حوار خاص مع الشاعر السوري عمر حكمت خولي حاورته :رائدة جرجيس
تاريخ النشر : 2009-06-12
هو طفل كما يدعي ، ما زال يحمل القلم بعفوية ، ويكتب ما يمليه عليه جنون الحكمة ، وحكمة الجنون. وهو طفل ارتشف الخمر حبا للشعر والكلمة ، واغتنم فرصة غياب الآخر ليجعل كتابته وطناً للكل يسكنها من يشاء ، ويهجرها متى شاء. هو الشاعر عمر حكمت خولي.

*نلاحظ من خلال قراءة ديوانك الأول /عندما زرت القدر/ ولادة تجربة شعرية نستطيع أن نقول عنها أنها إستمرار لتجارب سابقة مرت في التاريخ الأدبي المعاصر ، وفي نفس الوقت تحمل في بعض المواطن أفكار جديدة أو طرحتها بأسلوب جديد. هل نستطيع القول أن عمر حكمت خولي جاء ليكمل مسيرة ما إنقطع؟
**أنا وكما أرى نفسي ما زلت أنتظر اللحظة المناسبة للإعلان عن المخفي من كلماتي وأفكاري ، ما نشرته حتى الآن هو مجرد /كرت فيزا/ بيني وبين قراء العربية . أعتقد أن نقطة الإستمرارية أو التجديد التي طرحتها في سؤالك لن تبدو واضحة حقيقة حاليا ، ربما بإمكانكم الحكم من خلال قصائدي ودواويني القادمة .

*نقرأ في عندما زرت القدر "فأنا لم اجرم يا وطني/إني أتنفس لا أكثر" ونقرأ في قصيدة أخرى أيضا "أدركت علاقة موطننا بشجون تسكن قافيتي" وفي موضع آخر "فتاريخنا لم يكن غير عشق مباح وعز مراق" والكثير من الأبيات الأخرى التي تتحدث فيها عن الوطن بأسلوب رافض .. ما الوطن بالنسبة لعمر؟
**حين أكتب عن الوطن ، أي وطن ، أجرد نفسي من انتمائاتي كلها . الوطن بالنسبة لي ليس بمكان ولا تاريخ ومجد ومستقبل ، الوطن هو مفهوم نستطيع من خلاله التمتع بحريتنا ، وهذا وطن لا أعرفه.

*أيضا من خلال قراءة للديوان نستشف بعدا دينيا مختلفا جدا عند عمر خولي ، كما في قولك " ما ذنبي إنك خالقنا فامسك بمزمام الذاكرة " وفي قولك أيضا "وكرعد قد أتاها صوت رب لا يراها " وفي " من خلق الإله في بداية التكوين" كيف تنظر إلى الدين والتدين ؟
** أنا أؤمن تماما أن الإنسانية هي الدين الحقيقي الوحيد والدلائل في التاريخ أكثر من أن يستوعبها حوارنا ، وكما قال ماركس الدين أفيون الشعوب والحاضر العربي يؤكد صحة هذه القول ، ما يجري في العراق وما جرى في لبنان وغيرها أدلة واضحة . ليكن الدين بين الرجل وربه لا علاقة للشعر والوطن والسياسة به .

*ناقم أنت على المجتمع الذي خرجت منه ،، في قصيدة /السيرة النسوية/ تظهر نقمتك على عقائده وعاداته وتقاليده خصيصا بالذي يتعلق بالمرأة . هل المرأة قضية من قضاياك ؟
**أكتب عن المراة كما أكتب عن الوطن والله ، هذه المفاهيم التي وصلت الى مجمتعنا بشكل مغلوط يجب علينا اعادة النظر فيها ، للمرأة حقوق كالرجل ، تتمتع بما يتمتع به تماما ويحق لها أن تعيش حياة بحرية بعيدة عن قيود المجتمع المغلق .

*تتحدث في نفس القصيدة عن برلين ولندن كما تتحدث عن مصر والشام ، ما نقاط الإختلاف بين الشرق والغرب ؟ وكيف يمكن مقاربتها ؟
**الإختلاف وليد السياسة الساذجة ، الشرق والغرب وجهين لعملة واحدة ، لا يمكن إعتبار إحدهما عدو الاخر ، وأنا لا أرى بيني وبين الغرب اي عداء . ما زال العرب يرفضون فكرة السلام علنا ويهرولون خلفها سرا وعلنا ، أقيموا السلام ثم عالجوا الاختلاف .

*عمر حكمت خولي قارئاً ، كيف يرى الادب العربي اليوم ؟ وأي من التجارب الجديدة حظيت بإعجابه ؟
** لا أخفي قلة اطلاعي على التجارب الادبية الحديثة ، لكن الكثير من التجارب التي اطلعت عليها تبنئ بافاق واسعة ، مثل تجربة منى ظاهر وتميم البرغوثي شعرا والنعيمي رواية مع انها تجارب ما زالت تعوم في تيارات مألوفة .

* كلمة أخيرة تقولها ...
** سعيد جداً بك ، وبجميع محبين الثقافة والأدب . وأرجو أن ابقى عند حسن القارئ بي. شكرا .


- حوار أجرته رائدة جرجيس