الطريق الدائري بقلم : إبن حيفا (الخارط)
تاريخ النشر : 2008-08-01
1

الوقت من علقم ٍ...
والعمر أكوابه المترعهْ

هذا اليقين خداع السّراب وتلك العجاجة ليست غبار خطى العائدين
لا الخيل مُســرَجَـة ٌ
لا البيض مُشـَرَعة ٌ
لا الأرض تنتظر الفاتحين .. وما صيحة الهيلمان سوى جعجعـهْ

ضيّعتُ دهراً أفتش في قشّ منفايَ عن إبرةٍ قيل عنها تـُخـْيط جراح الحنيـن
لكنني ما حظيت سوى بسؤال ٍ وريشة عنقاءٍ اشتعلت روحه في سعير الأنين
غمّستها بدم الإنكسار .. رسمتُ على الريح وجهاً بلا قسَماتٍ وصحتُ بهِ :
وطني .. أم سفينة نوح ٍ بلا أشرعهْ ؟!

ــ هذا التوتر في الشفتين على قفلة الآهِ أكمل من دائريّ وأبعد من آدميّ وأقرب للسّرمدية منه إلى برزخ الإنتظار..
قال بيكاسو ... ونقــًّطـَ في راحة الليل من لؤلؤء الجيرنيكا حبتين :
واحدة ٌ لم تفارق وجنة أمّي
وأخرى تضيء معالم دربي في عتمة المعمعهْ

2

العمرُ من عوسج ٍ...
والغيّ أقدامنا الحافيهْ
أولـه غادة ٌ يتلعثم فيها لسان البلابل
ثمّ على بعد دغلٍ ونبعين ينتهز الصقر فرصته عند أقرب عصفورةٍ غافيهْ

ليس احتمال الخطيئة قابيل إلا رهان الطبيعة هابيل
ما الغي إلا توغلنا في غياهب أيامنا
مقبلين خفافاً بأوهامنا
مدبرين ثقالا بأعباءنا
نـُذراً ناذرين على مذبح الخوف علّ المحتـّم يرجيء ساعاتنا زاحفين إلى أرذل العمر ِ
لكنه مخلب اللحظة الخافيهْ
ما أرذل العمر إلا بقايا حنين ٍقصيّ لما لا يعود وأشلاء ذاكرةٍ في محيط العمى طافيهْ
تغزل عزلتها بخيوط الرجاء على أملٍ لا وراء له أو أمام
لكنْ له هـوّتان ِ:
واحدة ٌ ناهيهْ
واحدة ٌ نافيهْ

3

العمر من حجرٍ ..
ألروح إزميله ...
والنـُصبُ هذا صدى الأبجدية

قبل شروع القصيدة لا بدّ من وجع ٍشامخ ٍ يتعالى على وحشة الروح ِ
لا بدّ من وحشةٍ تتسامي إلى ذروة الإغتراب
ولا بدّ من فكرةٍ هشـّةٍ مثل طين البداية
تعجنها في إناء العناء وتقدح فيها بريق الحنين إلى الأبدية
ــ ما الأبدية ؟

ــ شكّ المعرّي ... سـبّابة المتنبي .. كوكب غابريل ماركيز ..
زهرة بودلير ... محنة أمرئ ْ ... متاهة عوليس ..نخلة بدرابن شاكر ..
رائحة الميرمية .. لعنة موتزارت ...صرخة إيلوار .. نحلة محمود درويشْ ..
وجه جيفارا .. قافلة الشهداء .. نار وكوفية الختيار .. طيش بيكاسو .. خبث دافنشي ..
طقس شكسبير .. خاتمة الديكتاتور .. درب الصليب .. ونسغ المطالع في السيرة الأحمدية

4

الـوقت مـن طلســم ٍٍفاحــم ٍ ........ والعمـــرُعبــدٌ يحـاول أســــراره والمـداد هو الأرقُ
عنــد شــــروع القصيدة تأتي الـرياح بـما لا يحـــبّ الشــّراع ولكــن بـمـا ينبيء القلـقُ
البحــر مضطـربٌ تـحتـهــا والمــدى كلمـا........... أطواقه اتســـعت تتبدّى لها أضيقُ
كأنّ على جبـل الحـرف أن يتـداعى هشــيماً أمـام هبـوب الــرؤى وهـي عاتيـة تطبـقُ
يشـِـحّ بريـق العبـارة حيـن تشــفّ القـوافي من البحــر مالحه .... ولا يـرتوي الــورقُ
لقـد أســمعتْ كلمات الفتى مـن بـه صممٌ ...... لأنّ الصخـور لوقــع حوافرهــا تنطـقُ
غـريـبٌ ويرخـي أعـنـّـتـها لريــاح البعيــد ....... تخــرّ له الفـلــوات فينـفتـــح الأفـــقُ
كـذا الشــعر لـؤلــؤة ٌفي المحــارة مغـلولـــة ٌ........ لكـنْ إذا أعتقتـها الأنـامـل تنطلــقُ
هو العمر شمسٌ تحث الخطى طلباً للغروبِ..فإن أطبقَ الليل هيهات يشّـقشق المشرقُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخارط