جلست أمام جهاز التلفاز أتابع أخبار الوطن الجريح فإذا بالأخبار تنزل كالصاعقة على قلبي المنكسر ومفادها أن الإخوة الأشقاء دخلوا في مسلسل جديد من مسلسلات شق الصف ، والتنازع المفضي إلى ذهاب الريح ـ لا قدر الله ـ والمتمثل في عمليات الأسر المتبادلة للكوادر والمناضلين. وآلمني أن تتوالى التصريحات ومفادها أن العملية هنا رد فعل على ما يحدث هناك ، علما بأن هنا وهناك الدم الواحد والمصير الواحد والقضية الواحدة والهدف الواحد ، وكل شيء واحد إلا شق الصف هذه البذرة الخبيثة التي استنبتها العدو الماكر لتصير شوكا و قتادا يدمي قلوبنا وكلنا أسرى في وطن عربي كبير .
أسرانا في سجون العدو يترقبون منا أن نفتديهم ، ونقايض حرياتهم بجنوده ومستوطنيه ، ونحن نتبارى في أسر بعضنا ليقايض بعضنا بعضا بعد ذلك ليكون الوطن الجريح هو الخاسر.
ما كنت مفتيا من قبل ، واليوم حق لي أن أفتي فتوى يمليها الحس الوطني والقومي ومفادها أن من حدثته نفسه بأسر أخيه فقد برئت ذمة الله منه. ومن أوقع أخاه في أسر وجبت له نار جهنم ، وكان كمن قدم أخاه أسيرا للعدو. ومن سكت عن أسر الأشقاء كان شيطانا أخرس .
وإني لآمل أن يدين أحرار الوطن عبر هذا الموقع المناضل عملية الأسر أو بالأحرى عملية شق الصف بكلمة صادقة مع الدعاء بألطاف الله الخفية . عاشت فلسطين ، ودامت الأخوة تامة غير منقوصة. ولا أسر إلا من أسر من أجل الوطن في سجون الاحتلال الغاشم .
ماذا تقدم عملية الأسر المتبادلة بين أبناء الوطن للوطن الجرح بقلم:محمد سعيد أبو مجد
تاريخ النشر : 2008-08-01