رينيه خوام بقلم : سوسن الشيخ ديب
تاريخ النشر : 2005-01-27
مات يوم الأحد بباريس في 21 آذار من عام 2004 عن عمر يناهز ال86 عاماً .

ولد بحلب في 27 نيسان من عام 1917 و كان سليل أسرة عربية مسيحية كما كان أبوه رزق الله خوام شاعراً مشهوراً و أحد بواعث تجديد الأدب العربي في بلاده سورية .

بعد دراسته الأدبية في الجامعة الكاثوليكية في بيروت هاجر رينيه خوام مع أسرته إلى فرنسا غداة الحرب العالمية الثانية , و منذ عام 1947 كان يرتاد يومياً قاعة المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية في باريس و بقي كذلك حتى عام 1999 حيث قرر التوقف عن أعماله إثر حادث تعرض له .

و في غضون ذلك كان معلماً فذاً للأدب العربي الكلاسيكي في فرنسا و كان يعلم التاريخ الأدبي بكل صدقٍ و تفان في ثانويات باريس .

كما كان موضع ثقة للمستشرق الفرنسي الكبير ( لويس ماسينيون ) و لم ينقطع عن التأليف و إعادة اكتشاف التراث الأدبي العربي اللذي لم يُعطى حق قدره , و قد استطاع عمل ذلك بسبب معرفته التامة بفقه اللغة العربية و كان مبدؤه في ذلك الرجوع إلى المخطوطات الأصلية .

و بذلك فهو يرمز إلى حركة إحياء النصوص الهامة في الأدب العربي الكلاسيكي اللذي سهر دائماً على ترجمته بعيداً عن أية رقابة مستنداً بذلك إلى النصوص المنسوخة قديماً , و بذلك أيضاً قد أعطى للعبقرية العربية صورة منفتحة أكثر قدر ممكن .

و قد ترجم كتاب ألف ليلة و ليلة و نشره عام 1986 مستغرقاً في ترجمته زهاء ال35 عاماً بعد أن جمع بصبر و أناة كل " الميكروفلمات " للمحفوظات المبعثرة في أنحاء العالم , كما أنه ترجم الحب عند الصوفيين المسلمين عام 1960 , العرب و الحياة في المجتمع عام 1964 , قصص الإسلام عام 2004 , القرآن الكريم عام 1990 و كان من أفضل الترجمات , كتاب الحيل عام 1976 , مغامرات السندباد البحري عام 1985 و ترجمات عديدة أخرى بالإضافة إلى مختارات أثرية في الشعر العربي .

نال رينيه خوام عام 1996 الجائزة الوطنية الكبرى للترجمة ليس فقط لأنه علامة و لكن أيضاً للفكر الحر اللذي سكن داخله طوال حياته .

بقلم : سوسن الشيخ ديب

ترجمة عن مقال في صحيفة اللوموند الفرنسية