أحــــزر؟؟؟؟؟؟ مــــاذا نريد من الحكومة؟؟؟؟
ربما يتخيل من يقرأ عنوان المقال أن كاتب المقال حاله حال أي مواطن سيسرد ماذا يريد من الحكومة بأسلوب تقليدي تعودنا عليه من كل أطياف الشعب جميعاً.
ويتصور أننا نريد (خدومات, ماء ,كهرباء, أسعار منصفة للمحروقات الغازية , القضاء على الرشوة والواسطة والمحسوبية , تقليل عدد الاحزاب ,العمل على حل مشكلة البطالة , أشعارنا بالأمن الحقيقي لا بالأمن الهش ,إعــادة بناء مؤسسات الدولة , رفع الحواجز عن الطرق) وهنالك الكثير مما يريده الشعب لم أذكره فقد مسنا القنوط وأحتل طموحنا اليأس .
من المؤكد ان لكل واحد مما ذكرت من الأشياء التي يحتاجها الشعب حاجة ملحة وضرورية ولها تأثير بالغ على نفسية الفرد العراقي ودرجة ثقته بالعراق الجديد والديمقراطية والحرية التي نجد شعاراتها في كل مكان حيث أننا نحتاج إلى جدران أكثر لكي تكون قادرة على سد حاجة الاحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية الى تعليق عدد أكبر من الشعارات البراقة والمغرية والوطنية .
من باب الأولويات لو بوبنا هذه الحاجات الكثيرة والتي أمست حسرات على هذا الشعب الذي لم يزل يحلم ويحلم بمستقبل زاهر ويعد نفسه بتقدم وتطور وإزدهار وأن يصبح العراق نموذجاً يحتذى به في المنطقة العربية أو على مستوى دول العالم الثالث جميعا كتجربة ناجحة في إبدال الأنظمة الدكتاتورية التي ترزخ على صدور شعوبها لعقود وفي الأخير ينتقل الحكم من الدكتاتور الأكبر وحاشيته إلى الدكتاتور الأصغر وحاشيته , نعم لو بوبناها لجاء الأمن في المرتبة الأولى فما طعم أنك تمكلك القصور والسيارات الفارهة ولا تأمن على حياتك من الأختطاف لتنتقل اموالك برمشة عين إلى أفراد لا يعرفون شيء سوى إيتزاز الأغنياء في هذا البلد وميسوري الحال.
ولتسلست الحاجات بداية من الأمن وانتقالةًً إلى الكهرباء التي منذ ثمانينات القرن المنصرم وهي على نفس الحال حتى أصبحنا لو أقسم لنا مخترع الكهرباء وكل العباقرة ومالكي الشركات الكبرى لإنتاج المنظومات والمحطات الكهربائية على أن الكهرباء سوف تصبح بعد مائة عام جيدة في العراق لما صدقنا ومن حق الشعب لا يصدق فما أكثر الوعود والعقود لكن.... أين الحل؟؟
ثم تأتي من بعد الكهرباء ألتي فرضنا أنها أستقامت بقدر قادر وبصدق حكومة لا تعرف التسويف والمماطلة والوعود التي تذهب في أدراج الرياح وبين صفحات الكتب الرسمية والمعاملات التي تنام منذ سنين في أروقة الوزرات الخدمية إذا ما أتلفت أصلا .
سوف تأتي في المرحلة الثانية هو القضاء على البطالة او على الأقل تقليل النسبة المرتفعة والمخيفة داخل طبقات المجتمع العراقي ومن ثم بعدها القضاء على الرشوة والفساد الإداري .... لكن في الحقيقة ليس هذا ما يحتاجه الشعب الأن فهذه الخدمات ونحن بلد الثروات لو وجدت عقول مبدعة وقلوب نقية وضمائر صادقة ستكون بأحسن حال وبأقرب وقت .
ما يحتاجه الشعب وحاجة ماسة لكي تنقذه من اليأس من الأنفجار القادم ومن الشعور بالإحباط حد الشعور برغبة الرحيل من هذا الوطن ألذي أعطاه الكثير من أحبته وشبابه وماله ووطنيته وحماسه ولم يعطيه شيء سوى الخوف والرعب والحروب والشعور بالغبن والظلم لتتابع الحكومات ولا شيء جديد يستحق الذكر وهم في وهم ولا حقيقية على إمتداد الوطن وتأريخه .
نحتاج إلى الصدق والدقة والتصريحات المتزنة والكبيرة أي انها أكبر من إطار الطائفة ومصلحة الحزب والفئة التي ينتمي إليها نحتاج إلى وقفة شرف ممن هم على رأس الحكم يقولون فيه وبصوت رجل واحد (أيها الشعب المذبوح من الوريد إلى الوريد) ناضلنا لسنوات من أجل الحق والحقيقة والتعامل بإنسانية وإحترام الرأي الاخر والفكر الأخر وإحترام كرامة الإنسان ورغبة في الخلاص من الدكتاتورية الجاثمة .
نحتاج إلى إعلام حكومي موجه يشعرنا بأنه صادق معنى ولا يصنع من الباطل حق ومن الوهم حقيقة صميمية ومن الجلاد بريء ومن البريء مجرم ومن النزيه سارق ومن السارق شريف القوم .
نحتاج لمن يقول قولة صدق ( نموت ويحيى الوطن لا نعيش لنسرق الوطن ) نحتاج الى يد تمتد إلى الأيتام والأرامل يد أبوية لا يـــد تمتد على هؤلاء لتكسب أصوات القلوب الطيبة وما أكثرها بين أظلع هذا الشعب الفقير المستجير لا الإيادي تمتد لتحسب كم سيأتيها من ثمرات هذه الصدقات وهذا العطف وهذه المشاعر الإنسانية المغلفة والله أعلم بالقلوب ؟؟؟
نحتاج إلى من يطمئننا أنّا وبعد الصبر الطويل والتضحيات الكبيرة والأرواح التي غادرتنا وما اقربها منا وهي الأن تحت الثرى إلى من يطمئننا أن شوكة الارهاب قد كسرت وان صفحة الملشيات قد طويت وأن الأيادي الخارجية التي كانت تمتد للتلاعب بأرواح الأبرياد من أجل أجندة بلدانها قد قطعت وأن الألسن التي تنادي ليل نهار بأستقلال العراق وكرامته وسلامته وأمنه وهي من وراء الحدود وخلف الكواليس تخطط في الليل وتنفذ في الصباح قد فضحت ولن نغطي عليها بعد اليوم لأي إنتماء أو تبعية من أجل كرامة من نشرب من ماءه ونأكل من زروعه ونكرم تحت مظلة أسمه ونعز لآننا جزء من تأريخه المشرف .
نحتاج إلى الكف عن التبرير والحجج الواهية والأكاذيب المجملة والاستجوابات المحسومة مسبقاً والمؤتمرات الصحفية التي تجعل من الإنجازات الامنية شيء لا شبيه له في كل دول العالم ونحن نرى بأم أعيننا كل يوم ضحايا ودموع ودماء وضياع وتشرد وأمن هش بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني وفوضى عارمة ومقّنعة .
هــــــذا ما نريده من الحكومة بكل إتلافاتها وأحزابها وكل عناصر الحكم ومؤسساته فنحن طوينا صفحة الخدمات والماء والكهرباء وغيرها والسبب هنالك الأهم بل الأهم بكثير هو زرع الثقة بين الشعب والحكومة وهذه الثقة لسيت وليدة فجر لا يعلمه احد متى إنما هي وليدة أقوال تؤيدها أفعال ورجال حقيقيون أكبر من الأنتماء للحزن والطائفية وأكثر نزاهة من الألفتات للمغريات والمال !!!
هكذا سنبني وطن حقيقي من دون التفكير بأن نهجره بعيدا إلى دول اللجوء وكمبات العذاب والمهانة بهكذا مصداقية نبني وطن يتشرف كل فرد من أفراد شعبه بالأنتماء الحقيقي له قلبا وقالبا وروحا وعملا ومستقبلا.
.................
كتــــابات
شمس الأصيل
[email protected]
إحــزر؟؟؟ مـــاذا نـــريد من الحكومة؟؟ بقلم:شمس الأصيل
تاريخ النشر : 2009-06-20