بسم الله الرحمن الرحيم
من سمير القنطار الى مروان البرغوثي ..... ((الرسالة وصلت ))
بقلم : منذرإرشيد
((سمير القنطار وحديث ذو شجون ))
عميد الأسرى العرب الذي أمضى ثلاثون عاماً في السجون الأسرائيلية
خرج مؤخراً بعد أن أعلن نصر الله أنه أحد أهم مطالب حزب الله في تلك المرحلة "واستمر العمل بكل جد حتى تم ذلك
وجه المحرر البطل سمير القنطار عدة رسائل من خلال تصريحاته منذ أول ساعة تم الافراج عنه
منها ما يخص فلسطين حتى ظهر كأنه فلسطيني اكثر من الفلسطينيين
وهذا ليس مستغربا على بطل عربي وحدوي عاش في فلسطين رغم انه كان في سجن إسرائيلي " ويبدو أن رعاية البطلة الفلسطينية أم جبر وشاح له أثمرت كما لم يثمر عند البعض الرضاعة من ثدي أمه ولا الأرض التي ستحضنه بعد غياب كل أهله
سمير القنطار لم يحظى بتغطية إعلامية منذ إعتقالة الى يوم إفراجه الا في السنوات الأخيرة بعد أن ركز حزب الله على قضيه الافراج عنه "
ذالك لأن وسائل الاعلام لم تكن كما هي عليه اليوم حيث اقتصرت على الصحف والاذاعات
أما مروان ورغم قصر مدته كأسير قياساً بسمير فقد حظي بغطاء إعلامي واسع ربما يزيد آلاف المرات عن سمير القنطار"حتى أصبح إسما معروفاً على مستوى العالم .
سمير القنطار وجه أكثر من رسالة وإلى أكثر من اتجاه وفي وقت واحد "
إلى العدو الاسرائيلي وإلى الداخل اللبناني وإلى الشعب الفلسطيني
ففي رسالته الى العدو كانت رسالة عنيفة جداً لرجل خرج من الأسر وأمضى ثلاثون عاماً وما كان مطلوباً منه أكثر من أن يقول كلمة ( شكراً )
ويستريح ويبقى رمزاً يتغنى به أحبائه وشعبه "
ولكنه فاجأ الجميع بخطابه الثوري وهو يقول.... أنا خرجت من فلسطين لأعود إلى فلسطين "ويبدوا أنه كان يعرف حكم العدو عليه سلفاً بالقتل .!
ورسالته الى الداخل اللبناني كانت أكثر قوة ووضوحاً وجرأة من خطاب حزب الله حول سلاح المقاومة "ربما سيكون صاحب مشروع مقاوم حتى لو إنسحبت إسرائيل من كل الاراضي اللبنانية وأُُعفِي حزب الله من هذه المهمة.....!!!!وكأننا أمام فصل جديد لمقاومة جديدة .! بعد أن يتم إلزام حزب الله بوقفها إذا ما تم الأنسحاب من الاراضي اللبنانية " وخاصة أن سمير القنطار شدد على تحرير فلسطين واعتبر أن المقاومة ستستمر .
أما الرسالة الثالثة فكانت الى أخيه القائد مروان البرغوثي حيث أشاد به إشادة بالغة الأهمية والمعاني .."
(( مروان رئيساً للشعب الفلسطيني ))
دون أدنى شك أن سمير خرج وهو يحمل رسالة من رفيقه مروان ورغم أنه لم يقل ذلك إلا أن فحوى الكلام الذي ردده وبحضور الأخت المناضلة فدوى زوجة الأخ مروان والتي كانت حاضرة مع كل خطوات عملية التبادل حتى اسبوع كامل وهي تتابع رفيق مروان بحضور متميز له
دلالاته....( الايجابية )
إن ما ردده سمير القنطار حول رفيقه وصديقه مروان البرغوثي لم يكن رأي سمير الشخصي فقط "وإنما هو محصلة قناعات ترسخت من خلال أحاديث وربما ضمن تفاهم بينهما لكي يُدلي بهذه المسألة وخاصة أن حامل الرسالة ليس عابر طريق وإنما سمير القنطار الذي سيستمع إليه الملايين في العالم .
بدون أدنى شك أيضاً فسمير كان وفياً لمروان من خلال ما وصفه به من صمود وثبات ووفاء لشعبه وقضيته ... وهو أمرٌ معروف
فمروان لا يحتاج شهادة تثبت وطنيته " ولكن هذا لا يعني أن البطل سمير القنطار لم يكن محقاً في ما قاله بوصفه الأخ مروان وله الشكر
إن القول .....مروان سيخرج من السجن عاجلاً ام آجلاً وله دور تاريخي وسيكون قائدا للشعب الفلسطيني " وأضاف لا احد في هذه المرحلة أقدر من مروان ليقود الشعب الفلسطيني ..!
الحقيقة لم يأتِ كلام سمير القنطار من فراغ "وقد سبقه عدة تصريحات للأخ مروان حول هذه المسألة " وكتبنا حول هذا الموضوع وبينا رأينا فيه... ورغم عتب أختنا الفاضلة فدوى أكرمها الله وأثابها على جهودها الخيرة "والتي قالت لي أن مروان لم يصرح بذلك ....
وأتمنى أن تحمل هذه الرسالة الى الأخ مروان مع كل المحبة والتقدير والاحترام "ويعلم الله أني لا أقصد الا الخير له وللوطن
ونعيد ما قلناه وباختصار ...........أن من حق مروان أن يطمح حتى على المستوى الشخصي ولكن الحالة الفلسطينية ما زالت غير ناضجة للطموحات الشخصيه للتربع على( العرش )
فمنديلا خرج من السجن بعد أن أنجزمشروعه النضالي " فخرج وشعبه يحتفل بالنصر " وحمله شعبه الى الحكم الذي كان زاهداً فيه
أما إذا كان الطموح من أجل تحرير الأرض والانسان
ففلسطين ما زالت تحت الاحتلال يا أخ ابو القسام وتحتاج الكثير الكثير
وأشكال النضال لم تنغلق إطلاقاً وأنت أدرى بها وأقدر على تطويرها
حتى لو دعوت الى العصيان المدني أمام هذا الصلف الصهيوني / فسيستجيب لك الملايين دون أن تكون رئيساً
ونقول للأخ سمير القنطار بعد التحية والاكبار على صموده الجبار ...
إننا يا أخانا الكبير وكشعب فلسطيني نحب مراون ونقدر لمروان دوره الريادي ونثمن تضحياته كما نثمن تضحيات الآلآف من الاسرى وخاصة رموزهم وقياداتهم التي ضحت من أجل أن يحيى الوطن
إن الشعب الفلسطيني بعد أن عاش التجربة وخلال نصف قرن من الزمن ويزيد وقد دفع الكثير الكثير من أبنائه ومستقبلهم من اجل الحرية والكرامة
ونحن الآن لا نحتاج الى قائد ولا رمز بقدر ما نحتاج الى وحدة الشعب والوطن الذي تمزق بفعل التناحر على السلطة وهذا الخلاف على البرنامج السياسي والنضالي / شعبنا يريد ان يخرج من عنق الزجاجة الى الفضاء الرحب والعيش الكريم حتى يعود اليه توازنه وقدرته على التفكير / فقد شلت الأحداث الداخلية تفكيره وأبعدته عن جوهر قضيته الأساسي / شعبنا يريد قيادة جماعية تراعي كل أمور الوطن ومستقبل القضية الذي أصبح لقضيتنا تفاعلها وإعادتها على الخط المستقيم الذي يوصلها الى اهدافها
بعيداً عن الطرق الملتوية التي أهلكتنا وتوهتنا في دهاليز مضلمة
ولعلك تعرف كما يعرف القاصي والداني إن تجربة الشهيد ياسر عرفات ما زالت ماثلة امامنا وهي رؤيَ العين
فمع كل ما حمله ياسر عرفات من مواصفات شخصية ورمزية قيادية والتي ما كانت الا نتاج تراكمات عقود من الزمن بدأها كما يبدأ الطفل الصغير الذي يبدأ حبوا " فيمشى ويهرول وكيف أصبح هذا الشاب .!
فاقتدر وبرز وتفاعل وفعل الى أن أصبح اسمه يدل على فلسطين بكل ما تعني "وخاض كل المعارك ميدانيا وسياسياً حتى أوقف العالم مدهوشاً أمام قدرته وكفائته وشجاعته وحسن أدائه السياسي "
حتى حقق إتفاقاً أذهل الدنيا ولو استمر هذا الأتفاق الى ما كان يصبوا إليه لكان من أكبر الانجازات رغم أنها لا تحقق كل طموحات شعبنا ولكن على الأقل كخطوة في مسرة الألف ميل "
((ما زال الوقت مبكراً يامروان ))
ولكن وبالرغم من ما قدمه ياسر عرفات ليثبت صدقه في السلام ...ورغم هذا كله ....ذهب ياسر عرفات كما يُقال ..(( بشربة مية))
إذاً ما هو لطموح او الحلم الذي يراود مروان البرغوثي في أن يكون رئيساً للشعب الفلسطيني ..!!
واذا كان من أتى بعد ياسر عرفات وهو الرئيس الحالي أبو مازن وهو أقرب القيادت الفلسطينية الى الغرب وهو العقل الذي كان يعتمد عليه أبو عمار سياسياً حتى تم إنجاز اوسلو.......
ونحن نراه يراوح مكانه في عملية ركض مراتونية وهي ليست أكثر من
(مكانك سر ) دون أي طائل
وهنا نطرح السؤآل التالي للأخ مروان البرغوثي يا أخ مروان وأنت أصبحت رمزا وطنيا وليس فتحاوياً فقط
ماذا ستقدم إذا أصبحت رئيساً .!!
ورئيساً على ماذا..!! على السلطة ...على جمهورية ...على دولة ..!!
وكل العالم يدرك أنها مجرد كذبة وصدقناها وأنت ترى أننا مع كل آخر شهر نصرخ بالصوت العالي.... يا عالم أنقذونا "إرسلوا لنا الفلوس "مالكم تاخرتم .! ممكن بعد شوي إذا ما أنقذتمونا تنهار السلطة ...!!
وبرأيك حتى لو نلت إجماعاً وهذا ممكن " وليس بالشيء المستحيل وخاصة بعد أن كلحت الوجوه على الساحة الداخلية وأنت ترى هذا الضياع والتخبط والتمزق الحاصل جراء التناحر على السلطة "
هل ستستطيع ان تشيل الزير من البير ...!! وهل ستنتزع الحق الفلسطيني من بطن الحوت الأسرائيلي ...!
ماذا ستقدم لأسرائيل حتى ترضى إسرائيل ان تقدم لك ...!
لقد قدم ياسر عرفات أكثر ما يتمنونه من خلال التنازل عن فلسطين التاريخية والقبول بحدود عام 67
وماذا تتوقع ان تقدم إسرائيل غير المزيد من المستوطنات والتوسع وهدم كل أحلام شعبنا
((رسالة من محبيك ))
يا مروان وبكل حب وتقدير لتضحياتك إياك أن تقع في فخ السلطة والزعامة الكاذبة " وحتى لو حملك الشعب ووضعك على كرسي السلطة
فهي مسالة وقت من الفرح والبهجة وستنتهي " وستبدأ الأسألة تنهال عليك من كل حدبٍ وصوب " ماذا فعلت أين وصلت ..!! أين وعودك أين تفائلك أين وصلنا ..!!!!
وصدق أنك لن تبقى مروان الذي كان قبل عام أو عامين أو حتى ثلاثة
إسأل من سبقك "إسأل من جرب " إسأل من ذاق العلقم وجف ريقه في مفاوضات لا طائل منها
إنك أعرف الناس بهم وبكذبهم وبخبثهم ودهائهم
فهل ستحمل إرثاً من التراكمات التي تفاقمت من مستوطنات وجدار وما أضيف الى القدس من خنق وتدمير وغيرها من الأمور ..!!
من أين ستبدأ والى أين ستنتهي وأنت تعرف أن الأسرائيليين محترفين في الكذب والتسويف والمماطلة ..!!
أتمنى أن لا تشغل بالك يا أبا القسام بالزعامة ""فأنت زعيم
نعم ومن مثلك اليوم ..!وأنت تسجل أروع صفحات النضال الفلسطيني
إثبت يا مروان على الحق " فالقضية الفلسطينية لن تموت "بل جميعنا سنموت وستبقى القضية " وسنسأل عن أي تفرط أو أي تنازل أو أي مساومة على القدس التي هي كنزُ الله في الأرض "أما حق العوده ..!!
فإنهم واهمون " واهمون وامثال سري نسيبة لن يجنوا الا الخزي والعار
وهم يعتبرونها أمراً منتهياً وكأنهم وكلاء الله في الأرض
أخيراً مروان البرغوثي المستقبل لك ولأمثالك إن أحسنت تحسس خطواتك بثبات وحكمة " وحين يأمر الله فلا راد لأمره في أن تكون قائداً
وزعيماً ورئيساً ...........((ولمَ لا..!! ))
منذر ارشيد
من سمير القنطار الى مروان البرغوثي ، الرسالة وصلت بقلم : منذر إرشيد
تاريخ النشر : 2008-08-02
