استند الى وسادتة الخالية ... مع روحها الغالية ... بعد منتصف الليل بدقائق ... يستمعا الى اغنية ... انت عمري ... وتمنى لو لفنجان القهوة أرجل او جنحان , ليرتشف منها ذكريات معلقة بين ... قلبين وروحين بقالب واحد ... وتنهد تلك التنهيدة العميقة ... وعيناه حائرتين متعبتين , من انتظار واعتصار ... كان يتتبع كلمات الآغنية , لتأخذه عبر الآثير لماض قديم , وأخر حديث ... والذكريات تجري كقطار بطيئ بلا محطة للوقوف ... أحس بدمع مخنوق , وبسمة عميقة متأرجحة بين نار البعد وذكرى حاضرة لا تغيب ... وذكرته كلمات الآغنية ( أخاف للعمر يجري ) ... أحس برهبة ما مضى من العمر , وما يمضي بلوعة الآنتظار لهمسة أو بسمة ... تحسست يداه شعره , وأغمض عيناه لثواني ... فاذا بطيفها يتجسد من خلال هالة نورانية , على شكل حسناء مفعمة بأنوثة جمالية خالصة ... تحمل الصفاء والنقاء ... وقفت كفراشة بحوض للآسماك , بألوان زاهية ... محاطة بأكاليل من الياسمين ناصع البياض ... نظرت نظرة خاطفة عند مقطع ( دوق معاي الحب دوق حبة بحبة من حنان قلبي ) ... واختفت كما يختفي البدر في ليلة ظلماء باردة ... وضع يده أسفل ذقنه حائرا متفكرا ... ! ... وغاص في رمال الحيرة المتحركة , وكادت سحابة كئيبة أن تغطي ما تبقى من الفكر ... وهنا تدخلت روحها المذهولة ... وقالت بحياء مصحوب بحنان , مغلف بحب ودفئ ... وبعذوبة ورقة رقيقة ... اسمع هذا المقطع ( يا حبيبي تعالا وكفاية اللي فاتنا يا حبيب الروح شوي ) شعر بسعادة غامرة تجري في جسده ... وابتسم ابتسامة عريضة ... وأمسك بيد الروح الدافئة ... وغادر الجسد بشفافية انسيابية تحمل بردا وسلاما ... واحتضنها بحب ومشاعر تفوق بسموها ورقيها , أحاسيس البشر ... واستقلا خيط نوراني رفيع في بداياته ... ولكنه أكثر اتساعا من كل السموات المعروفه بنهايته ... لآنه الآكبر والآكثر متانة من كل أغلال البشر ... عبرا جنان وفردوس وأنهار وبحار وتلال ومروج مليئة بأزهار , بين نجوم السموات ... لمجرة بعيدة ... وصوت الآغنية من بعيد يصدح ( يا أغلى من أيامي ... يا احلى من أحلامي ... خدني بحنانك ... خدني ... عن الوجود ... وابعدني ... بعيد ... بعيد ... انا ... وانت ... بعيد... بعيد ... وحدينا ... عن الحب اللي محيرنا ... عالشوق تنام ... ليالينا ) أحس بنشوة مصحوبة برضى ... وقال للروح بحب وتصميم : ( صالحت بيك ... أيامي ... سامحت بيك الزمن ) . فلسطين كنعان .