56عام من الثوره على الملك فاروق بقلم:يسري شراب
تاريخ النشر : 2008-08-01
56عاما على الثورة المصرية

الملك فاروق سيئا أم لا أمر يمكن قياسه بالانجازات في عهده
الملك فاروق سليل أسرة محمد على وآخر أبنائها من حكام مصر
كان شهما طيبا ذو خلق نبيل لكنه لم يكن صاحب حلول
كان يحيط نفسه بحاشية ذات ميول مزاجيه - أمر شائع -
أفضل ما فيه انه أصيل من سلاله محمد على - راعي النهضة الحديثة في مصر
كان يحب النساء أمر نافسه فيه من انقلبوا عليه

وهنا تبدو المقارنة واجبه في من حكم مصر من بعده
محمد نجيب رئيس بالأقدمية العسكرية - طيب الخلق - فيه من الأخلاق الإنسانية الكثير التي لا تحسب له كرئيس بقدر ما تحسب له كانسان نبيل

كانت أول أخطاء الزعيم القائد والرئيس / جمال - معاملته السيئة لمحمد نجيب
والخطأ الثاني للزعيم / جمال عبد الناصر - التورط في حرب شامله داخل اليمن
أنا مع مساعدة الانظمه العربية التقدمية لكن بشرط أن تساعد نفسها أولا ولا أكون بديلا عنها - وهذا خطا عبد الناصر في اليمن -
والخطأ الثالث / انه ترك المشير عامر يتحول إلى ملك على الجيش المصري
كان المشير عامر ورجاله في الجيش المصري بسلوكياتهم اقرب ما يكونون إلى الملك فاروق والحاشية التي جنت عليه
صلاح نصر هو احمد حسنين - وشمس بدران هو إسماعيل صدقي - وعلى شفيق اخذ دور المرافق الايطالي الأصل عند الملك

لكن عبد الناصر شي آخر - له انجازاته - التي تغطي على ما سبق من أخطاء
مساعدة العمال والفلاحين وهم الطبقة التي وقف بجانبها عبد الناصر والتي تشكل فقراء مصر المطحونين بنسبة لا تقل عن السبعين في المائة ولا تزال
كان معهم في الإصلاح الزراعي والصحة والتعليم والتشغيل والمصانع الحربية والسد العالي - كله من اجلهم - ليحقق لهم الاكتفاء الذاتي
كانت الفوارق الاجتماعية غير محسوسة
المساواة في الظلم عدل

على مستوى السياسة الخارجية نصر العرب كلهم
من الجزائر إلى الكويت وفلسطين
يكفي أن البيت الفلسطيني الآن من أسسه هو / جمال عبد الناصر
ويكفي السوريون أنهم تعلموا بناء الدولة من مؤسسات مصر الناصرية
ويكفي السودان انه تعلم القراءة والكتابة من المصريين الناصريين
وحدث ولا حرج عن اليمن واليمنيين - والعراق الذين عرفوا الاستقرار على هديه وتعاليمه وجماهيريته -

أما السادات فقد جاء بما يخالف عبد الناصر في كل شي
كان الوجه الآخر لعهد الملكية في مصر
أعطى الحرية لكل من يعادي عبد الناصر واعتقل كل الناصريين
وترك الاقتصاد المصري في أيدي حفنه من الأثرياء الجدد الجشعين
ولو بقي الملك فاروق حاكما لمصر لن يفعل في مصر اقل أو أكثر مما فعله الرئيس السادات

وإذا كان المشير عامر اخذ من الملك فاروق صفات حاشيته وسلوكياتها فان السادات اخذ منه حرية الأثرياء الجشعين الذين نهبوا الاقتصاد المصري على حساب السبعين في المائة من الفقراء والمطحونين
إذن مساوئ الثورة هي مساوي الملكية في حالتين
حالة المشير عامر والحاشية وحالة السادات والاقتصاد المنهوب للأقلية الغنية

وجاء الرئيس حسني مبارك ليرث هذا الحمل الثقيل وزاد عليه المقاطعة العربية لمصر بسبب الصلح الساداتي مع إسرائيل
وسجل نجاحا ملحوظا في إنهاء المقاطعة العربية لمصر واستعاد جزء من مكانتها التي فقدتها في عهد السادات
وهو في صفاته وأخلاقياته الشخصية لم يكن مثل حاشية المشير من العسكريين بل كان مثل عبد الناصر يحب بيته وأسرته ويفضلها على أي علاقات خارجها

يبقى الأهم هو الاقتصاد المفتوح أو قل المنهوب والأغلبية الفقيرة من المصريين والتي تحتاج إلى حلول قد تغطيها فوائض السيولة العربية المخزنة في بنوك الأمريكيين والأوربيين فهل يسمحون للعرب باستثمارها في مصر
هذا هو المستحيل

والحل الثاني أن تعود مصر إلى الاقتصاد الموجه مرة ثانيه
ويمكنني القول بان خمسة مليون ثري في مصر لو دفعوا زكاة أموالهم للخمسين مليون فقير مصري على الوجه الأمثل والتوزيع الصحيح لن يبقى فقيرا واحدا في مصر يشتكي الجوع فهل يفعلون أم أن الأمر يحتاج إلى تخصيص وتدخل حكومي نزيه ورشيد بقرارات وأفعال لن يأتي بها إلا ملائكة على الأرض يعيشون - فهل في عصرنا هذا ملائكة على الأرض يعيشون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هامش
100دولار لكل فقير اي خمسة الاف مليون دولار للخمسين مليون فقير يستطيع اثرياء مصر ان يدفعوها من زكاة اموالهم او تكون بدل مصروف يوم لنفس الاثرياء في مارينا او شرم الشيخ