التغريبة الفلسطينية:قراءة اولية نفسية في شخصية ابو صالح بقلم: زياد مشهور مبسلط
تاريخ النشر : 2005-02-02
التغريبة الفلسطينية:قراءة اولية نفسية في شخصية ابو صالح بقلم: زياد مشهور مبسلط


التغريبة الفلسطينية

قراءة أولية نفسية في شخصية ( أبو صالح )

بقلم : زياد مشهور مبسلط

.... لن اتناول موضوع مسلسل التغريبة الفلسطينية كعمل ابداعي فني ؛ حيث لا ارى في نفسي ناقداً فنيا ً ، ولن اتعامل معها كقضية وطنية اعتبر نفسي جزء منها ؛ اذ ان مسلسل التغريبة لم يأت بجديد ولم يكشف عن اسرار دفينة ، بل وضح بعض الحقائق التي كان للأعلامي الصهيوني دور في تشويه صورة الفلسطيني ، ومن اهم هذه الحقائق محاولة تضليل الرأي العام العالمي بأن " الفلسطيني باع ارضه " ..... لذا سأحاول في هذه العجالة تقديم قراءة اولية نفسية لأحد ابطال هذا العمل الفني الذي ارى فيه قضية الأنسان الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان . أنها شخصية أحمد صالح الشيخ يونس ( أبو صالح ) .

رجل مناضل يتسم بالشخصية القيادية النضالية المخلصة الجادة الصادقة المتواضعة يجد نفسه أمام حالة من الأحباط واليأس ويعيش صراعا ً نفسيا ً مريرا لايعبر عنه بالكلمات والصرخات والضجر ، بل بالصمت في غالب الأحيان الذي تصر ملامح وجهه على البوح بالرفض لهذا الأذلال سواء عند بحثه عن فرصة عمل ، ومحاولة صاحب العمل طرده بسبب معاناتاه من الام الرصاصة التي بقيت في جسده ، وهنا تتجلى الحالة النفسية في صراعها المرير بين شخصية القائد وشخصية العامل البيسط الذي يبحث عن لقمة العيش ؛ فيعلو على جراحه الجسديه والنفسية ويوافق مضطرا ً على مواصلة العمل في ذلك اليوم . لن يفوتنا أن نستعرض صورته وهو يقف امام موظف الصليب الأحمر الذي يعامل الناس بكل صلافة وكبرياء ويهينهم ويحاول اذلالهم الى ان تصل حالته النفسية الى ذروة الغضب فيصرخ في وجه ذلك الموظف بعد محاولة طويلة على كبح جماح غضبه ، يعلنها صرخة مدوية بأنه القائد ابو صالح حيث يأخذ الموقف بالتصاعد لحين قيام ابو صالح بضرب ذلك الموظف . وهناك نقطة اخرى لابد من التنويه لها وهي حديث الناس عنه في مجالسهم واثناء تواجده معهم والتعريف بشخصيته القيادية النضالية الآّ ان مثل هذا الأطراء لم يكن ليرفع من معنوياته أو يجعله يشعر بالكبرياء او العنفوان ......

لقد حمل ( ابو صالح ) هموم الأب قبل أن يكون أباً وعاش المعاناة الأنسانية بكافة جوانبها النفسية والأجتماعية والأقتصادية قبل التغريبة وبعدها . وهذا الأمر يبدو جلياً من خلال متابعة دراسة اخيه الأصغر ( علي ) في المدينة ، ومن خلال احساسه بمسئولية الأسرة كافة . وقد عاش هموم ( الأب ) ايضا بعد وفاة والده وتابع اولاده واخوته وابن اخته خلال مسيرة حياتهم .

هذه الشخصية الموجود بداخلها نسيج خيوط الأبن الأكبر ، الأب ، الثائر ، القائد تجد نفسها تعيش حالة الأحباط بكل مافي الكلمة من معنى .

ومن هنا ، اعتقد جازماً أن الكاتب الدكتور / وليد سيف والمخرج الأستاذ / حاتم علي رسما هذه الشخصية بكل دقة وأمانة سواء من حيث المظهر الخارجي أو التركيبة السلوكية السيكولوجية حيث خلقاً شخصية حقيقية واقعية مارست النضال والكفاح بكل اشكاله وعلى كافة الأصعدة .