شرطة البيئة اليمنية.. وتشجيع أسواق القات بقلم:محمد رشاد عبيد
تاريخ النشر : 2009-08-01
كثيرة هي المشكلات الداحلية التي يعيشها اليمن، التي لا يمكن حصرها في هذه العجاله، بدءاً من حالات الرشوة والفساد المنتشرة في معظم مؤسسات الدولة والحكومة اليمنية، ولا نبالغ إذا قلنا في أكثرها حساسية وخطورة، وهي المؤسسة العسكرية، ومصلحة الهجرة والجوازات والجنسية، وانتهاءً بالمجالس المحلية التي تشرف على مختلف الخدمات والبنى التحتية لكل حي في العاصمة صنعاء، أو في المحافظات الأخرى.. على سبيل المثال لا الحصر. وهذا بغض النظر عن ما يحدث من اضطرابات شعبية ومطلبية ومظاهرات تخرج إلى الشوارع في المحافظات اليمنية الجنوبية، يومياً أو أسبوعياً احياناً، وانفجارات مزلزلة في بعض محافظاتها ، مثلما حدث في أبين يوم الثلاثاء الماضي 28 تموز- يوليو، عندما أطلق مجهولون عبوة ناسفة على مقر حزب المؤتمر الحاكم هناك، وأدت إلى مقتل . فقد رأيتُ شرطة حماية البيئة في منطقة السُنينة غربي العاصمة صنعاء، أو ما تعرف محلياً بــ البلدية، الاثنين الماضي 13 تموز- يوليو الجاري، تقوم بسحق المسحوقين أصلاً من فئات الشعب اليمني، وهم الباعة المتجولون بالعربات يدوية الدفع، والذين يبيعون الفاكهة والخضروات، البعض منهم من باعة الأدوات المنزلية وحبات التين، المزروعة محلياً ، والمباعة على الأرصفة ، وقيام أفراد أمن شرطة البيئة في تلك المنطقة بإتلاف مبيعاتهم تلك، برمي تلك الفاكهة والتين والخضروات، على الأرض، وكأنها ليست نعمة من الله عزوجل، وحمل أجزاء بسيطة منها في السيارات التابعة لشرطة البيئة، وإيداع أصحابها المســـحوقـــــين المعدمين من الشعب اليمني، في سجون ٍ تابعة للمجلس المحلي لمنطقة السنينة. وكادت الدموع تسقط من عينيَّ وأنا أرى شاب من أولئك الباعة، يهرب من أفراد أمن البيئة اليمنية، في منطقة السنينة، وكأنه يهرب من صاروخ جو أرض متفجر! سيسقط على رأسه.
وكأننا لسنا في بلد الإيمان والحكمة. وكأن أيضاً أولئك الباعة يعيشون ويقتاتون أرزاقهم، في ظل وجود احتلال يفسد عليهم ذلك. نـــحــن مـــع أن يـــكــون للــعاصــمة اليــمنيــة صـــنعــاء، بـــل ولـبلـــدنا اليـــمــن بــرمــتـه مظـــهــراً عــاماً نــظيفــاً ولائــقــاً بــنا، كــشعــبٍ عـــربي يمني يمـــتلــك كــل مقـــومــات الحــياة الإنســـانيـة والــحضـارة، ولكن ليس على حساب المسحوقين منه ، الذين يلهثون وراء لقمة عيشٍ كريمة وحياة بسيطة لهم وأبنائهم وذويهم. فالحكومة اليمنية لم تعمل على إيجاد أسواق لهم لتسويق مختلف المنتجات الزراعية التي يبيعونها، من خضروات وفاكهة ونحوه، مثلما سهَّلت وشجعت بعض رجالات الأعمال والتجار اليمنيين، على إنشاء أسواق لبيع نبتة القات المخدرة، في كل حي تقريباً، ويسمحون لها بالتكاثر والتوالد مثل الفئران! وذلك نتيجة لعوائد الضرائب الكبيرة التي تتلقاها مصلحة الضرائب اليمنية، والحكومة اليمنية أولاً وأخيراً جراء أعطاها الضوء الأخضر لبيع تلك المادة المخدرة(الــقــات) والسماح بزراعتها مسبقاً، وإهدار كميات كبيرة من المياه لذات الغرض، التي صنفت أمريكياً المخدر رقم 7 في أجندة المخدرات الأمريكية.بينما أسواق الخضروات والفاكهة المركزية في صنعاء لا تتجاوز الأربعة أسواق، لاحظوا المفارقة يا سادة! وهي سوق منطقة مذبح غرب العاصمة صنعاء، وسوق رجل الأعمال اليمني عبده مهيوب المهيوب ، وسوق الحصبة المركزي جميعها غرب صنعاء، وأخيراً سوق شميلة جنوب العاصمة.
محمد رشاد عبيد
صحافي من اليمن