خفايا وأسرار لعبة المحاصصة السياسية الطائفية حول قائمة اختيار ( السفراء ) بقلم صباح البغدادي
تاريخ النشر : 2009-08-05
خفايا وأسرار لعبة المحاصصة السياسية الطائفية حول قائمة اختيار ( السفراء ) الجدد كما يوضحها لنا أحد السادة الدبلوماسيين / 2 أسماء ومناصب

بقلم صباح البغدادي
نبدأ من حيث انتهينا في الجزء الأولى ...

ومن جانب أخر فأن عدد السفراء الجدد المرشحين كبير وهو بحدود ( 63( سفيرا وجميع هؤلاء أتوا من خارج السلك الدبلوماسي , أي بمعنى أخر لم يسبق لهم العمل بوزارة الخارجية تحديدآ , أو بالحقيقة لم يكونوا في يوم من الأيام موظفين بالدولة العراقية , في حين أن قانون الخدمة الخارجية الذي كتبته هذه الحكومة وبمساعدة ومشورة أمريكية واضحة وجلية للمتابع للشأن السياسي , ووافق عليه ما يسمى بـ مجلس نوابهم , والذين يقولون أن الشعب انتخبه !! ؟؟ ينص في فقرته الثالثة من المادة التاسعة على ما يلي : ــ يجوز مع مراعاة الشروط المنصوص عليها في المادة التاسعة / ثانيا باستثناء ما ورد في الفقرة (هـ) منها تعيين السفراء من خارج السلك الدبلوماسي على أن لا تزيد نسبتهم عن (25%) خمسة وعشرون بالمائة من مجموع السفراء بناء على مقترح مجلس الوزراء , ولمجلس الوزراء تعديل هذه النسبة متى ما وجد مصلحة في ذلك .

وهذا ما جاء بقانون الخدمة الخارجية رقم 45 لسنة 2008 , فهل طبقت حكومة المحاصصة الطائفية القانون الذي وضعته !!! ؟؟؟ لنرى ذلك وكيف تتم وتسير الأمور في هذه الحكومة بخصوص وزارة الخارجية ... لذا حملنا أسئلتنا واستفساراتنا وأوراقنا وتوجهنا بزيارة خاصة إلى أحد السادة الدبلوماسيين الأفاضل , حيث أوضح لنا مشكورآ ما يلي :

إذا أخذنا عدد موظفي وزارة الخارجية الذين جرى تعينهم كسفراء في هذه القائمة , والمفروض أن تكون أسمائهم مع جوقة السفراء الجدد لكي يقرها مجلس النواب , هم أربعة سفراء فقط لا غير وحسب الأتي :

أولآ : محمد عبد الله الحميميدي : أخر منصب استلمه في الحكومة العراقية قبل الغزو والاحتلال كان نائب المندوب الدائم للبعثة العراقية لدى الأمم المتحدة / السفير السيد محمد الدوري , وحسب معرفتي به هو دبلوماسي متدرج وذو خبرة جيدة , وكان من الموظفين المرشحين للتعين بمنصب سفير في حينها, لكنه رفض العودة للعراق وطلب اللجوء السياسي وبقي في نيويورك , حين كان الحميميدي واحداً من ثلاثة دبلوماسيين تقرر نقلهم إلى مقر الوزارة في بغداد بعد انتهاء فترة عملهم الدبلوماسي في البعثة بنيويورك , وكان معه كذلك اثنان هما الوزير المفوض السيد فلاح حسن الربيعي والذي يعتبر بدوره من الدبلوماسيين المحترفين بالخارجية والمقرب من الوزير السابق السيد ناجي صبري ألحديثي , والسيد عادل عيشة وهو محاسب البعثة العراقية الذي قرر العودة إلى بغداد في حينها .
أعيد تعين الحميميدي بعد الغزو والاحتلال بمنصب وزير مفوض ومعاون رئيس دائرة المنظمات والتعاون الدولي , والحميميدي يعتمد عليه الوزير الزيباري كثيرآ لغرض تمشية أمور وزارة الخارجية وهو ليس بالواجهة الإعلامية , حيث أن هناك منفعة متبادلة بين الوزير ووزيره المفوض لهذا الغرض , ولكن في المقابل يأخذ عليه كثيرآ بين زملائه القدماء في الخارجية بالنسبة للوزير المفوض الحميميدي / أبو يزن بأنه قدم مع دبابات الغزاة , وكذلك قيامه بتفضيل مصلحته الشخصية والعائلية على مصلحة الوطن ككل عندما تعاون مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية , وعندما تم استدعائه للخارجية في حينها ورفض الرجوع وطالب الخارجية في حينها إحالته على التقاعد ولكنها رفضت لان أسلوب الإحالة على التقاعد يجب أن تتبعه إجراءات قانونية وظيفية من المركز وليس وهو بالخارج , وان أولاده ( مضر / يزن ) كان يريد أن يبقيهم في أمريكا لغرض أكمال دراستهم وتأمين مستقبلهم ولكن مع الأسف كانت على حساب سمعة الدولة العراقية وأسرارها الدبلوماسية .

ثانيآ : سعد محمد رضا : موظف دبلوماسي لكنه غير متدرج فأكثر ما وصله كدبلوماسي هو سكرتير ثالث , وفي عام 1996 رفض العودة للعراق بعد أن انهي مدته في الأردن ولجأ إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدعي زورآ وكذبآ المظلومية وأنه مضطهد دينيآ وسياسيآ وإلى أخر الاسطوانةالمعروفة , ولكنه عاد بعد الاحتلال محسوبا على زمرة المدعو ( احمد الجلبي ) حيث رقي إلى درجة مستشار , ثم وزير مفوض خلال شهرين فقط !! ؟؟ , وعيين قائم بإعمال شعبة رعاية المصالح العراقية في العاصمة المصرية / القاهرة .

ثالثآ : محمد حكيم الربيعي : وهو ليس من موظفي وزارة الخارجية , ولا يعرف أي شيء عنها , كان موظفا في احد المصارف قبل الغزو والاحتلال , وبعد الغزو التحق بمجموعة ( إياد علاوي ) , وعمل في مجلس الوزراء كموظف مالي , وبعد خروج علاوي من رئاسة الوزراء , أصبح منبوذا وغير مرغوب به من قبل زمرة إبراهيم الاشيقر ( الجعفري ) وأقصي من العمل في حينها , وتعرف عليه الوزير الزيباري وجاء به إلى الخارجية ومنح دفعة واحدة درجة وزير مفوض !! ؟؟ وهو لا علم له بأسلوب عمل وزارة الخارجية لا الدبلوماسي ولا الإداري ولا المالي , وهو يشغل الآن منصب معاون رئيس الدائرة الإدارية والمالية للشؤون المالية بدرجة ومنصب سفير .

رابعآ : هالة شاكر الجميلي : مرشح وزارة الخارجية , كانت تعمل وكيلة وزارة الداخلية إلى قبل حوالي أكثر من سنة , وأخرجت من الوزارة بعد التصفيات الطائفية والمذهبية والعرقية التي حدثت هناك , وحسب معلوماتي يقال عنها أنها إدارية جيدة , ثم نقلت إلى وزارة الخارجية بدرجة مدير عام , وبسبب عدم وجود درجة من هذا النوع في وزارة الخارجية بقيت معلقة درجتها الوظيفية لحين جرى تعينها قبل شهرين بدرجة ومنصب سفير .

ودعني أقول لكم أمر أخر هزلي ومضحك حقآ في هذا المقام , هل سئل احدهم ما هي السيرة الذاتية لمرشحة حزب الدعوة ( آمال موسى حسين ) التي سوف تصبح بدرجة سفير , وتمثل هذه الحكومة في إحدى الدول العربية أو الغربية , انه لأمر مؤسف ومخجل حقآ بجميع المقاييس الوظيفية الدبلوماسية من أن تقوم مثل هؤلاء النسوة بتمثيل العراق في المحافل الدولية , وهي ليست لديها أدنى فكرة ولو بسيطة عن العمل الدبلوماسي , حتى عند مقابلتها من قبل ما يسمى بلجنة العلاقات الخارجية في البرلمان سيئة السمعة والصيت لم تستطيع الإجابة على أي سؤال وجه لها , مع العلم أن هناك من النسوة العراقيات من هن بدرجة وظيفية مرموقة وصاحبات شهادات جامعية عليا , ولكن ليس لديهن واسطة لذا هن مركونات على الرف ولا احد يسأل عليهن لان الأحزاب الحاكمة الفاسدة قد استأثرت لوحدها بجميع المناصب الدبلوماسية وحتى المناصب السيادية .

أنه لأمر محزن حقآ أن يصل بالصرح الدبلوماسي العراقي الذي كان مشهود له بالكفاءة والمهنية الدبلوماسية لهذه الانحدار السحيق نحو الهاوية , لقد أصبح سفراء هؤلاء الحكومات المتعاقبة على حكم العراق بعد الغزو والاحتلال موضوع استهزاء وسخرية وإطلاق النكات عليهم , وخصوصآ في الجلسات الخاصة والاستراحات التي تتخللها الاجتماعات في المؤتمرات الدولية وهذا الموضوع يعرف به كل شخص بالحكومة وبالخارجية ومن أعلى الهرم لغاية اصغر موظف .


وحتى إذا حسبنا مجموع السفراء الحالين فان نسبة السفراء من خارج السلك الدبلوماسي بالنسبة للسفراء الذين كانوا موظفين بالخارجية هي تزيد عن ( 95( % لان عدد موظفي الخارجية المتمرسين في الوزارة بدأ يقل بالتدريج نتيجة إخراج عدد كبير منهم وبأساليب بعضها غير أخلاقية وغير مهنية بحجة انتمائهم لحزب البعث وأنهم قد خدموا النظام السابق , مع العلم أن معظمهم من الموظفين النزيهين والكفوئين وخبرتهم الدبلوماسية الوظيفية متراكمة , ولهم دراية كبيرة بعمل وزارة الخارجية لذا تم طردهم بحجج وأساليب عديدة ليحل محلهم الجهلة والأميين وأصحاب الشهادات المزورة والمرشحين من قبل الأحزاب الحاكمة وفق التقسيمات الطائفية والعرقية والقومية الشوفينية بالخارجية وغيرهم الكثيرين .

بقي أن نقارن بين السفراء الحالين والجدد مع سفراء العراق السابقين الذين كانت له مكانتهم المرموقة وموقعهم المتميز المهني بين السفراء العرب والأجانب في الخارج , أو حتى عندما يعملون في الوزارة كرؤساء دوائر في الخارجية لقد كانوا حقا إعلام يعتز بها الجميع نظرآ لخبرتهم الطويلة والمتراكمة في الدبلوماسية والمهنية الإدارية , وحتى أن هناك سفراء وموظفين بالخارجية كانوا مستقلين وغير منتمين لحزب البعث العربي الاشتراكي , لقد كان السلك الدبلوماسي العراقي من خيرة الأسلاك الدبلوماسية مقارنة مع السلك الدبلوماسي العربي على الأقل , ولكن عندما قدم هؤلاء " الحرامية الجدد " بعد الغزو والاحتلال ظهرت النزاعات الطائفية العنصرية غير الأخلاقية في طريقة وأسلوب عملهم والانتقام من الجميع , وتم اتهام الموظفين الدبلوماسيين العراقيين المهنيين الأكاديميين بأنهم كانوا يخدمون سياسة النظام السابق دون الدولة العراقية , وهم يعرفون جيدآ أنهم كانوا يخدمون العراق وشعبه بغض النظر عن الجهة الحاكمة , ولكن هذه الشماعة الطائفية البائسة التي أصبحت تستند عليها هذه الأحزاب الحاكمة في سياستها الرعناء وتم تنميتها طوال سنوات الاحتلال السابقة ولا زالت تعشش في عقولهم المريضة الخاوية من أي عمل عراقي وطني .

ويعتقد أن بعض الأسماء الواردة في قائمة السفراء الجدد ربما سيتم تأخيرها إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية القادمة لوجود تجاذبات سياسية ومصالح حزبية شخصية ضيقة لغرض أبدال بعض الأسماء بأسماء أخرى لها حظوة أكثر من غيرها لرؤساء بعض الأحزاب المتنفذين في هذه الحكومة الرعناء ...

ولا نستطيع إلا أن نقول أين الثرى من الثريا ... هذه الحكومة مرعوبة جدآ من أن تنشر السيرة الذاتية المفصلة لهؤلاء ( السفراء ) لان في حالة نشر سيرتهم الذاتية سوف ينكشف المستور ويصبحون أضحوكة للشعب العراقي أو على الأقل بين بقية الحكومات العرابية وسفرائها بالخارج ... فاصل ونعود إليكم لمواصلة مشوارنا مع ملفات الفساد الأخرى ...




صحفي وباحث عراقي مستقل
معد البرنامج الإذاعي السياسي الساخر / حرامية بغداد
[email protected]