ذكرى ثورة البركان الفتحاوي العارمة بقلم: نايف اسماعيل (ابو هاني)
تاريخ النشر : 2008-12-30
ذكرى ثورة البركان الفتحاوي العارمة بقلم: نايف اسماعيل (ابو هاني)


بسم الله الرحمن الرحيم

ذكرى ثورة البركان الفتحاوي العارمة ال43

في يوم اللأول من يناير 1965 انطلقت الرصاصة الأولى لثورة البركان ......... ثورة الفتح..........
ثورة الشعب كل الشعب أطلقها رجالا آمنوا بربهم منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر انطلقت ثورة الفتح في مرحلة كادت أن تتحولقضية فلسطين الى بطاقات اعاشة فقط وكذلك سادت حالة االلا حرب واللا سلم وكاد شعبنا أن ييأس من هذه الحالة الا نور قد بزغ في فجر يوم الأول من يناير 1965 أي بعد سبعة عشر عاما في الخيام التي نصبت في الوطن والشتات وأصبح الفلسطيني ينتظر بطاقة الاعاشة وهجوم عصابات العدو ليلا على تلك المعسكرات من أجل أن يرحلوا لأنهم لايريدون لهؤلاء أن يبقوا قريبين من هذا الوطن وحين انطلقت ثورة العاصفة ......ثورة الأمل هب شباب فلسطين من تلك الخيام ومن الجامعات والمدارس ليلبوا نداء الوطن طيبة مع تلك الأنظمة واستوعبت هذه الفصائل حرصا على العلاقات الطيبة مع تلك الدول علما أن هناك فصائل ولدت من رحم أحزاب وينخرطوا في صفوف هذه الثورة التي طالما انتظرها شعبنا بعد عدة ثورات في داخل الوطن فلسطين الا أن المؤامرات أحبطت تلك الثورات وكانت درسا تعلمت منه هذه الثورة التي رفعت شعار ثورة حتى النصر وعندما بزغ فجر الثورة كان زعماء العدو يتغنون بأنه لايوجد شعب اسمه شعب فلسطين حتى فتحت باب الهجرة لليهود من كافة أصقاع العالم حتى من الوطن العربي نفسه وبدأت العمليات العسكرية لهذه الثورة وتوقفت هجرة اليهود بنسبة 20% تقريبا خوفا من العمليات الفدائية وخوفا من العاصفة التي تعصف بهم وبدأت ملاحقة القيادة من الثوار من الاعداء والعرب على حد سواء وكم من قائد للثورة قضى شهورا في سجون العرب المدعيين بالثورية والتحرير ولكن صبر تلك القيادة وحكمتها وبرنامجها الوطني الذي صاغته قيادة مؤمنة بربها ووطنها وأخذت على نفسها عهدا بعدم التدخل في شؤون الغير وكذلك عدم السماح بالتدخل في شؤونها وكان الهدف تحرير الارض الفلسطينية فقط الا أن البعض لم يترك هذه الثورة تجمع صفوف الجميع من أبناء شعبها بل تدخلت وصنعت بعض الأذرع في فصائل مستقلة الا أن قيادة حركة اتحرير الوطني الفلسطيني حافظت على علاقات وطنية ومنها حركة القوميين العرب التي انبثقت منها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي لايشك أحدا في وطنية قيادتها انطلقت الثورة الفلسطينية لضرب عمق العدو وعملت على وحدة تلك الفصائل وجمعتها في بوتقة منظمة التحرير الفلسطينية وقبل ذلك حاول العدو القضاء على ظاهرة الثورة المسلحة وفي يوم 2131968 هاجم العدو معسكرات تلك الثورة في الكرامة شرقي نهر الأردن ولكن كان الله مع هذه الفئة القليلة في ذلك الوقت والتي تعرضت لآكبر هجوم من العدو برا وجوا على معسكرات الثورة وهبت القيادة قبل العناصر والأشبال بالدفاع عن معسكراتهم ووجودهم وقاتلوا وقتلوا حتى مني العدو بهزيمة نكراء ترك دباباته وجثث جنوده في الميدان وولى هاربا رغم عدم الكفاءة بين قوة العدو وقوة أبطال الثورة ولا ننكر دور الجيش العربي الاردني الذي قصف مؤخرة قوات العدو من فوق جبال السلط الشامخة ومنذ ذلك اليوم هب السطينيون شيبا وشبابا للالتحاق بصفوف الثورة حتى من المهاجر وكم من معسكرات للتدريب فتحت لهؤلاء وكما أننا لا ننكر الدعم المالي الذي انهال على هذه الثورة في تلك الفترة من كل العرب حكومة وشعوب ملوك ورؤساء ولا زلنا نشكر لهم دورهم هذا الذي استمر ولا ننسى دور أبناء فلسطين بالمهاجر الذين تبرعوا بالغالي والنفيس لدعم ثورتهم واجتمع الجميع في مجلس وطني واحد ولجنة تنفيذية واحدة والتي قادت ثورة الشعب الفلسطيني وفي عام 1974 في مؤتمر القمة العربي انتزعت منظمة التحرير الفلسطينية اعترافا بها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ولا زالت وقد حازت على اعتراف 85 دولة في ذلك الوقت وفتحت لها مكاتب لمتابعة المصالح الفلسطينية والتي تحولت فيما بعد منذ عام 1988 عند اعلان الدولة الفلسطينية في المجلس الوطني في الجزائر الى سفارات فلسطينية يرفرف عليها علم فلسطين كذلك اعترفت الجمعية العمومية في الأمم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي وجميع المنظمات الدولية وكل هذا جهدا حثيثا من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي حملت هم القضية الفلسطينية والتي لاحقها العدو في لبنان التي احتضنت الثورة منذعام 1969 وقد صمدت الثورة بكل فصائلها بالدفاع عن الثورة ووجودها على أرض لبنان لمدة 90 يوم حتى تدخل العالم لوقف اطلاق النار ومن أجل عدم اراقة دم الشعب اللبناني الذي تعمد العدو ضرب بنيته التحتية للضغط على الثورة وعليه وافقت قيادة الثورة على ترتيب التواجد الفلسطيني في الاراضي اللبنانية وأما المقاتلون الذين تم توزيعم على بعض الدول العربية والتي استقبلت هؤلاء الأبطال ووفرت لهم ما يلزم من الدعم الا أ ن قيادة الثورة استخلصت العبر من المرحلة السابقة من عمر هذه الثورة ورأت أنه لابد لكل ثورة أن تعمل على حتمية اعتراف عدوها بها من أجل العودة الى الوطن وبحكمة تلك القيادة تم التفاوض مع العدو سرا حتى تبلورت اتفاقية أوسلوا التي لم يرضى عنها موقعوها الا أن اعتراف العدو بمنظمة التحرير كان نصرا لهذه الثورة وقبلت الثورة بالعودة الى أرض احتلت في 1967 وكان هذا هدفا للعودة الى الوطن وقد عادت الثورة من الشتات والملاحقات الى جزء من ارض فلسطين عزيز عليها غزة وأريحا ومنها الى باقي مدن الضفة الفلسطينية وتم تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينة حسب اتفاقية أوسلو وتم انتخاب مجلس تشريعي فلسطيني من أجل ترسيخ الحياة الديمقراطية في جزء من أرض فلسطين الا أن فتح التي قبلت بالآتفاقية شكلت المجلس التشريعي والمستقلين في حين رفض الاخرون
العمل تحت اتفاقية أوسلو الا أنهم عادوا ورشحوا أنفسهم في الانتخابات الثانية رغم انها مازالت تحت سقف أوسلو التي يهاجموها وتحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ومضت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الشعب الفلسطيني واستمرت المفاوضات مع العدو رغم تعثرها لتصلب العدو ولم تتقدم ولكن لابد من استمرار المفاوضات مع استمرار المقاومة حتى نبين للعالم أجمع بأن شعبنا يريد السلام لأنه كما قال قائده وهو يحمل غصن الزيتون بيد والبندقية بيد ومن أجل دحض الدعاية التي يطلقها العدو بأننا شعب لا يريد السلام بل يريد القضاء على دولة العدو وبهذا الموقف من تلك القيادة اقتنع الجميع بأن الشعب الفلسطيني يريد السلام في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي التي صدرت منذ عام 1947
حتى آخرها والتي صدرت بعد عدوان 1967

ان هذه الثورة التي قاتلت العدو وأحبرته على الاعتراف بها ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني كل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات قاتلت أيضا من أجل القرار الوطني المستقل والذي أراد البعض من العرب الالتفااف عليه واحتوائه الا أن قيادة الثورة بقيادة الشهيد القائد ياسر عرفات استطاعت أن تحافظ على قرار الثورة المستقل وقد حوصر قائد هذه الثورة دفاعا عن قراراها المستقل واغتيل وهو يدافع عن الثوابت
الفلسطينية وحق العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والحدود والمياه وذهب القائد الى جوار ربه تاركا وصيته لرفاقه من بعده وقد قادوا المسيرة منذ استشهاد القائد وحتى اليوم ولم ولن يفرطوا في أيا من الثوابت التي خطها القائد بدمه وهم يصرون على السير على خطواته محافظين على ثوابت الشعب الفلسطيني ورغم الانقسام الفلسطيني لا زالت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ترفض أي تنازل عن هذه الثوابت رغم ما يتعرضوا له من ضغوط دولية الا أن الارادة قوية لن تتأثر بتلك الضغوط
وان هذه القيادة تخوض معركة المفاوضات الصعبة كما كانت تقود الكفاح المسلح منذ 43 عاما
وليعلم الجميع بأن هذه الثورة وهذه الفتح عصية على الانكسار لا من العدو ولا من القريب وستبقى هذه الفتح قائدة للمسيرة محافظة على القرار الوطني المستقل فالى الأمام يا صقور الفتح والى مزيد من رص الصفوف والوحدة ومزيدا من المواقف الصلبة من أجل العودة والتحرير


كل عام وهذه الثورة بخير والفتح بخير
بقلم نايف اسماعيل (ابو هاني)