بريد العاشقين بقلم:سليمان نزال
تاريخ النشر : 1970-01-01
بريد العاشقين

أقبلَ الربيعُ و إبتهجت ملامح الأرض المباركة و هي تجهِّز أحضانَ الفرح لإستقبال وفود و رسل عن مختلف الزهور و الورود و النباتات.. جاءت تحمل إليها عطر العرفان و الود و الديمومة.

تسلمتِ الأرضُ بريدَ العاشقين..و بينما شرعَ أبناء و بنات الربيع في نشر مرايا من أريج و صفاء في الأفق الضاحك ..زاغت نظراتها الترابية و بدت كأنها تفتقد زيارة من وردة ما..

أخذَ صاحبي الذي يعشق شقائق النعمان و قرنفل الأسرار الفتية و فراشات الذاكرة الخضراء.. يستعيد مشاهد التبرعم و التفتح في الحضور الباسل و في أعماق الإنتظار و الترقب.

كان يسترجع صرخة الفقدان في حقل و رابية و بستان..يمزج المشهدين في صورة تلامس أضلاعه و تمر في حدائق قلبه المتبقية بعد التجريف..

كان يحاول الفصل فلا يفلح..يمضي في إغفاءة شاردة بين إنفجارين..

و بينما هو على هذه الحال, أحسَّ بسؤال الأرض قبل أن يدركه سماعاً..

-حضرت كل الورود..حضرت الطبيعة بألوانها..بإستثناء تلك التي راهنتُ على عطرها قبل الآخرين..

-يا أمنا الأرض..لا تغضبي..وردة العقوق تترك الطريق في منتصف الطريق.. و تبيع شذاها في مزاد الإنهيارات الراقصة..

قالت الأرض:- حسناً..سأنساها..حجارتي كفيلة بسحقها و طردها من مملكتي السيادية..و لكنكَ تتعذب و لا تبصر البهاء يأتيكَ كاملا..

-يأتي كاملاً.. على مرأى البصيرة و البصر..لكنني أتعذب و لا أعطي للنائبات سبباً للشماتة..

-لا تفعل ذلك..أعطني يدك..

حين صافحتها..رأيتها تتوسع مساحة و ألقاً في خاطري.. ورأيتني أقدم لها باقة من ربيع إنتسابي..

و كانت الصورة تتضح , و تسقط و تنسحب منها كل الأجزاء الدخيلة.


سليمان نزال