القرار الفلسطيني يحدد خيارات السلام والحرب بقلم:خالد عبد القادر احمد
تاريخ النشر : 2008-08-01
القرار الفلسطيني يحدد خيارات السلام والحرب

خالد عبد القادر احمد
[email protected]


لان صخب الحوار الداخلي الفلسطيني اعلى من ان يتيح سماع الصوت الوطني, لان فوضى حركة اطراف الصراع الداخلي تعيق حركة الانجاز الوطني وتمنعه من المبادرة , لان الشعارات التي تطالب بالانتحار مرفوعة اعلى من شعار المطالبة باحياء الوطن , لان الاجهزة المعادية تسلط ضوءها الاعلامي على الصورة السابقة , من اجل كل ذلك لم يعد الفلسطيني قادر على رؤية الخيارات المتاحة امام نضاله , لم يعد يرى الامكانية الخلاقة لقدرة المبادرة والابداع الوطني وامكانية استعادة قوة ( ما نعتقده ونراه ضعفا) وتريد لنا الجبهة الصهيونية العربيية المعادية ان نستمر في رؤيته ضعفا
ان الوضع التاريخي للقضية الفلسطينية وليس الحلقة الراهنة منه فحسب يتاسس على ادراك الاستعمار لقيمةواهمية الصفة اللوجستية الجيوسياسية لموقع فلسطين الجغرافي على صعيد حركة الاتصالات العالمية والعلاقات الاقليمية,وعمله على الاستفادة منها وتوظيفها لصالح مصالحه في التفوق في صراعه العالمي مع وضد المراكز الاستعمارية الاخرى وشكل ذلك الاساس النظري الذي اخذته بريطانيا بعين الاعتبار حين خططت لاستصدار قرار التقسيم ,
هنا يكمن في الوضع الفلسطيني خيار القوة وخيار الضعف ونوعية الوعي الفلسطيني المسيطر فحسب هي التي تقرر ان تكون الصفة الفلسطينية الاستراتيجية ( الاهمية اللوجستية ) خيار قوة او خيار ضعف , وحتى اللحظة وبسبب من سيطرة وعي المقولة اللاوطنية ( الدينية والقومية العربية ) كانت رؤية الصفة اللوجستية خيار ضعف هي السائدة
لذلك اتجه الفلسطينيون في بحثهم عن سبيل لانقاذ الوضع الى حلول انهزامية تتكثف جميعا في مقولة الغاء المشروع الوطني والتخلي عن ما تم الانجاز فيه حيث ربط التحرر بالمعركة القومية العربية او بانتظار النصر الاسلامي من عند الله او الانضواء تحت ظل النجمة السداسية واصبحت المسائل اما الاستجابة للعرض الصهيوني للتحرر الفلسطيني او للعرض الديني والقومي العربي لهذا التحرر وكلاهما يعني استعادة واحد من الاحتلالين
لكن لدى الفلسطينيين في الحقيقة الخيار الوطني الذي يحتاج فحسب الى التماسك الوطني على مطلب الاستقلال والسيادة والى قوة قيادية قادرة على ترجمة هذا التماسك الوطني الى تقاطع ايجابي مع ( الحاجة الاستعمارية لاهمية فلسطين اللوجستية ) ووضع الاستعمار العالمي في ان يختار
• اما ان يوظف الفلسطينيون اهمية موطنهم اللوجستية لمصلحة السلام في المنطقة وما يمكن ان تقدمه لمصالح الاستعمارمن امن وعائدات
• او ان يرفض التحرر والاستقلال والسيادة الفلسطينية فيوظف الفلسطينيون اهمية موقعهم اللوجستية في اضطراب المنطقة وتعريض سلمها ومصالح الاستعمار للخطر
ان الفلسطينيون يملكون اذن القدرة على تحديد قرار الحرب والسلام في المنطقة وما يحمله ذلك من استقرار او عدم استقرار على السلام العالمي نفسه وكذلك على لعبة موازين القوى وحالة التفوق بين مراكز القوة العالمية , وهو الامر الذي لا يدركه حتى اللحظة الفلسطينيون وهم لذلك ليس لحركتهم في الصراع الاقليمي او العالمي وزن ولا قيمة , وبسبب ذلك تراجع مستوى اهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية من المستوى السياسي الى المستوى الانساني
ان البرنامجية المعبرة عن ادراكنا لقوة الخيار الفلسطيني لا تستبعد طبعا اي نهج نضالي يتيح الوصول الى سرعة تقليص الانجاز المعادي وتحقيق الانجاز الوطني , ولكن حتى نصل الى افضل مستوى من القدرة على التعامل مع قوة الخيار الفلسطيني المذكورة فان علينا واجب تصويب الاسس الخطية لبنية الثورة الفلسطينية بالتخلي عن مقولتي فلسطين وقف اسلامي وفلسطين جزء من الوطن العربي الكبير والتحصن خلف مقولة القومية الفلسطينية كتطوير حتمي وضروري لمقولة الخصوصية الفلسطينيةوترجمة ذلك في ( لاائحة النظام الداخلي ) للفصيل وفي مواد دستور السلطة الفلسطينية
ان اهمية ( تجربة حزب الله ) والخبرة التي يمكن اكتسابها منها انما تتعلق بالضبط لعلاقة حركة حزب الله بهذه المسالة المعروضة هنا وهي الخبرة الرئيسية التي كان على المتحاورين الفلسطينيين الانتباه لها ومحاولة اثارة كيفية الاستفادة منها في الواقع الفلسطيني وهو الامر الذي نثمنه من تجربة الحزب بعيدا عن تقدير دور الشخصية القيادية او الصراع المذهبي ...........الخ