محمد عارف مشّه رواية نجمة والقمر المشهد الاول من الفصل الثاني - بعنوان اشتياق
تاريخ النشر : 2009-08-21
محمد عارف مشّة nرواية نجمة والقمرn تتابع اشتياق - من المشهد الاول - الفصل الثاني n nحنين واشتياق ولوعة تشتعل في قلب أبي خليل وسط لهيب اشتعال الشمس في رأسه منتظرا الباص الذي سيقوده إلى مشواره السري والذي جعله يمضي مسرعا دون أن يلقي التحية على احد من اصحاب الدكاكين وغضب الفرخة السوداء ولعناتها غير المسموعة في داخلها لكل من يغضبها.nالحنين يشتعل لرؤية خليل . انتاب ابا خليل فجأة . منذ زمن انقطعت اخباره واخبار دراسته في الجامعة والذي سيصبح طبيبا يفتخر للقبه ابو خليل ويمشي مرفوع الرأس . فقد باع ابو خليل نصف داره التي بنتها له وكالة الغوث ليكمل خليل دراسته وليصبح طبيبا يفتخر به اهل البلد كلهم . فأم خليل رحمها الله باعت ماتبقى من صيغتها من ذهب ومصاغ كي يكمل خليل دراسته . لكنها لم تنتظر عودته . ايه رحمك الله يا ام خليل كم اشتاق اليك واشتاق لخليل ابن ال........ ارتسمت ابتسامة على شفتي ابي خليل واضاف هامسا : لا اكيد خليل مش ابن كلب nابوخليل. قال صالح مناديا . فالتفت ابو خليل فأكمل صالح معلم التاريخ في المدرسة قائلا : مابك تبتسم لوحدك يارجلnانا؟ قال ابو خليل باستغرابnيارجل كل شيء يهون بإذن ربك ...... تارة تدمع عيناك وتارة تبتسم مابك ياشيخnشيخ؟nمابك ياابا خليلnرفع ابو خليل يده وطرف حطته التي يغطي بها رأسه ملوّحا لسائق الباص كي يلتفت السائق له ويوقف باصه . .... اقترب الباص شيئا فشيئا كعجوز هرم اقتلعت اسنانه كاملة وبانت صحراء فمه قاحلة بلا اسنان او اضراسnتوقف الباص بحركة بهلوانية قافزا الي الوراء والى الامام ثم الى الوراء فخضت امعاء كل من في الباص وحاول ان يقف الباص كأسد مزمجرا صارخا بزعيق بوقه .nبالكاد صعد ابو خليل الباص وبالكاد وجد موطئا لقدميه وظل معلقا كدجاجة منتوفة الريش معلقة على حبل كحبل الغسيل بينما قط تعبه راح ينهش عظام ابي خليل كما لو انه دجاجة معلقة بعمود طويل يتمسك به كل من يستطيع الوقوف معلقا . nلم يتزحزح احد من مكانه كي يجلس ابو خليل . صبية حاولت ان تظهر شهامتها ومستثيرة لمن يستطيع الوقوف كي يجلس ابو خليل . لكن الفتاة وجدت استنكارا من الواقفين اذ كيف ستقف وسط الرجال . وواجهت استخفافا من الشباب الجالسين لمحاولتها الاستخفاف بذكورتهم . لكن احدا من الذكور لم يحاول التخلي عن مقعده لأبي خليل .nظل ابو خليل تنهشه الذكريات والاشتياق لخليل تراوده منذ الصبح لكن حنينه في هذه اللحظات قد ازداد اشتعالا . مسح ابو خليل العرق عن جبينه بطرف حطته محاولا طرد وساوس الشيطان بعد ان لنه ابو خليل عدة مرات . لكن وسواس الاشتياق ظل يعشعش في حنايا ذاكرة ابي خليل .nمال الباص نحو اليمين فجاة فمال الوقفون وتشبث الجالسون بمقاعدهم . ارتد الباص نحو اليسار فجأة فارتد الواقفون وظل الجالسون يتشبثون بمقاعدهم فصرخ احد الواقفين على معاون الباص بالتمل في قيادة الباص . فدافع معاون السائق عن نفسه قائلا : اللي مش عاجبه ينزل .nلم ينزل احد ولم يعترض احد على اوامر المعاون . لكن الباص تمادى في تماهيه وغرورا تمايلا بغنج ودلال كعروس في ليلة زفافها وأبو خليل يزداد اشتعال اشتياقه لابنه خليل فصرخ شوق ابي خليل : وينك ياخليل يابن الكلب والله مشتاقلك . مشتاقلك يابن الك..... ابتسم ابو خليل بحزن عندما توقف الباص.nنزل ابو خليل اولا فهو الاقرب الى الباص وانطلق يتقافز كجرادة من بين السيارا والباصات الواقفة او المتحركة محاولا اكمال مشواره السري الذي لم تستطع الفرخة السوداء من اكتشافه رغم قدرتها الخارقة في سلب ارادة الاخرين ومعرفة اسرارهم.n غطاء رأس ابيض . بشرة وجه بيضاء بلون غطاء الرأس . طرف من غرة شعر سوداء. نظارة سوداء. شفتان قرمزيتان . لا تجاعيد في وجهها تكشف عمرها الذي يحو نحو الخمسين . ومازالت نجمة الأم تبدو كامرأة في بدايات الثلاثين من عمرها . وكأنها لم تكبر يوما منذ زمن طويل .nبيضاء نجمة سيدة في مظهرها وسلوكها . فقد نسيت تقشف حياة المخيم منذ ان تزوجت سعيد وغادرت المخيم الى المدينة .nابو خليل مازال يتابع سيره باتجاه الموعد الذي حددته له نجمة بواسطة ابنتها التي زارت ابا خليل في دكانه وذكرته بنفسها وبأمها نجمة فضحك ابو خليل وقال : انت اسمك نجمة واسم امك نجمة؟ اكيد ابوك القمر فضحكت البنت وقالت انا ابنة سعيد nمين سعيد؟ امك بتغيير الازواج مثل ازواج الكنادر؟ وضحك ضحكة طويلة حزنت لضحكته نجمة الابنة . nما يميز ابا خليل قصر قامته . وقصر رجله اليسرى ومشيته المتقافزة كجندب وسرعة عصبيته التي تظهر طيبة قلبه في معظم الاحيان. nوصل ابو خليل نجمة وهو يرسم تكشيرة على جبينه ليظهر لنجمة تماسكه ورجولته رغم مظهره الذي قد لا يأبه به احد من الرجال الذين يعرفون ابا خليل . ولكن سرعان مايهابه اعتى الرجال مهابة خاصة حين يعلمون ان من اهم طرق المحاربة للخصم عند ابي خليل قلع الأعين . ففي بداية الصراع بينه وبين يخصمه يسارع ابو خليل باقتناص فرصة ضرب الخصم على عينيه فيختل توازن الخصم فينقض ابو خليل كذئب جائع ينهش لحم خصمه nنعم قالها ابو خليل لنجمة بجفوة وصمت . فارتسمت ابتسامة على شقتي نجمة بانت لها اسنان بيضاء مصفوفة كصف اللولو ........... ولم تخلع اسنانها مثلي همس ابو خليل لنفسهnكيفك ياابو خليل . قالت نجمة بشيء من الدلال nفأجاب بجفاء اكبر اهلا .......... نعم ادخلي بالموضوع مباشرةnحاضر ..... شو اخبار خليلnمين خليل ابني؟nخليل ابنك طبعا nوجعلتيني امشي كل هذه المسافة في عز الحر وانتصاف النها . واغلقت دكاني علشان تسأليني عن ابني خليل؟nارجوك جاوبني nكويس ....... مازال بيدر الطب في الجامعة .. السنة الجايه بيصر طبيب ان شاء الله ...........nان شاء اللهnيللا ياحرمه احكي اللي بدك اياه قبل حد يشوفني واقف معك بعز الحر وسط الشارع قدّام الرايح والجايnخايف؟ قالتها وابتسمتnفشر ... ابو خليل مايخاف الا من ربهnتعال معيnلوينnالحقنيnالحقك......... انا ابو خليل قالها متفاخرا واضاف بحياتي مالحقت حرمه بحياتيnبس اسمع كلامي وامشي ورايnانت شو بتحكي ياحرمة الحاج ابو خليل امام مسجد المخيم يلحق حرمه ويمشي وراها؟ ياعيب العيبnيا ابو خليل ياخوي انت مش لاحقني لشي عاطل والكل بيعرف سمعتك ....... الحقني واسمع الكلام ...... اقتربت منه حتى ظن انها تريد ان تقبلّه فصرخ : استحي ياحرمة فقالت هامسة: خليل ووضعت يدها على فمه كي لا يعبر عن مشاعره بالكلام ومسكته من يده . سحب يده من يدها وقال : انا على وضوء nماله خليل؟ nالحقني ورح تعرف قالتها وتركته يتبعها .......n.......... ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله المشهد الاول من الفصل الثاني