معذرة .. للرجال فقط ...!! بقلم:بقلم : يوسف الدعيكي المحامي
تاريخ النشر : 2008-12-25
(( معذرة .. للرجال فقط ...!!))
بقلم : يوسف الدعيكي المحامي..
هذا الكلام موجه للرجال والرجال فقط، والذين يستحقون بجدارة حمل صفة الرجولة، وكما يُقال ليس كل من لبس بنطلون هو رجل.. وليس كل من كُتب بهويته الشخصية، الجنس( ذكر) كان رجل..أو كل من كان طويل القامة، ضخم الجثة، عريض المنكبين، فهو رجل.. كما أنه ليس بالضرورة كل من كانت لهُ شوارب أو لحية كثيفة كان رجل أيضا..أو من كان ذو مالاً وفيراً أو نفوذاً مستطيراً هو حتماً رجل، فالرجولة والرجال لا تُعرف بهذا أو بذاك، إنما تُعرف من خلال الأقوال الجريئة الحكيمة الصادقة، والتصرفات العقلانية الرصينة، والأفعال العظيمة المُشرفة على حد سواء، ولكي يكون الرجل رجل بالمعنى الحرفي للكلمة، وتكون لهُ مكانة محترمة ومرموقة بالمجتمع، عليه أن يبتعد عن كل الصفات الدنيئة المشينة، والتي تسيء لرجولته ومكانته وتحط من قدره، وتقلل من شأنه بين سائر الرجال المحترمين، وهي صفات بمجملها دميمة حقيرة، قد تجعل واحدة منها فقط الرجل منبوذاً إجتماعياً، أما إذ ما توافرت جميعها في شخص واحد، كان الشيطان بعينه، وربما كان أحقر من الشيطان نفسه، والعياذ بالله.. وإليكم أيها الرجال هذه الصفات باختصار...
الأولى.. صفة( الكذب والنفاق).. وهما أساس كل بلاء، بل أنهما البلاء بعينه، فعدم قول الحقيقة، كثيراً ما يجر الويلات والهلاك على الجميع، الكاذب والمكذوب عليه في آن، ويعد النفاق أعلى وأشد درجات الكذب، وذلك لأن النفاق أساسه الكذب أصلاً، وهو سلوك مشين لأن المتصف به لا يعبر عن حقيقة ما بداخله، وربما من الصعب جداً معرفة حقيقة مشاعره ونواياه والتي غالباً ما تكون خبيثة.
الثانية.. صفة( السرقة).. وهي أتفه صفة، والسرقة تظل سرقة مهما تعددت أنواعها واختلفت أشكالها، وأيّاً كان الشيء المسروق، أو لمن تؤول ملكيته، أو من كان فاعلها أو يتصف بها، وإن كان أخطرها وأتفهها، سرقة الأمين على ما اؤتمن عليه من مال، وسرقة المسؤول بالدولة لأموال الدولة والشعب.
الثالثة.. صفة( النصب والاحتيال).. وهما أخبث الصفات، وعادة ما يكون المتصف بهما خبيث وماكر ومخادع، ومستعد لفعل أي شيء لإيقاع فريسته ضمن شراك نصبه، كما أنه على استعداد تام لإستغلال أي موقف إنساني للوصول لهدفه، وأحياناً غفلة وطيبة وثقة الآخرين به.
الرابعة.. صفة( الطمع والجشع).. وهما أبشع الصفات، لكون المتصف بهما لا كرامة ولا عزة له، ولا يهتم كثيراً ولا يقيم وزن للإهانة التي قد يتعرض لها بسبب جشعه وطمعه، بقدر إهتمامه بالمال وبما هو بحوزة الآخرين وهو غالباً مريض بالحسد.
الخامسة.. صفة( البُخل).. وهي أدنى الصفات، وأسخفها، وذلك لأن المتصف بها يكون دني الطبع، سخيف المظهر والمنطق والتصرف، وأكثر البخلاء شراً، هو البخيل الذي يبخل حتى على نفسه، ويحرمها من ملذات الحياة، رغم مقدرته على عكس ذلك.
السادسة.. صفة( النميمة).. وهي أوقح صفة، من حيث الشكل والطريقة والفاعل والمضمون والضرر كذلك، وهي صفة العاجز الذي ليس بوسعه المواجهة، والذي كثيراً ما يعتمد على الوشاية والنميمة للإيقاع بين الناس، وكل من يتصف بهذه الصفة يكون غالباً دميم الخلق والأخلاق، قبيح المنظر سليط اللسان.
السابعة.. صفة( الجبن والخوف).. وهما أغرب الصفات وأكثرها انتشاراً، خصوصاً في زمننا هذا، وهما السبب الرئيس لفرعنة الطرف الآخر باللعبة، فكلما كان الرجل رعديداً وجبان، كان من يقف أمامه أكثر قساوة وطغياناً، كما أن ضياع كثيراً من الحقوق مرجعها الأساسي الخوف، والرجل الذي يتصف بهذه الصفة لا يمكن أن يصل إلى ما يصبوا ويطمح إليه ولو كان جديراً به، أو حتى إلى حقه ولو كان بين يديه.
الثامنة.. صفة( الغدر والخيانة).. وهما أرذل الصفات، وأكثرها مرارة، وتزداد المرارة شدة حينما يكون المغدور به هو الوطن، والمتصف بهاتين الصفتين إما أن يكون نتاج سوء تربية، وإما أن يكون ليس بأبن أبيه، وفي كلتا الحالتين هولا يعدو على كونه شخص أناني حقود، ساقط وتافه، عديم الحس والإنسانية والأخلاق.
التاسعة.. صفة( الديوثية).. وهي أبغض صفة، يبغضها الله ورسوله، وقد ورد بأحاديث الرسول الكريم، بأنه(( لا يدخل الجنة ديوث)) والديوث هو ذلك الرجل أو من كانت ملامحه ملامح رجل، ولكنه لا يغار على زوجته أو إبنته أو أخته أو أمه، وتصل هذه الصفة إلى درجة كبيرة من الدناوة والحقارة والبغض حينما تصل الديوثية بصاحبها لدرجة أنه يقدم لك وعن طيب خاطر زوجته أو إبنته أو حتى أخته للإستمتاع بها مقابل مبلغ من المال أو لإتمام عملاً ما لمصلحته طبعاً.
العاشرة.. صفة( الشذوذ).. وهي أحقر صفة يمكن أن يتصف به الرجل، هذا إن كان يحق لنا أن نصفه بالرجل إن كان متصفا بها، لاسيما في حالة الشذوذ العكسي، والذي عادة يكون مظهر من يتصف به وحركاته وإيماءته أقرب للأنثى منه إلى الرجل.
وقانا الله وإياكم شرور كل هذه الصفات وشرور أصحابها، وجعل كل من يقرأ هذا المقال بعيد عنها بُعد المشرق عن المغرب، وحماه الله من شر من يتصف بها أو بإحداها ولو كانت أقلهن ضرراً، كما نتمنى من الأخوات القارئات اللائي يحلمن ويبحثن عن شريك حياتهن أن يتمعنّ جيداً ويتفحصن جيداً فيما قد يعرضه عليهن الزمان من رجال، لأن أشباه الرجال اليوم كُثر، و لو وقعت إحداهن مع أحد من هولاء أو من يحمل صفة من هذه الصفات ، فعليها وعلى أهلها وعلى نسلها السلام.. ونسأل الله السلامة للجميع.