ملفات ساخنة: تجارة الأعضاء البشرية بقلم: فطين عبيد
تاريخ النشر : 2009-07-16
ملفات ساخنة: تجارة الأعضاء البشرية بقلم: فطين عبيد


ملفات ساخنة: تجارة الأعضاء البشرية

السعودية / الرياض – فطين عبيد

أجساد الفقراء قطع غيار للأغنياء!

شرطة لحماية جثث المقابر من السرقة !

عشرة آلاف دولار ثمن الجثة المستوردة وعشر المبلغ للمحلية!

تحقق من استلام كامل الجثة عند استلامها!

" أريد نزع كلاّهم كما نزعوا كليتي " , بهذا بدأ الشاب عبد الله عميره

( 33 عاما ) من مخيم الجلزون القريب من رام الله حديثه , فبعد أن أمضى ثلاث سنوات داخل السجون
الاسرائيليه , خرج مصابا بالصرع والأمراض النفسية , توسل لأصحاب الورش تشغيله بأي عمل فرفضوا لعجزه حمل أي ثقل بيديه إضافة لنوبة الصرع المفاجئة , وكونه غير متعلم لم تكن أمامه خيارات كثيرة .

نظر في عيون أطفاله الأربعة فوجد الجوع يدغدغ معداتهم , كره نهاية الشهر لعلمه أن صاحب الشقة سيرمي أغراضه في الشارع إن لم يسدد كما فعل صاحب البيت السابق , ذهب يسارا ويمينا ضرب رأسه في الحيط عدت مرات وخرج .

التقى صديقه وأعلمه أن الأسرة في البيت بلا طعام أو شراب , فأرشده لإعلان منشور في الجريدة عن أسرة فتاة فلسطينية من داخل الخط الأخضر تبحث عن كليه لابنتها التي لم تتجاوز العشرين عاما , وبدون أدنى تردد وجد نفسه على السرير الأبيض داخل إحدى المستشفيات الإسرائيلية بعد أن تم وعده بدفع 20 ألف دولار ثمنا لكليته .

استفاق من غيبوبته فلم يجد أهل الفتاه الذين أحضروه للمستشفى , اتصل بهم فشكروه على التبرع ورفضوا تسديد أي مبالغ ماليه لأنه وقّّع قبيل العملية على خطاب المستشفى كمتبرع , أغلقوا الهاتف في وجهه وهددوه إن اتصل ثانية .

عاد الى أسرته , بعد أن أوهمهم أنه كان خلال الأسبوعين الماضيين يبحث عن عمل , وعندما سألته زوجته عن الجرح الطويل الظاهر على خاصرته قال لها أنه وقع على قضيب حديدي في إحدى الورش ومن جديد حملق الأطفال بوالدهم باحثين عن الخبز والماء.

سلخ قطعة من جسدك منحك إياها رب العالمين بموافقتك أو رغما عنك هي جريمة في كافة الشرائع السماوية والأخلاقية والإنسانية, ولكن هناك بشر نزع الله من قلوبهم الرحمة واستباحوا أجساد البشر.

شبكات دولية عالمية متخصصة وسماسرة لجلب الضحايا برضاهم أو رغما عنهم نشطت في المجتمعات الفقيرة .

بعض الناس عرض قطع من جسده أو من جسد أطفاله في السوق السوداء لبيعها , طمعا في مبلغ مالي للإنفاق على الأسرة.

دولنا العربية فيها عصابات سمسرة محلية تنسق مع أخرى عالمية بعضها تم كشفه كما حصل عندما قامت جمعية فرنسية باختطاف أكثر من مئة طفل من دارفور وتشاد وشحنهم على متن طائرة فرنسية الى باريس إلا أن السلطات الأمنية في تشاد تمكنت من تحرير الأطفال قبل إقلاع الطائرة حيث كانت هذه الجمعية تتستر بأعمال الخير لسرقة الأطفال وبيعهم للشواذ واللوطيين أو للعائلات التي لا تنجب للتبني أو لبيع أعضائهم للمستشفيات .

هناك جرائم كثيرة هزت الرأي العام العربي بعضها اكتشف وبعضها طوته السنين , فقبل أربع سنوات وجدت ثلاث عائلات كاملة ميتة وبطون الضحايا مفتوحة بلا أعضاء داخل منازلها شملت ثلاثة رجال وأربع نساء وأربعة أطفال وحتى اليوم ما زال الفاعل مجهولا رغم أن الجريمة وقعت في قرية صعيدية صغيرة !!

طواقم طبية تمتهن هذا العمل الدنيء وتعرض خدماتها في الدول الغنية وسماسرتها يحضرون الضحية من الدول المعدمة ويسلبونه كليته أو قرنيته أو ما تيسر من الأعضاء, وأحيانا يتم أخذ الأجزاء دون علم الشخص , ربما يراجع المريض لفحص دوري فيتم تخديره وسلب أعضائه وخياطة جسده دون علمه , ويكتشف لاحقا أنه بلا كليه أوغيرها من الأعضاء , وهذا ما حدث في العديد من المستشفيات المصرية والعراقية .

مخيم البقعة في الأردن المزدحم بالبؤس سافر العشرات من شبابه الذين تقل أعمار معظمهم عن الثلاثين عاما الى مستشفيات عراقية لبيع كلاهم , أحدهم خطب ثلاث سنوات ولم يجد بديلا عن بيع كليته لإكمال الزواج , وآخر هدفه إنقاذ أسرته من الفقر , بعضهم باع كليته , وقام السمسار بعدها بتكريمه بحفلة وداع وهميه , حيث وضع له مخدرا في الشاي , وسلب المبلغ الذي بحوزته , ورجع أخونا للبقعة بلا كلية أو مال .

هناك إحصائية أردنية تشير لوفاة 35 مواطنا من بين 120 شابا باعوا كلاهم خارج الأردن خلال السنوات الثلاثة الماضية, حيث القانون الأردني يمنع نهائيا بيع الكلى في أي مستشفى داخل المملكة الأردنية الهاشمية ويجرم المتورطين فيه , ورغم نسبة النجاح العالية لزراعة الأعضاء البشرية إلا أن الإهمال الطبي أحيانا يكون سببا مباشرا للأعراض السلبية أو الوفاة.

هناك جرائم ما زالت تحتفظ بأسرارها لعل أحدثها اختفاء الطفل الأردني ورد ربابعه ( 5 سنوات ) بالقرب من منزله في جديتا القريبة من اربد قبل

ثلاثة أشهر , واختفاء الطفلة ابتهال المطيري ( 3 سنوات ) من أمام منزلها قبل أربع سنوات في مدينة المجمعة السعودية ورصد جائزة

( أكثر من مليوني ريال ) لمن يدلي بأي معلومات عنها واختفاء الطفلة نوران الكرمي ( 11 سنة ) قبل سبع سنوات من أمام منزلها في طولكم في فلسطين .

ربما لغز اختفائهم مرتبط بعصابات بيع الأعضاء أو الشاذين جنسيا أو المتسولين أو مروجي المخدرات أو السحرة الذين يستخدمون دماء الأطفال الطازجة في شعوذتهم , وهناك حملات دائمة للبحث عنهم واستغرب لماذا لم يتم طبع بوستر جماعي بصورهم وإلصاقه بشكل دائم في الأماكن العامة ودور العبادة في كافة الدول العربية حيث من الممكن تهريب الطفل لدولة أخرى؟

الحروب فيها كثير من الجنود الذين يقتلون في ساحات المعركة وبعضهم يصاب بالجروح , وهناك فرق سرية طبية ترافق الجيش وتقوم بعمليات غير إنسانية أحيانا تتمثل بسرقة أعضاء بشرية من ساحة المعركة , حيث وجد العديد من المقاتلين العراقيين وبطونهم مفتوحة وقد نهبت أجسادهم وبعضهم تم إحراق جثته كاملة منعا لاتضاح السرقة .

والحال مشابه لما في بعض المعتقلات حين يتم إعدام أشخاص أو الادعاء بانتحارهم لسرقة أعضائهم , لأن الأعضاء البشرية عليها طلب متزايد وعرض قليل , مما يدفع بعض الأطباء وطلاب كليات الطب للتعامل مع سماسرة وتجار الأعضاء البشرية أو سرقة قطع الجثة وهي في ثلاجة المشفى , حتى أن بعضهم ثبت تعاملهم مع حراس المقابر لسرقة الجثث بعد دفنها مباشرة .

الحالات الإنسانية النادرة عندما تتبرع بقطعة من جسدك لشخص تحبه وأحيانا تكون القطعة البشرية رسالة للسلام , كما حدث مع جثة المرحوم جواد أبو بكر ( 38 عاما ) من قرية بديا القريبة من نابلس قبل تسع سنوات الذي توفي بعد شجار عائلي , عندما قام أحد المعتدين بإلقاء طوبه كبيرة على رأسه من سطح منزل , وتبرع ذووه لأشخاص إسرائيليين بمعظم أجزاء جسده , أملا في كسب الخير وتحقيق رسالة السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي .

فطين عبيد

إعلامي فلسطيني

[email protected]

966507266085