قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
كما يتميز الإنسان بنغمة صوت أو بصمة أصبغ فإنه يختلف بنمط خاص من التفكير
يتكون من طفولته وحسب البيئة التي تربى فيها وحسب صيغة الألفاظ التي عاش عليها
فهناك ما يعرف
بالتفكير الاجتهادي التوليدي
وهو تفكير فيه إبداع فيه خلق فيه ولادة من رحم فيه إمكانيات الولادة
حيث نجد أن هذا النمط من التفكير تكون ثماره المشاريع الناجحة والحلول المنطقية
وهو التفكير الذي يبدع ويضيف للحياة كل جديد
أي الذي يولد المشاريع ا لناجحة والحلول الجيدة والقرارات الصائبة القادرة
وهناك التفكير النقدي
وهو غير قادر إلا على رؤية النقص والأخطاء والعيوب في
أي عمل قائم وان لم يكن قادرا على إيجاد البدائل المناسبة لما ينقده. وعنده ميل للنقد تعويضا عن الفشل
وعكسه
التفكير الاستيعابي المقلد
وهو قادر على استيعاب الإبداع ,وإن لم يكن قادرا على الإبداع. وهنا قد يكون التقليد سلبيا فقط أو تقليد إيجابي وهو أن يكون قارا على مدح إنجازات الآخرين
وهناك تفكير مشوش غامض
العاجز عن إدراك العلاقات بين الأشياء وحجم كل شي في الموضوع الذي يفكر فيه ويعجز أيضا عن التعبير عما
يدور في نفسه من أفكار بصورة واضحة. فتجده كثير المشاكل لأنه يتبنى مفهومه الخاطئ
وهذا النوع من البشر تجدهم ضعفاء في المواد الدراسية وخاصة ما يعتمد منها على مادة الرياضيات
وهناك
التفكير المتشكك الجاهل
وهو تفكير الذي يتشكك في كل عمل وفي كل شخص ويعتقد أن وراء كل شي مؤامرة ضده ،
وانه المقصود من وراء كل مؤامرة، وهذا قد تخطأ معه إ ن قلت له صباح الخير
ونجد أيضا
تفكير المبالغة لدرجة الهوس
وهو الذي يضخم كل شئ سواء كان سارا أو ضارا، فعند سماعك له تذهل من ضخامة الأمر وهولة الذي سيكون له من الآثار الشي الكثير وعند فهمك للأمر ورؤيتك له تجد الأمر عاديا واقل من العادي.
وأيضا
التفكير الجزئي
وهو التفكير الذي ينظر صاحبه إلى الحدث مبتورا من سياقه ومنفصلا عن قاعدته الكلية
العامة الذي هو في الحقيقة جزء منها.فيركز علىكلمة من موضوع ولا يربطها بالمقدمات أو الأسباب
ومثله
التفكير السطحي
وهو تفكير يكتفي بظواهر الأشياء ، ولا ينفذ إلى معرفة حقائقها وجوهرها كمن يحكم على الإنسان بملابسه أو بسيارته دون أن يعرف حقيقة تفكيره وأخلاقه وسلوكه وثقافته وتعامله وغير ذلك مما يتفاوت قدر الناس .
وهو أيضا ضعيف في ربط العلاقات مع المقدمات والأسباب لذلك تجده بسيط وطيب وسهل أن يسغباه الآخرين
وخصوصا من أصحاب التفكير ألادعائي
وهو التفكير الذي يدعي صاحبه انه فعل وفعل مما لم يفعله لكنه مع كثرة التمادي في الدعاوى الفارغة والبطولات الخيالية يصدق نفسه في النهاية فما يزال يكذب ويكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، وما يزال يكذب ويكذب حتى يصدق نفسه. وأكثر من يقع في حبال هذا التفكير الوبائي هم الفارغون الذين لا يعملون فيخدعون أنفسهم ويرضونها بالدعاوى العريضة الفارغة ويكتفون بذلك.
ومثله
التفكير التبريري
وهو التفكير الذي يبادر صاحبه إلى إخلاء نفسه من أي مسئوليه حيال أي أمر يقع ويقلى بتبعة ذلك على الاقدار ويبرر كل تصرف منه مهما كانت نتائجه.
وهناك أخيرا من يستغل عقله وما وضع الله فيه فيه من إمكانيات هؤلاء هم
أصحاب التحليلي السببي
وهو التفكير الذي يميل صاحبه الى البحث عن أسباب كل حادث ومقدماته ونتائجه ومقاصد القائمين عليه وما هو الموقف المناسب حيال هذا الحادث وما هو دوره هو فيه ويتشابك معه في ذلك
التفكير الكلي التجميعي
وهو التفكير الذي يهتم بالنظر في الامور الكلية العامة غير ملتفت الى التفاصيل والجزئيات في الاشياء والاحداث ليستخلص العبرة أ الحقيقة
وهنا يمكن جمال الآية خذ العفو وأعرض عن الجاهلين فشخصية الإنسان هي نمط تفكيره فجالس الحكماء لتأخذ منهم
وأبتعد عن الحمقى كي لا يلوثوك بحمقهم
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ بقلم:اسماعيل الناطور
تاريخ النشر : 2008-12-05
