نحن والحداثةn
بقلم: محمود الحرشاني
[email protected] يخيل إلي أن الجيل الأول من الرواد التونسيين في عديد المجالات، قد تمثلوا في أعمالهم وابداعاتهم الحداثة في أرقي معانيها. ولذلك فإن الحداثة في أبعد تجلياتها كانت دوما ولا تزال قرينة الفكر التونسي..n أو لم يكن الشابي حداثيا في شعره، وهو يثور على القوالب الجامدة التي كانت سائدة في عصره، وهي قوالب قيدت الشعر والشاعر وحالت دون أن تحلق القصيدة في فضاءات رحبة؟ أو لم يكن الطاهر الحداد حداثيا حتى النخاع في دعوته إلى تحرير المرأة وهو يقاوم بكل شجاعة ما كان يتعرض له من حقد ورمي بكل أصناف التهم من قبل أصحاب العقول المتحجرة. وكذلك في دعوته إلى إنصاف العمال وحمايتهم من سطوة الأعراف...n أو لم يكن سعيد أبو بكر حداثيا في كتاباته الصحفية وكذلك الهادي العبيدي أو لم يكن علي الدوعاجي حداثيا أيضا في مجاله في كتابة القصة القصيرة، وأدب الرحلة في كتابه «جولة بين حانات البحر الأبيض المتوسط».nأو لم يكن محمود المسعدي حداثيا وهو يكتب رائعته السد وكذلك حدث أبو هريرة قال...n هي نماذج فقط أردت أن أسوقها في بداية هذا المقال لأؤكد على حقيقة مهمة، وهي تعلق الفكر التونسي منذ القديم بالحداثة ورفضه للجمود والقوالب الجاهزة التي تخنق الفكر. لقد تمثل الجيل الأول من المصلحين التونسيين الحداثة في أجلى مظاهرها...n ومن هذه الأرض، انطلقت قوافل المصلحين والحداثيين، تنشر الفكر المستنير وتقاوم مظاهر الردة والجمود والتكتل العقلي، الذي يحول دون التطور والتقدم.n ان الشعوب التي سجنت نفسها في الماضي لا يمكن لها أن تتطور وأن تبني الحضارات وتشيد المنجزات... ووحدها الشعوب التي تحرر لدى مبدعيها وروادها الفكر والعقل من كل مظاهر الاستيلاب والجمود، هي التي تتقدم وتضيف وتحقق ما تحلم به.
نحن والحداثة بقلم: محمود الحرشاني
تاريخ النشر : 2009-08-07
