هل يرضيكم يا قادة امتى بقلم:حسين خالد مقدادي
تاريخ النشر : 2008-11-16
== هل يرضيكم =



ولىّ زمن القائد عنتر........
ولىّ السيف ...... وولىّ الرمح .......
وولىّ الترس ..... وولىّ العسكر .......
هذا زمن الراقص كركر...
هذا زمن العازف فرفر .....هذا زمن الماجن .. زرزر ...
تضغط زرّاَ تحرق بلداَ .....تحصد شعبا...
تصدر أمراَ لا يتبدّل أو يتغيّر.....

* * *
كان القائد عنتر بطلا
يحمل سيفا ... يحمل رمحا ... يحمل ترسا ...
يحمي كلّ نساء الحيّ العزّل...
يحمي الأرض ....... يحمي العرض.....
يستر عورة بنت الحي ....... عن عورات بنات الحي الطرف يغض ..... ينام الحي قرير العين .......
يسهر عنتر الحي يعسّ .....
من ذا يجرؤ يرمي الحي بسهم الغدر .... من ذا ينظر نظرة سوء صوب بنات الحي الأكرم ...
تفقأ عينه.... تقلع مقلة عين الخائن...
يفقد بصره ... يفقد أهله....
كل الشرف بنات الحي .... كل العزّ بنات الحي ....


من ذا يقدر يلفظ حرفا ... يقذف فيه بنات الحي ....
إن القائد عنتر يغضب...
يثأر كالإعصار المرعب ....
يغزو ... يسبي ... يأسر .... يجرح ...
يسلب .... يقتل .... يهدم .... يذبح ...
من يتطاول عرض بنات الحي الأكرم ....
إن القائد عنتر حرّ لا يتهاون ... في مسألة العرض الأكرم... في مسألة الشرف الأعظم ...
عنتر يفني الغدر بقلب الغادر ......
عنتر يكسر كل أيادي الفاجر ......
يسقي الظالم كأسا أحمر ....
فيه دماء الثأر الأحمر .......
* * *
لا تتشاكى أو تتباكى أو تتحسر ...
كان العهد الماضي أكرم ....
كان العزّ ... كان الشرف ... كان المجد ... كان الزند العربي أسمر ....
يحمل سيفا... يحمل رمحا ... يحمل وهقا... يحمل ترسا ...
كان الماضي زمانا أبهر .... كان فيه القائد عنتر ...
أما الحاضر زمن أغبر ....
أصبح فيه القائد ... ولدا أزعر ...
كان زمان القائد عنتر .....
فيه العزّ ... وفيه النصر... وفيه الحبّ ...غرسا يثمر ...

* * *
ولىّ زمن الحب الأكبر...
زمن الحب الصادق ... يغرق ....
جاء الزمن الأخرق ... يمرق...
يحرق ... يغرق ... يسرق ... يخنق...
يقتل عزّ النفس البيد ق ...
بيد ق ذ لّ يقتل حيا ... يسبي ... يسحل ... يسحق ... يسرق ...
يذبح أطفالا وشيوخا ...
يحرق أشجارا وبيوتا ...
حتى يسعد قلب القائد ...
حتى يضحك منه المارد ...
يعدل فيه مزاج بارد ...
حتى يشفي غليل الحاقد ...

* * *

هل من حرّ ...؟ هل من مخلص ... ؟ هل من صادق ... ؟
يحمي الشعب العربي الأعزل ....
من طغيان الظلم الأحمق ....
من خائنه ... من باغية العصر الأخرق ...
ولىّ زمن القائد عنتر ....
هذا زمن الراقص فرفر ...


هذا زمن البيد ق كركر ....
يسقي الشعب عصيرا أصفر .... عصير السقم ... عصير السم ... بلون أصفر ....
كأس عصير الذل الأسود .... هل يتجدد ... هل يتمدد ...
نحن نعيش الذل طريقا منذ العهد الأول ...
عهد أبانا ... الوالد يعرب ...
نشرب كأس الذل الدائم ... منذ زمان الوالد يعرب ...
تشرب غصبا أو تتحطم أو تتفتت أو تتكسر ...
اشرب .... امضغ ..... ابلع ..... ارضع .....

ثدي الذلّ ... ثدي يغذي الراضع لبنا أسمر ... فيه الحقد... وفيه الحسد ... وفيه الغلّ ... وفيه الغدر ...

هذا زمن الذلّ الأغبر ...
إن تتفكر ... أو تتأمل ... أو تتدبر ...
حبل القائد عنقك يكسر ...
ارجع صوب الزمن الماضي
أرجع فكرك تكن القاضي
هل من حرّ واجه خائن ...؟
أين أبيّ الشرف الكائن... ؟
أين عزيز النفس الكامن... ؟
يقف بوجه السيل العارم...
يوقف ذاك السيل الجارف
إن الخائن دوما خائف
سيل الغادر ... سيل الخائن ... جارف ناقم
إن تتهاون ... أو تتعاون .... أو تبدو مكتوفا نائم

* * *
يأتي الموت زؤاما قاصم ....
يقصم عمر الورد الحالم ...
لأن الموت حقيق دائم ...
لماذا الخوف ... ؟ لماذا الجبن ... ؟ ... لماذا الذلّ ... ؟... لماذا يخنع قلب هائم ؟ ...
لماذا يكذب سيدكم ؟ ...
لماذا يفجر حاكمكم ؟ ... لماذا يخشى أصغركم ؟ ...
لماذا يهرب غائبكم ؟ ...
لماذا يخرس حاضركم ؟ ...
لماذا ينافق أكبركم ؟ ...
لماذا يجبن من سيلاقي الموت الحتمي ؟ ... كل منا سيشرب كأس الموت الحتمي ... نشرب حقا كأس الموت... بدون إرادة ...
* * *


عفوا أين أبيٌّ الأمّة عنتر ....

لطفا اسكب كوب الماء البارد فوق جبين القائد عنتر ....

حتى يصحو .... حتى ينهض ... حتى ترفع يده المشعل...


يمشي القائد ... يسلك درب الضوء الأليق ...
يمشي خلف القائد بيد ق ... يحمل بيرق ...
يرفع فوق الجبل الأقرع ...علم الأمّة ...

* * *

سار القائد علما يبرق ... يطلع جبلا... يرقى علما ... يمشي شعبا... يمشي بعزم لا يتوانى ...
ينظر ... يرقب ... يرسم ... أو يتشاور ... تلك الحكمة...
لا تفتر في مسعاه الهمّة ...
يأبى ... يرفض طلب اللقمة ...
نفس القائد عنتر عزا ...
يخطب من شبان الأمّة ... تعلي الهمّة
شباب العرب تعالوا هيّا ... صوب القمّة ... نزرع ... نبني ... نعلي صرحا....

وبأيدينا رد اللطمة ...

وبقبضتنا رد اللكمة ...
وجه العادي ...... عليه اللعنة .....
عمل الظالم ..... منه النقمة .....
رأس الخائن ...... واجب قصمه ...
لا نتخاذل ....أو نتوانى ..... أو نتكاسل...
بهذا اليوم سنعلي الكلمة ...
نعلي صوت الحق الأكبر ....
في شارعنا ... في نادينا... في محفلنا... فوق المنبر ...
نعلي ... نهتف .... الله أكبر .... ربّي الأكبر .....
نزحف جندا ... لا نتهاون ..... صوب القمّة ...
نعلن في مؤتمر القمّة ....
يحيا القائد عنتر ... يحيا ....

* * *
لن نتكدّر ... لن نتعثّر ..... لن نتحسّر ...
ما سرنا والقائد عنتر ......
صار القائد عنتر فينا ......
قدرا .... تاريخا ...... ويقينا ....
نصبر إن العزم يقيّنا .... ندرك أن الحرص يقيّنا...
من خوّان ... من غدّار .... من نخّاس ...
يبيع الأرض .... يبيع العرض ... بثمن بخس ...
هلا أجبتم ..... بأي ثمن تباع الأرض .... ؟
وبأي ثمن يباع العرض .... ؟

* * *
مهما كان الفقر أليما ....
مهما كان الظلم عقيما ....
مهما كان الجرم عظيما ...
مهما كان العوز سقيما ... ثمن الأرض ... ثمن العرض ... ثمن العيش ... ثمن العزّ ... ثمن المجد ...
يجري منّا دمنا القاني ...
يسقي أرضي ... يحفظ عرضي ...

يرفع راية عزٍّ باقٍ .....
حتى آخر رمق نبقى ... فوق الأرض ... أمام العرض ...
نذود ... ندافع .... نكتب تاريخاً أزلياً ...
مهما كان أمامك عرض ...
اعلم أنّ الأغلى العرض ...
يا قائد أمجاد الأمّة ... اعلم أن العرض الأغلى ...
اعلم أن الأرض الأغلى ... اعلم أن الشرف الأعلى ...

هذا فكر القائد عنتر ... هذا شعار القائد عنتر ... هذا قدر القائد عنتر ....
حمل القائد عنتر سيفاً ...
ركب القائد حصاناً أبلق ...
سار الركب وراء القائد ...
سار الجيش فيالق تهتف.... يدوّي صوت الجيش يكبّر .....

* * *
صرخ القائد فيهم ... يعلن ..
هيّا نسرع صوب القمّة ...
هيّا نلقي خطاب القمّة ....
وصل القائد أرض القمّة ...
نظر يميناً ..... نظر يساراً ..... نظر أماماً ...

* * *
ما أحلى منظرها القمّة ... ! ما أحلى منظرها اللمّة... !
ما أجمل أن تبقى اللّحمة ... !
ما أجمل أن تفنى الظلمة ... !
لكنّ الواقع غير القمّة ......
تعلوا واتلوا ما قررتم ...
كيف يكافىء ما قررتم ما أولمتم ... ؟
بدأ وزير القمة يتلو زهوا ... بيان القمة ...
أثنى ... مدح ... شكر ...
أعلن أن قرار القمة فيه الخير لكل الأمة ...
فيه السعد ... فيه المجد ... وفيه العزّ لكل الأمة ...
أو ما يكفي جهد القادة ... سهر القادة ... تعب القادة ... نصب القادة ...

* * *
وقف القائد عنتر يسمع .......
تبرق عين القائد تلمع ...
صارت عين القائد تدمع ....

* * *

نص بيان القمّة حتماً ... ذاك ختاماً ...
ضحك القائد ..... قهقه ... أربد .... أرغى .... أزبد ...
وقف القائد عنتر... هنأ قادة وطني العربي ...
من أقصاكم ولأدناكم ... من أقصاكم عن أقصاكم ...؟
هلا قلتم من أقصاكم عن أقصاكم ..؟.
أتناسيتم ... ما يفعله يهود الخيبة في أهليكم ...
في قبتكم ... في أقصاكم ... !



أعلن عنتر بيان الأمّة .....
قال : -

يا سادة أشلاء الأمّة ...

يا تاريخا واجب شتمه ......

في واقعكم بطر النعمة .....

في آتيكم نرقب نقمة .......

ظلم يديكم جلب اللعنة .....


يا من يجلس فوق القمّة .........

يا خيبة آمال الأمّة .......

يا نكبة أحلام الأمّة .....

يا نكسة تاريخ الأمة ...


* * *


طزّ فيكم ...

في حاضركم ... في غائبكم .... في آتيكم .....

طزّ فيكم ...

في حاضركم .... في ناديكم ...... في باديكم ........

طزّ فيكم ......

في حاضركم... في مستقبلكم.... في ماضيكم ......

طزّ فيكم ....

هل يرضيكم ............. ما يرضيكم ... ؟

***************


حسين خالد مقدادي