الشركات الامنية الخاصة والمهام القذرة بقلم :أ كرم عبيد
تاريخ النشر : 2008-08-10
الشركات الامنية الخاصة
والمهام القذرةِ

بقلم : أ كرم عبيد

الشركات الامنية الخاصة تتشكل من مجموعة من الكفاءات أصحاب الخبرات العسكرية والأمنية من الضباط والجنود المتقاعدين بشكل مبكر من وظائفهم ومن ابرز مهامها كانت حراسة الشخصيات العامة والمكاتب والشركات وتدريب الحراسات الشخصية
لكن مهام هذه الشركات سرعان ما تطورت وتحولت عناصرها الى مرتزقة لتشارك في الحروب والنزاعات والمؤامرات الدولية كما حصل في انغولا وزائير ويوغسلافيا سابقاُ إلى وافغانستان وبعدها العراق والتهديد والوعيد لسورية وإيران توريط روسيا وجورجيا في حرب لايعلم بنتائجها إلا الله والعدوالصهيو امريكي
وكان لسقوط جدار برلين وإنهيار المنظومة الإشتراكية اهمية كبيرة في ظهور هذه الشركات بشكل متسارع بعدما فقد مئات الالاف من الضباط والجنود ورجال الامن وظائفهم في الجيوش الاوربية
ولكن الفضل يعود لتأسيس اول شركة امنية لضابط بريطاني يدعى جيم جونسون كان يخدم في الوحدات الخاصة البريطانية لكن هذه الفكرة تجاوزت حدود بريطانيا لتعم بعض البلدان الاوربية وفي مقدمتها فرنسا وسرعان ماشجعت بعض الشركات الامريكية الكبرى مثل هليبرتون التي اسست عدة شركات امنية خاصة مثل K.B.R عام 1962وبلاك وتر عام 1997التي توسعت مهامها بشل متسارع بعد احداث الحادي عشر من ايلول
و تطورت اسواق هذه الشركات وتزايدت بشكل متسارع لتصل إلى /950 / شركة عالمية ما بين الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا ومعظمها مستعد لتقديم الخدمات اللوجستية للجيوش أثناء الحروب والنزعات الدولية والاستعانة بخبرة كبار الضباط المتقاعدين في هذه البلدان من الملتزمين في هذه الشركات كمستشارين عسكريين وأمنيين وسياسيين
وكان لهذه الشركات الامنية الخاصة دورا مميزا ومهما في احتلال العراق الى جانب قوات تحالف الشرالانكلوأمريكي الصهيوني بحيث تجاوزت اعداد المرتزقة في هذه الشركات الامنية اعداد قوات تحالف الشر النظامية المحتلة
وذكر تقرير بريطاني ان عدد قطعان المرتزقة في العراق أصبح مابين 120 الى 160 الف مرتزق يعملون كجنود عاملين على أرض الواقع عام 2006
ومثلهم يعمل في مهن اخرى مثل قيادة السيارات وتأمين الطعام والتحقيق مع الاسرى والمعتقلين العراقيين والعرب بالإضافة للفنيين في صيانة الدبابات والطائراتو تأجير الطائرات بدون طيار لجمع المعلومات التجسسية عن المقاومة العراقية المتعاظة وتحركات الشعب العراقي على إمتداد الاراضي العراقية
أما من ناحية التسلح أكدت صحيفة الاندبندت البريطانية ان هذه الشركات تمتلك الاسلحة المتطورة جداُ وذخائرها المحرمة دولياُ مثل الرصاص المتفجر الدمدم واليورانيم المنضب وغيره ولها ايضاُ حق إستيراد الاسلحة كما تمتلك اسطولاُ جويا من مختلف الحوامات المقاتلة والإستطلاعية
أما صحيفة الغارديان فقد أكدت ان راتب الجندي في قوات الإحتلال النظامية يتراوح مابين 1500 دولار الى 5000 دولار حسب الرتبة والقدم في الخدمة في الجيش الامريكي المحتل
اما راتب راتب المرتزق الواحد فقد بلغ 1000 دولار يوميا لهذه العصابات الغازية للعراق
وبعد عام من احتلال العراق اتخذت الشركات الامنية الخاصة المتعددة الجنسيات طابعا إتحادياُ مؤسساتياُ اعتبارا من شهر تموز عام 2004 ووضع لها ميثاق ونظام داخلي وهيكلية مؤسساتية وادارة وسكرتارية وتدار هذه الجمعية من احد عشر عضوا منهم رئيس الجمعية ومدير وخازن ولا يحق لأي مواطن عراقي المشاركة في هذه الهيئات القيادية مع العلم ان معظم هذه الشركات تعتمدعلى جيش من المواطنين العراقيين العاطلين عن العمل في تنفيذ بعض المهام القذرة المأجورة سواء بعلمهم او من خلال توريطهم بشكل غير مباشر
وتضم هذه الجمعية 177 شركة مسجلة في وزارة الداخلية العراقية و وقد سجلت كذلك في وزارة الداخلية في اقليم مايسمى كردستان 37 شركة وهناك 14 شركة مسجلة في الوزارتين وهناك 30 شركة تمتلك مختلف الاختصاصات العسكرية والامنية ومن اهم هذه الشركات في العراق شركة فينال وداين كوروتر يبلي اما اكبر شركة بريطانية فهي آرمر غروب التي تميزت بنشاطها الاجرامي في العراق وتمتلك آلاف المرتزقة والمعدات والامكانيات وهناك ايضا شركة كيلوغ بردان وهي من كبرى الشركات المرتزقة وتمتلك حوالي 50000 متعاقد ومستخدم .
وتتميز بتعاقدتها مع وزارة الدفاع العراقية حول مايسمى التخطيط الاستراتيجي واقامة مكتب للشؤون العامة وهناك ايضا شركة جينسن البريطانية
وقد وفرت قطعان المرتزقة في العراق للادارة الامريكية خيارات سياسة مهمة بعدما إستكملت النقص الكبير في قوات الاحتلال وشكلت هذه العصابات الجيش الرديف الذي اصبح جزء لايتجزأ من قوات الإحتلال الغازية
أما شركة بلاك وتركبرى الشركات الامنية الأمريكية التي تأسست عام 1997 وتوسعت مهامها بشكل متسارع بعد تفجيرات الحادي عشر من ايلول في نيويورك والتي بدأت نشاطها بمعسكرات للتدريب إستعداداُ لتنفيذ قرارات الحكومة الامريكية
وفي الحقيقة تمتلك هذه الشركة علاقات مميزة مع وكالة الاستخبارات الامريكية والبنتاغون والبيت الاسود وساهمت بشكل مميز بالحرب على ما يسمى بالارهاب من افغانستان حتى العراق نظراُ لما تمتلك من قوة ارهابية تمثلت في جيش مؤلف من أكثر من20 الف جندي وحوالي 20 طائرة حوامة وتعتبر شركة بلاك وتر صاحبة أسوأ سمعة في تاريخ الشركات الامنية الخاصة بسبب فصولها الإجرامية الدامية بحق الابرياء من ابناء الشعب العراقي المقاوم بدءاُ من إطلاق النارعلى الواطنين ليلة عيد الميلاد عام 2006 إلى جريمة ساحة النسوربتاريخ16 ايلول عام 2007وقتل العشرات من الابرياءوهذه الجرائم لن تكون الاولى ولا الاخيرة بعدما حصدت جرائم هذه العصابات اكثر من عشرين الف مواطن عراقي في تجارة الموت الرخيص منذ بداية الغزوعام 2003 حتى اليوم وقد ظهرت عصابة بلاك وترالإرهابية على سطح الاحداث الساخنة في الإعلام بعد تصفية اربع إرهابيين من أعضائها في مدينة الفلوجة المقاومة الصامدة بتاريخ 13 اذار عام 2004 بعد قيامهم بدورية إستطلاع للمدينة الباسلة للعدوان عليها وبعد تصفيتهم تم تعليقهم على إحدا بواباتها وهذا ما جعل مجرمي البيت الاسود الامريكي وفي مقدمنهم المجرم بوش يهدد سكان المدينة ويصدر اوامره الإجرامية لمهاجمة المدينة مرتين خلال اشهر قليلة وتدميرها بعد حصار مرير إنتقاماُ لقتل الإرهابين الاربعة من هذه العصابة الاجرامية
لذلك لايستطيع البنتاغون الاستغناء عن خدماتها مهما كانت ممارساتها الاجرامية بالعكس من ذلك فقد كرمتها الادارة الامريكيةالمتصهينة عندما منحتها وزارة الخارجية الامريكية الدور الاساسي في الامن الدبلوماسي في العراق بالرغم من ان تصنيف شركة بلاك وتر كان الاسوء في الشركات الامنية في العراق بعد مسلسل جرائمها اللاأخلاقية بحق ابناء الشعب العراقي وغيرهم
ومن أبرز مهام هذه الشركات وعصاباتها :
حماية الحدود وتدريب الجيش والاجهزة الامنية العراقية وحراسة المنشاة وحقول النفط وخطوط الانابيب والتحقيق مع الاسرى وتعذيبهم وبناء القواعد العسكرية المحتلة
واهم مصادر تصديرالمرتزقة على الصعيد العالمي هي :
بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وجنوب افريقيا وبعض دول امريكا الاتينية مثل تشيلي والبيرو والاكوادور وغيرها ويعامل أعضاء هذه العصابات بعضهم البعض على اساس عنصري بين آسيوي واروبي وتشكل معظم هذه العصابات إمتداد طبيعي للمتطرفين المسيحيين المتصهينين
لذلك ومنذ اللحظة الاولى لإحتلال العراق تحولت بغداد الى عاصمة عالمية للقطعان الدولية من المرتزقة التي مارست ومازالت تمارس المهام القذرة في ذبح واغتصاب الابرياء واغتيال العلماء والاساتذة الجامعين والضباط وغيرهم من الكفاءات الوطنية كما مارست هذه العصابات الارهاب المنظم في سرقة ونهب ممتلكات العراق واثاره وتراثه وموارده بالاضافة لتخريب المجتمع العراقي من خلال تهريب كميات كبيرة من المخدرات وترويجها بين ابناء الشعب العراقي بالإضافة لمسألة خطيرة لم يشهد تاريخ الإحتلالات في العالم مثيلاُ لها في التاريخ المعاصر ألا وهي سرقة أعضاء البشر وخاصة أعضاء الاطفال وبيعها بالاسواق العالمية بمبالغ خيالية وهذه من اهم جرائم الحرب الدولية
هذه هي الشركات الامنية الخاصة كما يزعمون التي تعتبرعصابات قتل وإجرام وتدمير منظم بإمتياز وخاصة بعدما اصبحت بموجب قانون مجرم الحرب برمر فوق سيادة القانون العراقي ولدولي وحتى الإمريكي مع العلم ان القانون الدولي حرم إستخدام الشركات الامنية الخاصة كوسيلة لإنتهاك حقوق الإنسان ولم تكتفي سلطات الإحتلال بهذا بل قدمت المكافأت المادية والمعنوية لعصابة بلاك وتر ومنحتها دوراُ ُمهما في الأمن الدبلوماسي في العراق وإستيراد السلاح وترتيب عصابات القتل والإجرام لإستهداف الأماكن الأهلة بالسكان الابرياء كما يحصل كل يوم لتوجيه التهم للمقاومة الشعبية العراقية المتعاظمةُ وتشويه وجهها الحضاري
وبالرغم من الإمكانيات المادية والعسكرية لقوات تحالف الشر المحتلة للعراق إلا ان إستراتيجية الغزاة الصهيو امريكية تتحطم كل يوم على صخرة صمود المقاومة الشعبية العراقية المسلحة المتعاظمة التي اصبحت قاب قوسين ادنى من التحرير ودحر الغزاة وتحقيق النصر العظيم الذي سيشكل المقدمة المهمة لتحطيم المشروع الصهيوني وتفكيك الكيان الصهيوني المصطنع وتحرير فلسطين كل فلسطين والجولان العربي السوري وكل ذرة تراب مازالت مغتصبة في جنوب لبنان المقاوم كيف لا وسيد المقاومة اللبنانية المنتصرة الذي آوفى بالوعد والعهد وبشرنا في إنتصار الرضوان بأن هذا الكيان الى زوال إن شاء الله هم وشركائهم مجرمي تحالف الشر الإنكلو امريكي الصهيوني لذلك لا الاتفاقات ولا المعاهدات ستحمي قطعانهم الغازية وعملائهم الصغار الذين لن يكون مصيرهم افضل من مصير الاحتلال الصهيوني وعلائه في جنوب لبنان وفلسطين .