخرج التونسي نجيب زقام بالجائزة الكبرى لمسرح الأطفال بأصيلا (المغرب) سنة 2007م. وكل هذا يعبر عن حركية ديناميكية إيجابية للمسرح التونسي في مجال الأطفال. دون أن ننسى أيضا فاعلية المسرح المدرسي، والمسرح التعليمي، والمسرح القرائي، ومسرح الدمى والعرائس، والمسرح الاستعراضي، ومسرح الأطفال...

 مســـــرح الأطفـــــال في ليبـــيا:

بعد أربع سنوات من نجاح ثورة الفاتح من سبتمبر 1969م ، صدر القانون رقم 104لعام 1973م بإنشاء الهيئة العامة للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ، كقاعدة رسمية حكومية تشرف على كل الفنون التعبيرية ، وترعى تطورها ، وتحدد خط مسارها في الجمهورية الليبية الشعبية.
وقد أنجزت الهيئة المذكورة في غضون ثلاث سنوات(1974-1976م) مجموعة من الأعمال منها: إنشاء مسرح للأطفال والعرائس.
ومن هنا، يمكن الحديث عن مجموعة من الفرق المسرحية في ليبيا، ولكن ما يهمنا - نحن في هذا الصدد- هو إنشاء فرقة المسرح الوطني للطفل والعرائس التي ساهمت بعروض درامية وفرجوية كثيرة من أجل إفادة الأطفال الليبيين وإمتاعهم تسلية وترفيها. كما انتعش مسرح الطفال بليبيا كتابة وتشخيصا وإخراجا وسينوغرافيا ونقدا وبرمجة بفضل المهرجانات والمسابقات والندوات واللقاءات والتظاهرات الفنية والجمالية.
ومن أهم المهتمين بمسرح الأطفال نستحضر: المبدع الفنان ناصر الأوجلي، والفنان حميد الباح، والفنان منصور العيساوي الذي له مشاركات عديدة منها على سبيل المثال مسرحيات: "دبدوب وأرنوب"، و" فليحيا الإنسان"، و" الجوهرة والسـاحرة"، و"النهر"، وهذه جميعها من إخراج الراحل عبد الحميد الباح، كما قام منصور العيساوي بإخراج مسرحية "الكلمة الطيبة" سنة 2005م لمسرح الطفل والعرائس.
وأقامت ليبيا في مدنها المختلفة مهرجانات عديدة في مسرح الأطفال وخاصة في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، كانت تشارك فيها فرق محلية وعربية ودولية. وكانت تخصص للفرق الفائزة مسرحيا جوائز مادية ومعنوية معتبرة وهامة. كما شاركت ليبيا بدورها في عدة مهرجانات لمسرح الأطفال عربيا ودوليا كمهرجان تونس لمسرح الطفل في سنة 2004م ، والذي تنظمه جمعية المسرح العربي بمدينة حمام سوسة التونسية، وقد شاركت فيه ليبيا بمسرحية " أمي بسيسي".

 مســــرح الأطفـــــال في اليمن:

ظهر مسرح الأطفال في اليمن من خلال تجربة المسرح المدرسي ومسرح العرائس والكراكيز . ومن ثم، فقد ظهر المسرح المدرسي في البداية في عدن منذ منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، لكن هذا المسرح سيعرف تطوره وازدهاره في الأربعينيات والخمسينيات. ومن المسرحيات التي قدمت في تلك الفترة كانت ذات طابع تاريخي وديني وإسلامي وفكاهي كمسرحية" غزوة اليرموك"، ومسرحية" فتح القادسية"، ومسرحية" مصرع كليوباترا"، ومسرحية" حلاق بغداد"، ومسرحية" طارق بن زياد"، ومسرحية" قصص جحا"، ومسرحية" صقر قريش". وكل هذه المسرحيات الطفلية المتنوعة كانت تقدم آنذاك فوق خشبات مدينة عدن عاصمة اليمن الجنوبية قبل فترة التوحيد.
ولقد ارتبط الأراجوز بالفنان شمسان الملقب بــ" حمبص"، وبزميله الفنان علي حسن الملقب بــ " طز البيسة»، وقد برعا الاثنان معا في تقليد الأصوات البشرية والحيوانية ، وتحريك الدمى والعرائس بخفة الروح وكوميدية الطابع.
ومن أهم خدام مسرح الأطفال في اليمن نذكر على سبيل الخصوص: أديب قاسم الذي كتب عدة تمثيليات مسرحية للإذاعة اليمينة الوطنية.

 مســـــــرح الأطفــــــال في الأردن:

من أهم الذين اهتموا بمسرح الأطفال في الأردن نستحضر بعض الشخصيات المشهورة مثل: نبيل صوالحة المعروف بعروضه الدرامية وبرامجه الفكاهية المضحكة، ومن أهم مسرحياته الطفلية الكوميدية مسرحية" أجراس"...
وهناك أيضا الفنان زهير النوباني الذي خدم مسرح الطفل الأردني باعتباره ممثلا ، وقد ساهم بذلك التشخيص في ظهور مسرح الطفل الأردني منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث قدم ستة أعمال للأطفال بالتعاون مع المخرجة مارجو ملاني جليان.
هذا، وقد ألف زهير كحالة أكثر من عشرين كتابا في مجال مسرح الأطفال من سنة 1983 إلى غاية 1990م.
ومن أهم كتاب مسرح الطفل الآخرين نجد: محمود إسماعيل بدر، ومنيرة شريح، ونديم صوالحة، ومارتو ملتجيان، ومحمد الظاهر، وأكرم أبو الراغب، وروضة الهدهد وغيرهم كثير...

 مســـرح الأطفـــال في سوريا:

اهتمت سوريا كباقي الدول العربية بمسرح الطفل تأليفا وتشخيصا وإخراجا وتأثيثا حتى صارت سوريا كمصر من أهم البلدان التي لها صيت كبير وباع طويل في تنشيط مسرح الأطفال. ومن أهم كتاب هذا المسرح نستدعي : عبد الوهاب أبو السعود الذي اهتم كثيرا بالتأليف المدرسي ، وأبدع مسرحية" بعد المعركة"، ومسرحية" عنترة وفتى العصر" ، ومسرحية" أنا وزوجتي"، ومسرحية" مملكة الجحيم".
ومن أهم أعلام مسرح الأطفال في سورية لابد من استدعاء اسمين كبيرين ووازنين، وهما: نصري الجوزي ورضا صافي. فقد ألف نصري الجوزي مجموعة من المسرحيات الطفلية منذ أربعينيات القرن العشرين، ومن بين نصوصه المسرحية والدرامية: " أمة تطلب الحياة " ، و " حفلة عشاء "، و" باسم الحداد " ، و"هارون الرشيد "، و" معجون الحب "، و" على الباغي تدور الدوائر ".
وكتب نصر الجوزي أيضا " السلسلة المسرحية للطلبة " ، ومن أجزائها: " ذكاء القاضي "، و " العدل أساس الملك "، و " عيد الجلاء "، و " فلسطين لن ننساك "، و " وفاء الأصحاب "، و"حطمّوا الأصنام ".
كما أبدع رضا صافي بعض المسرحيات الطفلية كمسرحية" فظائع المنجمين"، ومسرحية" معركة القادسية"، ومسرحية" سيد الهرر".
وهناك كتاب آخرون انساقوا وراء جاذبية مسرح الطفل كميخائيل عيد في مسرحيته" النمل الغني" (2000م)،
وقد أشرفت وزارة الثقافة والإرشاد القومي على تأسيس مسرح الدمى والعرائس الذي كان تحت إدارة عبد اللطيف فتحي. ومن أهم كتاب هذا النوع من الدراما نذكر: نجاة قصاب حسن - نجاح المرادي - يوسف حرب - دلال حاتم ـ حسن محمد يوسف ...
هذا، وقد أقرت الدولة منذ 1976م المسرح المدرسي بشكل قانوني وبمقررات رسمية ، فأشرفت عليه تنظيما وتمويلا وتشجيعا. ومنذ تأسيس منظمة طلائع البعث التابعة للحزب الحاكم، وهي تسهر على تنظيم المهرجان السنوي لمسرح الأطفال الذي يقام في نيسان أو أيار كل عام ، وتستدعي إليه فرقا مسرحية طفلية عديدة من داخل البلد ومن خارجه ليزدهي بصنوف متنوعة من العروض المسرحية والفرجات الدرامية.
ويلاحظ أن مسرح الأطفال في سوريا قد ارتبط أيما ارتباط بالمدارس التعليمية والأندية والمناسبات الوطنية والقومية ، واقترن أيضا بالقاعات الركحية العمومية أثناء التظاهرات والمهرجانات والمسابقات الوطنية والعربية.

 مســـرح الأطفـــال في لبنان :

عرفت لبنان مسرح الأطفال كباقي الدول العربية عن طريق المسرح المدرسي ، والمسرح التربوي، ومسرح الدمى والعرائس. وقد ركزت المدارس الطائفية اللبنانية النصرانية على تقديم كثير من العروض المسرحية الدينية للأطفال ترفيها وإمتاعا وتسلية ووعظا وإرشادا من أجل نشر الرهبنة وتثبيت العقيدة المسيحية.
ويحضر مسرح الأطفال في لبنان أيضا من خلال تقديم عروض مسرحية وفرجات درامية في المناسبات وغير المناسبات، وتنظيم المهرجانات والندوات واللقاءات الفكرية والفنية والجمالية حول مسرح الطفل أو المشاركة خارج لبنان في تظاهرات قطرية أو عربية .

 مســــرح الأطفـــــال في فلسطين:

يمكن الحديث عن مسرح الأطفال في فلسطين من خلال الإشارة إلى عروض المسرح المدرسي التي كانت تقام داخل المؤسسات التربوية والمنشآت التعليمية أثناء المناسبات الدينية والوطنية، وأثناء تكريم المتفوقين من التلاميذ النابهين ماديا ومعنويا. كما ينبغي الإشارة إلى وجود مسرح الدمى والعرائس والمسرح التعليمي القرائي.
هذا، وتشارك فلسطين كباقي الدول العربية في عدة تظاهرات محلية وعربية ودولية تتعلق بمهرجانات مسرح الأطفال وندواته التي تنصب على الكتابة والتشخيص والإخراج والسينوغرافيا، أو تتناول بالدراسة واقع مسرح الطفل وآفاقه المستقبلية.
ومن أهم كتاب المسرح نذكر: روضة الفرخ الهدهد التي كتبت سلسلة المسرح للأطفال من رقم 1إلى 4.

 مســـــرح الأطفـــــال في البحرين :

من المعروف أن مسرح الأطفال بالبحرين قد ارتبط أيما ارتباط بالمسرح المدرسي منذ1919م حينما أنشئت بها أول مدرسة نظامية وهي مدرسة الهداية الخليفية في مدينة المحرق. وقد استطاعت بعد ست سنوات أن ُتكون ناشئة من الأطفال والفتيان يستطيعون اعتلاء خشبة المسرح. ومن العروض المسرحية التي تم تقديمها في هذه المدرسة نذكر: مسرحية" القاضي بأمر الله"، ومسرحية" امرؤ القيس"، ومسرحية" نعال بوقاسم الطنبوري" ، ومسرحية " ثعلبة" ، ومسرحية" داحس والغبراء".
وقد قامت مدرسة إبراهيم العريض بتقديم بعض الفرجات الدرامية الطفلية المدرسية كمسرحية" وامعتصماه!". كما قامت مدرسة الإصلاح الأهلية التي أسسها الشاعر عبد الرحمن المعاودة بتقديم مجموعة من العروض المسرحية التي كان يؤلفها مؤسسها ويخرجها. ومن بين هذه المسرحيات" عبد الرحمن الداخل"، ومسرحية" سيف الدولة بن حمدان" ، ومسرحية" الرشيد وشرلمان "، ومسرحية" المعتصم بالله" ، ومسرحية "خروج العرب من الأندلس"، ومسرحية " سقوط بغداد "، ومسرحية" الأمير سيف الدولة وأمير غسان". في حين قدمت المدرسة الخليفية للبنات بالمنامة عام 1940م مسرحية" لقيط الصحراء".
ومن هنا، فقد قدمت النوادي والمدارس الحكومية والمدارس الأهلية بالبحرين سواء بالمحرق أم بالمنامة أم في المناطق الأخرى مسرحيات مدرسية شعرية وتاريخية وإسلامية وتراثية واجتماعية وتربوية توجيهية...
وعليه، فإن هذه المسرحيات المدرسية كانت تتركز على بعض" المواضيع التاريخية المكتوبة خارج البحرين، أو المسرحيات الشعرية التي يؤلفها شعراء البحرين مثل: إبراهيم العريض وعبد الرحمن المعاودة.... وأن المسرحيات الشعرية كانت تسير على نهج أحمد شوقي وغيره من الشعراء العرب، وتقدم بشكل يعتمد بالدرجة الأولى على إجادة اللغة العربية ويقوم تلاميذ المدارس بأدوار البطولة فيها، ويقع عبء تجسيدها على مديري ومدرسي المدارس الذين نالوا قسطا كافيا من التعليم، واطلعوا على النشاط المسرحي في البلاد العربية التي قدموا منها" .
ومن أهم مؤلفي المسرحيات المدرسية في البحرين نستحضر: حسن الهرمي، ومحمد حسن أبوهاني، وسلطان سالم، ويوسف قاسم، وأحمد محمد يتيم " الذي كان عضوا بارزا في النهضة المسرحية البحرينية، فكان يعمل في المسرح المدرسي والمسرح الجماهيري والمسرح الإذاعي. وكان أيضا مدرسا مسؤولا عن فرقة التمثيل في مدرسته، يشرف على حفلاتها، كما كان عضوا فعالا في فرقة تمثيل النادي، وأحد المؤلفين والمعدين والمخرجين للمسرحيات.
وفي نطاق المسرح المدرسي قدم أعمالا كثيرة، ذكر منها سلطان السالم مسرحية" شجرة الدر"، وذكر من الأعمال العديدة التي قدمها الفنان لناديه مسرحية" سيران ودي برجيراك". كما لعب أدوار البطولة في كثير من المسرحيات التاريخية والاجتماعية، وكون أولى فرقة تمثيلية إذاعية كانت تقدم أعمالها على الهواء مباشرة وذلك في عام 1941م.
ومن أبرز أعماله بعد ذلك نقله للنشاط المسرحي إلى مدرسة القرية حيث أعد المسرحيات ، وقام بتدريب أولى فرقة تمثيل مدرسية في القرية، وأعد جميع برامج الحفل المدرسي القروي الساهر في 1943م في مدرسة البديع التي تخدم جميع القرى المجاورة. وقد كان الحفل ناجحا إلى حد كبير، حضره إلى جوار الآباء، عدد كبير من مديري المدارس وأهل القرى المجاورة، وكان على رأس الحفل مدير المعارف آنذاك، أحمد العمران."
ومن أهم المهتمين بمسرح الطفل في البحرين نذكر: إبراهيم سند صاحب مسرحية" يوم واحد فقط" التي نشرها عام 2008م ، وأحمد جاسم صاحب مسرحية" وين الوطن"، وإبراهيم بشمي صاحب مسرحية" ليلى والغول" سنة 1987م، وعلي الشرقاوي في مسرحية "مفتاح الخير" عام 1984م، ومسرحية"الفخ" 1989م، والأرانب الطيبة"عام 1990م، ومسرحية" بطوط" عام 1990م...
أما خلف أحمد خلف فله بدوره مسرحيات عديدة منها: مسرحية "العفريت" ، ومسرحية " وطن الطائر" سنة 1983م، ومسرحية " النحلة والأسد " سنة 1989م...

 مســــرح الأطفـــــال في مويطانيا:

يبدو لنا جيدا أن مسرح الأطفال ، في بلد كموريطانيا مازال يبحث بشكل مستمر عن التنمية الحقيقية ، لم يتحقق ميدانيا إلا عن طريق المؤسسات التربوية التعليمية. أي إن المسرح الموريطاني بدأ مدرسيا ولعبيا وفطريا من خلال تقديم مجموعة من العروض المسرحية والفرجات الدرامية للأطفال من خلال الاستعراضات المدرسية أثناء الاحتفالات الوطنية والمناسبات الدينية والقومية ، وأثناء تكريم المتفوقين من التلاميذ والطلبة والفتيان في نهاية السنة الدراسية.
ومن هنا، نثبت بأن مسرح الأطفال في موريطانيا مازال ضعيفا كما وكيفا ، ومغيبا إعلاميا وواقعيا.

 مســـــرح الأطفــــال في سلطنة عمان:

اهتمت سلطنة عمان بمسرح الأطفال منذ الخمسينيات من القرن العشرين على غرار معظم دول الخليج العربي من خلال العناية بالمسرح المدرسي، والمسرح التعليمي، والمسرح القرائي، ومسرح الدمى والعرائس ، والمسرح الأهلي.
ومن أهم العروض الدرامية والتجارب المسرحية الطفلية المتميزة في سلطنة عمان لابد من الإشارة إلى : " مسرحية جلجول وشملول " التي قدمتها فرقة مزون ، وفازت بجائزة تأليف الأغاني في مهرجان أصيلا بالمغرب سنة 2007م. وقد حاز فيها نجم الجرادي بجائزة أحسن تشخيص ذكور على تشخيصه لدور فرحان في مسرحية " جلجول و شملول "..
هذا، و تقدم فرقة مزون المسرحية المتخصصة في مسرح الأطفال عروضها أثناء المناسبات الدينية والوطنية كتقديمها لمسرحية طفلية كوميدية بعنوان" صابر والساحر" للمؤلف والمخرج يوسف البلوشي ، وذلك على مسرح نادي جعلان بالتعاون مع جمعية المرأة العمانية بجعلان بني بو حسن.
وتطرح هذه المسرحية الطفلية العمانية قضايا تربوية وأخلاقية جادة وهادفة تجمع بين المتعة والفائدة كالحث على التعاون والعمل، والنصح بطاعة الوالدين، والتركيز على أهمية النظافة وضرورة العناية بالبيئة .
ومن أهم شخوص المسرحية وومثليها نجد: نجم الجرادي، وعبدالله البوسعيدي ، وسيف الحارثي، وطالب الشقصي، وخميس الشقصي، وعبدالله الرواحي ، ومحمد الصبحي، وأحمد البلوشي . أما كلمات الأغاني المصاحبة للمسرحية فهي من تأليف محمد الفليتي ، ومن ألحان عمار آل ابراهيم ، في حين كانت الادارة المسرحية لحسن العجمي وعبدالله السابقي ويعقوب الخنجري.

ومن المعلوم أن فرقة مزون من الفرق المسرحية الرائدة في مسرح الأطفال تمثل سلطنة عمان في الداخل والخارج. فقد حضرت بعروضها الطفلية في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ، ومهرجان مسرح الطفل بأصيلة المغربية ، ومهرجان المسرح العربي بالأردن .
ومن أهم الدارسين والباحثين الذين اهتموا بمسرح الأطفال لابد من استحضار الناقدة المسرحية عزة القصابي التي استطاعت أن تقدم صورة واضحة وكاملة عن المشهد المسرحي المتعلق بالأطفال في سلطنة عمان عبر دراساتها ومقالاتها النقدية التحليلية والتقويمية. كما ألفت الباحثة كتابا نقديا هاما حول التجربة المسرحية العمانية وكان تحت عنوان" رؤية في المسرح العماني".
ولا ننسى أيضا الباحثة العمانية فاطمة الشيدي التي كتبت مقالات عدة حول مسرح الأطفال دراسة وتقويما وتوجيها ، ونشرتها في كثير من المنابر الورقية والرقمية.
كما ألفت فاطمة محمد شعبان آل صالح مجموعة من المسرحيات الطفلية كمسرحية" إذا دخل الذئب إلى الغابة"، وعرضت المسرحية على مسرح الشباب عام 2006 بسلطنة عمان، وقدمت مسرح العرائس في متحف الطفل سنة 1977م بسلطنة عمان.

خاتمــــــة:

تلكم نظرة عامة حول مسرح الأطفال في الوطن العربي، وقد تناولنا فيه مجموعة من المكونات الأساسية كالمسرح المدرسي، والمسرح التعليمي، والمسرح القرائي، ومسرح الدمى والعرائس، ومسرح الطفل.
هذا، وقد رأينا أن ثمة تفاوتا بين الدول العربية في هذا المجال، إذ نلاحظ أن بعض الدول قد قطعت أشواطا معتبرة في هذا المجال مثل: المغرب، وتونس، ومصر، وسوريا، والعراق، والأردن... بينما هناك بعض الدول الأخرى مازالت لم تعن جيدا بمسرح الأطفال لأسباب ذاتية وموضوعية كدول الخليج العربي واليمن وموريطانيا.
ويلاحظ الدارس لمسرح الأطفال أنه بدأ يتراجع في السنوات الأخيرة أمام سحر التلفزة، وغواية الأنترنيت، وفتنة الفضائيات التلفزية، وجاذبية الألعاب الإلكترونية. ويعود هذا التراجع أيضا لغياب التشجيع من قبل السلطات الحاكمة ، وانعدام التحفيز المادي والمعنوي للساهرين على تنشيط هذا المسرح وتفعيله كتابة وتشخيصا وإخراجا وتأثيثا.