في ظلّ نخلات ثلاث ْ:هل كان حتما ً أن تموت لنلتقي؟؟!! ...شعر : حسان نزال
تاريخ النشر : 2008-08-14
في ظلّ نخلات ثلاث ْ:هل كان حتما ً أن تموت لنلتقي؟؟!! ...شعر : حسان نزال


في ظلّ نخلات ثلاث ْ:هل كان حتما ً أن تموت لنلتقي؟؟!! ...شعر : حسان نزال

******************************

في الأرض ِ مُتَّسعٌ لغيمة ٍ عائدٍ

ولخيمةٍ حَمَلَتهُ واتـّكأتْ عليهِ

لنصفِ قرن ٍ أو يزيد .

والظلُّ أنت َ

فهل تـَفي فاءُ القصيدةِ لافتراشك حين ترجعُ من بعيد؟!.

كلُّ القصائد نكَّست راياتـِها

كفراشةٍ هدأت ذُبالتها فصار حنـُينها يحثو الترابَ

وقد تشظـّى من جديد.

في الأرض مُتسع

والخيمةُ اتـّسعت

لكنّه شريانُ قلبك حينما اتَسع انتهى عصر القصيدةِ

مُفسحا دربا لحزن جداول ٍللدمع ِ تذرفـُها عيونٌ إن أحبَّت لا تـَحيد.

يا موسمَ الفرح المُغنّى في مواسِمنا

ويا خجلَ العذارى حين يُربكها حبيبٌ بالنشيد.

يا موسم الفرح المُعـنـّى :

من سينثرُ في الجليلِ قصيدة ًحورية ً

مهما تعدَّدت الدروبُ

فدربـُها صوبَ ((الجديدة )) هادئٌ

وطنُ وحيد .

**********************

مسكون ُأنتَ بـِنا

وقد كـُنـّا تأخّرنا قليلا ًعن مُنازلة ِالفراشة ِواقتناص ِسُكونها .

مسكونُ انتَ بسنديانة ِعاشق ٍ

في (بروة ٍ)* ..هي رَبوة مهما تناهَشت ِالأظافرُ قلبها

فيها مكانٌ لا يُصار له لأنـّك

إذ قرأتَ عليه نبضَك صارَ شعراً دونه كلُّ القصائد ِ

والقصيدة لا تخافُ من الوعيد .

*******************

يا ساكنا ً في ظلِّ نخلات ٍثلاث :

هل ستكفي ؟!!

هل ستـُغني عن حديث ِالبحر ِ

عن خرّوبة كَبُرت ومَدّت ظلَّها في دربِ خطوك صوب عكا ؟!

يا ساكنا في ظل نخلات ٍ ثلاثْ.

الناس ُ تجهشُ بالأسى

والنائحون من الرجال يـُردِّدونْ :

(( زِفـّوني زفـّة شهادة ..فـِدى لأهلي وبلادي))

النائحونَ... الشامُ تحملـُهم إليكْ .

ودمشق من بردى ترقرق حزنها

أمّا الجليل فأهله يتقاسمون الحزن َ مثل قصيدة هرّبتها سِرّا لهم.

جاؤوا ... تقاطرت ِ القلوبُ إليكَ فاحملهم

وحمّلهم لزيتونِ الجليل ِ حنينَ رام الله ِ

حمّلهم فهُم ..

جبلُ المحامل ِ

أنجبوك َ

وأرضعوك َ

وعلّموك َ

وزيـّنوك َ

وإذ أتوك َ اليوم َ كانت زفّة ٌ

حنّاؤها بالدّمع مجبول ٌ

ولحن ُ غنائها

(زفـّوني زفة شهادة ..فدى لأهلي وبلادي)*

*****************
محمودُ أنتَ جَمَعتـنا ...

وحّدتنا

هل كان حتما ً أن تموت لنلتقي ؟!

(وطن ٌ )* يـُؤَرِّقـُها السؤالُ السوط ُ

تبحث ُ في ثنايا الصوت عن وطن ٍفقل:

هل كان حتما ً أن تموت َ لنلتقي ؟!!

أحجار ُ نردك فوق طاولة ٍ تجرِّب لعبة ًكنّا عشِقناها صغاراً:

هل سنقبلُ أمْ سنرفضُ ...هل سنربحُ أمْ سنخسرُ..؟؟!!

هل سنقبل ..هل سنخسر؟؟!!

بل سنكسر إن غضبنا مرّة ً أخرى قوانينا ً

ونجعلُ حزنـَنا ألقا ً

ونشعلُ من دموع دمشق َ

من زيت الجليل ِ منارة ً

ونعيدُ ترتيبَ القصيدة ِفوق طاولة هناكَ

بلا احتمالات ٍ

ولا شغف ٍ يمارسُه ُ الهواة ُ

يمرّرون ولاءهم ووباءهم

من تحت تلك الطاوله.

************************
محمودُ نم ْ

ظـِلُّ القصيدة ِ وارِفٌ

من فاءِ موطِنِك الجميل ِ لنونِهِ

من بحره لسمائه ...

محمود نُقرئك السلام ْ:

هل كان حتما أن تموت لنلتقي؟؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*البروة : حيث صرخة الحياة الأولى لدرويش ومستقر أحلامه.
*نشيد أهل الجولان في رام الله في حضرة جثمان درويش
* وطن:فتاة فلسطينية ألقت عند ضريح محمود درويش السؤال:(هل كان حتما أن تموت لنلتقي؟!)