ابن بطوطة يبعث من جديد .. لقاء آخر في بغداد.. بقلم : ازدهار الانصاري
تاريخ النشر : 2009-05-17
ابن بطوطة يبعث من جديد .. لقاء آخر في بغداد.. بقلم : ازدهار الانصاري


شغلني الجيش الذي سيؤلفه ابن بطوطة وتساءلت مرارا من أين سيأتي لهذا الجيش

بالمؤنة والعتاد وهو الفقير الى الله وتكوين جيش يحتاج الى دول ودويلات .. حتى

رحت اهذي ونفسي الحائرة بين وجع الجسد المبتلى والروح الباحثة عن الحرية وبعد

لأي وجهد قررت ان اخرج وابحث عن اجابات لتساؤلاتي الحائرة مستبعدة تماما ان

ارى ابن بطوطة .. وفكرت قبل الخروج بالاتصال بالغالية حورية الجزائر لاعرف منها

أي جديد قد يساعدني في الفهم وحين لم اتمكن فكرت بالاتصال بالاديب أحمد القاطي وحين

وجدت صعوبة في الاتصال بالمغرب العربي عدت للاتصال بغزة والاديب سليم عوض عيشان

او راسبوتين بن صابر او زياد صيدم او مهنا ابو سلطان .. لكن شبكة الاتصال لم تعنّي

فكما هي العادة اينما حلّ غربان الاحتلال فالاتصال مقطوع .. في هذه الايام مارسوا ضدنا

الكثير فقطع الماء بعذر اقبح من ذنب .. قالوا : ان هناك عمل تخريبي بنشر بقعة زيت بمساحة

اظنني سمعت انها بالكيلومترات للاسف انا لا احفظ الارقام وعندي مشكلة مع الاسماء والملامح ..

المهم الماء مقطوع مسكين دجلة، والكهرباء مقطوعة وطبعا اعمال تخريبية وثم الاتصال ..!!

شيء ما تبعثر في نفسي فقررت الخروج الى أي مكان وكيفما كان ..وحين وصلت الى الباب الخارجي

لمنزلي الواقع في احدى ضواحي الكرخ من بغداد المنطقة المغضوب عليها دائما افزعني ان ارى

شبح رجل في الباب وكان .. من تتوقعون ..!!

نعم هو ابن بطوطة .. الحقيقة اني فزعت فهل هذا الرجل يقرأ الافكار كيف به هنا وهناك في آن واحد

هل يؤمن بالاستنساخ البشري ..؟؟؟؟؟ ليس مهما ما اقول ولكن المهم هو ماحدث في لقائنا ..بادرني قائلا:

*ايتها النخلة العراقية اعطني كأس ماء بارد .. !!

ابتسمت قلت : نعم

ورحت مسرعة لانظر ان كنت املك طلبه والحمد لله كان لدينا بعض خزين من الماء لكنه لم يكن

باردا وجوده افضل من عدمه ..

احضرت له الماء ..ووجدته يشربه بسرعة كان ظامئا فقال :

آه كم هو لذيذ طعم هذا الماء انه ماء دجلة..!

قلت : نعم سيدي

وحكيت له حكاية الماء الملوث فصرخ قائلا :


أواه بطني يؤلمني لماذا فعلت بي هذا

قلت:

ياسيدي هذا الماء نظيف وبطنك لا يؤلمك انما هو الخوف الذي افزعك..

كان يضحك ولاول مرة اراه ضاحكا بعد الالم والحسرة التي عاشها بيننا ثم جلس يحكي

عن رحلته الى الجزائر ورؤيته لابن باديس وهنا تذكرت حكاية الجيش فقلت :

-ياسيدي ما حكاية الجيش وما قصة ابن باديس

قال :

بنيتي لقد عنيت بتأليف جيش من الاقلام الشريفة الحرة فللقلم والبندقية فوهة واحدة

قلت :

سيدي اعرف صاحب هذه المقولة ..

ابتسم قائلا :

نعم هو احد رموز تاريخ لم تحافظوا عليه جيدا .. ولكن !!

طأطأت رأسي قهرا وخجلا فقال لي :

لا تبتئسي .. ارفعي رأسك ايتها النخلة العراقية واسمعيني جيدا :

نحن بصدد تكوين جيش من الاقلام الحرة التي بها سندحر العدو فالكلمة الصادقة موجعة جدا

ولاننا بنيتي لا نقوى الان على تكوين جيش مسلح بالبارود ففي الاقل نستطيع ان ننشيء جيشا

مسلحا بالكلمة الحرة لنحرر انفسنا من ربقة الجهل هذا هو السلاح الذي يخافه اكثر ما يخافه

العدو .. كلمة حرة ..

وكأنما طلعت الشمس في المغيب بدل غروبها اضاء نور ما في عمق الروح وهنا شعرت بالقوة..

نعم شحذ همتي لاحكي لكم ما حصل بيننا وقبل ان يغادرني قال :

من شجر الزيتون ومن النخيل الباسقات سيخرج من هناك نور عظيم نور العلم والمعرفة

وحفظ التاريخ كي لاننسى ..

بغداد 16/5/2009