الطيب أديب والغوص في (رائحة الطين)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحي عبد السميع

( رائحة الطين) هي الرواية الأولي للقاص الطيب أديب , والتي ينطلق فيها من قرية كوم الضبع بجنوب مصر , ويبدأ بروح المؤرخ الذي يذهب إلي أصل المكان , وسر التسمية الذي يرجع للجد الأكبر الذي نزح من شبه الجزيرة العربية بعد الفتح العربي لمصر , هذا المؤرخ الذي يقف علي بعد فترة زمنية بعيدة , ودون أن تكون له من الوثائق إلا ما يجمعه من الأفواه , رغم تعارضه , واختلافه , إلا إنه يقدم تلك المادة التي تتناول أصل القرية واسمها , وسرعان ما تأخذنا الرواية إلي طفولة الراوي و وبيت الجد , وحركة الأسرة , بما يتيح للرواية تقديم لوحة بانورامية للمكان تبدأ من منظور الطفل وعالم الطفولة المنفتح علي حكايات المكان , بداية من ( صن القيالة ) الذي يخطف العيال ويختفي بهم تحت الأرض . وهكذا تتلامس الرواية مع تراث المكان وموروثاته المتمثلة في الحكايات والأساطير والحرف المختلفة . ولا تكتفي الرواية بكوم الضبع بل تدور أحداثها في قري نقادة الأخرى , لنري الرواية تقدم لنا رصدا لما يدور في تلك المنطقة التي عاش فيها المؤلف منذ كان طفلا فى أواخر الستينيات من القرن الماضي حتى أيامنا هذه وبالتالي عايش العديد من التحولات التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على القرية والمنطقة.
في (رائحة الطين ) نري ذلك الغوص في المكان وحياة سكانه , والذي يتناول علاقتهم بالأرض , وأفراحهم وأحزانهم ومحاصيلهم , والعديد من القضايا والظواهر مثل الهجرة الى الخليج , وعزوف الشباب عن الزواج والعنوسة وغيرها , فضلا عن تأثر سكان المنطقة بالمتغيرات السياسية و الأحداث الخارجية فنري رد فعل القرية علي قيام صدام حسين بغزو الكويت وهكذا تبدو الرواية مشغولة بقضايا المجتمع خاصة وهي تركز علي تجربة شباب القرية وهم يتكاتفون للنهوض بالمجتمع اجتماعيا واقتصاديا من خلال جمعية أهلية
الرواية صدرت عن مؤسسة وعد للنشر بالقاهرة وجاءت فى130صفحة
ويذكر أن الطيب أديب صدر له من قبل مجموعة قصصية بعنوان (رحيل السنط ) , كما صدرت له تسعة كتب قصصية للأطفال وكتابين الأول بعنوان ( كيف نربى أطفالنا) والآخر بعنوان ( نحن والغرب وأسرائيل ) الذي يضم عددا من المقالات التي نشرها في صحف ومجلات مصرية وعربية , وسيصدر قريبا سلسلة السيرة النبوية للأطفال (عربى -انجليزى) .